الالتهاب الرئوي يهدد الجنود الأمريكيين في العراق
12 جمادى الثانية 1424

<BR>تتزايد الضغوطات هذه الأيام على الإدارة الأمريكية بسبب حربها على العراق واستمرار الاحتلال فيها دون الرجوع إلى الشرعية الدولية أو مجلس الأمن الدولي، مما يعطي فرصة أكبر لمزيد من المشاكل التي قد تكشف عنها الأيام المقبلة. <BR>تزايد أعداد الجنود الأمريكيين القتلى على يد المقاومة العراقية، السخط المتنامي بين الجنود الأمريكيين المحتلين في العراق، الاحتجاجات الغاضبة لعائلات الجنود في أمريكا، تفشي الأمراض بين القوات الأمريكية، عدم التمكن من إيجاد الرئيس العراقي السابق صدام حسين، عدم وجود أسلحة دمار شامل في العراق... والعديد من السلبيات الأخرى التي تظهر بشكل مستمر بين وقت وآخر. <BR><BR>ولعل أكثر المتضررين –من الجانب الأمريكي- في هذه الحرب، هم الجنود الذين كان من المفترض أنهم أنهوا أعمال الاحتلال، وأصبحوا يسيطرون على الأراضي العراقية بشكل تام، إلا أن الحقيقة غير ذلك. <BR>ليس فقط بسبب المقاومة المتزايدة من قبل المسلحين العراقيين، أو حتى بسبب التمديد (لأجل غير مسمى) لوجودهم في العراق، بل أيضاً لمشكلة لم تكن لتخطر على بالهم وهم يستعدون لمغادرة الأراضي الأمريكية إنه (المرض).!!<BR><BR><BR><font color="#0000FF" size="4"> انتشار المرض بين القوات الأمريكية: </font><BR>فقد انتشر بين القوات الأمريكية المحتلة في العراق مؤخراً عدد كبير من حالات مرض الالتهاب الرئوي الخطير، حيث أحصى الخبراء الطبيون إلى الآن 100 حالة بين الجنود الأمريكيين في العراق. <BR>ومن بين هذه الإصابات يوجد 15 حالة مرضية خطيرة، منهم 14 رجل وامرأة واحدة، حيث يعتمد هؤلاء المصابين على أجهزة التنفس الاصطناعية ليتمكنوا من التنفس والبقاء على قيد الحياة. <BR>كما تم الإعلان إلى الآن عن موت جنديين أمريكيين بسبب هذا المرض، حيث مات الأول وهو مايكل إل . توستو (24 سنة) رقيب وسائق دبّابة بتاريخ 17 من شهر يونيو، بينما مات الآخر وهو جاشوا إم . نيوسك (20 سنة) من مدينة مونتريال, بتاريخ 12 يوليو الماضي، حسبما نقلت وكالة الأسوشيتد برس عن الكولونيل روبرت ديفريتيز(رئيس الطب الوقائي في مكتب الجراحة العام للجيش)،<BR>والذي أضاف أن عشرة حالات من هذه الحالات ال15 حصلت في العراق، مشيراً إلى حدوث حالات في الكويت وقطر وأفغانستان، <BR>كما أكد ديفريتيز أن 17 جندياً أمريكياً لقوا حتفهم بهذا المرض خلال السنوات الخمس الأخيرة، إذ إن التقارير الطبية تؤكد وجود 400-500 حالة إصابة بهذا المرض بين صفوف القوات الأمريكية في السنوات الخمس الماضية. <BR>وعلى الرغم من السؤال الذي يثيره الإعلان الأمريكي الآن عن وجود هذا العدد من الإصابات في السنوات الماضية، إلا أن الإجابة قد تكون في أن الإدارة الأمريكية تحاول إظهار الأمر على أنه (عرضي) ولا يستوجب الخوف!!