العلاقات العسكرية والأمنية بين إسرائيل والهند
13 رجب 1424

<font color="#0000FF" size="4">زيارة شارون الأولى: </font><BR><BR>يقوم الرئيس الإسرائيلي بزيارة إلى الهند ابتداءً من اليوم الثلاثاء، التاسع من شهر سبتمبر، في محاولة لإقامة حلف أمريكي إسرائيلي هندي، يعود بالفائدة الأمنية إلى الدول الثلاثة، في مواجهة بعض التحديات الخارجية. <BR>خاصة وأن الزيارة تتزامن تقريباً مع الذكرى الثانية لهجمات الحادي عشر من سبتمبر على برجي التجارة العالمية في نيويورك. <BR><BR>المسؤولون الهنود أعلنوا على الفور، أن الهند تمتلك علاقات قوية مع أمريكا وإسرائيل، مشددين على أنه من الطبيعي أن تكون هذه الدول الثلاثة تشكل حلفاً واحداً، بسبب وجود عدو مشترك لهم، وبسبب قيام أشكال من المقاومة بعمليات في هذه الدول الثلاثة، مؤكدين على ضرورة العمل مع بعضهم البعض. <BR><BR>إلا أن المسؤولين الإسرائيليين لم يتكلموا كثيراً عن هذا الموضوع، وكل ما أعلنوه، أن رئيس الحكومة آييل شارون يقوم بزيارة مهمة جداً إلى الهند، وإن هذه الزيارة ستعزز التعاون بين البلدين في الاقتصاد وفي ميادين أخرى. <BR>إلا أنه ومن الواضح أن إسرائيل تتأهب لكسب تحالف استراتيجي جديد مع الهند، وتطمح إسرائيل من خلاله، أن تزيد من أمنها الإقليمي بوجود هذا البلد الحليف في المنطقة، بالإضافة إلى أنه يفتح سوقاً جديدة لها، بعد موافقة الولايات المتحدة على أن تبيع إسرائيل منتجات دفاعية للهند، والتي استطاعت إسرائيل إقناعها بحجة أن الصناعات الهندية المصدرة إلى الهند وغيرها، ستوقف مد الصناعات الصينية التكنولوجية المصدرة إلى بلدان عديدة في المنطقة. <BR><BR><font color="#0000FF" size="4">العلاقات الأمنية بين البلدين: </font><BR><BR>تتقاسم كل من الهند وإسرائيل علاقات أمنية متنامية، في ظل مساعدة الولايات المتحدة لمثل هذه العلاقات، ويؤكد المراقبون، على أن هذه العلاقات بدأت تنمو بشكل كبير، بعد أن وافقت الولايات المتحدة على أن تبيع إسرائيل للهند ثلاث طائرات إنذار مبكر، بالإضافة إلى نظم تحكم، ضمن اتفاقية تقدر قيمتها ببليون دولار أمريكي. <BR>في حين منعت أمريكا إسرائيل في وقت سابق، من بيع هذه التكنولوجيا إلى الصين. <BR>بالإضافة إلى ذلك، فإن إدارة الرئيس الأمريكية جورج بوش، على وشك الموافقة على عقد صفقة أخرى كبيرة، تتمثل في بيع إسرائيل لصواريخها (آرو) أو (السهم) المضادة للصواريخ، الذي طورته إسرائيل بمساعدة الولايات المتحدة، والذي من المتوقع أن يؤدي إلى ترجيح كفة التوازن الأمني العسكري في المنطقة لصالح الهند، حيث سيجعلها أقل عرضة للهجمات من قبل دول مفترضة، كالصين وباكستان. <BR><BR>وتأكيداً لهذا الاتجاه، فقد أعلن مساعد وزير الخارجية الأمريكي لجنوب آسيا، كريستين روكا، في أغسطس الماضي أن الولايات المتحدة لديها تعاون عسكري نشيط مع الهند، وأنه يشكل جزءاً من علاقة شاملة بين البلدين. في حين تقدم الولايات المتحدة للهند بعض المساعدات، ومنها المساعدات الاستخباراتية. <BR><BR><font color="#0000FF" size="4">المباركة الأمريكية وأطماعها في المنطقة: </font><BR><BR>تطمح أمريكا في استخدام الهند كقوة مهيمنة في المنطقة، في مواجهة المد والنفوذ الصيني، الذي يعد المنافس الرئيس في آسيا، كما تطمح أمريكا لإنشاء قواعد عسكرية في الهند، وهذا الأمر لم يعد خافياً، خاصة بعد أن تضمن تقرير خاص بالبنتاغون الأمريكي، العلاقات العسكرية الأمريكية مع الهند في 153 صفحة منه، كما وتأمل الولايات المتحدة في أن ترسل الهند 20 ألف جندي على الأقل، لمساندة قواتها المحتلة في العراق. <BR><BR>الهند من جهتها طرحت إعلان _أمريكا إسرائيل الهند_ محوراً استراتيجياً لمحاربة ما تطلق عليه اسم " الإرهاب الدولي" أثناء زيارة مستشار الأمن القومي الهندي براجيش ميشرا إلى واشنطن. <BR>كما تقوم الهند بإجراء اتصالات مع عدة زعماء إسرائيليين وأمريكيين من أجل الحشد لتشكيل هذا الثلاثي، والتي من المتوقع أن تطرح على مستوى عالٍ، خلال زيارة شارون الحالية للهند، غير المسبوقة من قبل. <BR><BR>واشنطن تريد حالياً المزيد من العملاء والدول الموالية لها في سياساتها الخارجية، وتحاول إيجاد حلفاء في كل مناطق العالم، فهي قد استطاعت كسب إسبانيا، أوروبيا (عدا الحليف الأساسي بريطانيا) لتمرير قرارات، وتشكيل ائتلاف دولي ضد ما تسميه هذه الدول (بالإرهاب). <BR>ومن أجل ذلك وضعت تلك الدول مجموعة من الأهداف لهذا الائتلاف الدولي، منها تشكيل سلطة مستقلة لاتخاذ قرارات جريئة، في حال عدم موافقة مجلس الأمن أو الأمم المتحدة (كما حدث في قضية احتلال العراق)، ومنها: إطلاق صفة (الإرهاب) على أي دولة أو منظمة أو حركة أو شخصية ترتئيها تلك الدول، متجنبة الدخول في مسألة تعريف (الإرهاب) ومناقشة بقية الدول حولها، وما يتبع هذه المسألة من سد الإمدادات المالية على هذه الجهات المتهمة، وتعطيل شبكة اتصالاتها، وتبادل المعلومات الاستخباراتية حولها بكل شفافية وسهولة، وإجراء عمليات تسليم المشتبه بهم، بين تلك الدول بكل سهولة ويسر، بل و(قانونية) توجدها هذه الدول بين بعضها البعض، بغض النظر عن القوانين والسياسات المتبعة، والمعمول بها بين دول العالم، ووفق مناهج الأمم المتحدة. <BR><BR><font color="#0000FF" size="4">حلف ثلاثي (أمريكي - إسرائيلي - هندي): </font><BR><BR>وخلال كلمة ألقاها في 8 من مايو الماضي، خلال اجتماع العشاء السنوي ال97 للجنة اليهودية الأمريكية في واشنطن، قال مستشار الأمن القومي الهندي، براجيش ميشرا: " إن من المؤسف، وجود بعض النقاشات المخادعة التي تمنع إجماعاً دولياً لتعريف مفهوم (الإرهاب)، ووجود تعريف متفق عليه لمفهوم (الإرهاب)، مسألة ما تزال غائبة عن المجتمع الدولي، منها وجود منطق غريب لوضع فروقات بين المناضلين و(الإرهابيين) ..." !!!<BR><BR>على أن براجيش ميشرا، لم يكن المسؤول الهندي الوحيد الذي قام بخطوات باتجاه إقامة علاقات مع إسرائيل، إذ أن نائب رئيس وزراء الهند كريشان أدفاني، اختار إسرائيل لتكون وجهته الجديدة للرحلة التي قام بها للخارج، بعد تسلمه منصبه في الحكومة الحالية، <BR>ففي يونيو من عام 2000م، قال أدفاني أثناء زيارته لإسرائيل: " نتقاسم مع إسرائيل فهم معنى (الإرهاب) الجديد، كتهديد مشترك لكلا بلدينا، وإصرارنا المتبادل لمكافحة (الإرهاب) يشكل أساس مناقشاتنا مع إسرائيل، التي تمتلك سمعة كبيرة في التعامل مع هذه المشاكل، تصل إلى حد وصفها أحياناً