بيان المشايخ .. لماذا ؟ ولماذا الآن ؟
25 رمضان 1425

جاء بيان المشايخ الـ 26 - الذي نشره موقع المسلم - حول ما يجري في العراق ليجيب عن تساؤلات ، كثر ترديدها مؤخراً حول الموقف الشرعي الصحيح من المقاومة العراقية للمحتلين الغزاة ، ولكنه في المقابل أيضاً فتح أبواباً أخرى للنقاشات، سواء في ذات القضية أو في ظروف إصدار البيان وظروف الموقعين عليه .<BR>وبداية لعلي أقول: إن الحاجة لمثل هذا البيان كانت ملحة لعدة أسباب منها:<BR><BR>- صدور فتوى غريبة تمنع المجاهدين في العراق من مقاومة المحتل، وتدعو إلى رمي السلاح، ونبذ كل معاني العزة والشرف، بل و ( الوطنية ) والالتفاف وراء حكومة استعمارية نصبها المحتل ليحكم من وراءها وليستقر له الأمر ليكمل برنامجه الاستعماري في إخضاع المنطقة وقتل بقايا العزة بين شعوبها.<BR><BR>- ما اعتور مسيرة المقاومة من دخل ودخن ، وما جرى غير مرة من أحداث قد لا يحكم بجوازها شرعاً ، و ذلك إما لجهل بعض أهل المقاومة بالجوانب الشرعية أو بما يدخل في صفوف المقاومة من دخلاء . <BR><BR>هذا المشهد أدى لدى البعض إلى شيء من التوقف والتساؤل عن جدوى ذلك و شرعيته، فجاء البيان ليؤكد على مبدأ المقاومة وأنها مطلب شرعي من باب جهاد الدفع وفي ذات الوقت يؤطرها بالأطر الشرعية والضوابط الفقهية ويمنع المجاهدين عن التعدي في مثل هذه الممارسة إلى ما لا يقبله الشرع .<BR><BR>- حاجة المجاهدين وخاصة في هذه الأيام الصعبة التي رماهم فيها الأعداء عن قوس واحدة لوقفة معنوية ومؤازرة من إخوانهم المسلمين وفي مقدمتهم العلماء وطلبة العلم والدعاة . <BR>مثل هذا البيان سيعطي المقاومين دفعة قوية وتثبيت وترسيخ على ما هم عليه من الحق في مواجهة آلة النفاق الإعلامية الرهيبة التي تجلدهم صباح مساء !<BR> <BR>ومع هذا يبقى في النفوس شيء من الألم على ما وصل إليه حالنا من التردي واهتزاز المسلمات والتشكيك في الثوابت حتى احتيج إلى بيان في تأكيد حق المقاومة ورد العدوان !<BR><BR>إن قول كلمة الحق التي جاءت في ثنايا هذا البيان تبدو ثقيلة ولها تبعتاها على قائليها – في هذا الزمن الصعب - رغم أنها ما جاءت بشيء جديد سوى التأصيل لثوابت شرعية ولم تنطلق سوى من أدلة الكتاب والسنة ، التي لا خلاف عليها .<BR><BR> وأما الذين يضعون حكم الشرع وضوابطه في آخر اهتماماتهم عند النظر إلى الأحداث والحكم عليها فإنهم استقبلوا البيان فشرقوا به و أبت قلوبهم المريضة أن تقبل به .<BR> تناوشوا البيان ومن وقع عليه - كما هي عادتهم - بسهام التشكيك في النوايا والأهداف والتوجهات، و التهوين من أسماء الموقعين وأعدادهم ، و التغفيل وادعاء أن المشايخ لا يعون ما يقولون ، و الاستعداء بمحاولة تحميل كلامهم ما لا يحتمل ، أو الظهور بمظهر الأوصياء على المشايخ فيملون عليهم ما يجب قوله وما يجب الكف عنه . <BR><BR>قال _تعالى_ : <BR>" فترى الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة فعسى الله أن يأتي بالفتح أو أمر من عنده فيصبحوا على ما أسروا في أنفسهم نادمين" .<BR><br>