الإسلام والمسلمون في بلاد الكاميرون
14 شعبان 1425

ارتفعت وتيرة التجاذب في استقطاب الأتباع بين الإسلام والمسيحية خلال السنوات القليلة في بلاد الكاميرون، ونقلت تقارير ومتابعات إعلامية من مدن كاميرونية، مثل: "دوالا" (العاصمةالاقتصادية) و"ياواندي"(العاصمة السياسية) قوة التحرك المسيحي في الكاميرون والإمكانات المرصودة إعلامياً وتنموياً للحد من زحف الإسلام من الشمال والغرب نحو الجنوب.<BR><BR><font color="#0000FF"> بلاد الكاميرون: احتكاك بين الإسلام والمسيحية </font><BR>يبلغ عدد سكان جمهورية الكاميرون بالنسبة لإحصاء 1999م (16 مليون) نسمة، يدين منهم 20 بالمئة بالإسلام، و35 بالمئة بالمسيحية، والباقي لا يدينون بأي دين (45 بالمئة)، ويتكلم الكاميرونيون الفرنسية والإنجليزية والعربية وعدة لهجات أخرى تبعاً للإثنيات المنتشرة بالبلاد، والتي تقدر بـ(240) إثنية، حسب المعطيات الرسمية، أما بالنسبة لنسبة المسلمين، فهي تمثل ثلث السكان.<BR>وتعد الكاميرون من البلدان الإفريقية المنفتحة ديمقراطياً منذ سنة 1990م، حيث وصل عدد الأحزاب السياسية بها 170 حزباً سياسياً، سبعة فقط منها الممثلة في البرلمان الوطني حسب ما جاء في موقع "كامنيت" الفرنسي.<BR>إلا أن هذا الانفتاح السياسي لا يصاحب تعايشاً دينياً، وهذا ما دفع أحد المسيحيين، ويدعى "بنيامين هول" إلى إرسال تقرير حرفي حول نشاط جمعية الشبان المسلمين الكاميرونيين إلى دار الكنيسة، وسماه "مخطط شيطاني للإسلام لغزو الكاميرون والقضاء على المسيحيين"، يشير فيه إلى وجود "مخطط للمسلمين بالكاميرون يهدف إلى القضاء على كل المسيحيين الكامرونيين، مستغلاً حوار الأديان، كما أن سلاح "الله" سيأكل مثل الأفعى ما تبقى من المسيحيين الذين يلاحظ أنهم يختفون ببساطة".<BR><BR>ويطالب "بنيامين هول" كاتب التقرير، الذي يشتغل رئيساً لمنطقة "نغاوندي"، من المسيحيين الخروج إلى الميدان وعدم لزوم كنائسهم، ووضع في الحسبان أن الحرب روحية ضد من أسماهم بأعداء الصليب، "فكل أسلحتنا – يقول - روحية وليست مادية"، مخبراً بانعقاد التجمع المقبل لجمعية الشبان المسلمين الكامرونيين بـ"بافيا" بتاريخ 7 شتنبر 2007م، أما موقع "كامرون أون لاين"، فلفت من جهته الانتباه إلى تحركات المسلمين للتضامن مع إخوانهم العراقيين، ومضايقات السلطات المحلية لمسيراتهم التضامنية مع العراق والتنديد باحتلاله.<BR>ويظهر من العناوين المختارة لبعض المتابعات في هذا الصدد عمق نظرة المسيحيين الكاميرونيين للإسلام والمسلمين، ومنها: "طالبان على الحدود الكاميرونية، المسلمون يزحفون، سيروا قاتلوا معهم...".<BR><BR><font color="#0000FF"> أنشطة مكثفة للكنيسة البروتستانتية الإفريقية: </font><BR>وتعرف مناطق جنوب الكاميرون بعثات تبشيرية مكثفة ومؤسسات إعلامية تعرض مشاريعها في التعليم والعمل الإغاثي ولجأت بعضها أخيراً إلى فتح باب الحوار الإسلامي المسيحي، مثل: مشاريع الكنيسة الإفريقية البروتستانتية، وقد قامت هذه الكنيسة بإنشاء مركز المستقبل للتكوين والاستقبال بـ"كريبي" (Futur Centre de formation et d'accueil ) يمكن جمعيات النساء بالكنيسة الكاميرونية من تدخل فاعل في التنمية والإدارة على المستوى المحلي، وأفاد موقع الكنيسة على الإنترنت أنه: "إذا كان السكان الكامرونيون يعانون من نقص المعرفة فإن النساء يمثلون النسبة الكبيرة في ذلك، ويقوم مشروع المركز على محورين:<BR>-الأول ينصب على تكوين وتنمية القدرات لدى النساء والفتيات.