سقوط الهدنة وموقف الأطراف منها !
1 رجب 1424

<font color="#0000FF" size="4">الاغتيالات تسقط الهدنة: </font><BR><BR>ليس بعيداً كثيراً، ولكنها أيام قلائل فصلتنا عن اغتيال مهندس حماس السياسي إسماعيل أبو شنب ، سارع الجميع إلى القول بأن هذا اليوم كان بمثابة الطلقة الأخيرة التي أعطيت لاتفاقية الهدنة معنى الرحمة لتسافر إلى حيث أتت.<BR>وسرعان ما انتهى مشهد الدماء الأول حتى جاء المشهد الثاني ليفتح الستار عن عملية اغتيال جديدة ولحماس ضربة أخرى في صميم عملها العسكري داخل قطاع غزة باستشهاد القائد / أحمد اشتيوي من حي الزيتون ومرافقيه ، حتى بدا للجميع أن إسرائيل عاقدة العزم على تنفيذ المخطط الإسرائيلي الذي نادت من خلال قياداتها السياسيين والعسكريين لتنفيذه باغتيال قادة ورجال المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة .<BR><BR>لكن رجال السياسة في السلطة الفلسطينية، وتبعهم اليوم رجال السياسة في الفصائل أيضاً بادروا هذه المرة إلى القول بأن هناك إمكانية للحوار ، مما فسره المراقبون في فلسطين بمناداة حماس والجهاد الإسلامي بضرورة الجلوس على طاولات الحوار الفلسطينية لخلق مبدأ هدنة جديد يلزم كافة الأطراف .<BR>لكن السؤال المطروح هنا : هل تقبل كل الأطراف بهذا الاقتراح؟ وإن قبلت هل تصمد خطوةٌ مثل هذه مدةً أطول من تلك التي صمدت فيها الهدنة؟<BR>ويرى الجميع هنا، بل يجمع المراقبون على خطورة تمزيق ما سمي باتفاق الهدنة بعمليات الاغتيال المتواصلة في صفوف الشعب الفلسطيني، و لا نجد هنا أبلغ عبارة من التي قالها يوسي سريد (زعيم حركة ميرتس الإسرائيلية)عندما عبر عن خسارة قتل الهدنة بقوله : "الهدنة لم تعجب أحداً سوى كل الشعب الإسرائيلي وكل الشعب الفلسطيني، فقد عاش الشعبان للمرة الأولى منذ ثلاث سنوات مدة خلت من غالبية، ولا نقول: جميع عناصر الموت الذي يأتي داهماً هكذا دون موعد".<BR><BR><font color="#0000FF" size="4">المشهد الفلسطيني </font><BR><BR>لربما كان المتأمل في الشارع الفلسطيني قبيل مدة وجيزة من الهدنة يرى ملامح لأفعال لربما لم يعد لها أثراً في الشارع الفلسطيني بعد التوقيع على اتفاقية الهدنة، فغابت طيلة المدة الجنازات الجماعية الكبيرة التي كانت تعج بها فلسطين كل يوم،ولقد علقت الطائرات الإسرائيلية طلعاتها الجوية على سماء فلسطين، وانسحبت بعضاً من جرافات الاحتلال إلى حيث جاءت بعد أن عاثت الخراب والدمار في بلدان فلسطين كل فلسطين، ولكن هذا القول لا يعني على الإطلاق أن الشعب الفلسطيني عاش طيلة مدة الهدنة بأمن وسلام على أرضه، لكن الحملات العسكرية تواصلت بالشكل المنسق والمنمق لدرجة أن إسرائيل لم تكف أذاها عن الفلسطينين طيلة هذه المدة .<BR><BR><font color="#0000FF" size="4">المشهد الإسرائيلي: </font><BR><BR>لربما الملاحظ والمتابع للقضية الفلسطينية والشارع الإسرائيلي يدرك اليوم مدى تأثير اتفاق الهدنة على الشارع الإسرائيلي، فالهدنة اليوم لاقت ترحيباً في صفوف الصهاينة أيضاً، فعلى مدار 51 يوماً من الهدوء النسبي، بدا الداخل وكأنه هدأ قليلاً ، وعاش الإسرائيليون مدة ليست بالكبيرة من الأمن المحفوف بالخوف والترقب، فهم لم يشهدوا طيلة هذه المدة استشهادياً يقوم بتقجير نفسه داخل حافلة ، أو مطعماً، أو سيارة ، أو حتى مراكز التسوق .