فيلم جديد يفضح جرائم الجنود الصهاينة
28 جمادى الثانية 1425

القدس - خاص <BR><BR> درج جنود جيش الاحتلال الصهيوني الذين يعملون في قطاع غزة على كتابة علامة "x" على جسم البندقية الشخصية كعلامة على أنهم قتلوا فلسطينياً، وبعضهم يتباهى بعلامتين أو ثلاث من ذلك الشعار (x)، وذكرت مصادر صحفية صهيونية أن الشائعات عن عادة الإشارة على البنادق بدأت في مدة المكوث الطويل لجيش الاحتلال في جنوب لبنان، حيث كان الجنود يؤشرون على أسلحتهم كتعبير عن عدد اللبنانيين الذين قتلوهم، ومنذ بداية الانتفاضة الحالية أصبحت الإشارات ظاهرة ملموسة يتبناها الجنود في قطاع غزة، وتعد الإشارة على السلاح رمزاً للمهنية، وكلما كانت هناك إشارات أكثر على سلاح الجندي يحظى بتقدير أكبر من رفاقه !<BR><BR>"هذا شرف عظيم أن يسير المرء مع هذه الإشارات".. هكذا يقول جندي صهيوني يخدم كقناص في قطاع غزة، وقتل في سياق عمله فلسطينيين اثنين، وأضاف: "ليس فقط في الجيش يفهمون معنى هذه الإشارات، فحتى عندما أخرج إلى البيت يعرف الناس أني قتلت"مخربين"، وأنا فخور بذلك".<BR><BR>وتعليقاً على هذه الظاهرة قال (المؤرخ العسكري الصهيوني) مئير بعيل، الذي عمل كقائد كتيبة في لواء جولاني أن هذه عادة سطحية، وظاهرة أخرى تدل على الانحلال الذي طرأ لدينا في أعقاب الاحتلال المستمر، إذا كان ينبغي القتل، فليقتلوا، ولكن محظور تحويل هذا إلى رياضة !<BR>* <BR>فيلم وثائقي<BR>"كوالدة جندي ترعرع في خضم الحرب مع الفلسطينيين يثير فضولي السؤال: كيف لنا، نحن ذوي الجنود الذين أرسلنا أولادنا وهم في العاشرة من عمرهم لتعلم الموسيقى، أن نرسلهم مع بلوغهم الثامنة عشرة (سن الخدمة العسكرية في جيش الاحتلال) ليقتلوا الفلسطينيين.. أسأل نفسي كثيراً هل أنا والدة لجندي قاتل".. بهذه الكلمات تلخص المخرجة الصهيونية نوريت كيدار دوافع إخراجها فيلماً وثائقياً يحمل عنوان"وحيدة ومعزولة" يوثق ممارسات القناصة الصهاينة في فلسطين المحتلة، ويعرض إفادات تقشعر لها أبدان الناظر لكنها لا تؤرق مضاجع القتلة سوى بعضهم، الذي يعترف بأنه بعد سنوات على فعلته تلاحقه كوابيس ليرى في منامه ضحاياه.<BR><BR>وتحاول المخرجة أن تطلع المجتمع اليهودي الذي غاص إلى غياهب اللامبالاة على ممارسات الجيش في فلسطين المحتلة "وأن أظهر للجميع ماذا فعلنا، كمجتمع وكأهالي جنود، بأولادنا حين يطلب منهم أن يقرروا من يقتلون (من العرب). إنه عبء ثقيل على كاهلهم"، وبانتظار عرض الفيلم، لأول مرة مع نهاية شهر أغسطس الجاري، تناولت الصحافة الصهيونية ما أدلى به القناصة من إفادات لجنود معتدين بالذات ومحشوين بكم هائل من العداء والكراهية، لكل من هو مسلم وعربي وفلسطيني، يشفون غليلهم بقتل أكبر عدد منهم رافضين اعتبار أفعالهم جرائم تنم عن تبلد الحس، وتعنون إحدى الصحف الصهيونية تقريرها عن الفيلم بكلمتي: "بدم بارد" من