بالخارقة..." (...) <BR>ولتجنب إزعاج إسرائيل، لم يقم أدفاني بزيارة سورية أو أي بلد عربي آخر بعد زيارة إسرائيل، رغم أنه خطط لزيارات أخرى، كما طالب بشكل علني وصريح، تعزيز التعاون النووي والعسكري بين الهند وإسرائيل. <BR><BR>وفي مقابلة له مع شبكة "فوكس نيوز" التلفزيونية بتاريخ 9 يوليو 2002م ـ قال أدفاني: " الهجمات التي رأيناها بتاريخ 11 سبتمبر و13 سبتمبر 2001م (إشارة إلى هجمات نيويورك، والهجوم على البرلمان الهندي في 13 سبتمبر) كانت من مصدر واحد، وهذه الهجمات من المصدر المشترك، قد جعل وجود الولايات المتحدة وإسرائيل والهند أعداءً رئيسيين لهذا المصدر، ومن الواضح وجود قضية مشتركة بين الدول الثلاثة، ولا بد من إيجاد جبهة عمل مشتركة فيما بيننا". <BR><BR><font color="#0000FF" size="4">علاقات متينة: </font><BR><BR>تعد إسرائيل إحدى الدول القليلة التي تجري الهند معها مناقشات ومشاورات منتظمة في مجال ما يطلق عليه اسم (مكافحة الإرهاب الدولي) من خلال وجود لجان عمل مشتركة بين البلدين. <BR>ويشكل هذا التعاون جزءاً من العلاقات الاستراتيجية المستمرة بين المؤسستين الأمنيتين في البلدين. <BR><BR>التحالف بين إسرائيل والهند يبنى –على الغالب- على أساس التعاون المخابراتي والعسكري، حيث زودت إسرائيل الهند برادارات لاعتراض الصواريخ، ونظم أخرى متطورة، منها: الآليات والمعدات التي تعمل بالرؤية الليلية، بالإضافة إلى تطوير طائرة هندية من العهد السوفيتي. <BR>حيث تصل إسرائيل إلى مستوى روسيا في تزويد الهند بالأسلحة والمعدات العسكرية. <BR>وعلى سبيل المثال، فإن نصف مبيعات الأسلحة الإسرائيلية العام الماضي، كانت مخصصة للهند، والتي بلغت ما قيمته 4.2 بليون دولار. <BR><BR>وأثناء زيارة شارون من المتوقع أن يتم توقيع مجموعة اتفاقيات، منها اتفاقية خاصة بالتعاون الدفاعي بين البلدين. <BR> <BR><font color="#0000FF" size="4">العلاقات التجارية بين البلدين: </font><BR><BR>العلاقات التجارية بين الهند وإسرائيل بدأت تقفز بشكل واسع منذ عام 1992م، عندما وافقت الهند على إقامة علاقات دبلوماسية كاملة مع إسرائيل. <BR>ففي عام 1992-1993م كانت قيمة التبادل التجاري بين البلدين تصل إلى 200 مليون دولار، فيما وصلت هذه القيمة العام الماضي إلى 1.3 بليون دولار، معظمها يتعلق بقطاع التكنولوجيا المتطورة، كما تصدر إسرائيل للهند المجوهرات والزينة الذهبية، والعقاقير والمواد الكيميائية، وخيوط القطن والأقمشة...إلخ.<BR> <BR>وخلال هذا العام، فإن التجارة الثنائية قد وصلت إلى معدلات نمو تقارب ال30%، حيث تجاوزت الهند الصين واليابان، كأكبر شريك تجاري لإسرائيل. <BR>ومن هذه الصفقات التجارية ما تم التوقيع عليه بين شركة الاتصالات السلكية واللاسلكية الهندية، مع الشركات الإسرائيلية في يوليو الماضي، ما عدا ما تستثمره جماعة رأسمالية إسرائيلية في نفس المجال في الهند، حيث يصل رأس المال الإسرائيلي المستثمر في الهند ب7 بليون دولار. <BR><BR>وطبقاً للتقارير الإعلامية الآسيوية، فإن أدفاني قد طلب من إسرائيل أن تزود الهند بآخر أجهزة مكافحة الشغب والتمرد، والتي تشمل على بعض التقنيات المستخدمة في التجسس، ومعدات المراقبة والتعذيب، والقناصات البعيدة المدى، والدروع العملاقة، وآلات الرؤية الليلية، وغيرها.