الفلوجة تواصل الصمود والتحدي

29 رمضان 1425

لليوم الثالث على التوالي ما تزال رحى المعارك الطاحنة تدور على تخوم مدينة الفلوجة الصامدة بين المجاهدين العراقيين من جهة وقوات الاحتلال الأمريكي والقوات العراقية من جهة أخرى ، وكانت القوات الأمريكية قد حشدت مايزيد على 20 ألف جندي مجهزين بأحدث الأسلحة الثقيلة والدبابات تساندهم الطائرات الحربية والمروحيات . وذكر شهود عيان أن القوات الأمريكية تواجه مقاومة عنيفة لم تكن تتوقعها، وقد اتسمت بسرعة التحرك إلى الحد الذي اضطر فيه قائد عمليات الفلوجة الأمريكي إلى الإعراب عن دهشته من سرعة ودقة المقاومة وكذلك سرعة انسحابها من المواقع عندما نقوم بمحاصرتها . وقد أشار بعض شهود العيان إلى أن تلك الانسحابات كانت تشكل تكتيكا ذكيا حيث تبادر بعدها فصائل المقاومة إلى الانقضاض على القوات الأمريكية المهاجمة في ساعات المساء ولاسيما في المناطق الضيقة والأزقة الملتوية التي تكثر في حي الجولان ،مما حال دون تمكن قوات الاحتلال من التقدم بصورة مؤثرة على محاور القتال مزاعم أمريكية وحاولت القوات الأمريكية والعراقية التي بدأت هجوما شاملا منذ ثلاثة أيام على المسلحين في مدينة الفلوجة التي يسيطرون سيطرة تامة عليها ، محاولة الإطباق على معاقلهم وزعمت بأنها وصلت إلى قلب المدينة مدعومة بالطائرات والدبابات والمدفعية لكن شهود عيان أكدوا أن المسلحين يقاومون القوات المتقدمة من شارع إلى شارع . وأشارت تقارير الصحافيين الغربيين المرافقين للقوات المهاجمة إلى أن القوات الأمريكية بلغت هدفا رئيسيا في وقت مبكر من صباح أمس وهو مسجد في الجزء الشمالي من المدينة. وقالت أن ثلاثة من جنوده قتلوا وأصيب 14 آخرون على مدار 12 ساعة الماضية ليصل عدد القتلى بين القوات الأمريكية منذ بدء الهجوم إلى خمسة في حين أكد المجاهدون أنهم قتلوا أعدادا كبيرة في الساعات الأولى للمعركة التي أسمتها القوات الأمريكية “الشبح الغاضب”، فيما سماها وزير الدفاع العراقي حازم الشعلان “الفجر”. وعلى غرار ما يقوم به جيش الاحتلال في فلسطين المحتلة، فإن الاحتلال الأمريكي منع خروج أو دخول الشباب وتبث مكبرات الصوت في عربات" هفمي" وهي تجوب القرى المحيطة بالفلوجة بيانا يدعو الذكور بين 15 وخمسين عاما إلي عدم الخروج والدخول و إلا ستطلق النار عليهم ، ويسمح فقط للنساء والأطفال بالخروج دون العودة حتى إشعار آخر وألقيت منشورات ليل الأحد الاثنين فوق المدينة تدعو المسلحين إلي الاستسلام، وفقا للجيش الأمريكي ، وقد سدت جميع المنافذ المؤدية إلي الفلوجة استعدادا قبل بدء الهجوم الجولان الصامدة وتقدّمت وحدات الاحتلال ببطء، مع حلول المساء، باتجاه حي الجولان شمالي غربي المدينة، وهو حي مكتظّ تنتشر فيه الأزقة الضيقة حيث تتمركز عناصر المقاومة. وكانت قوات الاحتلال مهّدت لهذا التقدم بدكّ الجزء الشمالي من الحي بالمدفعية والغارات الجوية في محاولة للتخفيف من حدة المقاومة وتفجير العبوات والكمائن المزروعة في المنطقة حيث انهالت النيران