تحقيق خاص (للغارديان) عن مكان وجود أسامة بن لادن
26 جمادى الثانية 1424

أوردت صحيفة (الغارديان ) البريطانية الصادرة اليوم السبت 23/8/2003، تحقيقاً خاصاً عن عمليات البحث عن أسامة بن لادن، وعن مكان وجوده وطرق اختبائه، وسبب عجز المخابرات الأمريكية والباكستانية في العثور عليه إلى الآن. <BR>حيث قالت الصحيفة في تحقيقها الخاص: " في بداية شهر مارس/آذار الماضي، اعتقد عملاء المخابرات الذين يبحثون في الصحاري الغربية لباكستان أنهم قد عثروا على أكثر رجل مطلوب في العالم، حيث كانت الأخبار والتقارير التي يملكها عملاء المخابرات الأمريكية في المنطقة تشير إلى وجود أسامة بن لادن في قافلة كانت تسير جنوب أفغانستان، وتحديداً في منطقة بالتشيستان الباكستانية على الحدود مع إيران".<BR><BR><font color="#0000FF" size="4">استهداف قافلة يعتقد بوجود ابن لادن فيها: </font> <BR><BR>وتتابع الصحفة " كان العملاء الاستخباراتيين متفائلين هذه المرة أكثر من كل مرة في القبض على ابن لادن؛ لأنهم كانوا قبل خمسة أيام فقط قد ألقوا القبض على شخصية هامة جداً تابعة لابن لادن.<BR>حيث قام الضباط الباكستانيون بعملية في منتصف الليل، ألقوا فيها القبض على خالد شيخ محمد، والذي عثر عليه بعد مكالمة هاتفية عن طريق الأقمار الصناعية تنصتت عليها المخابرات الأمريكية، وأدت إلى تحديد مكانه ومتابعته ومن ثم اعتقاله.<BR>هذه المعلومات شجعت المخابرات الأمريكية على تركيز انتباهها على الصحارى غير المأهولة بالسكان في منطقة بالتشيستان الباكستانية، مما أدى إلى العثور على القافلة في تلك المنطقة. <BR><BR>قامت القوات الأمريكية والباكستانية على الفور بعملية عسكرية ضد القافلة، قتل خلالها تسعة من رجال القافلة، فيما لم يذكر التقرير عدد الجنود الأمريكيين والباكستانيين الذين قتلوا خلال العملية، <BR>وبعد تلك العملية، ظهر أحد كبار المسؤولين في بالتشيستان على التلفزيون لإعلان نبأ اعتقال اثنين من أبناء أسامة بن لادن، فيما قال أحد الصحافيين الباكستانيين: إن أسامة بن لادن قد ألقي القبض عليه.<BR>وخلال ساعات قليلة أصبح واضحاً أن ذلك كان خاطئاً، وأن المعلومات التي قدمت للمخابرات كانت غير صحيحة، حيث لم يكن أسامة بن لادن موجوداً أبداً في القافلة. <BR> <BR>ونقلت صحيفة الغارديان في تحقيقها عن الصحافي الباكستاني (حميد مير) الذي قابل ابن لادن ثلاث مرات، قوله: "في النهاية حصلنا على إخفاق جديد"، مضيفاً: " لقد فشلت وكالات المخابرات تماماً... من الصعب جداً اقتحام تنظيمهم".<BR><BR><font color="#0000FF" size="4">اتفاق سري بين مشرف والأمريكيين لحماية ابن لادن!!: </font><BR><BR>يورد التحقيق الصحفي الخاص تساؤلاً عن السبب الحقيقي الذي أدى إلى فشل العثور على أسامة بن لادن بعد سنتين كاملتين من أحداث 11 سبتمبر، ثم يقدم التقرير معلومات (مثيرة) للإجابة على هذا التساؤل.