حقيقة القدرة الإيرانية على امتلاك السلاح النووي
14 جمادى الأول 1424

بعد أن أنهت أمريكا غزوها للعراق، التفتت إلى الدول المحيطة بالمنطقة، إيران وسوريا، وبدأت موجة من الضغوط السياسية عليهما من أجل تمرير المخططات الأمريكية التي كانت مؤجلة.<BR> <BR>ودولة إيران تعد من بين دول (محور الشر) الثلاثي التي تضم بالإضافة إلى إيران كلاً من العراق وكوريا الشمالية، والتي أعلن عنها الرئيس الأمريكي جورج بوش الابن .<BR>ولعل أبرز ما تستند إليه الإدارة الأمريكية - حتى الآن- ضد إيران، هو قضية إمكانية حيازة السلاح النووي، عبر بناء مفاعل نووي إيراني يستخدم للأغراض العسكرية. <BR><BR>إيران قبل أيام قليلة، أعلنت أنها أنهت التجارب الأخيرة على صاروخ (شهاب3)، والذي يصل مداه إلى إسرائيل، وكانت جادة بهذا الإعلان، حيث كشفت أجهزة رصد استخباراتية إسرائيلية في المنطقة، قيام إيران بهذه التجارب ونجاحها. <BR>فماذا لو استطاعت إيران بالفعل التوصل إلى إنتاج سلاح نووي، لابد أن هذا يعني أن إيران باتت تستطيع إطلاق صواريخها بعيدة المدى، محملة برؤوس نووية، إلى العمق الإسرائيلي، وهذا ما يربك إسرائيل، ويجعلها تضغط على الإدارة الأمريكية لإيقاف أي مشروع إيراني يمكن أن يؤدي يوماً ما إلى إنتاج السلاح النووي.<BR><BR><font color="#0000FF" size="4">مفاعل بوشهر :</font></br><BR><BR>وقعت كل من إيران وروسيا على اتفاقية عام 1995م، تنص على قيام موسكو ببناء مفاعل نووي يعمل بالماء الخفيف في مدينة بوشهر الإيرانية، ومنذ ذلك الوقت، بدأت موجة المخاوف الأمريكية والإسرائيلية من تمكن إيران إنتاج قنبلة نووية عن طريق هذا المفاعل، بحيث تقوم إيران بإنتاج مادة البلوتنيوم في هذا المفاعل، والتي تستخدم في الأسلحة النووية. <BR><BR>وعلى الرغم من أن القنبلة النووية لا يمكن إنتاجها بالماء الخفيف ،بل تحتاج إلى الماء الثقيل وإلى كميات كبيرة من اليورانيوم المخضب إلا أن أمريكا لم تقتنع (ولربما لا تريد أن تقتنع ) أن هذا المفاعل الإيراني جاء في هذا الوقت ليكون مخصصاً للأغراض السلمية فحسب. <BR><BR>وفي شهر سبتمبر/أيلول 2002 بدأ الفنيون الروس بالعمل بشكل فعلي على بناء أول مفاعل بالمحطة النووية الإيرانية في بوشهر، كما حضر نحو ألفي خبير روسي للعمل على إتمام بناء المفاعل. <BR>وتوقع الروس أن تبلغ تكلفت المشروع 800 مليون دولار، كما توقعت وزارة الطاقة الذرية الروسية أن تبدأ المحطة النووية العمل في شهر يونيو/ حزيران عام 2004 على أن يبدأ إمداد <BR>المفاعل بالوقود النووي في ديسمبر/ كانون الأول 2003 . <BR><BR>على أن مشروع المحطة النووية الإيرانية كان موجوداً منذ سنوات عدة، حيث إن أعمال البناء في المحطة قد بدأتها شركة ألمانية في عام 1972، لكنها تخلت عن استكمال المشروع في أعقاب الثورة الإيرانية عام 1979م.<BR>الولايات المتحدة تراقب هذا المشروع عن كثب عن طريق الأقمار الصناعية، حيث أعلنت مؤخراً أن المفاعل النووي قد استكمل إنجاز 80% منه تقريبا.