الكيان الصهيوني: 67 ذروة الانتصار وسبب التراجع الاستراتيجى الشامل!
20 جمادى الأول 1428

التصريح الذى اطلقه شيمون بيريز مؤخرا وقال فيه ان "إسرائيل" لم تنجح من خلال حرب عام 67 فى منع اندلاع الحروب ضدها مستقبلا ،هو اعتراف استراتيجى هام للغاية ،ليس فقط لانه يظهر واحدا من اهداف عدوان 67 التى لم تعلن فعليا من قبل بهذا الوضوح ،ولكن بالاساس لانه يظهر واحدا من اهم الجوانب التى يفهم منها التخطيط الصهيونى لعمليات التسوية التى جرت مع مصر والاردن ومنظمة التحرير والتى جاءت جميعها بعد حرب اكتوبر 73 ونتيجة لها ،باعتبارها جاءت ضمن خطة ورؤية الكيان الصهيونى بوقف اندلاع الحروب ومنع العرب من انهاكها عسكريا ،ومن ثم تلك التحركات جاءت بعد الانتصار العربى لا بعد الانتصار الصهيونى فى عام 67 .وهنا فان الامر لايجب النظر اليه من الزاوية التى يحلو للكثيرين التفكير بها –ضمن حالة نحر الذات وعدم رؤية ما لدينا من قدرات –اذ يجب النظر الى ما يجرى فى جانبه الاخر او على انه ايضا تعبير عن انهاك العدو ايا كانت درجة قوتنا او تخطيطنا بل الامر اذا جرى فهمه على هذا النحو،فهو يظهر كيف انا لو خططنا جيدا او لو كنا على "ايمان" حقيقى بقدراتنا ،لكنا انهينا الظاهرة الصهيونية .<BR>وواقع الحال ان الرؤية الاستراتيجية لتطور الصراع مع الوجود الصهيونى فى المنطقة العربية الاسلامية ،تشير الى تغيرات شاملة لصالح الوضع الاستراتيجى العربى ،على حساب القدرة الاستراتيجية للكيان الصهيونى سواء بشان معاملات بقاء هذا التجمع واستمرار استقراره ومدى توفر عوامل تمكن من تعاظم قدراته الاستراتيجية على مختلف المستويات او على صعيد المكانة الاستراتيجية لهذا الكيان فى اطار الاستراتيجيات الغربية التى على اساسها نشا او جرى تشييده باعتباره مشروع ينطبق عليه كافة اهداف انشاء المشروعات او الشركات ،هذا بالاضافة الى ما تكشفه مراجعة تلك المرحلة من تغيرات على صعيد امتلاك عوامل القوة والضعف بين طرفى الصراع عبر تلك المرحلة الطويلة المتطاولة ،وفى ذلك فان العامل الاساس الذى احدث التغييرات منذ حرب عام 73 وحتى الان ،هو الفعل الشعبى المقاوم الذى بات متحولا بطريقة متسارعة الى اعتماد الاسلام عقيدة ونهجا وقائدا ،بما اعطاه نمطا من جذرية الهوية وقوة الثبات والحشد لجماهير الامة وبما اعاد الصراع الى جذوره الاولى ،بطرح الثوات العقدية فى الصراع ودفعه الى حالة الاستراتيجية الصفرية بعد ان قطعت "إسرائيل" مساحة من النتائج فى جعله حالة مساومة بين طرفين .وهو ما انعكس بوضوح فى طرق المجتمع الصهيونى من الداخل وفى الهجوم من داخل القلعة لا من خارجها ،وفى حدوث تحولات حقيقية او على نحو شامل فى احتمالات حسم الصراع باتجاه نهاية الغزوة الصهيونية.