علي المدينة وأنارت سماءها بصورة كثيفة إلا أن الإنباء الواردة من الجولان تؤكد أنها ما تزال صامدة تتحدى الغزاة وقد بدأ الهجوم بمستشفى الفلوجة التي منع أطباؤها من الخروج منها وحاصرتها القوات الأمريكية ليوم كامل وبعدها دخل أفراد الحرس الوطني العراقي المستشفى وأسروا العديد ممن كانوا فيه من المرضى والأطباء و الممرضين وفق ما أكده الدكتور أحمد خالد -وهو أحد أطباء المستشفى- الذي أتهم أيضا أعضاء الحرس الوطني بسرقة الأموال من ستين من الأطباء والمرضى بالإضافة إلى العبث بالأجهزة وعدم السماح بالخروج قبل تلقي أوامر قوات المارينز . وقد عمدت الحكومة العراقية المؤقتة إلى إغلاق الحدود مع سوريا والأردن ومطار بغداد. وأعلنت حظر التجول في بغداد الفلوجة والرمادي. والموصل وبات حال الفلوجة كما كانت أوضاعها قبل أكثر من ستة أشهر يوم أن شنت القوات الأمريكية عليها هجوما شديدا قضى على الكثير من المدنيين وأحال العديد من البنايات إلى ركام ولم تسلم من ذلك مقبرتها البديلة مقبرة الشهداء وبعض المساجد. أسرى أمريكان ونقلت وكالة “رويترز” عن شاهد عيان أن حرب الفلوجة بدأت بإطلاق قذائف دبابات ونيران الرشاشات بكثافة على محطة السكة الحديد لتمهيد الطريق أمام العدوان البري. وزعم متحدث عسكري أمريكي في بغداد إن القوات العراقية تتقدم وتقود الهجوم، و”نحن نقدم المساندة . من جهتهم، أعلن المجاهدون عن اعتقال 36 جنديا أمريكيا و103 من عناصر الحرس الوطني العراقي في مواجهات جرت شرق المدينة فضلا عن تدمير 7 آليات عسكرية. وجاء هذا الإعلان عبر مساجد المدينة. كما تمكن المجاهدون مساء اليوم الأربعاء من اسر 20 فردا من الحرس الوطني العراقي في المنطقة الوسطى لمدينة الفلوجة الأمريكان يدمرون المساجد !! وقد زعم الجيش الأمريكي في بيان له أن «مجموعات الإرهابيين في الفلوجة والرمادي تتعمد تخويف السكان وارتكاب أعمال عنف ضدهم»، موضحا أن معلوماته هذه نقلت عن «مواطنين شجعان ابلغوا القوة المتعددة الجنسيات بذلك! وتابع البيان أن «الإرهابيين بصدد حفر أنفاق بين المساجد والمدارس لنقل الذخيرة وأضاف الجيش أن " المساجد تفقد حرمتها عندما يستخدمها المسلحون" هروب وانشقاقات وكان وزير الدفاع العراقي حازم الشعلان قد وعد أفراد الحرس الوطني والجيش العراقي الذين سيساهمون في اقتحام الفلوجة بمنحهم رتبا أعلى خلال لقائه بهم على أطراف الفلوجة، فيما قالت مصادر عراقية مطلعة أن هناك حالة رفض وتسربا من بعض الجنود للمشاركة في اقتحام الفلوجة وتحدث مراسلون أجانب برفقة القوات الأمريكية عن انشقاقات في صفوف قوات الأمن العراقية المحاصرة للفلوجة. وأوضحوا أن إحدى الكتائب العراقية تقلصت من 500 عنصر إلى 170 عنصراً ، مشيرين إلى أن 255 من عناصرها هجروها في نهاية الأسبوع الماضي فقط الأوضاع في الفلوجة ذكرت معلومات مؤكدة عن شهود عيان أن الأوضاع في مدينة الفلوجة تشكل مأساة إنسانية مريعة حيث تنتشر عشرات الجثث في الشوارع والأحياء وان حدائق البيوت قد تحولت إلى مقابر