<BR>تقول صحيفة (واشنطن بوست) إن الأقمار الصناعية الأمريكية والإسرائيلية قامت على مدى السنوات السبع الماضية بعمليات مراقبة منتظمة لساحل الخليج العربي لإيران بالتقاط صور لأطقم تشييد روسية وإيرانية تعمل على استكمال المحطة النووية في بوشهر، وأن الأقمار الصناعية التقطت هذا العام صوراً لقبة مفاعل مستديرة وأنابيب تبريد ومعدات ضخ، وما يعتقد بعض المحللين في مجال الاستخبارات أنه مواقع بطارية صواريخ مضادة للطائرات .<BR><BR>وعلى الرغم من تأكيد موسكو على أن المشروع الموقع بينها وبين طهران لا يسمح لإيران بتصنيع سلاح نووي، إذ ينص عقد المشروع على إعادة مخلفات الوقود النووي إلى روسيا، لكن تساؤلات طرحت حول ضمانات عدم تسرب كميات تلك المخلفات وقيام الإيرانيين بتخصيبها والاستعانة بها في تصنيع السلاح النووي.<BR><BR><BR><font color="#0000FF" size="4">معمل تخصيب اليورانيوم في ناتانز :</font></br><BR><BR>أعلنت إيران العام الماضي عن بناء معمل لتخصيب اليورانيوم في مدينة ناتانز وسط إيران، وهو معمل لم يكن لدى ‏ الخبراء الدوليين علم به قبل ذلك الإعلان،وشكل هذا المعمل قضية حساسة جديدة أضيفت إلى قضية المحطة النووية في بوشهر، بل إن قلق أمريكا وإسرائيل من المعمل الجديد يفوق قلقهم من المفاعل النووي، حيث يستطيع هذا المعمل أن ينتج مادة البلوتنيوم المستخدمة في الأغراض العسكرية بشكل مباشر.<BR><BR>ويقول الخبراء: إنه بالرغم من تأكيدات إيران أنها ستستخدم معمل ناتانز للأغراض ‏ السلمية فقط، إلا أن قدرته الواضحة على إنتاج أسلحة نووية ستجعل من السهل إقناع وكالة ‏ الطاقة الذرية باتخاذ إجراء بحقه، بحال موافقة إيران على ذلك وكان د.البرادعي المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية قد جال في منشآت إيران النووية في فبراير /شباط الماضي، وشملت جولته آنذاك منشأة ناتانز التي تبعد 320 كيلومتراً جنوبي طهران. <BR>ونقلت تقارير عنه وقتها أنه تفاجأ بحجم التطور الذي بلغته المنشأة، ومنذ ذلك الحين، قام المسؤولون في الوكالة الدولية للطاقة الذريّة بست زيارات للمنشأة.<BR><BR>وكان أول من أزاح الستار عن وجود هذا المعمل في إيران لإنتاج الوقود النووي هو المعارضة الإيرانية، والتي تفيد التقارير أن الولايات المتحدة تساندها، فقامت إيران إثر ذلك وبسرعة بالإعلان عن هذا المعمل، ودعت إليه وكالة الطاقة النووية لإثبات أن هذا المعمل يستخدم لأغراض سلمية.<BR>كما كشفت المعارضة الإيرانية مؤخراً عن مجمع كولادوز الواقع غربي طهران، والذي يعد مشروعاً تجريبياً لاختبار التقنيات التي يمكن أن تستخدم في أماكن أخرى بما فيها منشأة تخصيب اليورانيوم في ناتانز. <BR>بالإضافة إلى ذلك أكدت المعارضة أن إيران تقوم ببناء موقع جديد في منطقة أردكان لتحضير أكسيد اليورانيوم أو ما يسمى (بالكعكة الصفراء).<BR> <BR>وهذا يشير على أحسن الأحوال إلى امتلاك إيران لتكنولوجيا دورة وقود نووي كاملة فيما يعني أنه يمكنها أن تفعل أي شيء من استخراج اليورانيوم إلى إنتاج مواد عضوية للأسلحة النووية.<BR><BR><BR><BR><font color="#0000FF" size="4">المخزون الإيراني من اليورانيوم :</font></br><BR>ومما زاد الطين بلة أنه رغم وجود كميات كبيرة من اليورانيوم في الأراضي الإيرانية، إلا أن الرئيس محمد خاتمي أعلن في شهر فبراير/شباط الماضي عن العثور على كميات كبيرة إضافية من اليورانيوم في مواقع جديدة قريبة من مدينة يزد وسط إيران.