خلافات وراء الكواليس بين الفصائل الفلسطينية
24 جمادى الأول 1424

على بوابة العام الرابع للانتفاضة الفلسطينية ، ومع وصول الحالة الشعبية من المقاومة والاحتلال إلى هذا الحد اليوم ، بات من الضروري على الفلسطيني أن يبحث له عن بديل يستريح من خلاله من أزمات الاحتلال ونكباته ، هذا بالنسبة للمواطن العادي الذي خربت الجرافات الإسرائيلية ممتلكاته وأرضه ، أما بالنسبة للمقاوم الفلسطيني ، ونقصد أبناء التنظيمات الفلسطينية ، فتطلق عليه " استراحة المحارب " ، والذي يقول فيه المراقبون بأن الحركات هنا تكاد تجمع اليوم على ضرورة ترتيب الوضع الداخلي لها.. فهي بذلك قبلت مفهوم الهدنة ، ولكن لم ترضخ هذه الحركات الفلسطينية للإملاءات جميعها والضغوطات التي مورست بحقها لكي تسرع من قبولها لمفهوم أوجدته أروقه السياسة العربية والعالمية ، إلى أن انتهى بهم الأمر ليسمونه بالهدنة.<BR><BR>وأمام هذا الواقع .. وبعد أيام ومداولات عدة خلف طاولات التفاوض الاسرائيلي الفلسطيني ، والحوار الجاد كما أسماه السياسي الفلسطيني بين الجانب الفلسطيني من ناحية والحركات الفلسطينية من ناحية أخرى ، انتهوا جميعاً إلى إعلان حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين وشقيقتها حركة المقاومة الإسلامية حماس في بيان مشترك لهما موافقتهما على مبدأ الهدنة وذلك ما أسماه بيان مشترك لهما "ببيان مبادرة " . <BR><BR>أما حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح والتي جاءت متأخرة عن مثيلاتها في الإعلان فقد أعلنت بعد ذلك موقفها في بيان خاص بها .<BR><BR>ولكن السؤال الذي يجول في خاطر العديد من الأوساط العربية والعالمية لا سيما أبناء الشعب الفلسطيني الواحد ..هو ما السبب في عدم ظهور بيان الهدنة من قبل الفصائل الثلاثة مجتمعة في بيان واحد يحمل توقيع الجميع ؟؟؟<BR><BR>للإجابة على هذا السؤال وغيره التقى مراسل المسلم في غزة بشخصيات وقيادات فصائل وطنية شاركت في الإعداد لهذه الوثيقة الهامة في تاريخ الشعب الفلسطيني ، وسألها عن الأسباب الحقيقة وراء ذلك ، وكان لنا الفرصة في أخذ آرائهم في موضوع الهدنة كخيار للشعب الفلسطيني في هذه المرحلة.<BR><BR><BR><font color="#0000FF" size="4">الخلاف من وجهة نظر الجهاد الإسلامي </font> <BR>لالقاء الضوء على هذا الموضوع ، التقينا الشيخ عبد الله الشامي الناطق الاعلامي باسم حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين ، وسألنا أولاً :-<BR>· بأن هناك من يردد في الشارع الفلسطيني عبارة " حينما وصلت السكين إلى رؤوس القيادات وقعتم على الهدنة " هل هذه العبارة صحيحة من وجهة نظر الشيخ عبد الله ؟<BR>يقول الشامي في هذا الموضوع :- هذا كلام مغرض فالسكين لم تكن يوم من الايام بعيدة عن رقاب القيادات المقاومة على الساحة الفلسطينية ، ومن الشواهد على ذلك التهديدات المتواصلة على طول الخط ، فاما ما يتردد لعبة خسيسة يحاول البعض ترويجها.<BR><BR>· وتوجهنا له بسؤال آخر :- لقد صرح بعض القيادات قبل توقيع الاتفاق النهائي على الهدنة بأنكم توصلتم إلى اتفاق مشترك بين حماس والجهاد وفتح ، لكن في الربع ساعة الاخيرة من الاعلان حدث الانشقاق الذي نعرفه حماس والجهاد من جهة وفتح من جهة اخرى ، اذاً ما السبب في ذلك ؟