الصحف الغربية هذا الأسبوع
2 رجب 1425

اهتمت الصحف الغربية الصادرة هذا الأسبوع بالوضع المتفجر في العراق واشتداد المقاومة العراقية، سواء من السنة أو من الشيعة الموالين للزعيم مقتدى الصدر ، وتقديم نصائح للإدارة حول كيفية احتواء هذه المقاومة بعدما أظهرت الإحصاءات أن ثلثي السنة وثلث الشيعة في العراق يعارضون الغزو الامريكى لبلادهم ، ودعت لتغيير السياسة الأمريكية تجاه العرب والتحاور مع إيران لوقف هجمات الشيعة .<BR><BR>كما اهتمت بنشر توبيخ ذاتي لبعض الصحف الأمريكية لنفسها؛ لأنها حجبت مقالات وآراء تقلل من خطر العراق، وتنفي وجود أسلحة دمار شامل تستدعي الحرب ، وتبنت في المقابل وجهت نظر الإدارة الأمريكية وضللت الجمهور الأمريكي .<BR>ونشرت تحليلاً للوضع في دارفور بقلم (وزير خارجية فرنسا) ميشال بارنيير زعم فيه أن الحرب هناك تنطوي على خطر حرب بين العرب والأفارقة، وأن الهدف الرئيس هو تفادي المواجهة بين الإسلام والغرب هناك !؟ <BR><BR>ففي الواشنطن بوست 10/8 كتب انتوني كوردسمان مقالاً بعنوان (احتواء المقاومة العراقية هو الحل) يقول: إنه مع اشتداد المقاومة العراقية مازال مسؤولي الإداره الأمريكية يواصلون تجاهلهم للحقيقة التي توصل لها استطلاع للرأي مؤخراً، والتي تقول: إن ثلثي السنة وثلث الشيعة في العراق يعارضون الغزو الامريكى لبلادهم ، وينظرون لذلك على أنه أمر مهين لهم ، ولا يزال المسؤولون الأمريكيون لا يدركون أن انحياز أمريكا إلى إسرائيل الواضح إنما ينفر العرب جميعاً ، وأن الدعوات الأمريكية للحرية والديموقراطية والإصلاح قد اقترنت بالرغبة الأمريكية في التدخل في أنظمة الحكم العربية، واقترنت كذلك بنظرة التعالي التي تنظر بها أمريكا إلى كل القيم العربية والإسلاميه وخدمة المصالح الصهيونية في المنطقة .<BR><BR>وينصح الكاتب الإدارة الأمريكية باتخاذ خطوات سريعة على مدى الشهور القادمة للخروج من هذا المأزق، وأولى هذه الخطوات، هو: القبول بتعذر استئصال المقاومة، ومحاولة احتوائها. وثانيها: تكوين هياكل سياسية جديدة من المعارضين من الشيعة وأفراد المقاومة السنيين والبحثيين، مع التركيز على الشيعة لا باعتبارهم فقط أصدقاء لأمريكا وإنما لفتح قنوات اتصال مع إيران. وثالثها: توسيع نطاق الاعتماد على قوات الأمن العراقية مع إدراك حقيقة أن ولاءهم سيكون منقسماً. <BR><BR><font color="#0000FF">تجاهل التقارير كان عمداً </font><BR>وضمن السياق ذاته وجهت صحيفة واشنطن بوست 12/8 مقالاً نقدياً ذاتياً لتغطيتها حول شن الحرب التي قادتها الولايات المتحدة ضد العراق مؤكدة أنها أهملت نشر مقالات تشكك بتأكيدات البيت الأبيض امتلاك صدام حسين أسلحة دمار شامل، وأن تأكيدات الإدارة كانت على الصفحة الأولى في حين كانت التصريحات والمعطيات التي تشكك بتلك التأكيدات تظهر في الصفحات الداخلية ، وأن موقف مسؤولي التحرير كان يقوم على أننا ماضون إلى الحرب، فلماذا نقلق بشأن كل تلك المادة المعارضة !!