<BR><font color="#0000FF"> 67 ذروة الجبل </font><BR>كان عدوان 67 هو ذروة الجبل الذى بدا الكيان الصهيونى صعوده سواء فى مرحلة التغيير فى داخل فلسطين منذ اندفاعة وعد بلفور او ما جرى خلال عامى 47 و48 وتواصل عبر عدوان 56 .<BR>كانت الفترة الاولى من خطة انشاء الكيان الصهيونى قد اعتمدت حالة التغيير التدريجى فى داخل فلسطين وخوض المعارك الجزئية –تحت حماية سلطات الاحتلال البريطانية-لتثبيت الوجود الصهيونى وتشكيل المؤسسات العسكرية والاستخبارية والسياسية والاقتصادية والاجتماعي للكيان الذى كان يجرى بناؤه على انقاض الوضع الفلسطينى .وعقب نهاية الحرب العالمية الثانية انتهت الاوضاع الى قفزة لقادة المشروع فى داخل فلسطين وفى الخارج بقيادة الوكالة اليهودية ،واطلقت مرحلة الاعداد لظهور الكيان ،وهو ما جرى عبر عامى 47-48 من صراعات عسكرية كتبت نهاياتها الماساوية عربيا على يد الجيوش التى تدخلت فى مواجهة العصابات الصهيونية –التى دربتها وساندتها وسلحتها بريطانيا البلد المحتلة لفلسطين –وفى ذلك اصبحت بريطانيا هى صاحبة اليد الوحيدة فى تحديد من يقوى ومن يضعف ومن ينهزم ومن ينتصر باعتبارها البلد الذى يحتل فلسطين ومصر والاردن ..اى كل الدول المنخرطة فى الصراع والذى هو ذات البلد الاستعمارى المشرف فى ذات الوقت على القوات المسلحة فى البلدان المستعمرة .<BR>وفى مرحلة عام 56 ،انتقلت "إسرائيل" فى استراتيجيتها كما يمكن القول فى وضعها الاستراتيجى الى فرض الضعف على الاخرين او بالدقة الى منع الاخرين من تحقيق عوامل القوة المستقبلية ،معتمدة فى ذلك اسلوب الهجمات الموسعة او الضربات الاجهاضية للقوات المسلحة وللقدرة الاقتصادية او لتطور ونهوض المجتمعات فى محيطها ..الخ .<BR>لكن حرب 67 كانت نمطا مختلفا من الحروب فى اهدافها وفى نتائجها على مختلف الاطراف .فى الاهداف من الحرب فقد كشف بيريز عن انها كانت بمثابة الضربة القاضية للجيوش والمجتمعات العربية بهدف منع فكرة خوض الحرب من قبل المحيط ،وانهاء قدرة الجيوش العربية على مجرد التفكير فى مهاجمة "إسرائيل" ،اى هى كانت حرب لمنع الحروب المستقبلية .وفى المعنى والهدف الثانى ،فان الحرب استهدفت فرض السيادة والسيطرة الـ"إسرائيلية" على المحيط .اذ ان افقاد المحيط القدرة على المواجهة لا يعنى استراتيجيا لـ"إسرائيل" سوى قبول المحيط بالاملاءات التى تفرضها السياسة والاستراتيجية الاسرئيلية .وفى الهدف الثالث ،فقد كانت الضربة هى بالاساس موجهة الى العنصر الاهم فى منظومة تاسيس النظم العربية اى الجيوش ،اذ ان الجيوش كانت اداة الانقلابات والوصول للسلطة وفى ذلك فقد جرى توجيه الضربة الى الاعمدة الفقرية للقوى الفاعلة فى النظم الجديدة فى المنطقة ،كما ان "إسرائيل" رات ان توجيه ضربة للجيوش تحديدا يمكن من اتقاء خطر كانت تراه وقتها ،اذ كان فى استمرار حصول الجيوش على زاد معنوى داخل بلدانها بانها محررة الاوطان والقاضية على الفساد والمنوط بها تحرير فلسطين ،ما يهىء فرصة ويشير الى احتمال تبلور قادة من داخل الجيوش اشد تمسكا بهوية الامة ى الصراع وثوابتها ،وهو امر تدرك "إسرائيل" انها غير قادرة على مواجهته حال جرى باعتباره يجمع بين البعد التبوى العقيدى والفعل العسكرى ..