<BR>وأكد خاتمي وقتها على أن إيران ستستفيد من اليورانيوم في إنتاج الطاقة النووية، وأنها ستقتصر على الاستخدامات المدنية فقط. <BR><BR>فبعد أن انحسرت المخاوف الأمريكية قليلاً بالضمانات التي قدمتها موسكو بأن الوقود النووي المستنفد من المفاعل الإيراني سيعاد إلى روسيا ولن يستخدم في برامج التسلح الإيرانية، جاء العثور على اليورانيوم الخام ليقول: إن إيران أصبحت قادرة من الناحية النظرية على توفير ما تحتاج إليه من الوقود النووي دون الحاجة إلى روسيا. <BR>كما نقلت وكالة رويترز للأنباء وقتها قول حسين افاريده (رئيس لجنة الطاقة في البرلمان الإيراني): "إن اليورانيوم المستخلص قرب يزد سيعالج في منشآت أصفهان وكاشان، ويمكن أن يصبح في نهاية المطاف الوقود المطلوب لمفاعل بوشهر". <BR>وفي حال حدوث هذا الأمر، فإنه لن يكون على إيران أن تعيد أي وقود مستنفذ إلى روسيا، أو إلى أي دولة أخرى، وسيكون بالإمكان أن يستخدم فعلياً في القدرات العسكرية.<BR><BR>وقال دبلوماسيون غربيون: إن إعلان الرئيس خاتمي ربما كان استجابة لضغوط دولية مورست على بلاده للإفصاح عن حجم وطبيعة نشاطات برنامجها النووي، وأن إيران بصدد إعلان تدريجي لطبيعة قدراتهم النووية. <BR><BR><BR><font color="#0000FF" size="4">الموقف الإيراني الرسمي :</font></br><BR>يتمثل الموقف الإيراني الرسمي بشكل دائم على مهادنة الضغوط الأمريكية والغربية حيال البناء النووي الإيراني، وتحاول إيران على ما يبدو كسب الوقت في المضي قدماً نحو امتلاك قدرات نووية. <BR>وعلى الرغم من أن أمريكا كانت أعلنت في وقت سابق أن إيران ستكون قادرة على امتلاك السلاح النووي بعد ست سنوات، إلا أن المعطيات الجديدة والمشاريع التي تكتشف بين وقت وآخر في إيران والمتعلقة باستثمار الموارد الطبيعية والتكنولوجية، يجعل من أمريكا تراجع إعلانها من جديد. واليوم أعلنت إسرائيل أن إيران ستكون قادرة على امتلاك السلاح النووي عام 2006م، مشيرة إلى أنها ستهدد العالم أجمع بهذا السلاح. <BR><BR>الرئيس الإيراني يؤكد على أن إيران مستعدة للسماح للمفتشين بفحص أنشطتها النووية من أجل (كشف الأكاذيب التي يرددها الآخرون) (...). كما تصر إيران الموقعة على معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية على أنها تسعى من وراء إنتاج الطاقة النووية إلى تلبية الطلب المتزايد على الكهرباء فيها. <BR><BR>إلا أن إيران لم توافق على البروتوكول الخاص بالمعاهدة التي وقعتها إيران حول منع انتشار الأسلحة النووية، والذي ينص على السماح للمفتشين الدوليين من وكالة الطاقة النووية بالتفتيش المباغت وغير المشروط للمنشآت النووية الإيرانية.<BR>وحصلت إيران (بعد رفضها التوقيع على هذا البروتوكول) على ضمانات بحصولها على التكنولوجية الغربية الخاصة بالاستخدامات السلمية للطاقة النووية في حال توقيعها على البروتوكول.<BR> وأكد حميد رضا آصفي (المتحدث باسم الخارجية الإيرانية) مؤخراً أن إيران لن تسمح بأي عمليات تفتيش إضافية ما لم يقم الموقعون الآخرون لمعاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية بالالتزام بواجباتهم التي تنص عليها المعاهدة والمتعلقة بنقل التكنولوجيا النووية السلمية.