الصحف الغربية هذا الأسبوع
13 رجب 1425

ركزت الصحافة الغربية الصادرة هذا الأسبوع على المشكلات التي يعاني منها الشرق الأوسط ، والتهديدات المتزايدة بتفجير المسجد الأقصى وتداعيات ذلك على تقويض السلام في المنطقة، وتزايد الاهتمام الأمريكي بالنفط الروسي في ظل الارتفاع الجنوني لأسعار النفط ، وفوز (الرئيس الفنزويلي) شافيز في الاستفتاء باعتباره "صفعة على وجه إدارة بوش".<BR>كما اهتمت بتطورات الأوضاع في دارفور غرب السودان، وسعي إدارة بوش مع اقتراب موعد انتخابات الرئاسة لتحسين علاقاتها مع العالم الإسلامي .<BR>فقد كتبت الواشنطن تايمز 20/8 في افتتاحيتها عن تأكيد (مستشارة الأمن القومي في البيت الأبيض) كوندوليزا رايس في كلمة ألقتها أمام المعهد الأميركي للسلام بأن واشنطن تبذل جهوداً لتحسين صورتها في البلدان المسلمة، لكن بإمكانها فعل المزيد لتحسين علاقاتها مع هذه البلدان، وإشراك الأميركيين في نشر رسالتها وإن بإمكان الحكومة فعل المزيد، لكن يجب أن يشارك البلد كله في هذا الجهد. <BR>وبعد أن عرضت رايس الجهود التي قامت بها الحكومة الأميركية منذ اعتداءات 11/سبتمبر من أجل تحسين العلاقات مع العالم الإسلامي، اعترفت رداً على سؤال عن عيوب الدبلوماسية الأميركية "نحن غير منظمين على ما يبدو في ما يتعلق بالدبلوماسية العامة، ورأت أنه لا يكفي مثلاً زيادة الأموال المخصصة لمحطات الإذاعة أو التلفزيون الجديدة الموجهة للعالم الإسلامي .<BR>وكتب بيتر بيكر مقالاً في لوس أنجلس تايمز 18/7 بعنوان (الأمريكيون يلهثون وراء النفط الروسي) يقول: إنه بسبب أجواء التوتر التي تسيطر على البيت الأبيض بعث الرئيس بوش نداءات متكررة إلى الرئيس بوتين من أجل تسوية أزمة شركة يوكوس الروسية لنفط المطالبة بسداد أموال طائلة كغرامات وضرائب للحكومة الروسية، وهو أحد أسباب ارتفاع أسعار النفط العالمية، حيث إن روسيا تعد الآن ثاني دوله في الإنتاج العالمي بعد السعودية، وفي نفس الوقت تشعر الإدارة الأمريكية بالخوف من محاولات الكرملين للسيطرة على الشركة بسبب اتهامات الفساد التي تحيط بالشركة.<BR>وقد اتصلت مستشارة الأمن القومي بكبير مساعدي بوتين للإعراب عن قلق واشنطن من تداعيات الأزمة على السوق العالمي، وطلبت تنحية الاعتبارات الداخلية جانباً لتسوية الأزمة، وكذلك فعل وزير الطاقه الأمريكي، والذي قال: إن السوق يتجاوب مع الأنباء السيئة، وهو ما أدى إلى ارتفاع الأسعار، وأضاف أن المسؤولين الأمريكيين لا يحاولون التدخل في الشؤون الداخلية لروسيا، لكننا نشعر بالقلق، ويرى الكاتب أن التصريحات الأمريكية قد تثير هواجس في الكرملين؛ لأن القيادة الروسية لا تنظر بارتياح لأي نوع من التدخل الأجنبي في الشؤون الداخلية الروسية.<BR>وكتبت باميلا كونستابل لصحيفة كريستيان ساينس مونيتور19/8 بعنوان (السجن الخاص بأفغانستان) مؤكدة أن الجندي الأمريكي المتهم بإنشاء سجن خاص بأفغانستان هو واثنان آخران يحاكمون أمام المحاكم الأفغانية.. أكد أكثر من مرة أن السلطات الأفغانية والأمريكية كانت على علم تام بنشاطه، واتهم المباحث الفدرالية الأمريكية بمصادرة الأدلة التي تثبت وجود اتصالات بينه وبين مسؤولين بارزين في البنتاجون، وأنه كان على اتصال خمس مرات في اليوم معهم، وقال: إن عملاء ألـ أف بي آي حققوا مع بعض المسجونين لديه، وحصلوا على معلومات أفادت في ملاحقة الجماعات الإسلامية وتنظيم القاعدة.