الخ.<BR>غير ان "إسرائيل" فى هذه الحرب قد ارتكبت الخطر الاستراتيجى الاشد فى تاريخها ،الذى هو فى الاغلب ناجم عن الخلط بين "الايديولوجية" والقدرات الاستراتيجية المحددة التى ينبغى اعتمادها كاساس لتدرج مرحلى فى تحقيق الاهداف وفق مراحل استراتيجية متعددة تستجيب لعوامل رسم الاستراتيجيات لدى اطراف الصراع وعلى المستوى الدول ..الخ ،لا للاهداف الايديولوجية فى حد ذاتها.<BR>كان الخطا الاستراتيجى تحديدا هو فى الاستيلاء على مساحات شاسعة من الاراضى فى كل من مصر وسوريا والاردن اضافة الى الاستيلاء على ما تبقى من الارض الفلسطينية ،بما جعل "إسرائيل" تدخل فى معركة لا يمكن كسبها استراتيجيا الا من قبل دولة عظمى ،اذ هى اصبحت كثعبان ابتلع حجرا فصار غير قادر على لفظه ولا على هضمه ،وهو خطا لو كانت القوى السياسية العربي واعية له وابعاده فى لحظة حدوثه لكانت انهت الوجود الصهيونى ولاصطادت الثعبان ولقطعت اوصاله بفعل انماط من المقاومة ،وفى الاغلب كان سبب غياب هذا الوعى راجع الى اعتماد فهم الحرب النظامية كاساس للصراع .<BR>فى النظر للاخطاء الاستراتيجية لـ"إسرائيل" فى الاستيلاء على تلك المساحة الشاسعة من الاراضى ،يمكن الاشارة الى التالى :<BR>-ففى الاستيلاء على ما تبقى من اراضى فلسطينية هى ادخلت نفسها فى حالة صراع ديموجرافى مع السكان الاصليين ،الذين اكتسبوا خبرات معرفية وسياسية وعسكرية ولم يعودوا هم نفس السكان الذين تم اقتلاعهم من ارضهم فى عام 48 ،وفى ذلك اضطرت القيادة الصهيونية الاشد ايغالا فى الدم الفلسطينى والاشد نشاطا فى مجالات الاستيطان فى الارض الفلسطينية ،ان تخوض معركة فى داخل "إسرائيل" وضد متطرفين اخرين للانسحاب من غزة المقاومة والخزان البشرى الاضخم فى فلسطين .فى الانسحاب من غزة سجل الكيان الصهيونى تراجعا حضاريا واستراتيجيا امام اللاجئين الفلسطينيين ،اذ سلمت "إسرائيل" بفشلها فى زحزحة اللاجئين فى خطوتها الثانية اى الى خارج الاراضى الفلسطينية بعد احتلال كامل الارض الفلسطينية.<BR>-وفى الاستيلاء على سيناء فى عام 67 ،سجلت "إسرائيل" العديد من الاخطاء الشاملة او الكلية ، اولها انها ثبتت حدود قدرتها الاستراتيجية فى الصراع وكشفت اشد نقاط ضعفها امام خصمها ،حيث هى لم تستطع اكمال الطريق خارج سيناء وقد كان مفتوحا ،وفى ذلك هى اعطت اشارات شاملة لحدود قدرتها واعلمت خصمها ان بامكانه العمل تحضيرا وتجهيزا لمواجهتها فى عمقه الاستراتيجى مع محدودية قدرتها الاستراتيجية على منعه ،وهو ما كان صراعا خلال ما سمى بحرب الاستنزاف التى انتهت فى ختامها "إسرائيل" بالاعتراف بحق مصر –المحمبة بالصواريخ بعد بناء حائط الصواريح-بالاعداد لاخراجها من سيناء فى عمقها الداخلى دون قدرة استراتيجية على مواجهتها ،وهو ما كان اساس القدرة اتى حققت النصر فى عام 73 .