لدفن الشهداء الذين سقطوا جراء القصف الوحشي للطيران والمدفعية والدبابات الأمريكية ، وأفاد بعض الصحفيين أن مايزيد على 100 ألف من النساء والأطفال والشيوخ قد انقطعت عنهم كل سبل العيش وان بعض الساحات المدرسية قد تحولت إلى مقابر جماعية .. إضافة إلى انقطاع الماء والكهرباء والهاتف ، وذكرت مصادر تابعة إلى الصليب الأحمر العراقي أن الأعداد الكبيرة من الجرحى لا يجدون أي فرصة للعلاج نظرا لانعدام الخدمات الطبية وفقدان الأدوية وتعطل سيارات الإسعاف مما يهدد بكارثة إنسانية خطيرة المواجهات تتسع في المناطق الأخرى ومن جهة أخرى قالت وكالة الصحافة الفرنسية أن المقاتلين سيطروا بعد ظهر اليوم الثلاثاء على أجزاء من وسط مدينة الرمادي بعد 24 ساعة من المعارك مع القوات الأمريكي . وبدأت المعارك منذ ظهر الاثنين وانسحبت القوات الأمريكية أمس الثلاثاء من موقع لها في شارع الورار حيث يوجد تقاطع طرق رئيسي في الرمادي، كبرى مدن محافظة الانبار. وذكر شهود عيان أن أعدادا كبيرة من المقاتلين الملثمين المسلحين بالرشاشات يهزجون في الشوارع وهم يهتفون "الله اكبر" بعد انسحاب القوات الأمريكية لكن القوة الأمريكية المتمركزة في مقر المحافظة ما زالت في مكانها الذي يبعد أكثر من 400 متر عن الفندق. وكان قناصة تابعون للجيش الأمريكي يتمركزون على سطح الفندق الذي يشرف موقعه على أربع شوارع ما يمنع المسلحين من التحرك بحرية هيئة العلماء وقد أدان أئمة الفلوجة مشاركة قوات عراقية للوحدات الأمريكية في هجومها على المدينة. وقالوا،" أن هذا البيان هو آخر تهديداتنا لكم. نقسم بالله العظيم بأننا سنقف في وجهكم في الشوارع وسندخل منازلكم ونذبحكم كالنعاج" وحرّمت هيئة علماء المسلمين السنة، أمس الأول ، مشاركة أية قوة عراقية في معركة الفلوجة. وقالت، في بيان، إن " اشتراك قوات عراقية مع قوات غازية موصوفة بالكفر في اجتياح مدينة أهلها مسلمون كالفلوجة وغيرها يعدّ كبيرة من الكبائر المستوجبة لسخط الله والمفضية إلى إنزال وعيده في المشتركين وهدر حرمتهم" وأضافت " نوجه نداء إلى أبناء القوات العراقية من الحرس الوطني وغيره ومعظمهم مسلمون نطالبهم فيه الحذر من ارتكاب هذا الخطأ الجسيم تحت راية قوات لا تحترم ديناً ولا أي مبادئ إنسانية وينظر إلى حربها على أنها غير قانونية ,وقالت الهيئة : أخطأتم حين شاركتم قوات الاحتلال باجتياح النجف ، وحذاري أن تكرروا الخطأ ذاته في الفلوجة وتذكروا أن الاحتلال زائل" وناشدت الهيئة "مدّ يد العون إلى أهل الفلوجة من نصرة ,وإغاثة . كما دعت الهيئة جميع العراقيين إلى مقاطعة الانتخابات القادمة تعبيرا عن رفض المنهج الذي تمارسه الحكومة الحالية بوصفها عميلة للاحتلال . وردا على تلك الدعوة توجهت قوة أمريكية لمسكن حارث الضاري الأمين العام لهيئة علماء المسلمين بحي الغزلية ببغداد , وطلب منه قائد القوة الأمريكية العقيد مارتن ضرورة مشاركة الهيئة بالانتخابات المقبلة. واستغرب حارث الضاري عن ماهية علاقة الجيش الأمريكي بالانتخابات ؟؟؟