<BR>- والثاني يهدف إلى توفير البنيات لاستقبال النزلاء ومصاريف دراستهن.<BR>وحتى يكون المركز أكثر جاذبية فقد أقيم على المحيط الأطلسي مع تزويده بـ(29) سرير وقاعة شاسعة لإقامة حفلات الزواج خارج حصص التكوين، ويتم دعم المصاريف من كنيسة السويسرية بلوزان.<BR><BR>وفي الجنوب الكاميروني أعلنت الكنيسة البروتستانتية الإفريقية (EPA) (l'Eglise Protestante Africaine) عن نيتها في تعليم الإنجيل بلغة"لكواسيو"، وطلبت من الكنائس السويسرية لتمتين أواصر التعاون معها للتبشير وتكوين رواد الكنيسة والأطر المشرفة عليها وفق "التصور الإنجيلي، والمشاركة في توفير الوجود الخير للسكان" على أن يتم فتح كنيسة في الشرق الكاميروني أيضاً.<BR>وفي مجال الشباب، وزيادة على الأنشطة التقليدية، تقوم خلية الشباب بتنظيم مخيم سنوي يشارك فيه (300) شاب يتكزنزن وفق التصور الإنجيلي ليكونوا" شباباً مسؤولين يقتحمون تحديات العصر".<BR>وفي نهاية كل سنة تنجز الكنيسة تقريراً حول أعمالها ترفع إلى المقر الرئيس بلوزان السويسرية، حسب ما أورد ذلك موقع وكالة التبادل والبعث (DM-échange et mission ) لدول الجنوب.<BR><BR><font color="#0000FF"> الإسلام لا علاقة له بالوراثة: </font><BR>وأفاد موقع مختص في دعوة المسلمين غير الناطقين بالعربية (موقع أسلم تسلم)، الذي خصص ورقة لوضعية الإسلام والمسلمين بالكاميرون، أن ثلاثة من عشرة أقاليم كاميرونية هي مناطق إسلامية خاصة في شمال البلاد مثل مجموعات "ليبول" و"فيولبي".<BR>وأضاف الموقع أن الإسلام، الذي انتشر في البلاد منذ سنة1900م، بدأ يتجه نحو الجنوب على يد أفراد وهيئات، عبر تعليم المسلمين وغير المسلمين الكتابة والقراءة في المدارس، وعبر نشرات تذاع كل جمعة تحت عنوان: "معرفة الإسلام".<BR>وهناك أيضاً مشروع قانون وطني يلزم كل المسلمات بارتداء الحجاب في المؤسسات التعليمية، ولكن الموقع عاد ليؤكد أن تدين الكاميرونيين يعاني من بعض المشاكل، فهو لدى البعض "وراثي"، يقول بعض الكامرونيين: "أبي مسلم، إذن أنا مسلم" دون معرفة أن الإسلام لا علاقة له بالوراثة، كما أن البعض يعد أن التزامه بالإسلام هو تفوق وشرف، ويدعى البعض بمعتنق الإسلام وغير المعتنق له بغض النظر عن تساوي المسلمين وأخوتهم.<BR><BR><font color="#0000FF"> بين الإسلام والمسيحية: </font><BR>إلا أن وتيرة التجاذب والاحتكاك بين الإسلام والمسيحية خفتت في الآونة الأخيرة، إذ ظهرت دعوات للتقريب بين الإسلام والمسيحية ببلدان إفريقية ومنها الكامرون ومن هذه المنظمات: "شركة المبعوثين الأفارقة"الآباء البيض" التي أسسها الكاردينال: لافيجري"<BR>ومنظمة ثانية تسمى منظمة "خدمة العلاقة بين المسلمين والمسيحيين بإفريقيا" "ستريكا" للتوفيق بين الديانتين وإحلال تعايش بين أتباعهما،<br>