<BR>حيث يقول التقرير: " استفسارات وتحقيقات صحيفة الغارديان أدت إلى الكشف عن أن الخبراء الذين كانوا يتابعون محاولات الأمريكيين والباكستانيين في العثور على ابن لادن قد اقترحوا ما يلي:<BR>1- الرئيس الباكستاني الجنرال برويز مشرف، قد عقد اتفاقية مع الولايات المتحدة الأمريكية، تنص على عدم إلقاء القبض على ابن لادن بعد الحرب الأفغانية؛ خوفاً من التحريض على إعمال عنف ومظاهرات في باكستان. <BR>2- يحيط حول ابن لادن ثلاثة حلقات أمنية معقدة في دائرة قطرها 120 ميلاً في المنطقة، والقوات الباكستانية الخاصة التي تبحث عنه لم تستطع الاقتراب منه منذ سنة. <BR>ويشير التقرير إلى أن الأمريكيين قد تلقوا درساً مريراً بعد فشل عملية العثور على ابن لادن الأخيرة في مارس الماضي، خاصة وأن الانتخابات الأمريكية على الأبواب، والرئيس الأمريكي جورج بوش حالياً في أمس الحاجة إلى اعتقال أسامة بن لادن ليكون دفعة قوية له في الانتخابات القادمة، خاصة بعد تصاعد المخاوف من فشله إثر العملية العسكرية الكبيرة الثانية التي يخوضها ضد العراق. <BR><BR>ويقول التحقيق: "كان مخبأ ابن لادن معروفاً في كهوف تورا بورا في الجبال شرق أفغانستان، وكان موجوداً فيها إلى ديسمبر عام 2001م، عندما كان نظام طالبان ينهار تحت وطأة الحملة العسكرية الأمريكية، كما أن المئات من المجاهدين اختبؤوا في الكهوف أيضاً، حيث نشر ابن لادن خطاباً إذاعياً حث فيه رجاله على محاربة الأمريكيين، كما قام بتسجيل فيديو لمدة 33 دقيقة، وصف فيها هجمات سبتمبر بأنها ضربات ميمونة، وتنبأ فيها بقرب نهاية الولايات المتحدة".<BR><BR><font color="#0000FF" size="4">الحلقات الأمنية حول ابن لادن: </font><BR><BR>يتحدث التحقيق الخاص في صحيفة (الغارديان) عن الحلقات الأمنية، فيقول: "هرب ابن لادن بعد ذلك من الجبال، وقضى السنة والأشهر السبعة التالية في محاولة إعادة تأسيس شبكته، طبقاً لما يرويه (منصور إيجاز) الأمريكي من أصل باكستاني الذي قضى عدة سنوات في تعقب حركات ابن لادن وعملياته، والذي يمتلك اتصالات واسعة مع وكالة المخابرات الباكستانية، وعمل من وراء الكواليس كمفاوض مع ابن لادن، واشترك عام 1997م بعمليات جمع المعلومات في السودان عنه، والذي شغل مناصب أمنية هامة في أمريكا .... "<BR><BR>ثم تضيف الصحيفة: " يقول السيد إيجاز: إن هروب ابن لادن من منطقة تورا بورا عطل اتصالاته الإلكترونية عبر هواتف الأقمار الصناعية والإذاعات والبريد الإلكتروني، كما أوقف الاتصالات مدة من الزمن قام خلالها بالانتقال وتنظيم أمنه، مضيفاً أنه بات موجوداً في مكان يستحيل فيه الاتصال مع أي شخص، ويقترح (إيجاز) في معلوماته التي قدمها عبر مقابلة معه أن ابن لادن موجود الآن في المناطق القبلية الشمالية، والذي يشكل جزءاً منه لسبعة مناطق قبلية محافظة تمتد على طول سلاسل الجبال، والتي تعد جزءاً من الحدود الطويلة بين أفغانستان وباكستان الممتدة مسافة 1500 ميل.