الإعدام الوقور.. الأمنية الجديدة!!
23 ذو الحجه 1427

[email protected] <BR>بعد أن كان (الرئيس العراقي الراحل) صدام حسين باسطاً نفوذ سلطته على كامل التراب العراقي، أخفق الرئيس الأمريكي جورج بوش في فرض الإرادة الأمريكية داخل غرفة صغيرة، أو هكذا قال.. <BR>والجديد ليس الحديث هنا عن المنطقة الخضراء كمنطقة مطمئنة لا تبارحها القوات الأمريكية ومسؤولوها في بغداد، لكن الجديد أن يصبح "الإعدام الوقور" أو "اللائق" أمنية يعجز جورج بوش عن تحقيقها مع حلفائه المستمسكين بالسلطة في بغداد.. وأن يتدنى الرئيس الأمريكي بسقف طموحه إلى تحقيق الإعدام الوقور أو القتل الرحيم وهو يمارس "سلطة القانون" في عنفوانها الأقصى. <BR>وعدت سلطة الدولة العظمى بتأمين حياة كريمة للعراقيين، غير أنها لم تتمكن من تأمين إعدام لائق لأبرز شخصية عراقية على مدى ثلاثة عقود، وهو ما يستظهر حالة بائسة ليس الإعدام المتلفز إلا تعبيراً موجزاً عنها، وحين تعجز الولايات المتحدة عن الإيعاز إلى أشياعها في العراق بإنجاز مهمة قانونية ـ إن جاز التعبير ـ، فإنها تسمح لخيالنا أن يجول عن مئات الآلاف الإعدامات التي قد تمت دون محاكمة ـ ولو كانت صورية ـ والتي تسبقها حفلات "الدريل" الشائعة في العراق على أيدي الميليشيات الإجرامية. <BR>"إعدام صدام حسين كان ينبغي أن يكون وقوراً ولائقاً"، قال الرئيس الأمريكي، لكنه لم يفسر لماذا باشر بتسليم الرجل إلى حيث لا يمنح حق احترام لحظة الإعدام؟ ولمن لا يقيمون وزناً للمعايير الأخلاقية في لحظة كتلك؟ وكيف ائتمن أشخاصاً على حكم العراق لا يمكنهم التحكم في غرفة إعدام، أو لجم ثورة مناصريهم الموتورين في بضعة أمتار مربعة؟!<BR>لقد ترك الرئيس الأمريكي مشهد الإعدام وغط في نوم عميق ـ بحسب التصريح الصادر عن البيت الأبيض ـ فهل ستوقظه إعدامات الفقراء والمجاهيل كل يوم في ربوع العراق وأحياء بغداد؟ الرسالة قد تبلغها الأهل في العراق: الرئيس الأمريكي مستغرق في نومه، غائب في سردابه لا يوقظه إعدام في الغرفة أو في الطريق، العراق وحده يئن، وحده ينتظر الجديد والسيء معاً، فيما الرئيس المنشغل بتبديل بيادقه وأحجار إدارته يعِد بمزيد من القوات وارتقاء أعلى لنجروبونتي (الحائمة الشبهات حول ضلوعه في تشكيل فرق الموت) كنائب لوزيرة الخارجية الأمريكية كونداليزا رايس، وقرنائه، والعائذ دوماً بعبارات عن سيادة العراقيين وتصريفهم شؤونهم بأنفسهم، حيث تبرئ إدارته ذاتها مما حدث في غرفة إعدام صدام.. <BR>الإعدام الوقور إذن هو ما كان يتمناه بوش لصدام فلم ينله، فما حصدته يمينه مجموعة تكفيرية ملثمة تقود ضحيتها إلى جهنم وهي تنطق بالشهادة!! كتلك التي أقام الدنيا لحربها يوماً ما في أعقاب سبتمبر.. جلبها الرئيس لتنفذ "العدالة" بدلاً من أن تقاد إليها!! <BR>الآن، وبعد 45 شهراً من غزو العراق لم يحصد العراقيون من النظام الجديد إلا العلقم وولده، تصبح مهمة تحسين صورة الولايات المتحدة عسيرة جداً على الديمقراطيين الذين ورثوا دَيناً مرعباً من الناحية الأخلاقية أكثر مما هو مثقل من الناحية العسكرية، فثقافة العرب الذين قدم إليها المحتلون تقر لمن يستحق القتل ـ عدلاً ـ بميتة كريمة تخلو من التشفي والسخرية وتأبى على القتلة الرقص حول جثث الموتى مهما عظمت جرائمهم.."إذا قتلتم فأحسنوا القتلة"، وهي ثقافة لا يهنأ حاكمها بنوم "لو عثرت دابة بشط العراق".. <BR>شط العراق اليوم غاض بالدم، وصار "الإعدام الوقور" حلماً يرتجى، لآلاف يمرون على الحواجز الوهمية وغير الوهمية في بغداد غير بعيد عن المنطقة الخضراء التي يسكنها رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي التي بدورها تذرعت بالتعجل في إعدام الرئيس العراقي صبيحة عيد الأضحى المبارك لأنها ببساطة تستبق خطة هروبه المزعومة، حيث غدت حكومته ونظامه ونخبة جيش الدولة العظمى غير قادرين على الاحتفاظ بأسير حرب لديهم لأيام فعمدوا إلى التعجيل بقتله قبل أن تتداركهم المقاومة.. تماماً مثلما كان الملثمون الآخرون يفعلون قديماً قبل أن تداهمهم القوات الأمريكية.. أفهذا الذي يبشر به الرئيس الأمريكي وأشياعه؟! <BR> <BR><BR><BR><BR><BR><br>