<BR><BR>وقبل نحو أسبوع تقريباً زار د. البرادعي إيران في محاولة منه لإقناع طهران على توقيع البروتوكول، إلا أن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية حميد رضا آصفي قال للصحافيين: "في الوقت الراهن لم نناقش بعد توقيع بروتوكول إضافي، هذه المحادثات تهدف إلى بناء الثقة المتبادلة من خلال الاستماع إلى ما يقوله الطرفان، والاستماع لمطالب الجانبين" في حين قال وزير الخارجية الإيراني كمال خرازي: "الوكالة الدولية للطاقة الذرية سترى خلال المناقشات أن إيران ترغب في التعاون، ونأمل في أن تجد أسئلة الطرفين إجابات"، ومضى يقول: "ليس لدينا ما نخفيه أن برنامجنا النووي سلمي بشكل محض".<BR>وهذا أن دل فإنه يدل على أن إيران تحاول كسب الوقت والمماطلة، وتقديم التعهدات بالشفافية في التعامل، إلا أنها تمضي قدماً نحو بناء قدرة حقيقية نووية. <BR><BR><BR><font color="#0000FF" size="4">مفاعل ثانٍ :</font></br><BR>يبدو أن إيران ترى بأن مفاعلاً واحداً لا يكفي طموحاتها، ولا يحقق كل رغباتها في برنامجها النووي، لذلك طلبت أكثر من مرة من روسيا الموافقة على توقيع عقد ثانٍ يضمن بناء مفاعل نووي ثانٍ في إيران.<BR>ففي نيسان 2002م، قال كمال خرازي: إنه يأمل بأن يتمكن من إقناع موسكو بإضافة مفاعلات نووية جديدة إلى محطة الطاقة النووية الإيرانية.<BR>وأوضح خرازي أن الرغبة الإيرانية بإضافة هذه المفاعلات إلى محطة بوشهر سيكون ضمن أجندة محادثاته مع المسؤولين الروس أثناء زيارة لموسكو قام بها في ذلك الوقت. <BR><BR>وفي الثاني من شهر يوليو/تموز 2003م، أي قبل عشرة أيام من الآن عرض رئيس البرنامج النووي الإيراني على روسيا فكرة بناء المزيد من المفاعلات النووية في إيران. <BR>وأشار غلام رضا آغازادة أيضا أن الجانبين على وشك التوقيع على بروتوكول منفصل سيفتح الطريق أخيراً أمام إطلاق المفاعل النووي الأول في بوشهر. <BR>وقال غلام: "بالإضافة إلى بوشهر، نزمع بناء عدة محطات طاقة إضافية بطاقة إجمالية تبلغ 6,000 ميجاوات، ونحن نقدم لروسيا إمكانية اغتنام هذه الفرصة". <BR>وبدت تعليقات آغازادة وكأنها تشير إلى مذكرة بين موسكو و طهران تم توقيعها في تموز/يوليو من العام الماضي. <BR>حيث أكدت الحكومة الروسية في ذلك الحين على حقها في بناء مفاعل نووي ثانٍ في إيران وفي الانخراط في تعاون نووي طويل الأمد مع إيران .<BR>وأعربت الوثيقة العائدة لعام 2002م عن استعداد موسكو لبناء أربع مفاعلات نووية في محطة بوشهر، بالإضافة إلى مفاعلين إضافيين قوة كل واحد منهما 1,000 ميجاوات في الأهواز على بعد نحو 100 كيلومتر (60 ميلاً) عن الحدود مع العراق. <BR><BR><font color="#0000FF" size="4">الموقف الأمريكي تجاه امتلاك إيران السلاح النووي :</font></br><BR><BR>تتخوف الولايات المتحدة من إمكانية حصول إيران على السلاح النووي في الوقت الذي تحاول فيه بسط الهيمنة المطلقة على المنطقة بشكل خاص. <BR>وهي بالتأكيد لا تريد أن تقع مرة أخرى في مواجهة مماثلة للمواجهة القائمة بينها وبين كوريا الشمالية التي أعلنت مؤخراً وبشكل صريح على أنها امتلكت بالفعل القدرة النووية، بل إنها باتت تهدد أمريكا بشكل علني في حال تمادي أمريكا في فرض عقوبات أو ضرب كوريا.