<BR>وأضافت أنه يبدو أن الإدارة الأمريكية مصرة على موقفها تجاههم زاعمة عدم وجود أي صلات لها بهم، وذلك لحرص المسؤولين في وزارة الدفاع على عدم فتح ملف أوضاع السجون الأمريكية في أفغانستان والانتهاكات العديدة التي تتم هناك بحق المعتقلين.<BR><BR><font color="#0000FF"> صفعة لواشنطن: </font><BR>علقت ماري بيت شيردان للواشنطن بوست 19/8 على الفوز الذي حققه الرئيس الفنزويلى بأنه نصر تحقق بسبب ضعف حركه المعارضة للحكم، وقالت: إن التحالف المعارض لشافيز يفتقد القيادة الفاعلة، غير أنها اعترفت بصلابة شافيز، ووصفته بأنه خصم عنيد نجح في تفويت الفرصة على خصومه السياسيين في خطوه اعتبرها المراقبون بمثابة صفعه قاسيه للولايات المتحدة التي تقف بالمرصاد له.<BR>وتقول: إن نصر شافيز يعد انتصاراً للفقراء، ويعد تكريساً لحالة التحول في السلطة، والتي شهدت تحولاً بوصول ممثل للفقراء بعد سيطرة الطبقة الثرية عليها لمدة طويلة؛ وذلك لأن شافيز كان يستخدم الفروق في أسعار النفط العالمية لتمويل برامج الصحة والتعليم الخاصة بالفقراء، وهو ما زاد من شعبيته بينهم، وتختتم بما قاله أحد أكبر أنصار شافيز في البرلمان، ويدعى ليون داز بأن ما حدث يعد نصراً عظيماً لنا نحن الفقراء في هذا البلد الغني … لقد أصبحنا الآن أغلبية.<BR>وفي افتتاحية صحيفة الأبزرفر 20/8 بعنوان (صراع الحكومة والمتطرفين في إسرائيل) تقول: إن شارون بحكم شخصيته العنيدة مصر على المضي قدماً في خطته للانسحاب من قطاع غزة، والواقع يشير إلى أن المستوطنين واليمين المتطرف الذي يساندهم لن يقف عند حدود العمل السياسي المشروع في إطار جهود إفشال الخطة، بل يعني تهديد الحياة السياسية في إسرائيل تماماً، فهناك العديد من المستوطنين الذين تعهدوا بعدم السماح بالانسحاب من غزه مهما كان قرار الحكومة، ويرى المراقبون ومراكز الدراسات الاستراتيجية في إسرائيل إلى أنهم سيلجؤون إلى تفجير الموقف بالكامل من خلال شن هجمات أر هابيه ضد العرب، وربما ضد السلطات الإسرائيلية التي ستنفذ خطة الانسحاب.<BR><BR><font color="#0000FF"> هدم المسجد الأقصى: </font><BR>وقد اهتمت الصحف الغربية بتحذير وزير الأمن العام الإسرائيلي من احتمال قيام مجموعه من المتطرفين اليهود بمهاجمة المسجد الأقصى بطائرة محملة بالمتفجرات لإشعال المنطقة بالكامل حتى لا يبقى أي معنى لخلاء مستوطنات، وكذلك تحذيره من محاولة اغتيال شارون نفسه، كما حدث مع إسحق رابين من قبل، وقالت: إن التحدي الذي يواجه شارون هو ضرورة حشد عدد أكبر من التيارات السياسية وراء خطته لقطع الطريق على المستوطنين وأنصارهم من إفشال خطته أو تفجير الموقف بالكامل في الشرق الأوسط ، فالانسحاب من غزه الآن مجرد بداية للصراع بين شارون والمستوطنين والمتطرفين؛ لأن غزه نقطة انطلاق للحديث عن مصير الضفة الغربية، والتي بها مستوطنات يزيد عدد سكانها عن 200 آلف مستوطن سيكون الموقف أكثر اشتعالاً بين أنصار الاحتفاظ بالأراضي المحتلة ومؤيدي الانسحاب منها.