<BR>رد الشيخ :- نعم لقد كان في بداية الامر هناك توافق سياسي قبل الاعلان بثلاثة أيام ، الا ان حركة فتح قدمت اعتذار عن عدم قبولها بالتوقيع الثلاثي ، ونحن بدورنا رفضنا ان نوقع مع حركة فتح أيضاً والســبـب في ذلـــك يرجع إلى المصطلحات التي وضعتها حركة فتح في الصياغة مثل : - " القوى المحبة للسلام ، حق الشعبين في العيش وهكذا .. عبارات " تتعارض مع مبادئنا تماما في حركة الجهاد وحماس .<BR><BR>· شيخ عبد الله هناك من يرد الاختلاف في الموضوع إلى أمر عقـــائــدي .. هل هذا سبب<BR>أيضاً لعدم توقيعكم مع حركة فتح؟<BR>أجاب الشامي :- لم يكن الموضوع مطلقاً من هذا القبيل ، والأمر السائد فقط هو تمرير لقضايا سياسية نحن كحركات اسلامية مجاهدة نرفض مثل هذه التمريرات والاساليب فقط . <BR>أما الجانب العقائدي فلم يكن السبب في ذلك بتاتاً .<BR><BR><BR><font color="#0000FF" size="4">الخلاف من وجهة نظر حركة حماس </font><BR>ولمعرفة وجهة نظر حركة المقاومة الإسلامية حماس والتي وقعت على البيان المشترك مع الجهاد الإسلامي حاورنا أحد قادتها محمود الزهار الذي سألناه أولاً :- لماذا الهدنة اليوم ، وفي هذه المرحلة بالذات ؟<BR><BR>فقال :- لا تخفى على أحد الظروف التي يمر بها الشعب الفلسطيني ، وما يخططه اليهود والأمريكان لتفجير الساحة الفلسطينية وتحويلها لحالة حرب خدمة للاحتلال وتحت وهم<BR>زائف يسمى تنفيذ خارطة الطريق.<BR>فلقد آثرت القوى الفلسطينية أن تتجنب هذا الصراع ، وأن تحمي الشعب الفلسطيني من غمار الفتنة ، فكانت الهدنة المشروطة بوقف العمل والتي نرى فيها أن نتجنب تحويل المنطقة لساحة دماء.<BR> * وفي سؤالنا حول ما هو سبب عدم دخول حركة فتح إلى البيان المشترك الموقع من حماس والجهاد فقط أجاب :- لكلاً منا وجهة نظر في موضوع البيان وصياغته ولكننا اتفقنا على مبادئ هذه الهدنة ولكن الاخوة في فتح جاءوا لنا بعبارات نحن نرفضها وترفضها قيمنا ومبادئنا في الحركات الإسلامية . فلقد قلنا موقفنا من الهدنة واعلناه واضحاً في البيان الذي صدر عن الحركة ، وفي هذا السياق لا نختلف كثيرا فنحن نعبر عن وجهة نظر الشعب الفلسطيني الذي ينتظر منّا الكثير.<BR><BR>ولكننا في النهاية اتفقنا على الموضوع بمبادئه ، ولنا الحق في أن نعبر عن وجهة نظرنا بصياغة نحن نريدها ويفهمها شعبنا .<BR>· سألناه أيضاً عن توقع الحركات الإسلامية في اشارة إلى " حماس والجهاد " ، من<BR>الجانب الاسرائيلي وهل سيلتزم بتطبيق مبادئ الهدنة . وماذا في حالة رفض الصهاينة الهدنة ؟ وعدم التزامهم؟<BR>أجاب :- نحن لا نراهن كثيراً على التزام العدو ، ولكن في حالة عدم التزامه سوف يكون بإذن الله العلي القدير رد المقاومة الفلسطينية جاهز وفي الوقت المناسب.<BR><BR><BR><font color="#0000FF" size="4">الخلاف من وجهة نظر حركة فتح </font><BR>ولمعرفة رأي حركة فتح في هذا الموضوع ، التقينا الأخ / زكريا الأغا . عضو اللجنة المركزية لحركة فتح والمتابع لهذه القضايا عن كثب .<BR><BR>· وسألناه عن ما سبب قدومكم على مثل هذه الخطوة باعلان الهدنة ، فاجاب الاغا :- أعتقد [ان جميع الفصائل درست هذا الموضوع جيداً وعرفت حجم الانتهاك بحق الشعب الفلسطيني ، فعملت جاهدة علة تخليص الشعب من ويلات هذه الحملة ضده ، هذا بالإضافة إلى الضغوطات العربية والدولية العديدة لكي يبادر الشعب الفلسطيني بمثل هذه الخطوة الجريئة. وهي رسالة للعالم بان الشعب الفلسطيني لا يقاوم حباً في القتل وانما من اجل الحرية والاستقلال.