من المستفيد من اختطاف الصحفيين الفرنسيين؟
17 رجب 1425

فجر اختطاف صحفيين فرنسيين يوم السبت 28-8-2004م بالعراق، مختصين في متابعة أخبار العرب والمسلمين بمنطقة الشرق الأوسط وربطها بقضية الحجاب الفرنسية، ردود فعل مختلفة على المستوى الوطني بفرنسا والدولي، مما يؤشر على أن حادثة الاختطاف توضح الغموض الذي يصاحب تعامل المسلمين مع قضاياهم المصيرية وغياب مرجعية لها وزنها تعالج المستجدات بسلوك أسلوب معالجة الطوارئ بمفاصلة بعضها عن بعض.<BR>فالمختطفون الذين تبنوا عملية الاختطاف ينتمون إلى هيئة جهادية بالعراق، أفادت وسائل الإعلام أن غايتهم دحر الاحتلال الأمريكي بالعراق، ويطالبون في آن نفسه بنصرة قضية إسلامية، وهي: الحجاب بفرنسا، فلماذا فرنسا بالضبط؟ وما هي الخلاصات الواجب استحضارها حتى تنفك خيوط اللعبة عن قضايا مصيرية للأمة؟<BR> <BR><font color="#0000FF">لماذا مالبرونو وشيسنو؟ </font><BR>أفاد موقع "آر إف إي"(راديو فرنسا العالمي( Radio France Internationale (RFI)) أن الصحفيين الفرنسيين "كريستيان شيسنو" و"جورج مالبرونو" مختصين بمتابعة قضايا العرب والمسلمين بالشرق الأوسط، كما أنجزا كتباً يوضح بعض الحقائق ذات الصلة بهذه القضايا.<BR> <BR>ف"جورج مالبرونو"(41) سنة، يشتغل بقضايا الشرق الأوسط منذ سنة 1994م لصحيفة "لوفيغارو" و"الوكالة الفرنسية للأنباء"، استقر لسنوات في القدس لمتابعة أخبار الانتفاضة الفلسطينية، وانتقل إلى العراق بعد دخول قوات الاحتلال الأمريكي إليه، وقد ألف كتاباً بعنوان "من الحجارة إلى البندقية أسرار الانتفاضة" سنة 2002م، وكتاب (صدام حسين: السيرة الكاملة) بالاشتراك مع زميله المختطف "شينو" سنة 2003م.<BR> أما "كرستيان شيسنو" فيبلغ من العمر 37 ، متخرج من معهد الدراسات السياسية بباريس ومن مركز تكوين الصحافيين، ويستقر حالياً في الأردن لتغطية أخبار سوريا والعراق، ومهتم بالعالم العربي، يشتغل مع جريدة "لاتريبين دو جنيف" وراديو فرنسا العالمي( Radio France Internationale (RFI) ، كما يعمل مترجماً للجزيرة العربية، وكان في بداية تخرجه المهني قد اشتغل بالقاهرة لليومية الفرنسية "التقدم المصري"، وأصدر جريدة متخصصة في الماء، بالإضافة إلى إصدار كتابين بالاشتراك مع "مالبرونو"، وألف بالتعاون مع "جوزيفين لاما" كتاب (الفلسطينيون من سنة 1948 إلى 1998م: من الكفاح المسلح إلى الاستقلال).<BR>ويظهر أن الصحفيين الكاتبين ليسا غرباء على قضايا الشأن العربي والإسلامي، ومؤلفاتهما تصديقاً لتعاطفهما مع هذه القضايا، وبالتالي فكل محاولة لابتزازهما يمكن أن تؤثر على نظرة العالم لهذه القضايا، والزمن كفيل بتعرية الأوهام التي انبنت عليها.<BR> <BR><font color="#0000FF"> شيراك يدعو إلى حوار صريح: </font><BR> <BR>وجه جاك شيراك (رئيس دولة فرنسا) نداء صريحاً يطالب فيه المختطفين( بكسر الفاء) والهيئات الإسلامية للعمل من أجل الإفراج عن الصحافيين الفرنسيين "كريستيان شيسنو" و"جورج مالبرونو" وأرسل شيراك (وزير الخارجية الفرنسية) ميشال بارني إلى المنطقة الشرق الأوسط لمتابعة الأمور عن قرب، وعقد اتصالات مع الهيئات الإسلامية العراقية وغيرها بخصوص الموضوع.