<BR>ويؤكد المراقبون هنا أن جميع ما يحدث اليوم داخل فلسطين من تغيرات إيجابية وسلبية ، ومدى تأثر الشارع الإسرائيلي بنتائج الهدنة كله انعكس بوضوح على معدلات قياس الرأي العام في إسرائيل، والتي يكثر الحديث عنها هنا .<BR>ولكن يبدو أنه لم يرق للجانب الإسرائيلي طبقاً لما تقول المعطيات على الأرض أن ينعم بهذا الهدوء طويلاً، حتى سعى جاهداً إلى تفجير الوضع وكأنه أحس في اتفاق الهدنة خطراً قادماً، ولكن على المستوى البعيد ، فما كان من حكومة النازي شارون إلى أن عمل جاهداً مع حكومته على أن يدوس الهدنة بجنازير دباباته، ويلغيها بناقلات الجند في نابلس وجنين ،هذا ولا يتصور أحد في الشارع الفلسطيني اليوم أن تقف الفصائل الفلسطينية موقف المتفرج على إراقة الدماء البريئة في فلسطين .<BR><BR><font color="#0000FF" size="4">رد حماس: </font><BR><BR>لم يطل الانتظار طويلاً حتى ردت حماس على كل الخروقات من الجانب الإسرائيلي، ففجرت من أبنائها شهيداً في مركز القدس المحتلة العاصمة الفلسطينية لتوقع عدداً كبيراً من القتلى والجرحى،<BR>وقالت حركتي حماس والجهاد الإسلامي بعد ضغوط جمة على الطرفين لوقف ما حدث وعدم التمادي فيه من قتل للإسرائيليين ، وكيف حدث ذلك والأطراف موقعة على وقف إطلاق النار ؟ من جانبها ردت حركتي حماس والجهاد الإسلامي بالقول:إن ما دفعها لقبول الهدنة المشروطة في التاسع والعشرين من حزيران الماضي هو العمل لمصلحة الصف الفلسطيني، وأضافت أنها وجدت من الضرورة بمكان العمل على وقف القتال مدة لمصلحة الشعب الفلسطيني ولأمور تجدها الحركتان ضرورية، ورأت الحركتان أن ما أدخلها في الهدنة منذ البداية يوجد اليوم الأرضية المناسبة لدخول الحركتين في وقف إطلاق نار جديد.<BR><BR>تزامن ذلك الاقتراح الفلسطيني مع رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي اقتراح وقف إطلاق النار جملة وتفصيلاً، مُصراً على مطالبة السلطة الفلسطينية بالشروع فيما يسميه: "تفكيك البنية التحتية للمنظمات الإرهابية".<BR>ولكن يبدو اليوم أن إسرائيل تحاول أن تدخل بوقف إطلاق النار ناراً جدية على الساحة الفلسطينية بإشعالها نار الحرب الأهلية ، حينما أوكلت مهمة جمع السلاح الفلسطيني والاعتقالات لرجال حكومة أبي مازن، حيث لاقت هذه الخطوة من قبل السلطة الفلسطينية معارضة الشارع الفلسطيني، لاسيما في ظل القتل والدمار والاغتيال الإسرائيلي لقادة الانتفاضة .<BR>الشعب الفلسطيني اليوم يجمع من جديد أنه لا خيار أمام هذا الشعب سوى أن ينسحب الجيش الإسرائيلي من كل فلسطين، ووقف البناء في الجدار الفاصل ، مؤكدين على الحق المقدس في عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم، لكن اليوم ينظر الجميع بعين الترقب إلى ما تركه انهيار الهدنة من فراغ كبير على جميع المستويات داخل فلسطين ، لعل الله يأتي بالفرج من أي نقطة كانت .<BR><br>