الإنترنت: وسيلة الموساد لمحاربة الجاليات المسلمة
17 رجب 1425

المدة الأخيرة شهدت تفنناً كبيراً تعمد تشويه الإسلام ومحاربة أفكاره، ودفع أبنائه وأبناء الديانات الأخرى إلى التصادم والتشاحن، وقد لعب على هذه الحبال الكثير ممن لهم مصلحة في وجود هذه الأجواء المشحونة، سواء من تجار السلاح، أو المروجين للعقائد الصدامية، أو المنتفعين من الحروب والنزاعات.<BR><BR>وكانت وسائل التحريض تأخذ منحنى متصاعداً في التطور والعصرنة، تبعاً للمتاح من الوسائل التقنية المستجدة، فمن اتصال هاتفي يجريه مجهول يتبنى عملية ما ضد مصلحة غربية ما، أو فاكس يرسل من منظمة مجهولة- كثيراً ما تكون وهمية- ثم إلى تسجيلات وشرائط كاسيت وفيديو و دي في دي وغيرها.<BR><BR>على أن الوسائل المذكورة لم تعد تكفي في نظر المصطادين في الماء العكر، خصوصاً مع سهولة تزويرها والتلاعب بها، فضلاً عن كونها قليلة الأهمية، فبدأت العقول الشيطانية بالبحث عن وسائل أكثر إثارة وأشد وقعاً على الرأي العالمي، الأمر الذي سيساعد الذين يعيشون على دماء وآهات البشر من التقاط أنفاسهم حينما تخرج فضائحهم إلى العلن.<BR><BR>وهكذا فبعدما خرجت الفضائح في سجن أبي غريب العراقي، وتبين أن مسؤولين أميركيين كباراً قد أشرفوا شخصياً على التعذيب، ثم تلتها فضائح البريطانيين وغيرهم من قوات الاحتلال في العراق، خرج إلى التداول شريط يصور ذبح رهينة أمريكي بطريقة همجية، وإن كان الكثيرون من المراقبين والفنيين قد شككوا في صحة الشريط، ووضعوا عليه أكثر من علامة استفهام.<BR> <BR>ثم إن الأيدي العابثة أدخلت التقنيات الحديثة في المجال، فبدأت مواقع الإنترنت المجهولة المصدر تبث سمومها وتنشر افتراءاتها التي تخدم أهداف المحتلين والمحرضين وبنفس الوقت تهدف إلى نزع صفة المقاومة عن كل من رفع السلاح دفاعاً عن بلده وأهله وكرامته.<BR><BR>وبدأت مواقع الإنترنت تتبنى وتبث عمليات قتل وإعدام لرعايا غربيين، بهدف صرف النظر عن فظائع الاحتلال، لكن هذه الوسيلة الجديدة لم تكن استثناء من مبدأ التزوير، حيث تبين أن منها ما هو مختلق تماماً، وهو ما اعترف به مواطن أمريكي صور عملية إعدام له على أحد مواقع الإنترنت..<BR>ومن أحدث وأخطر ما بثته مواقع الإنترنت، ما صدر مؤخراً عن موقع جماعة مجهولة تتبنى فيه التفجير الأخير الذي وقع صد كنيس يهودي في فرنسا، حيث يحمل البيان الذي أصدره الموقع المذكور بياناً ذكر فيه التالي:<BR>تمكنت جماعة من المصلين المحافظين على صلاة الفجر بالمساجد، من إحراق المعبد اليهودي في باريس، مضيفاً أن الاعتداء جاء رداً على ما يقوم به اليهود في فرنسا ضد المسلمين فيها، وتدنيسهم لمقابر المسلمين، كما اعتبر أن الحكومة الفرنسية متواطئة مع اليهود في تلك الاعتداءات.<BR>ولا يلزم المراقب الكثير من دقة التحليل ليلحظ أن البيان برمته يهدف إلى تحريض السلطات الفرنسية على الجالية المسلمة والعربية في فرنسا، حيث يبدو جلياً:<BR><BR>- أن البيان هدف بشكل متعمد إلى توريط الشباب المداومين على الصلوات في المساجد، مما يعني حث الدولة على شن حملة كبيرة على المساجد ومرتاديها، ولا يخفى على أحد أن السلطات في هذه الحالة تعمد إلى التعميم واحتجاز أعداد كبيرة من الشباب بغض النظر عن ثبوت شيء ضدهم أم لا، ثم بعد وقت غير قصير تبدأ المحاكمات التي تبرئ الكثيرين منهم دون أي اعتذار أو تعويض، هذا بالطبع إذا لم تستلم تلك السلطات رسائل من الجانب الأمريكي بضرورة إبقائهم قيد الاحتجاز، بكلام آخر إرباك الجالية وإغراقها في خضم دفع التهم عن أبنائها، بدلاً من انشغالها بالمزيد من التقدم.<BR><BR>- حرص البيان على استعداء السلطات الفرنسية التي اتهمها بمساعدة اليهود ضد المسلمين، وهذا الأسلوب صار معروفاً للقاصي والداني، حيث يهدف إلى تصوير اليهود والدولة الفرنسية طرفاً واحداً في مواجهة التطرف الإسلامي الذي تتبناه الجالية الإسلامية، والتي أخذت تكبر في المدة الأخيرة وتندمج أكثر قي المجتمع الفرنسي، مما أثار مخاوف اليهود ومناصريهم.<BR><BR>- الإعلان جاء بعد مدة من سوء التفاهم الذي ساد بين فرنسا والكيان الصهيوني بسبب تصريحات شارون الداعية ليهود فرنسا للرحيل الجماعي إلى الأراضي المحتلة بسبب العنصرية المتزايدة في فرنسا، مما تسبب في شجب من قبل المسؤولين الفرنسيين، وتجاهل من يهود فرنسا.<BR><BR>- كشفت في المدة الأخيرة العديد من المحاولات التي تهدف إلى توريط الجالية الإسلامية في فرنسا بأعمال عنف، وإلصاق تهم الإرهاب بأفرادها، مثل: ادعاء امرأة يهودية بتعرضها لاعتداء على أيدي شباب مسلمين وغيرها.<BR><BR>- لا يخفى كذلك أن شارون نفسه كان قد قام بحملة تحريض واسعة بهدف استعداء السلطات والشعوب الأوروبية ضد المسلمين فيها، خصوصاً بعد إسهام الجالية في تغيير الرأي العام الأوروبي تجاه القضايا العربية والإسلامية.<BR><BR>- كذلك لا يخفى أن المناخ السياسي العالمي لم يعد مخدوعاً بالادعاءات اليهودية الكاذبة، ولم تعد الافتراءات الصهيونية مقبولة لديه، حيث بدأ الكثير من ناشطي السلام ومناهضي السياسات اليهودية، بدؤوا بالحضور داخل الأراضي المحتلة بشكل ملحوظ، ومات العديد منهم دفاعاً عن الفلسطينيين وقضيتهم.<BR><br>