<BR><BR>· وسألنا السيد زكريا الاغا عن :- سبب عدم ظهور توقيع حركة فتح مع توقيع حماس والجهاد في بيان واحد وهل هناك نظرة اخرى للموضوع ، فأجاب :- كلا فهناك نظرة واحدة<BR>للموضوع ، فالاتفاق كان على المبدأ والشروط ، ولكن حتى أكون معك صريحاً فالخلاف ناتجاً عن التفاصيل التي سوف يظهر بها البيان ، فنحن في حركة فتح لدينا عباراتنا وأساليبنا في الصياغة، وهم " حماس والجهاد " لهم اساليبهم فأتفقنا أن يعبر كلا منا عن موقفه بعبارته التي يراها هو مناسبة .<BR><BR>وفي ختام حديثه وجه الاغا تحية إلى هذا الشعب المغوار على تضحياته ، وقال أن الجوهر ليس الاختلاف في صياغة البيان ، ولكن الجوهر هو اعلان الهدنة ، والذي تم بارادة وعزيمة صلبة ، فالهدنة بكل المقاييس كانت جريئة.<BR>واياً يكن الموقف من هذه الحركات الفلسطينية المجاهدة على الساحة الفلسطينية فيبقى الأهم لدى الشعب الفلسطيني وحسب استطلاعات الرأي التي تمت وتتم كل يوم على شرائح هذا الشعب المنكوب ، يبقى المهم أن يعلن كل فصيل عن هذه الهدنة حتى لو في عدة بيانات فلا الورق يهم المواطن ولا الحبر كذلك، وانما ماذا سوف تجلب الهدنة بعدئذ للفلسطينيين ، هذا ما سوف تشرحة الايام لنا.<BR><BR><BR><font color="#0000FF" size="4">بيان حركة فتح </font><BR><BR>بسم الله الرحمن الرحيم<BR>بيان صادر عن حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح<BR>بخصوص موضوع الهدنة<BR>حرصا من حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح على المصالح الوطنية العليا للشعب الفلسطيني في مرحلة من أدق مراحل نضالنا الوطني وأكثرها حساسية وحرصا منا على الوحدة الوطنية الفلسطينية التي شكلت ولا زالت أساس قوتنا و قدرتنا على النضال والصمود ولعدم إعطاء أي فرصة لأي محاولة للمساس بها وعلى قاعدة التمسك بالحقوق الوطنية الثابتة لشعبنا غير القابلة للتصرف والمقررة من المجالس الوطنية الفلسطينية وعلى قاعدة الالتزام المطلق بالنضال المتواصل لتحقيق أهدافنا الوطنية وفي مقدمتها حق شعبنا في العودة إلى وطنه وممارسة حقه في تقرير مصيره بنفسه وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف على جميع الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 وتجاوباً مع كل الجهود المخلصة الدولية والعربية وفي مقدمتها جمهورية مصر العربية، فإننا نعلن باسم الحركة لكافة الدول والقوى الدولية المحبة للحرية والسلام في العالم التزامنا بالهدنة كما وردت في المبادرة المصرية.<BR><BR>وفي نفس الوقت فإننا نتوجه إلى دول وشعوب وحكومات العالم أجمع والساعية لتحقيق السلام والأمن والاستقرار في فلسطين والمنطقة ببذل جهودها لإلزامها الحكومة الإسرائيلية العمل بما يكفل إنجاح هذه المبادرة وفق المطالب التالية.<BR><BR>أولا: الوقف الفوري لكافة أشكال العدوان الإسرائيلي على شعبنا بما فيها وقف الاغتيالات والمجازر ضد تجمعاتنا ومدننا وقرانا ومخيماتنا ووقف الاجتياحات وتدمير المباني والبنية التحتية والمؤسسات الاقتصادية والرسمية والشعبية وتجريف الأراضي الزراعية ومصادرتها ووقف عمليات تهويدها.<BR><BR>ثانيا: رفع الحصار عن الشعب الفلسطيني وقيادته الشرعية المنتخبة وعلى رأسها الرئيس أبو عمار.<BR><BR>ثالثا: إطلاق سراح الأسرى والمعتقلين في السجون الإسرائيلية.<BR><BR>رابعا: عدم المساس بالمقدسات الإسلامية والمسيحية وفي مقدمتها الحرم القدسي الشريف وكنيسة القيامة والحرم الإبراهيمي الشريف وكنيسة المهد.