<BR><BR><BR><font color="#0000FF" size="4"> فرق طبية متخصصة في الأوبئة والعدوى في العراق وألمانيا: </font><BR><BR>أرسل الجيش الأمريكي فريقي خبراء طبّيّين إلى العراق وألمانيا مؤخراً في محاولة منه للتحقيق في انتشار حالات مرض الالتهاب الرئوي الحاد بين القوات العاملة في العراق. <BR>وأعلن الفريق جيمس بيك (الجراح العام للجيش الأمريكي) أنه أرسل فريقين من الخبراء الصحيين إلى كل من العراق وألمانيا، حيث أرسل طبيبين متخصصين وأربع خبراء طبيين إلى العراق، كما أرسل طبيبين متخصصين آخرين إلى مركز (لاندستهل) الطبي في ألمانيا، والذي يتم نقل المرضى والمصابين من القوات الأمريكية إليه للعلاج. <BR><BR>الفريق الطبي الذي توجه إلى العراق يتألف من طبيبين أحدهما أخصائي في الأمراض المعدية، والآخر أخصائي في علم الأوبئة، بالإضافة على عالمين بيولوجيين، وفني معمل وفني طب وقائي. <BR>أما الفريق الطبي الذي توجه إلى ألمانيا فيتألف من أخصائي أمراض معدية، وأخصائي في علم الأوبئة. <BR>وهذا يعني بالتأكيد أن الخبراء والمسؤولين الأطباء يشكون بشكل حقيقي من وجود وباء معد ٍ نتج عنه هذا العدد من الإصابات، ويشير إلى ذلك وجود طبيب أمراض معدية وطبيب علم أوبئة في كلا الفريقين الموجودين في العراق وألمانيا.<BR><BR>الفرق الطبية ستسأل المرضى والعاملين في المجال الطبي الذين كانوا يشرفون على حالات الإصابة، كما سيعمل الفريق الطبي المتجه إلى العراق في قياس المستويات الجوية لبعض العناصر البيئية،كما سيقوم بدراسة التربة والماء، حيث يشير لين ككرال (الناطق بلسان الجراحة الأمريكية) في تصريح له أمس الجمعة إلى أنه من المحتمل أن تكون إحدى هذه العوامل البيئية سبباً للمرض، مضيفاً أن البيئة الصحراوية من الممكن أن تثير العديد من المشاكل في الجهاز التنفسي لدى الإنسان. <BR><BR><font color="#0000FF" size="4"> الإجراءات الأمريكية لاحتواء المرض: </font><BR><BR>التقرير الأمريكي هذه المرة أكد أن في العراق وحده يوجد نحو 100 حالة مرضية بهذا الوباء، منها 15 حالة خطرة جداً، ولعل لين ككرال (الناطق بلسان الجراحة الأمريكية) أصاب الحقيقة حين أعلن أمس الجمعة أن فرقاً طبية متخصصة ( بعلم الأوبئة) سيشرفون على التحقيقات وتتبع الحقائق بالنسبة للمرض، وربما تعد هذه المرة الأولى التي يشار فيها – أمريكياً- إلى أن هذا المرض الذي يعاني منه الجنود الأمريكان اليوم في العراق هو وباء، وبالتالي ينتشر عن طريق العدوى، مما يعني أن آلاف الجنود الأمريكيين الآن هم تحت التهديد الحقيقي لهذا (الوباء) . <BR>إشارة أخرى أمريكية لوجود وباء (عكس ما تحاول الإدارة الأمريكية إظهاره) جاءت على لسان بعض المسئولين الأمريكيين الذين أوصوا جميع الجنود الأمريكيين في العراق بضرورة تجنب التعرض لبعض العوامل البيئية (التي قد تساهم في نقل المرض)، ومنها: الغبار والأتربة، حيث نصحوا الجنود بمحاولة تجنب استنشاق الغبار الجوي، وارتداء الأقنعة الواقية والكمامات. <BR>لين ككرال أعلن أمس أيضاً أن القوات الأمريكية أخلت الحالات ال15 الخطيرة إلى المستشفيات، والذين احتاجوا إلى أجهزة التنفس الاصطناعية كي يستمروا في الحياة، وأن اثنين منهما ماتا بسبب المرض، وتعافى 10منهم، فيما بقي 3 منهم في العناية المشددة،<BR>كما أعرب المسؤولون الأمريكيون عن أملهم في الحد من انتشار حالات جديدة لهذا المرض بين قواتهم في العراق، لذلك فقد أوصى المسؤولون جميع الجنود الأمريكيين في العراق بضرورة تجنب التعرض للحرارة و الغبار الشديدين, كما