حضرات الكتـاب.. هنيئا لكم موقعكم !
9 ربيع الأول 1428

أقلام عربية تقدح في الثوابت وتذم كل شريف وتصف الصامدين من الأمة بكل نقيصة، هذه الأقلام كانت ولا تزال موجودة لدينا منذ قديم الزمن.<BR><BR>هذه الأقلام لا تملك من العربية إلا اللغة والقواعد، ولو أنها استطاعت ذم ثوابت الأمة بلغة أخرى غير العربية، تكون معروفة للعرب جميعا، لما تأخرت فيما يبدو، حيث إنها تشعر بالكثير من الحرج للإئنتماء الى هذه الأمة. <BR><BR>خلال السنوات الأخيرة خرجت علينا جرائد ومواقع انترنت، انضمت الى صحف ومجلات ورقية سابقة في المجال، لا عمل لها إلا تجميع كل مقال يسيء الى ثوابت الأمة، وينقص من قدر العاملين على حمايتها، والتشكيك بنواياهم، ونسج الأعاجيب حول مصادر تمويلهم، الى آخر الاسطوانة الممجوجة التي ملت أصحابها وما ملوها. <BR><BR>العجيب في الأمر أن هذا الهجوم المسعور على الثوابت والثابتين عليها، يرافقه كيل ثناء غير محدود لكل ما يصدر من أعداء أوطاننا، فكل شيئ يصدر منها لصالحنا، وكل أفكارهم لخيرنا، ومن المصلحة ان نقتفي آثارهم، واذا حاكم كبار لصوصهم لصا أصغر فذلك مثال الديمقراطية والعدالة. <BR><BR>المشروع الإسلامي في العالم، مشروع بشري الجهد والمسعى، يهدف الى إعادة الأمة الى ثوابتها ومبادئ قوتها، ما زعم أصحابه العصمة يوما، ولا ادعوا علوهم على غيرهم، وقد تطور خطابه بشكل كبير خلال مسيرته، ومع هذا يتعامل معه هؤلاء الكتاب بنفس القوالب والمعايير التي كانوا يعامله بها أسلافهم بها منذ أول سنوات نشأته حتى يسـأل المرء نفسه "أتواصوا به".<BR><BR>والمستغرب أن هذه الأقلام وهؤلاء الكتاب مصابون بالعمى الإرادي ومرضى بالنوايا الدنيئة، فكل ما يصدر عن الشرفاء من أمتنا مشبوه محكوم عليه بأنه يأتي لخدمة أهداف إقليمية وتقاطعات دولية، وإذا أحسنوا الظن ونقوا الطوية فالأهداف غير واقعية والوسائل غير عملية والمخططون حالمون غارقون في الأحلام. <BR><BR>هؤلاء صاروا اليوم دون مبالغة اللسان العربي الذي ينفث سموم أعداء الأمة بين أبنائها، دون الحاجة الى ترجمة ومترجمين، لأنه بكل بساطة يتكلم بلغتنا العربية.<BR><BR>ويكفي المرء أن يلقي نظرة على المواقع الإسرائيلية الناطقة باللغة العربية مثل موقع وزارة الخارجية، ليجدها تعج بالمقالات المسعورة التي تهاجم حركات المقاومة في فلسطين، وجمعيات مقاومة التطبيع والقوى الرافضة له، هذه المقالات اقتبستها تلك المواقع من جرائد ومواقع عربية وأعادت نشرها كونها متوافقة تماما مع وجهة نظرها. <BR><BR>يعني بكلام اخر أن المواقع الاسرائيلية، مع قدرتها على كتابة مقالات بالعربية تشرح وجهة نظرها، فضلت إعادة نشر تلك المقالات المسعورة لأنها خير من يتكلم باسمها ويعبر عن وجهة نظرها، وهي فوق ذلك كله مكتوبة بأيدي عرب ومنشورة في وسائل إعلام عربية. <BR><BR>ولا تقتصر جنسية هؤلاء الكتاب على بلاد معينة ولا جنسيات محددة، لكنهم جميعا ينتمون الى ذلك التيار المتخاذل الذي يوجه سهام مكره وحقده خاصة الى حركات المقاومة، آتيا في سبيل ذلك بكل غريب وكل تناقض ولاوياً عنق الحقائق حتى يصل الى النتيجة المطلوبة. <BR><BR>ويبدو أن الكتاب الذين رفعوا شعار " علو الهمة في هدم ثوابت الأمة" لا يبالون من يؤيد وجهات نظرهم، ومن يعيد نشرها، ومن يستفيد من انتشارها، لذلك تراهم كل يوم لهم أسلوب جديد، وفكرة مبتدعة، وفتنة مبتكرة. <BR><BR>لذلك من المهم أن يتوجه المرء الى هؤلاء المتفيهقين الرافعين رايات الشذوذ الفكري، ليعرف منهم أين يريدون أن يكونوا، وأين يريدون أن يصنفوا أنفسهم، فإما أن يعودوا الى مبادئ العقل ويتخلوا عن هذا التخاذل، وليبقوا على مواقفهم ضمن أطر الاختلاف وتعدد وجهات النظر، وإما أن يستمروا في التناوش من مكان بعيد حيث لن يكون لهم مكان في مسامع هذه الأمة ولا في قلوبها، بل سيبقون في مواقع وزارة الخارجية الإسرائيلية وحينئذ يحق لنا أن نقول لهم : هنيئا لكم موقعكم الذي ارتضيتم لأنفسكم...<BR><BR><br>