<BR><BR> وفي الاجتماع الوزاري الفرنسي المنعقد الأحد المنصرم، قال شيراك:" لقد قمنا بما نستطيع، وسنعمل بكل ما أوتينا في الساعات والأيام المقبلة لإطلاق سراح الصحفيين، اللذين يعيشان بالعراق لفهم حقيقة ما يجري وحالة العراق وشعبه، والإسلام يحترم الحياة والسلام، ويدل على ذلك حياة المسلمين بفرنسا".<BR> <BR>وأضاف أن "إيمان فرنسا ومبادئ الجمهورية بحرية التعبير، تضمن أيضاً الاحترام والحرية لكل الأديان في إطار قانون مجتمعنا، وهذه القيم هي التي تحكم سياسة فرنسا في العراق".<BR> <BR>وهذه هي المرة الأولى التي تمس فيها فرنسا وتريد جهات لم تتبين بعد هويتها خلط الأوراق في موضوعين يمثلان أكبر تحد للمسلمين: الحجاب واقتراب الموسم الدراسي بفرنسا، ثم أيضاً ظهور "تباشير" الفشل الأمريكي وتورطه في مستنقع بلاد الرافدين، وخروج مظاهرات منددة بهذا الاحتلال في أمريكا ذاتها، وتهاوي دعاويها الاستعمارية.<BR>وبالتالي فكل سعي لتحويل الأنظار عن مجرى القضيتين(الحجاب، وتحرير العراق) ثم توريط فرنسا بالضبط وإرباك سياستها في التعامل الإيجابي مع المسلمين وقضاياهم يدل على شيئين جديرين بالتأمل:<BR>-غباء سياسي وشرعي للجهة التي ربطت بين الموضوعين، إن ثبت أنها جهة إسلامية.<BR>- والثاني: احتمال وجود حركات صهيونية دبرت الحدث لإشغال المجتمع الدولي وحكمائه عن الاستمرار في إيجاد تعايش إنساني يحفظ حق الآخر في الوجود والسيادة والعيش الكريم.<BR> <BR><font color="#0000FF">ردود إسلامية منددة بالاختطاف: </font><BR> فور ذيوع خبر اختطاف الرهينتين الفرنسيين وما يمكن أن ينتج عن الاعتداء عليهما من تبعات ومآلات، سارعت هيئات علمية وإسلامية إلى مناشدة الخاطفين بعدم أذيتهما والعمل على الإفراج عنهما عاجلاً.<BR> <BR>وكان أولى ردود الاستنكار من الجمعيات المسلمة بفرنسا التي حذرت من إقحام الأمور الخارجية في الشؤون الداخلية بفرنسا، كما طالب حزب جبهة العمل الإسلامي الأردني بإطلاق سراح الصحفيين الفرنسيين، فيما نددت جماعة الإخوان المسلمين في مصر بـ"خطف المدنيين تحت أي مبرر".<BR> <BR>ودعا الداعية الإسلامي الأستاذ فتحي يكن (الرئيس المؤسس للحركة الإسلامية بلبنان) في بيان أصدره بالمناسبة وأكده أيضاً في تصريح مباشر مع قناة الجزيرة يوم الاثنين(30 غشت) إلى "تجييش الشعوب ضد أمريكا المحتلة للعراق وليس ضد قضايا المسلمين التي تحتاج إلى مرجعية علمية تنظر في مثل هذه القضايا".<BR>وأرشد يكن إلى إحداث "مفاصلة بين قضية وقضية لوجود عدة تداخلات معينة في خطف الرهائن، مما يسيء إلى القضايا الإسلامية وإلى قضية العراق نفسها".<BR> <BR>وناشد المختطفين باسم الأخوة الإسلامية إلى التجاوب السريع مع نداءات الهيئات الإسلامية بخصوص الموضوع.<BR>يذكر أن وسائل إعلامية مختلفة تناقلت خبر اختطاف الصحفيين الفرنسيين من جماعة مسلحة عراقية تطلق على نفسها اسم "الجيش الإسلامي في العراق"، ومنحت الحكومة الفرنسية مهلة 48 ساعة لإلغاء القانون الذي أقره مجلس الشيوخ الفرنسي يوم 3-3-2004م، والذي يحظر ارتداء "الرموز الدينية الظاهرة بالمدارس"، ومن بينها: الحجاب .<BR><br>