<BR><BR><font color="#0000FF"> بناء المنازل يقوض السلام: </font><BR>وفي السياق ذاته ذكرت صحيفة نيويورك تايمز 21/8 أن إدارة بوش أشارت إلى موافقتها على البناء في بعض المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية في تحول للسياسة يهدف إلى مساعدة (رئيس الوزراء الإسرائيلي) أرييل شارون، ونقلت الصحيفة عن مسؤولين لم تكشف عنهم قولهم: إن الإدارة تدعم الآن بناء منازل جديدة في بعض المستوطنات طالما أن التوسع لا يمتد إلى أجزاء غير مستخدمة للبناء في الأراضي المحتلة والموقف الأمريكي المعلن حتى الآن، هو أن كل النشاط الاستيطاني يجب أن يجمد. <BR>وقالت الصحيفة: إن السياسة الجديدة اتضحت هذا الأسبوع حين لم يصدر انتقاد من المسؤولين الأمريكيين لإعلان السلطات الإسرائيلية عن أنها ستطرح مناقصات لبناء آلف مسكن من المنازل للمستوطنين. <BR>وقالت جماعة إسرائيلية تراقب حركة الاستيطان: إن موافقة الولايات المتحدة على البناء الجديد في المستوطنات سيقوض عملية السلام المجمدة بين إسرائيل والفلسطينيين، وأضافت حركة "السلام الآن" أن الموافقة تفتح فرجة أمام موجة جديدة من البناء في كل المستوطنات وتنأى بإسرائيل عن حل الصراع مع الفلسطينيين، ونقلت الصحيفة عن مسؤول في إدارة بوش قوله: إن واشنطن قررت ألا تزيد من مشاكل شارون السياسية بينما يصارع المتشددين في ليكود كما، ونقلت انتقاد (المشرع اليساري الإسرائيلي البارز) يوسي ساريد بأن الحكومة الإسرائيلية تستغل حملة الانتخابات الأمريكية، وتحول الولايات المتحدة إلى أضحوكة بمواصلة البناء في المستوطنات.<BR><BR><font color="#0000FF"> السودان يحسن الوضع في دارفور: </font><BR>وكتبت الهيرالد تربيون 22/8 تعلق على قول (منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في السودان) مانويل اراندا دا سيلفا أن التحركات التي يقوم بها السودان لتحسين الوضع الإنساني في دارفور مشجعة، ولكن العقبة الرئيسة التي تعترض سبيل الوصول إلى جميع المحتاجين للمساعدة تتمثل في الطاقة الاستيعابية والتمويل.<BR> وأضاف: شجعني للغاية أن القدرات على الأرض تتزايد، مضيفاً أن ما ينبغي القيام به ما زال كثيراً، وقال: "أعتقد أن الحكومة تبذل جهداً كبيراً" وسئل دا سيلفا عما يمنع وكالات المعونة الإنسانية من الوصول إلى ما يقدر بنحو نصف مليون نسمة ما زالوا بحاجة إلى المساعدة، فقال: "المشكلة الرئيسة هي الطاقة الاستيعابية"، وقال: إن 12 منطقة آمنة من المقرر أن تقيمها الحكومة في دارفور يجب ألا تكون على حساب الأمن في المناطق الأخرى في الإقليم. <BR>وفي حوار مع وزير خارجية السودان، قال: إنه طلب من (وزير الخارجية الأمريكي) كولن باول إعفاء قطع غيار قطارات السكك الحديدية من العقوبات الأمريكية المفروضة على السودان منذ حوالي عشر سنوات لتسهيل الاستعانة بوسيلة أرخص لنقل المساعدات لدارفور، وقال: إن السودان بدأ بالفعل نشر قوات شرطة في المناطق الآمنة، ويعيد نشر القوات المسلحة حولها لمنع هجمات الميليشيات على اللاجئين، وأضاف أن السودان اعتقل سبعة من بين 13 شخصاً اتهموا بإعداد شريط فيديو مزور يصور جنوداً يغتصبون قرويات في دارفور، وأن خمسة اعترفوا بتزوير الشريط. <BR>وتقول جماعات حقوق الإنسان: إن القوات المسلحة والميليشيات تمارس الاغتصاب بشكل دؤوب في دارفور وهو ما ينفيه السودان، وقال جان ماري فاخوري (المدير الإقليمي لعمليات المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة في السودان): إن بعض اللاجئين أبلغوه أنهم تعرضوا للاغتصاب قبل أيام قليلة.<BR><br>