تزايد انتحار الجنود الأمريكان في العراق
5 ذو الحجه 1424

أقر قائد القوات البرية الأمريكية في العراق الجنرال " ريكاردو سانشيز "أمس السبت 17 / 1 في لقاء مع شبكة الإعلام العراقي بارتفاع معدلات الانتحار بين الجنود الأمريكيين في العراق، واعترف بأن" 21 " من الجنود ومشاة البحرية انتحروا منذ بداية حرب العراق، وقال سانشيز: "إن الجيش يتخذ خطوات جادة لمكافحة ارتفاع معدلات الانتحار".<BR>وكان تزايد حالات انتحار الجنود الأمريكيين منذ بدء حرب العراق قد أثار مخاوف واهتمام المسؤولين الأمريكيين في القوات المسلحة الأمريكية، وخبراء آخرين في العالم، وأضحت ظاهرة ارتفاع معدلات الانتحار من القضايا الملحة التي تشغل بال "البنتاغون" الذي سارع العام الماضي بإرسال طواقم إلى العراق لتقدير الأوضاع، والوقوف على دوافع هذه الظاهرة والحيلولة دون استفحالها.<BR><BR><font color="#0000FF"> أمراض نفسية وعقلية: </font><BR>وكان ( مساعد وزير الدفاع الأمريكي لشؤون الصحة) وليم وينكينويرد قد كشف في حديث لشبكة" سي إن إن " الأمريكية عن وقوع " 21 " حالة انتحار بين الجنود الذين شاركوا في الحرب على العراق خلال عام 2003م لتصل النسبة إلى " 13,5" مقابل مائة ألف جندي بارتفاع " 9،10"في المائة عن عام 2002م، وأفصح "وينكينويرد" عن معاناة ما بين 300 إلى 400 جندي أمريكي من اضطرابات عقلية وأمراض نفسية بين 10 آلاف جندي أمريكي تم إخلاؤهم إلى خارج العراق لأسباب طبية. <BR>وأكد المسؤول الأمريكي أن حوالي "2500 " جندي في القواعد الأمريكية ينتظرون لتلقي الرعاية الطبية اللازمة، مشيراً إلى استفحال حالات " التقويم الطبي " مع خطط البنتاغون لإحلال واستبدال مئات الآلاف من الجنود داخل العراق وخارجه، وأضاف بأن الجيش الأمريكي يفضل علاج الجنود من حالات الاكتئاب أثناء انتظامهم في الخدمة مما يعني أن الأرقام الحقيقية أعلى بكثير من تلك المعلنة. <BR>ويرى الدكتور توماس غاسكين (الطبيب النفسي لدى البحرية الأمريكية) أن من أكبر المعضلات التي تواجههم في هذا المجال تتمثل في طلب الاستشارة النفسية وتعد أمراً عادياً ولا يبدو بأنه ظاهرة ضعف أو اضطراب نفسي أو عقلي، مضيفاً بأن أبحاثهم تظهر دائما أن معظم المنتحرين لم يستفيدوا من خدمات الصحة النفسية والعقلية التي تقدمها لهم القوات المسلحة قبل إقدامهم على الانتحار". <BR><BR><font color="#0000FF"> تقارير الخبراء: </font><BR>ويحتفظ الجيش الأمريكي بتسعة فرق طبية تضم أطباء نفسانيين وأخصائيين اجتماعيين لتقديم المشورة الطبية لمساعدة الجنود على تخطي الضغوط النفسية الناجمة عن الظروف المحيطة، وقال مسؤولون أمريكيون: إن من المتوقع أن تنشر تقارير هذه الفرق عن هذه الظاهرة المخيفة خلال الأيام القادمة، ويأمل خبراء مستقلون في أن تلقي هذه التقارير الضوء على حالات الانتحار المتزايد بين الجنود الأمريكيين في العراق ، وعما إذا كانت بسبب قضايا شخصية، مثل: فقدان قريب أو حبيب إلى النفس، أو لأسباب قانونية أو مالية أو لربما لأشياء أكثر حساسية تتعلق بالمهمة الأمريكية. <BR>وترتبط هذه التساؤلات العريضة بالروح المعنوية المتدهورة للجنود الأمريكيين في العراق، حيث اشتكى الكثيرون منهم من طول مدة عملهم بعيدا عن وطنهم وأهلهم، مما خلق لديهم حالة من الإحباط والاكتئاب لم يتمكنوا من التخلص منها إلا بالانتحار. <BR><BR><font color="#0000FF"> موت الحلم: </font><BR>وهو ما حصل بالفعل للجندي الأمريكي " جوزيف سويل " الذي عانى الأمرّين جراء ابتعاده عن زوجته وبناته العام الماضي عندما كان يعمل لمدة سنة كاملة في كوريا الجنوبية مما اضطر رئيسه الى منحه عطلة قصيرة لرؤية أفراد عائلته في الوطن لعل حالته النفسية تتحسن، ولكن الأمر مختلف تماما بالنسبة له في عام 2003م، حيث تم إرساله في آذار / مارس الماضي ـ وبعد خمسة أشهر فقط من إكمال مهمته في كوريا الجنوبية إلى الكويت ثم من بعدها إلى العراق، وفي العراق كانت نهاية " سويل " البالغ من العمر "24"عاماً، فقد فارق الحياة بعد أن تناول قارورة من مادة سامة، وقد وصفت مصادر الجيش بأن مصرعه نتيجة لعمل غير عدائي.. غير أن قسيس الجيش أبلغ زوجته " ربيكا " بأنه انتحر. <BR>وتقول " ربيكا " التي تصغر زوجها بعامين، والتي تعمل أمينة صندوق في مدينة لوفكين بولاية تكساس، حيث تقوم بتربية طفلتيها "جاكيلا" 4 سنوات و "جادا" سنتين : إنه عندما وصل زوجها ضمن قوات وحدة مدفعية الميدان الثالثة الى العراق طلب منها أن تتصل بقائده وتناشده السماح له بإجازة قصيرة.. لم تكن تتوقع أن يكون زوجها قد وصل إلى تلك الحالة النفسية السيئة للغاية.. <BR>وقالت "روبيكا: "إنها سارعت بالفعل بالاتصال بقائد زوجها مناشدة منحه إجازة قصيرة غير أن القائد لم يعطها وعوداً جازمة حتى علمت بانتحار زوجها، وكان "سويل" قد انضم إلى الجيش في فبراير عام 2000م من أجل الحصول على وظيفة مستقرة تمكنه من العناية بزوجته وأطفاله غير أن ذلك الحلم تلاشى في العراق. <BR><BR><font color="#0000FF"> انتحار المارينز: </font><BR>ويذكر أن الجيش الأمريكي شهد أعلى معدلات انتحار بين صفوفه إبان عام 1993م حرب الصومال وهايتي، حيث بلغت المعدلات 15.7 لكل مائة ألف جندي، وارتفعت معدلات الانتحار بين صفوف قوات مشاة البحرية (المارينز) دون سواهم من قوات الجيش الأمريكي في المدة ذاتها حتى بلغت 20.9 مقابل 100 ألف جندي، وبدأ الجيش الأمريكي مؤخرًا في تقديم مشورة طبية مكثفة للجنود العائدين من الخدمة في أفغانستان، خاصة مع ارتفاع ظاهرة قيام العديد منهم بقتل زوجاتهم والانتحار. <BR>وبحسب مساعد وزير الدفاع الأمريكي لشؤون الصحة قد لا تعكس المعدلات الحالية الأرقام الدقيقة للمنتحرين، خاصة وأن بعض تحقيقات الجيش بشأن بعض الحالات غير مكتملة.<br>