دون أي علامة سؤال، وتضيف:"عندما يقتلون أحد الفلسطينيين يشعرون بأنهم فعلوا ما أمروا به.. وأحياناً لا يشعرون بشيء، يركزون على الأرواح، على قياس المدى بينهم وبين المستهدفين. لا يواجهون معضلات أخلاقية، إنهم في نهاية الأمر بمثابة آلة. هذا هو تعريفهم"، ويتباهى أحد القناصة - المدعو شلومو (22 عاماً) - على نحو لا يطاق بجريمته ويحكي قصته: "أثناء خدمتي في غزة رأيت بالمنظار الشخص.. وضعته في مركز الهدف، وضغطت على الزناد ورأيته يسقط.. نعم أسقطته.. إنه شعور رباني بأن تقصف حياة من لا يستحق الحياة!.. فأنا من يقرر من يعيش ومن يموت! إنه الشعور بالفحولة الرجولية!".<BR><BR>ويتابع شلومو واصفاً جريمته: "إنها متعة.. التحضير لإطلاق النار، قياس المسافة، والقتل ذاته إنه الادرينالين، متعة واكتفاء".. لا بل أفظع من ذلك حين يقول: إنه بعد أن قتل فتى فلسطينياً عمره 16 عاماً، أشعل سيجارته وجلس يستريح ثم تلذذ بل فتنته مشاهدة الجنازة في فضائية"الجزيرة"، وهل للسيجارة نكهة خاصة بعد قتل؟.. يجيب القناص شلومو من دون حياء: "إنها المتعة الحقة، إنه الانتشاء" مضيفا أنه لا ينظر إلى ضحيته كإنسان، إنما كـ"هدف متحرك".<BR><BR>ويصر قناص آخر يدعى يوتام (23 عاماً) على عدم إبداء الندم على أي من جرائمه "على الرغم من أنني أتساءل أحياناً من أين جاءت هذه الكراهية التي فينا للعرب. أحلم بما فعلته أحياناً لكن أحلامي تنصب كلها في الناحية المهنية لا الأخلاقية"، ويلازم شعور استقواء شعب أعزل وبلوغ جنود الاحتلال قمة الغلو والطغيان. قناصة آخرون يسردون تفاصيل جرائمهم، فهذا غاي المتدين الذي يسوغ ما قام بأنه "أمر من الله؛ لأننا شعب الله المختار!"، ثم يقول أنه يتذكر بدقة متناهية وجوه ضحاياه - من دون ذكر عددهم: "في رأسي صور جثث الذين قتلتهم، لا مشكلة عندي مع هذه الذاكرة.. بالنسبة لي فإن هذه الصور لا تختلف عن الصور المرسومة في ذهني لبحيرة طبريا حين كنت طفلاً"، لكن الرواية تتبدل بعض الشيء حين تلتقي الكاميرا قناصة مرت على جرائمهم سنوات طويلة، أحدهم ويدعى رون (44 عاماً) يستذكر أيام كان ينتفخ صدره تبجحاً حين يناديه رفاقه بـ"القاتل" وشعور النشوة بالنصر.."لكن بعد سنوات تدرك أن ما حصل هو جرح لا يندمل ولم يزل أثره". "عندما تنشئ عائلة"، يضيف، "وتتجه نحو حياة جديدة تفهم قيمة الحياة، تدرك أنك سلبت حياة من كان مفروضاً أن يكون أباً ورب عائلة، تفكر في ذلك.. تتكرر الأحلام وتستعيد في المنام ما حصل".<BR><BR>وهذا غيض من فيض ممارسات جيش الاحتلال الصهيوني يبقى طي التعتيم الإعلامي المتعمد إلى أن يحظى بالتفاتة من صحافي جريء أو مخرج سينمائي..أما الإفادات الواردة في الفيلم الوثائقي "وحيدة ومعزولة"، الذي حصد جوائز كثيرة في مهرجانات دولية في ألمانيا وبريطانيا ونيويورك، فستعرض على اليهود بعد إخضاعها للرقابة العسكرية .<BR><br>