طلبوا منهم أن يحموا أنفسهم من الغبار المستنشق، وذلك بارتداء الأقنعة الواقية, فيما أشاروا إلى بقاء العواصف الرملية الشديدة كمشكلة كبيرة في العراق . <BR>وشددوا على ضرورة عدم التدخين ولو حتى سيجارة واحدة، مشيرين إلى أن شرب سيجارة واحدة في ظل هذه الظروف قد يؤدي إلى الإصابة بهذا المرض الخطير. <BR><BR><BR><BR><font color="#0000FF" size="4"> محاولات التعتيم الإعلامي الأمريكي على الموضوع: </font><BR><BR>تحاول الإدارة الأمريكية التعتيم على خطورة انتشار هذا المرض، والذي بات يهدد الجنود الأمريكيين الذين يعيشون في أجواء خانقة من الحر وقلة النظافة والتعرض الدائم للغبار، مما يزيد من فرص العدوى، إلا أن الإدارة الأمريكية تحاول التأكيد على أن هذا المرض لا ينتقل من عن طريق العدوى (...) .<BR><BR>وأعلنت الفرق الطبية المرسلة إلى العراق و ألمانيا أنها في صدد البحث عن خيط مشترك يمكن أن يؤدي للوصول إلى السبب الرئيس لنشوء هذا المرض بين القوات الأمريكية في العراق، إلا أن المسؤولين العسكريين أعلنوا أن الجنود المصابين بمرض الالتهاب الرئوي جاؤوا من وحدات مختلفة، ثم تفرقوا جغرافياً في عدة مناطق في العراق، كما ادعوا بأن الإصابة بهذا المرض جاءت على شكل أزمنة متلاحقة، ولم تأت بشكل مباغت، مما يعني أن المسؤولين يحاولون القول بأن هذا المرض لم يأت على شكل (وباء)، ولم ينتقل عن طريق العدوى بين الجنود، وهو ما تحاول الإدارة الأمريكية نشره في وسائل الإعلام بغض النظر عن حقيقة هذا الأمر أو خطئه، فالوجود الأمريكي في العراق لم يعد يحتمل (صفعة) أخرى تثير حفيظة الجنود وأهاليهم والمجتمع الدولي. <BR><BR>وقبل أن تباشر الفرق الطبية بالعمل والتحري، حاول المسؤولون الطبيون تأكيد هذه الفرضية، باعتبار أن المرض لا يشكل خطراً على بقية الجنود في العراق.<BR>فقد قال ككرال في تصريحه أمس: إنه لم يتم الكشف إلى الآن عن أي مادة قد تكون سببت العدوى بين الجنود الأمريكيين في العراق، مثل: الجراثيم أو الفيروسات. <BR>كما أضاف: " وليس لدينا أيّ دليل لوجود أسلحة كيميائية أو بيولوجيّة أو سموم بيئيّة مشتركة"، وقال: إن الخبراء استبعدوا أن يكون المرض هو التهاب الجهاز التنفسي الحاد، والمعروف بالسارس.<BR><BR>كما شدد الكولونيل الأمريكي روبرت ديفريتيز(رئيس الطب الوقائي في مكتب الجراحة العام للجيش) في تصريح له يوم الثلاثاء الماضي، على أن إصابات الجنود الأمريكيين حدثت في مناطق مختلفة وفي وحدات عسكرية مختلفة، مشيراً إلى عدم احتمال حدوث عدوى أو تفشي وباء في منطقة بعينها. <BR><BR><BR><font color="#0000FF" size="4"> مرض الالتهاب الرئوي: </font><BR>يصيب مرض الالتهاب الرئوي الرئتين بشكل مباشر، حيث تمتلئ الأكياس الهوائية في الرئتين بالصديد وبسوائل أخرى، مما يؤثر في وصول الأوكسجين إلى الدم، حيث يصاب الإنسان بالاختناق. <BR>وفي الحالات المتقدمة يضطر الأطباء إلى وضع جهاز تنفس اصطناعي للمصاب ليساعده في التنفس.<BR>ويقول الكولونيل ديفريتيز: إن هنالك 30 سبباً معروفاً للإصابة بهذا المرض، من بينها البكتريا والفيروسات والطفيليات، بالإضافة إلى المواد الكيميائية والغبار والمعادن والدخان.<BR><br>