<BR><BR>لذلك فإن الولايات المتحدة حالياً تقوم بكل السبل التي من شأنها أن تعيق وتقضي على القدرة النووية الإيرانية قبل وصولها لمرحلة الإنتاج، ذلك أنه في حال وصولها لتلك المرحلة، فإن المسألة ستصبح أكثر تعقيداً، وأكثر صعوبة في الحل، ومهما كان مستوى التنسيق والتفاهم بين واشنطن و طهران الجديد والقديم، فإن الحجة التي ترددها الإدارات الأمريكية عادةً في هذا الخصوص أنها لا تضمن أن تقع هذه التقنية في أيدي من لا تستطيع التنسيق معهم في المنطقة. <BR> <BR> ويبدو أن أمريكا تعمل بنفس الوقت على عدة محاور، فهي من جهة تضغط على روسيا من أجل وقف دعمها التقني لإيران، ووقف أي نشاط جديد لإنشاء محطات أخرى، كما تحاول تحصل على ضمانات خاصة باسترجاع الوقود المستنفذ من المحطة الإيرانية النووية. <BR>ومن جهة أخرى أدخلت الأمم المتحدة على خط الضغط العالمي على إيران، وتحاول - حالياً- من خلال الدول الأوربية الحصول على توقيع إيران لمراقبة دائمة ومباغتة لمنشآتها النووية.<BR>كما تخطط أمريكا لإنشاء قاعدة عسكرية في كركوك (شمال العراق بالقرب من الحدود مع إيران) لنصب صواريخ تحمل رؤوس نووية تستهدف تهديد إيران. <BR><BR>حيث أشارت مصادر عسكرية أمريكية في يونيو/ حزيران أن الولايات المتحدة تعتزم إرسال وحدات عسكرية جديدة وبأعداد كبيرة إلى كركوك من بينها وحدات من القوة العسكرية الخاصة «دلتا» إضافة لإرسال قوة للشرطة العسكرية. <BR>وأكدت المصادر العسكرية أن وزارة الدفاع الأميركية سوف تنقل كافة الأسلحة الكيماوية والنووية التي كانت تضعها في قاعدة انجيرليك جنوب تركيا إلى القاعدة العسكرية الجديدة في كركوك.<BR><BR>وأشارت المصادر إلى أنه بات من الواضح أن إيران ستكون الهدف التالي للولايات المتحدة، وبالتالي فإنها تتحرك لاستكمال كافة الاستعدادات السياسية والعسكرية في هذا الاتجاه مضيفة أن الولايات المتحدة تخطط في المرحلة الحالية لعزل ما يسمى جنوب أذربيجان عن إيران بالتزامن مع نشاط مكثف لإعداد إدارة جديدة في أذربيجان تقدم الدعم للولايات المتحدة وتبتعد عن إيران.<BR><BR>إلا أن أمريكا تتمنى أن تستطيع ضرب المفاعل النووي الإيراني والمنشآت النووية الإيرانية، إلا أنها تتخوف من كون الداعم الرئيسي لهذا المشروع هو روسيا، وأن هذه الضربة ستعدها إيران حرباً حقيقية، مما يفتح مجالاً لنشوء حرب في المنطقة، ربما لم تستعد لها أمريكا بشكل جيد، ولن تستطع الحصول على الدعم العالمي - ولو جزئياً- للقيام بضربة وقائية، حتى بريطانيا التي ورطتها أمريكا في حرب العراق، ربما لن يصبح من السهل تجنيدها مرة أخرى لحرب مع دولة مثل إيران.<BR>لهذا فإن أمريكا قد تلجأ إلى (إسرائيل) في حل هذه المشكلة. <BR>فإسرائيل لديها تجربة سابقة في مثل هذه العمليات، وذلك عندما قامت طائرات اف/ 16 واف/ 15الإسرائيلية بتدمير المفاعل النووي العراقي في يونيو 1981م بالقرب من بغداد. <BR><BR>الواضح سياسياً أن أمريكا وإسرائيل لن تنتظر حتى تكتمل دورة الإنتاج النووي الإيراني مما يسمح بإنتاج سلاح نووي حقيقي، لذلك فإن حلاً جذرياً سوف تشهده هذه المشكلة خلال مدة ليست بالبعيدة، إلا أن السؤال، هو: في أي صورة سوف يأتي هذا الحل؟<BR>‏<BR><BR><br>