<BR><BR>خامسا: التوقف الفوري عن مصادرة الأراضي وبناء المستوطنات عليها أو التوسع في القائم منها تمهيداً لإزالتها وكذلك وقف بناء الأسوار والجدران العازلة.<BR><BR>سادسا: البدء بالانسحاب الفوري لقوات الاحتلال إلى ما كانت عليه قبل 28 أيلول (سبتمبر) 2000م وسرعة إرسال المراقبين الدوليين للإشراف على تنفيذ مرجعيات عملية السلام المتفق عليها وطبقا لقرارات الشرعية الدولية ولإقامة السلام العادل والدائم والشامل في المنطقة.<BR><BR>حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" <BR>التاسع والعشرون من حزيران (يونيو) 2003<BR>(29 حزيران/ يونيو 2003<BR><BR><BR><BR><font color="#0000FF" size="4">بيان حركتي حماس والجهاد الإسلامي </font><BR><BR>إعلان مبادرة<BR><BR>صادر عن حركة المقاومة الإسلامية حماس حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين <BR><BR>بسم الله الرحمن الرحيم<BR> حرصا منا على وحدة صفنا الفلسطيني في هذه المرحلة الخطيرة التي تمر بها قضيتنا وأمتنا ، وصونا لوحدتنا الوطنية التي تحققت على خيار الانتفاضة والمقاومة وتوثقت بدماء الشهداء ، ومساهمة منا في تعزيز الحوار الوطني الفلسطيني على قاعدة التمسك بحقوق شعبنا وصيانتها ، وحماية لجبهتنا الداخلية من خطر التفرق والصدام وقطع الطريق على العدو الذي يسعى لخلق الذرائع لتفجيرها ، وتأكيدا على حق شعبنا المشروع في مقاومة الاحتلال كخيار استراتيجي حتى إنهاء الاحتلال الصهيوني لأرضنا ونيل كامل حقوقنا الوطنية، وتجاوبا مع جهود الكثيرين في الساحة الفلسطينية والعربية من الحريصين على وحدة الصف الوطني الفلسطيني... <BR> <BR>فإننا - نحن فصائل المقاومة الفلسطينية الموقعة على هذا البيان – نعلن عن المبادرة التالية:<BR> <BR>أولا : تعليق العمليات العسكرية ضد العدو الصهيوني لمدة ثلاثة اشهر ويسري مفعولها ابتداء من هذا اليوم وذلك مقابل الشروط التالية:<BR>1- الوقف الفوري لكافة أشكال العدوان الصهيوني على شعبنا الفلسطيني ، من اجتياح وتدمير وإغلاق وحصار على المدن والقرى والمخيمات بما في ذلك الحصار المفروض على الرئيس ياسر عرفات وهدم للمنازل وتجريف للأراضي الزراعية واعتداء على الأراضي والممتلكات والمقدسات الإسلامية والمسيحية وخاصة المسجد الأقصى المبارك. والوقف الفوري لكافة عمليات الاغتيال الفردي والمجازر الجماعية وجميع عمليات الاعتقال والإبعاد بحق أبناء شعبنا وقيادته وكوادره ومجاهديه. <BR>2- إطلاق سراح جميع الأسرى والمعتقلين من الفلسطينيين والعرب في سجون الاحتلال دون قيد أو شرط وعودتهم إلى بيوتهم بدءا من الذين امضوا مددا طويلة في السجون وذوي الأحكام العالية والنساء والأطفال والمرضى وكبار السن.<BR><BR>ثانيا : في حال لم يستجب العدو لهذه الشروط والالتزامات أو أخل بأي منها فإننا نعتبر أنفسنا في حل من هذه المبادرة ، ونحمل العدو مسئولية ما سيترتب على ذلك.<BR>"وَإِنْ يُرِيدُوا أَنْ يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللَّهُ هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِين وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ "<BR>واللـه اكبـر والنصـر لشعبنـا وامتـنـا<BR> <BR> حركة المقاومة الإسلامية "حماس" فلسطين حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين <BR> الأحد 29 ربيع ثاني،1424 هـ <BR> الموافق 29/6/2003م<BR><BR><BR><br>