الطلبة الفلسطينيون القادمون من العراق
20 ربيع الثاني 1424

محبتهم للعلم ورغبتهم لمغادرة الوطن إلى جهات الكون الأربع صديقه وشقيقه، استقبلهم العراق الشقيق في جامعاته ومعاهده كأبناءه، تعليم مجاني، تسهيلات عديدة، حسدوا عليها حتى من العراقيين أنفسهم، لكنهم هم الفلسطينيون أينما كانت تلاحقهم المعاناة، ليس داخل الوطن المحتل فحسب بل وفي كل أرض قد تطأها أقدامهم. <BR><BR>بالأمس في حرب الخليج الثانية عاشوا مأساة تهجير جديدة من الكويت، واليوم وفي الحرب الأنجلو-أمريكية على العراق الشقيق، اضطر الطلبة الفلسطينيون لمغادرة العراق إلى حيث وطنهم المحاصر، فحضنهم رغم القيد والجلاد.<BR><BR>وللإطلاع على مأساة طلابنا القادمين من العراق فقد كان لمراسل المسلم هذا اللقاء مع أحد أولئك الطلاب :<BR><BR>س: هل لك أن تخبرنا كم عدد الطلبة الفلسطينيون الذين كانوا يدرسون في العراق <BR>قبيل اندلاع الحرب المجرمة على العراق الشقيق؟<BR><BR>ج: لقد كانوا أكثر من مائة طالب من قطاع غزة، كان يدرسون في تخصصات مختلفة.<BR><BR>س: كيف كانت معاملة الحكومة العراقية لكم؟<BR><BR>ج: المعاملة حسنة جداً، فقد كنا نتلقى تعليم مجاني كما العراقيين ولا فرق في المعاملة بين العراقي والفلسطيني، بل كان لنا تسهيلات حسدنا عليها العراقيون أنفسهم.<BR><BR>س: كيف كان وضعكم قبل اندلاع الحرب المجرمة على العراق الشقيق؟<BR><BR>ج: كنا في وضع خطر جداً كما كل الشعب العراقي إذ أن الآلة العسكرية لا تفرق بين الأهداف المدنية والعسكرية بل جاءت لتحرق الأخضر واليابس. ولتدمير هذا البلد العراق وإنجازاته عبر قرون.<BR><BR>س: تعني أن الحرب قد طالت الطلبة أيضاً؟<BR><BR>ج: نعم فكما قلت أن الآلة العسكرية الأنجلو-أمريكية لم تفرق وقد استشهد عدد من الطلبة العراقيين وكذلك عدد من الطلبة العرب (سوريين-أردنيون) على حدود البلدين الشقيقين.<BR><BR>س: ما حجم الدمار الذي لحق بالجامعات العراقية أثناء الحرب؟<BR><BR>ج: إن العديد من الجامعات قد تعرضت للقصف الجوي والمدفعي المباشر، وقد قصفت الجامعات عن قصد للاعتقاد الخاطئ عند الأمريكان أن الجامعات سلاح نووي أو كيماوي، كما نهبت بشكل متعمد المعدات والأجهزة والحواسيب من الجامعات وأحرقت محتويات المكتبات والمختبرات فيها.<BR><BR>س: لماذا استهداف الجامعات وهي مواقع غير عسكرية برأيك؟<BR><BR>ج: المسألة في هذه الحرب ليست مواقع عسكرية أو مدنية. الهدف هو تدمير العراق بإمكانياته وحضارته الضاربة في الجذور عبر القرون. بغداد مدينة العلماء، عاصمة الرشيد، عاصمة الخلافة الإسلامية، منارة العلم. ليست الجامعات وحسب، فعائلات كاملة قصفت وهي على الحدود وبعيدة عن مجريات الحرب وقد قتل مثلاً 15 شخصا من عائلة واحدة.<BR><BR>س: ما شعورك وأنت ترى الدمار يلحق بالجامعات التي تلقيتم فيها العلم؟<BR><BR>ج: أنا حزين جداً، وأتمزق من داخلي، وكما قلت التدمير لم يطل المباني فقط. بل طال الأجهزة والحواسيب والبرامج والملفات الجامعية وكل شيء.. كل شيء.. كما أننا لن ننسى أصدقاءنا السوريين والأردنيين الذين استشهدوا لدى رحيلهم من أرض العراق أثناء الحرب.<BR><BR>س: ما تأثير الحرب على دراستكم؟ وهل ستعودون للعراق ثانية؟<BR><BR>ج: أنا شخصياً لا أفكر في العودة ثانية، فالظروف قد تغيرت. والحرب قد أثرت علينا كثيراً فقد ضاعت كل الأوراق التي تثبت أننا قد درسنا في الجامعة.. وكما ذكرت آنفاً.. الملفات حرقت.. وليس لدينا إثباتات.. والجامعات العراقية سابقاً لم تكن تعطينا إفادات بالمواد والساعات التي درسناها.. فقط لدينا أوراق أننا ملتحقون ومقيدون بالجامعات.. لكن دون تفاصيل كما هو هنا في جامعاتنا الفلسطينية.<BR><BR>س: ماذا يعني ذلك هل ستعودون للدراسة من جديد وكأنكم لم تلتحقوا بالجامعات في يوم من الأيام؟<BR><BR>ج: كلا، الجامعات هنا رحبت بنا، والمسئولون في وزارة التربية والتعليم العالية استقبلونا وقدمنا لهم كل ما لدينا من أوراق وإثباتات تفيد دراستنا في الجامعات العراقية ونحن بانتظار أن نجد لمشكلتنا حلاً وأن يتفهم المسئولون وضعنا وأن يقفوا إلى جانبنا.<BR><BR>وفي النهاية فنحن جزء من هذا الشعب الذي يعاني بكل فئاته والله المستعان.<BR><br>