غضب عارم في مصر لاغتيال الشيخ
2 صفر 1425

عمت الشارع المصري بكل فئاته، موجة عارمة من الغضب، احتجاجاً على قيام قوات الاحتلال الصهيوني باغتيال الشيخ أحمد ياسين، واندلعت المظاهرات في الجامعات المصرية والميادين، مطالبة بالثأر للشهيد، فيما طالب برلمانيون بإعادة النظر في اتفاقية كامب ديفيد، وطرد السفير الإسرائيلي من مصر، ومقاطعة السلع الأمريكية والصهيونية .<BR><BR><BR>فقد طالبت جماعة الإخوان المسلمين الدول العربية التي لها علاقات بإسرائيل بتجميدها فوراً والمبادرة بطرد سفرائها وممثليها ومراجعة مواقفهم ومعاهداتهم معها، معتبرة أن هذا هو الحد الأدنى للرد على جريمة اغتيال الشيخ ياسين، فيما أدى (المرشد العام للإخوان المسلمين) محمد مهدي عاكف وبعضَ أعضاء مكتب الإرشاد وقادةَ ورموزَ الجماعة صلاة الغائب على الشيخ ياسين وإخوانه، بمكتبه الكائن بضاحية (منيل الروضة) في القاهرة.<BR><BR>وقالت الجماعة في بيان لها:" إن الشهيد الشيخ أحمد ياسين ليس أول الشهداء ولن يكون آخرهم ما بقى احتلال يجثم على أرضنا .. فهو الآن عند ربه مع إخوانه من السابقين: مصعب وحمزة وسعد بن معاذ ، وحسن البنا ، ومع أبنائه وإخوانه شهداء فلسطين : يحيى عياش والشقاقى وأبو شنب وأبو على مصطفى والمقادمة وريم الرياشى وغيرهم من المجاهدين والمجاهدات _نحسبهم كذلك ولا نزكيهم على الله_ وإن دروس التاريخ قد علمتنا أن دماء الشهداء لا تضيع وأن الأمم تعيش بتضحيات أبنائها" .<BR><BR>ومن جهته، أعلن الدكتور محمد مرسي رئيس الكتلة الإسلامية بالبرلمان المصري أن القُوى السياسية والوطنية في مصر ستقيم سرادقًا لتقبُّل العزاء في الشهيد الشيخ أحمد ياسين، يوم الأربعاء 24/3/2004م بمسجد رابعة العدوية بمدينة نصر، عقب صلاة المغرب، يشارك فيه عددٌ كبيرٌ من الشخصيات السياسية والوطنية في مصر .<BR><BR>فيما توالت البيانات العاجلة لنواب البرلمان المصري على وزير الخارجية السيد أحمد ماهر، تطالبه بتعليق اتفاقية السلام الموقَّعة مع الكيان الصهيوني، وطرد السفير الصهيوني من القاهرة؛ ردًّا اغتيال الشيخ ياسين. <BR>وقال النائب الدكتور "حمدي حسن"- عضو كتلة نواب (الإخوان المسلمون) بمصر، في بيانه العاجل الذي قدمه للبرلمان إن بقايا وحطام كرسي الشيخ القعيد سيكون وقودًا تشعل النار ضد المحتلين الغاصبين، مطالباً باعتبار يوم 22 من مارس من كل عام عيدًا للمقاومة وللشهداء .<BR><BR>كما تظاهر أكثر من ثلاثة آلاف مواطن، يتقدمهم مجموعة من النواب أمام البرلمان المصري مطالبين بموقف حاسم تجاه الكيان الصهيوني ورئيس وزرائه المجرم "شارون"، الذي أشرف بنفسه على عملية اغتيال الشيخ ياسين . <BR><BR>وفي جامعة الأزهر، خرج أكثر من خمسة آلاف طالب في مظاهرة حاشدة عقب سماعهم نبأ اغتيال الشيح ياسين وامتدت المسيرة إلى خارج الجامعة؛ دعا خلالها المتظاهرون للثأر للشهيد والرد في أسرع وقت، وقاموا بحرق العلمين الأمريكي والصهيوني، وارتدى عدد كبير من الطلاب الملثمين عصابة لكتائب الشهيد "عز الدين القسام"، مرددين (عهدًا علينا أمام الله.. دم ياسين لن ننساه" و"يا شارون صبرك صبرك.. جيل النصر سيحسم أمرك"، كما رفع الطلاب لافتات كُتِبَ عليها "نار بنار ودم بدم"، وعقد الطلاب في ختام مسيرتهم مؤتمرًا حاشدًا داخل الجامعة بمشاركة عدد من أساتذة وعلماء الأزهر .<BR><BR>وفي جامعة القاهرة، تظاهر أكثر من10 آلاف طالب، بينهم أكثر من 3 آلاف طالبة، احتجاجاً على اغتيال الشيخ ياسين، وطالبوا خلالها بإعادة النظر في اتفاقيات السلام مع الصهاينة، كما حرقوا الأعلام الصهيونية والأمريكية، وحملوا نعوشًا رمزيةً تُمثِّل الأنظمة العربية التي تخاذلت عن دورها في دعم قضية فلسطين.<BR><BR>فيما شهدت المنطقة الواقعة بين جامعة القاهرة والسفارة الإسرائيلية نشر قوات أمن كبيرة حول المبنى الكبير، الذي تشغل السفارة الطابق الأخير منه، تحسبًا لخروج المظاهرات للشوارع وتحركها صوب مقر السفارة .<BR><BR>وعلى مستوى الأحزاب، نددت أحزاب المعارضة المصرية بالجريمة الشنعاء، مطالبة باتخاذ موقف عربي حازم ، فقد أكد حزب العمل- المجمَّد نشاطه منذ سنوات- أن قتل الصهاينة للشيخ أحمد ياسين يعني أننا أمام مرحلة جديدة من المواجهة العسكرية الشاملة، إنها بداية النهاية لحالة التخاذل العربي، فهذا الاستشهاد يضع نهاية لكل المساومات و لكل العلاقات بين حكوماتنا و بين العدو، فلم يعد مقبولاً بعد اليوم من أي مسؤول عربي أن يمد يده إلى قتلة الاحتلال، فالدم بالدم و القتل بالقتل حتي تحرير كامل التراب.<BR><br>