<BR><BR><BR><font color="#0000FF" size="4">الصفقة العسكرية الأخيرة: </font><BR><BR>أما ما يتم الاتفاق عليه الآن بين البلدين، فيما يتعلق بمجال الدفاع، فيتضمن رادارات الأواكس، التي توضع على الطائرات الروسية الصنع، من أجل الاستفادة منها في المراقبة (الإنذار المبكر)، ونظام مضاد للقذائف، وصواريخ جو - جو، وطائرات الدوريات البحرية، وأجهزة التدريب المائية، ونظم رادارات (جرينباين) القادرة على اكتشاف الصواريخ البالستية على بعد مئات الكيلومترات، وصاروخ أرو2، أو (السهم) القادر على التصدي للصواريخ الباليستية، ونظم إلكترونية من نوع (فيرات آي إن إس)، وبنادق آلية من نوع (تافور)، وبنادق قناصة من نوع (جليل). <BR><BR>ويمتد التعاون الإلكتروني إلى النظم الإلكترونية الخاصة بطائرات متعددة، منها: (إس يو 30) و(ميج 27)، ومشروع صاروخ موجه بالكامل...<BR>كما تقوم إسرائيل بتدريب 3 آلاف جندي هندي في عمليات مكافحة التمرد، طبقاً لما أوردته صحيفة ( آسيا تايمز) بتاريخ 7 سبتمبر الجاري. <BR><BR><font color="#0000FF" size="4">التعاون في مجال الأقمار الصناعية والنووية: </font><BR><BR>بالإضافة إلى ذلك، فإن الهند تأمل بأن يسفر التعاون بين البلدين إلى مجال الأقمار الصناعية، الخاصة بالاتصالات، ورصد حالات الجو، ورسم الخرائط، والرصد والمراقبة العسكرية....<BR>خاصة وأن الدكتور "كيه كاسترير انجان" والذي يرأس منظمة بحوث الفضاء الهندية، (ISRO) كان قد زار إسرائيل الشهر الماضي من أجل المباحثات حول القضايا المتعلقة بالأقمار الصناعية البصرية، كما أن إسرائيل لا تخفي حماسها في أن تتقاسم التكنولوجية الخاصة بالأقمار الصناعية مع الهند.<BR><BR>فالهند لديها تكنولوجيا خاصة بالكاميرات الرقمية التي تعمل على الأقمار الصناعية ذات الارتفاع "560 كيلومترا" عن الأرض، والتي تستطيع رصد ما مساحته " متر واحد" أو أقل، وهذا الأمر يمكن يتم من خلال تقريب القمر الصناعي من الأرض، ما يؤدي إلى التقليل من الوقود الذي يحمله، وهذا بالتالي يقلل من عمر القمر. <BR>إلا أن الهند استطاعت أن تنتج هذه التقنية، خاصة بعد معركة "كارجيل" عام 1999م مع باكستان، والتي كلفت الهند 461 مليون دولار أمريكي، وخسائر قدرها وزير الدفاع الهندي "جورج فرناندز" بتاريخ 8-12-1999م بخمسمائة وتسعة عشرة ضابطًا وجنديًا.<BR><BR>ويمكن أن تحصل الكثير من دول العالم على هذه الصور النقية، ولكن بتكلفة عالية جداً، من شركات الأقمار الصناعات التجارية، مثل: "إيكونوس" إلا أنها باهظة الثمن ومكلفة للغاية. <BR><BR>هناك مجال آخر يمكن أن تتطور فيه العلاقات بين إسرائيل والهند، وهو المجال النووي، وعلى الرغم من أن هذا الأمر غير مؤكد، إلا أن بعض التقارير ترجح أن أدفاني كان يعمل في مجال العلاقات السرية بين الهند وإسرائيل في مجال الحقل النووي، كما أن تقارير إعلامية أشارت في وقت سابق، إلى أن إسرائيل قدمت لحكومة الرئيس كارتر عام 1979م، مشروع ضرب المفاعل النووي الباكستاني عن طريق استخدام الأراضي الهندية، (كما حصل مع مفاعل العراق) إلا أن الحكومة الأمريكية رفضت ذلك. <BR><BR><BR><br>