<BR>السيد (إيجاز) الذي زار باكستان حديثاً، يعتقد أن ابن لادن محمي بحزام أمني بشري معقد، مؤلف من ثلاثة دوائر حوله، حيث توجد الأولى في دائرة قطرها حوالي 120 ميلاً، مؤلفة من رجال القبائل التي ترصد القوات الباكستانية والأمريكية.<BR>ثم الدائرة الثانية والتي تعد أكثر إحكاماً، وتمتد حول دائرة قطرها 12 ميلا تقريباً، مؤلف من شيوخ القبيلة، والذين سيحذرون ابن لادن مباشرة في حالة اختراق الحلقة الأمنية الأولى.<BR>ثم في الوسط (مركز الدوائر) يوجد أسامة بن لادن نفسه مع واحد أو اثنين من أقاربه ومستشاريه المقربين، حيث جرى الاتفاق مع الجميع على عدم استخدام الاتصالات الإلكترونية، وعلى تحرك ابن لادن في الليل فقط، وفي محيط محدود". <BR><BR><font color="#0000FF" size="4">الرسائل الشفهية والسور الحديدي: </font><BR><BR>تتحدث الصحيفة عن مصطلح "السور الحديدي"، فتقول: "إن السيد (إيجاز) يطلق اسم "السور الحديدي" على المحيط الأمني، وعلى الرسائل الشفهية من أسامة بن لادن ونائبه أيمن الظواهري الموجود معه، والذي يعد القوة الفكرية الفاعلة، حيث ترسل الرسائل شفاهة إلى البقية، معتبراً أن هذا النظام غير كفء؛ لأنه قد يفوت تفاصيل ومعلومات كثيرة (بسبب النسيان). <BR>ويعد السيد (إيجاز) موضوع الرسائل الشفهية "سور حديدي"؛ لأنه لا أحد يعرف أي حرف عما يتكلمون به، وقد بدأ ابن لادن باستخدام أسلوب الرسائل المكتوبة باليد، والتي تعد معيناً جيداً، إلا أنها تزيد الخطر، حيث استطاعت المخابرات الباكستانية في 16 مارس الماضي الإمساك بياسر الجزيري في كراتشي، (مغربي، يعتقد أنه من أقرب حراس ابن لادن)، وعثر في جيبه على رسالة مكتوبة بخط يد ابن لادن، وربما كان هذا أكبر أثر عثر عليه إلى الآن عن ابن لادن".<BR><BR><font color="#0000FF" size="4">العجز الباكستاني عن الوصول إلى ابن لادن: </font><BR><BR>يتحدث التحقيق عن عجز المخابرات الباكستانية العثور على ابن لادن، فيقول: " يقول (وزير الداخلية الباكستاني) فيصل صالح حياة: " معلومات المخابرات الباكستانية عن ابن لادن ما تزال محدودة بشكل ملحوظ، وأن كثيراً من التقارير التي يتلقونها تكون خاطئة"، ويضيف: " كنا نحصل على تقارير عن وجوده عبر الحدود داخل أفغانستان وبطول منطقة الحدود أيضاً، ليست كل التقارير موثوقة أحياناً، لو كانت تلك التقارير موثوقة لاستطعنا بالتأكيد أن نصل إليه"<BR>ويقول الوزير الباكستاني: " تضاريس المناطق القبلية تجعل من المستحيل تقريبًا إيجاد رجل مصمم على الاختباء، المجتمعات المحلية نفسها مقيدة بقوانين الشرف المتأصلة و الاحترام التي تطبق مع وجود أسلحة كثيرة، تتراوح من البنادق الآلية إلى المدفعية الثّقيلة".