<BR>-وفى الاسيتلاء على بقية الضفة وبعض من الاراضى الاردنية ،فقد حققت "إسرائيل" اهدافا استراتيجية مهمة ،اذ هى احتلت المنطقة الاشد اهمية وحيوية سكانيا وسياسيا وايديولوجيا وعسكريا لتامين وجودها -وهى الضفة -كما هى بهذا الاحتلال امنت درجة ارتباط الحكم فى الاردن بعلاقات معها ،وفى ذلك يمكن القول ،بان الخطا الاستراتيجى هنا قد تمثل فى فتح خطوط الاتصال السياسى بين اللاجئين فى الاردن وفلسطنيى الداخل ،كما هى قربت مسافات التواصلبين سكان القدس ومحيط اوسع ..الخ.<BR>-وفى استيلاء "إسرائيل" على الجولان ،فهى وان امنت عدم قدرة سوريا على فتح المعركة معها مجددا دون غطاء من تحالف مع قوة عسكرية اخرى ،فانها فتحت المساحة الاستراتيجية لسوريا ولم تضيقها .لقد ادركت سوريا الرسالة الاستراتيجية ،ولذلك كان تحالفها وتنسيقها العسكرى مع مصر خلال حرب اكتوبر،اذ وجد البلدان نفسيهما فى حالة استراتيجية توحد جهودهما .وفى الادراك السورى لانغلاق صفحة الصراع فى الجولان فقد جرى التوجه نحو المحيط فكانت لبنان والمعركة التى جرت من وقتها وحتى الان .<BR><font color="#0000FF">التراجع الاستراتيجى المتواصل</font><BR>فى المقارنة بين الاوضاع الاستراتيجية للكيان الصهيونى ما بعد عام 67 والان ،يمكن القول بانه الى تراجع على مختلف المستويات :<BR>-لقد انتقل الكيان الصهيوى من كونه مشروعا اوروبيا فى بدايته الى كونه مشروع امريكى قبيل حرب 67 وما بعدها ،وفى ذلك هو اظهر وحدد واكد عدم قدرته على الحياة بمفرده ،وانه مهما علت قدرته فان اوضاعه الاستراتيجية مرتبطه وعلى نحو شامل باوضاع دولة غربية كبرى تتبناه .وفى المرحلة الراهنة ،فان ارتباط المشروع الصهونى بالولايات المتحدة بات يشكل معضلة للكيان الصهيونى بسبب التورط الامريكى فى العراق ومخاطر الانسحاب تحت الهزيمة .<BR>-وفى حين لعب الكيان الصهيونى دور البديل لاستخدام اوروبا قوتها العسكرية بصفة مباشرة فى المنطقة ،فى ذروة نجاحه فى عام 67 –بديلا لحالة المشاركة مع قوى عسكرية غربية كما كان الحال فى عام 56 –فان هذا المشروع اثبت عجزه عن الاستمرار فى اداء هذا الدور ،كما كان الحال فى الحرب على العراق .<BR>-وفى نزول القوات الامريكية مباشرة على الارض العربية من خلال القيام باعمال عسكرية ضد العراق فى عام 1991 ،ثم احتلال بقوات عسكرية فى 2003 ،فان التاثير الحقيقى على الكيان الصهيونى هو تاثير سلبى .فالقضية الجوهرية هى ان الخصم الاستراتيجى القادر على التفوق على الكيان الصهيونى ،هو المقاومة وليس الجيوش النظامية ،وفى ذلك فتح احتلال العراق المساحة بعمق وامتداد عربى لاوسع نشاط مقاوم ضد الكيان الصهيونى .