<BR><BR>وقال مسؤول التحرير "ليونارد داوني جونيور": كان كل تركيزنا على توقع ما تفعله الإدارة، بحيث إننا لم نعطي الفرصة نفسها للأشخاص الذين كانوا يقولون: إن الذهاب إلى الحرب ليس بالفكرة الصائبة وكانوا يشككون بعقلانية قرار الإدارة ، وأضاف لم يظهر ما يكفي من تلك المقالات على الصفحة الأولى، وأن ذلك كان خطأ من جانبي . <BR><BR>وأكدت الصحيفه بأنه خلال الأشهر السابقة للحرب التي شنت في مارس 2003م تم التعامل بتشكيك مع تقارير الاستخبارات التي استند إليها البيت الأبيض، والتي كانت تؤكد أن العراق يشكل تهديداً بسبب قيامه بإخفاء أسلحة دمار شامل وعلاقته بمنظمات إرهابية دولية ولم يتم العثور على أسلحة كيميائية ولا بيولوجية ولا نووية في العراق ، كما نفى المحققون الأميركيون أي صلة بين نظام صدام حسين ومنظمات إرهابية دولية .<BR>ويقول بوب وودوارد (مساعد مدير التحرير): لقد قمنا بعملنا، لكننا لم نقم بما يكفي، وأنا ألوم نفسي كثيراً؛ لأنني لم أكن أكثر حزماً ، وأضاف كان علينا أن نحذر القراء أنه كانت لدينا معلومات تقول بأن الأساس الذي تقوم عليه (فكرة الحرب) كان هزيلاً أكثر مما كان يعتقد، وهذه بالضبط هي التصريحات التي ينبغي أن تنشر على الصفحة الأولى ، واعتذرت الصحيفة عن ذلك، ووعدت الجمهور بأنه لن يتكرر .<BR><BR><BR><font color="#0000FF">إيران ترفض التخلي عن النووي </font><BR>وحول البرنامج النووي الإيراني كشفت صحيفة الديلي تلغراف 11/8 في افتتاحيتها ما دار في المحادثات التي جرت حول هذا الأمر قائلة : إن هذه المحادثات التي جرت في وقت سابق من هذا الشهر في باريس، وشارك فيها ممثلون عن كل من بريطانيا وفرنسا وألمانيا أدهشت فيها إيران المسؤولين المشاركين في المحادثات بأن رفضت مطلبهم بالتخلي عن برنامجها النووي، قائلة: إن من حقها أن تطور هذا البرنامج،<BR>وقالت: إن المسؤولين الإيرانيين قدموا قائمة من النقاط تتضمن طلب المساعدة في تطوير البرنامج النووي بشقيه السلمي والعسكري، والتعهد بحماية المنشآت النووية الإيرانية من أي هجوم إسرائيلي محتمل ، وأن المسؤولين الأوروبيين ما يزالون يدرسون المطالب الإيرانية وإن كانت الولايات المتحدة تضغط لكي تقوم الوكالة الدولية للطاقة الذرية في اجتماعها الشهر القادم بتحويل الملف النووي الإيراني إلى مجلس الأمن الدولي .<BR><BR><BR><font color="#0000FF">أمريكا غائبة عن فلسطين </font><BR>وكتبت لوس أنجلس تايمز 11/8 في افتتاحيتها بعنوان (أمريكا غائبة، وعلى أوروبا القيام بدور) تقول: إنه من المؤسف ألا يدرج (وزير الخارجية) باول الأراضي الفلسطينية في جولته المرتقبة للمنطقة ؛ لأنه في ظل الوضع الراهن الذي يبدو فيه مسؤولو الإدارة الأمريكية بانشغالهم بالانتخابات القادمة وتطورات الوضع في العراق لابد أن يقوم الاتحاد الأوروبي بدور رئيس في عمليه السلام ، ولأن الاتحاد مازال يتعامل مع الرئيس عرفات فعليه تكثيف المساعي الرامية لإجراء إصلاحات في السلطة الفلسطينية ، ومن شأن تلك المساعي والضغوط الأوروبية أن تدفع لإجراءات حقيقية للإصلاح والقضاء على الفساد في السلطة الفلسطينية خاصة مع جدية وزير مالية السلطة في هذا الشأن، وهو الرجل الذي يحاول الحصول على أموال السلطة المجمدة لدى إسرائيل .