<BR> <BR> ويؤكد التحقيق الصحفي على أن الوكالات القبلية طورت أنفسها في حماية المطلوبين، وإلى الآن يشتكي الضباط الباكستانيون من الصعوبات الكبيرة التي تعوقهم عن عمليات البحث في الأراضي القبلية التي تعد مناطق بدون شرطة، ولم يدخلها أي جيش من قبل أحداث 11 سبتمبر. <BR>البعض يقولون: إن المسؤولين الباكستانيين رأوا صعوبة منذ البداية في عمليات البحث عن ابن لادن، رغم أنهم أكدوا التزامهم بالبحث عنه واعتقاله، إلا أن لديهم استراتيجية مختلفة في الحقيقية". <BR><BR>وتتابع الصحيفة "السيد (إيجاز) يعتقد أن برويز مشرف قد توصل لعقد اتفاق مع المسؤولين الأمريكيين بعد وقت قصير من هروب ابن لادن من تورا بورا، تنص على عدم إلقاء القبض على ابن لادن، حيث يخشى الباكستانيون من أن أسر أو قتل ابن لادن، سيحرك حرب كبيرة في أفغانستان، وصراع أهلي في باكستان، وستطلق فيضاً من الهجمات الانتقامية على الأهداف الغربية في كل العالم، <BR>ويعتقد السيد (إيجاز) أن الأمريكيين قبلوا النقاش في هذا الأمر، بسبب نقل مركز الثقل العسكري الأمريكية من أفغانستان إلى العراق، مشيراً إلى أن (مشرف) قلل أي أخبار عن ابن لادن، كما أن الإدارة الأمريكية بالكاد تذكر اسمه، حيث قال (مشرف) في يناير من العام الماضي: إنه يعتقد أن أسامة بن لادن قد قتل، فيما قال بعد سنة: إنه حي وموجود في أفغانستان أو في المناطق القبلية في باكستان. <BR><BR><font color="#0000FF" size="4">القوات الباكستانية اعتقلت الكثير: </font><BR><BR>إلى الآن فإن المسؤولين الغربيين يشيرون إلى اعتقادهم بأن المسئولين الباكستانيين ملتزمون بالبحث عن ابن لادن، على الرغم من اعترافهم أن كثيراً من التقارير الرسمية لا تنسجم مع الواقع، <BR>فمنذ أحداث تورا بورا كان هنالك مجموعة من الاعتقالات الناجحة، حيث يقول الجنرال الباكستاني المتقاعد والمحلل الأمني (طلعت مسعود): "إن الأمريكيين يعتمدون الآن بشكل أكبر على الباكستانيين"<BR>ففي مارس من العام الماضي، قامت الشرطة الباكستانية بمهاجمة منزل على أطراف مدينة فيصل أباد، بعد معلومات من متصنتي المخابرات الأمريكية، وقامت بإلقاء القبض على أبي زبيدة أحد شركاء ابن لادن الكبار، والمسؤول عن إدارة المعسكر في أفغانستان، وبعد عام كامل على أحداث 11 سبتمبر، قامت القوات الباكستانية بشن غارة على منزل في كراتشي، أدت إلى اعتقال (رمزي بن الشيبه) اليمني الأصل، الذي كان مشتبهاً فيه في تمرير الأموال والمعلومات إلى منفذي هجوم 11 سبتمبر. <BR>كما اعتقلت أيضاً خالد شيخ محمد في مارس الماضي، في أهم اعتقال حتى الآن". <BR>ويضيف التقرير الصحفي "حتى الآن العشرات من الرجال البارزين قد اعتقلوا حتى الآن في أماكن مختلفة". <BR><BR>يقول وزير الداخلية الباكستاني: " كنا قادرين أن نعتقل بعضاً من الناشطين البارزين جداً، وبدأنا عمليات ناجحة في كل أنحاء باكستان...."<BR>ويتابع " وفي المستقبل ستكون أكبر مهمة تواجه الباكستانيين والأمريكيين، هي ترويض رجال القبائل الأقوياء، الذين يديرون المناطق القبلية الباكستانية، والذين أعطوا أسامة بن لادن الحماية". <BR><BR>وتنهي الصحيفة تحقيقها عن عمليات البحث عن ابن لادن بالقول: " يقول السيد (إيجاز): حتى الآن فشلت المحاولات الرامية إلى إمساك ابن لادن "، ويضيف " لذلك على باكستان الآن أن تنهي الكذبة، وتحضر ابن لادن". !!!<BR><BR><BR><br>