<BR>-وفى طريق الرصد والمتابعة والتحليل لتغير الاوضاع الاستراتيجية الشاملة للكيان الصهيونى ما بعد عام 67 ،لابد من الاشارة الى ان الكيان الصهيونى ومنذ عام 67 وحتى الان لم يدخل اية معركة عسكرية ناجحة على الاطلاق ،بل كل معاركه تمثل هزائما ذات طبيعة استراتيجية .كما يجب الاشارة الى ان كل التحركات للجيش الصهيونى فى تمركزاته ،كلها تقوم على تنفبذ انسحابات منذ عام 67 وحتى الان .<BR>-وان المعركة الاستراتيجية حول الضفة وغزة ،الممتدة منذ عام 67 وحتى الان ،انتهت فى غزة بالانسحاب من طرف واحد تحت ضغط واكراه المقاومة الفلسطينية ،وان الضفة التى تصور الكيان الصهيونى انه انهى المعركة حولها ما تزال تقاوم وتقاتل .وفى ذلك فان الرؤية الاستراتيجية لما يجرى فى الضفة هى ان الكيان الصهيونى هزم استراتيجيا حتى وهو قادر وقوى على مستوى ممارسة التكتيكات على الارض فى الجانب العسكرى او الاحلال السكانى او التهويد للقدس ،اذ المغزى الاستراتيجى لبناء سور الضم والفصل العنصرى فى الضفة ليست فقط انه يضم ارضا وانما ايضا انه ينتهى فى تلك المعركة الى فكرة عزل نفسه عن الارض التى احتلها بسور العزل .وفى المعنى الشامل و بالاساس لان الجيش والادارة العسكرية الصهيونية لم تنجح رغم استمرار الاحتلال لنحو الاربعين عاما ولم تتمكن من حسم المعركة بل هى على العكس تواجه تصاعدا فى قوة الطرف الفلسطينى .<BR>-و الاهم هو ان الكيان الصهيونى قد عاد استراتيجيا الى صراع حول الارض التى تصور انه قد انهى سيطرته عليها ،وفى القلب منها تلك الارض التى يقيم عليها كيانه .وهنا فالمقصود هو ان الارض المحتلة عام 48 باتت تشهد صراعا حول الهوية من قبل السكان العرب ونسبتهم نحو 20 % من السكان ،كما تلك الارض باتت مجالا للاختراق من قبل الاستشهاديين فى القلب والعمق .وايضا لان الصواريخ البدائية والمحلية الصنع الصادرة من غزة ،باتت تقلص مساحة الانتشار السكانى فى جنوب تلك الارض المحتلة ،فى وقت تخشى "إسرائيل" ان ينتقل اطلاق الصواريخ الى الضفة التى يمكن لها ان تكون منصة للاطلاق على كل شبر محتل عام 48 .<BR>-وهنا فالكيان الصهيونى لا هو قادر على حل الدولتين ولا الى حل يقيام دولة واحدة وقوميتين ،وفى ذلك فان مازقه الاستراتيجى يصبح مازقا شاملا ،لان الطرف الاخر بات يملك بديلا كاملا فى الصراع .<BR>حل الدولتين غير ممكن الا بطرد الفلسطينيين العرب من داخل الارض المحتلة عام 48 كما هو لم تم يحيط الكيان الصهيونى بطوق فلسطينى ضخم السكان يضغط عليه حتى الخنق ..اضافة الى عدم توافر مقومات اقامة دولة فى الارض المحتلة عام 48 وسط عداء المحيط..الخ.<BR>وحل الدولة الواحدة ينهى الكيان الصهيونى بجرة قلم .اذ السكان العرب قاب قوسين او ادنى من تحيق الاغلبية ،وان كان جرد حدوث الفكرة كفيل بافراغ فلسطين من الصهاينة اصلا دون فلا نعود بحاجة الى تعداد السكان .<BR><br>