<BR><BR>ومن نيويورك ديلى نيوز 12/8 كتب جيفري فليشمان مقالاً بعنوان (أوروبا تتهم أمريكا بتقويض جهود الحرب على الإرهاب) يقول فيه: إنه في الوقت الذى تحرض فيه الإدارة الأمريكية على إعلان معلومات مفصله عن جهودها في ملاحقة أعضاء تنظيم القاعدة يحذر مسؤولون وخبراء أمن دوليون من أن ذلك يعوق التحقيقات والجهود المبذولة للقضاء عليها، وينعكس سلباً على التحقيقات الخاصة بملاحقة أعضاء تنظيم القاعدة، وسمح لهم بتوخي الحذر والاختفاء، ولذلك يجب ألا نندفع في الكشف عما نعلم. <BR>ويقول: إن المسؤولين الأمنيين البريطانيين أبدوا استياءهم الشديد من ذلك، وأضاف أن ذلك الموقف جعلهم يقولون: إن الأمريكيين يشكرون أصدقاءهم بطريقه غريبة جداً بالكشف عن تفاصيل الخطط والعمليات .<BR><BR><BR><font color="#0000FF">حل مشكلة دارفور سياسياً وليس عسكرياً</font><BR>ونشرت صحيفة الفايننشال تايمز 13/8 تقريراً تحليلياً بقلم (وزير خارجية فرنسا) ميشال بارنيير يقول فيه: إن السودان يقف على مفترق طرق بين العالمين العربي والأفريقي، ولذلك فان الاضطرابات في إقليم درافور الأفريقي المسلم قد تؤدي إلى صراع بين العرب والأفارقة ، ومع أن ثمة حاجة ملحة إلى ضمان أمن عمال الإغاثة ومراقبي وقف إطلاق النار واللاجئين المعرضين للخطر في المخيمات إلا أن الحل الدائم لنزاع دارفور لا يمكن تخفيفه دون اتفاق سياسي، ولذلك يجب أن يمارس الضغط على كافة الأطراف "السلطات السودانية وحركات التمرد" للالتزام باتفاق انجامنيا، والمشاركة في مفاوضات أديس أبابا برعاية الاتحاد الأفريقي . <BR>ويمضي بانيير إلى القول: إن هدفنا الرئيس هو ضمان الاستقرار الإقليمي، وتفادي المواجهة بين الإسلام والغرب، ولذلك فإن موقف فرنسا يقوم على ثلاثة مبادئ؛ الأول، هو: مساندة مساعي الاتحاد الأفريقي خاصة فيما يتعلق بالتعاون مع الجامعة العربية . والثاني: تشجيع الحوار بين جميع الأطراف المتورطة في النزاع، أما المبدأ الثالث فيقوم على احترام الالتزامات فعلى الحكومة السودانية نزع سلاح الميليشيات واعتقال قادتها، وعلى حركات التمرد الالتزام بوقف إطلاق النار والعودة إلى مائدة المفاوضات. <BR><BR>ويختتم وزير خارجية فرنسا مقاله بالقول: يجب ألا نكون ساذجين فالتحديات التي تواجهنا في السودان عظيمة، ويجب علينا أن نصغي إلى درافور والقارة الأفريقية، وأن ندخل في حوار معهما وعلى المجتمع الدولي أن يساند المساعي الرامية إلى تسوية أزمة دارفور؛ لأن ذلك ضروري لتأمين استقرار القارة الأفريقية برمتها.<BR><BR><font color="#0000FF">نقد لقانون الإرهاب البريطاني</font> <BR>في أعمدة الرأي بصحيفة الغارديان 14/8 تقرير بعنوان "القانون الأعمى" بقلم (أستاذ القانون الدولي في جامعة بريستول البريطانية) مالكولم ايفانز يقول ايفانز: كيف يمكن التوفيق بين قانون مكافحة الإرهاب البريطاني لعام 2001م الذي يسمح باعتقال أي مواطن غير بريطاني لأجل غير محدد بناء على أمر وزير الداخلية وبين المادة الخامسة عشرة من ميثاق الأمم المتحدة المعني بالتعذيب ، وذلك لأن عدداً من السجناء يقبعون في السجون البريطانية استنادا إلى أدلة ربما تم الحصول عليها نتيجة لتعذيب بعض الأسرى المحتجزين في سجن قاعدة جوانتانامو الأمريكي !<BR><BR>ويضيف بأن محكمة الاستئناف البريطانية برفضها يوم الأربعاء الماضي النظر في دعوة رفعها عشرة من المعتقلين الأجانب قد صرحت باستخدام المعلومات المستمدة نتيجة للتعذيب طالما نفذت أعمال التعذيب على أيدي مسؤولين غير بريطانيين خارج بريطانيا . <BR>ومع أن ايفانز يقر بأن شيئاً من الغموض يكتنف مدى عدم قانونية الاستفادة من الأدلة المستمدة تحت وطأة التعذيب إلا أنه يقول: إن قرار محكمة الاستئناف يضخم من ذلك الغموض، ويتنافى مع عدة سوابق قانونية تفرض القيود على اللجوء إلى وسائل التعذيب حتى في أوقات الطوارئ الوطنية . <BR>ويختتم ايفانز مقاله قائلاً: إذا لم تر المحاكم البريطانية أن في استخدام الأدلة المستمدة تحت التعذيب إخلالاً بالعملية القضائية ، فإننا نأمل في أن تحل الحكومة هذه المشكلة ولو أن هذا ليس أمراً محتملاً في المستقبل القريب .<BR><BR>وفي الصفحة الأولى لصحيفة التايمز 15/8 بعنوان (تنبيه المسلمين لتهديدات ما بعد 11 سبتمبر) تقول الصحيفة: إن ثلاثة عشر من كبار أئمة المسلمين في بريطانيا عقدوا اجتماعات في العاصمة البريطانية لاتخاذ بعض الخطوات الاحترازية، وذلك بناء على دعوة من المجلس الإسلامي البريطاني، والذي يضم أكثر من ثلاثمئة وخمسين هيئة وجمعية إسلامية في البلاد ، وتضيف أن الأئمة المجتمعين حذروا أبناء الجالية المسلمة في البلاد من خطر وقوع ردة فعل مضادة إذا ما وقع أي هجوم إرهابي، وطالبوهم بالانتباه لأي عناصر قد تكون إرهابية بينهم والعمل كمراقبين للأمن وإخطار السلطات البريطانية بكل شيء . <BR><BR>وبناء على ذلك فقد قرر الأئمة إصدار بيان إرشادي سوف يرسل إلى جميع مسلمي بريطانيا خلال هذا الشهر يوضح لهم كيفية التعامل مع المتغيرات، وترقب أي عناصر قد تميل إلى التطرف والإرهاب والإبلاغ عنها. <BR><BR>ويتضمن البيان أيضا تعريفاً للمسلمين في بريطانيا بحقوقهم القانونية إذا ماجرى إيقافهم وتفتيشهم أو إذا ما هاجمت قوات مكافحة الإرهاب على دورهم ومنازلهم ، وكذلك أعد المجلس الإسلامي إرشادات ونصائح لخطباء الجمعة لتوضيح الفرق في المفاهيم بين الجهاد وقدسيته والإرهاب وبشاعته على الإسلام والمسلمين .<BR><br>