الهدنة ونشر القوات الفلسطينية في نظر الأجنحة العسكرية لفصائل المقاومة
16 ذو الحجه 1425

ربما يعيق انتشار قوات الأمن الفلسطينية قرب مناطق التماس مع قوات الاحتلال الصهيوني فعاليات المقاومة الفلسطينية، لكنه لا يمنع رجال المقاومة من تنفيذ هجماتهم على مواقع ومستوطنات العدو الصهيوني، هذا ما يؤكده المقاومون الفلسطينيون، الذين يشيرون إلى أنهم تمكنوا خلال سني انتفاضة الأقصى من اجتياز تحصينات العدو الصهيوني، وضربه في العمق، مؤكدين قدرتهم على تجنب الاحتكاك بقوات الأمن الفلسطينية، وحرصهم أيضاً على حرمة الدم الفلسطيني.<BR><BR>وتبدو فصائل المقاومة عازمة أمرها على منح (الرئيس الفلسطيني) محمود عباس (أبو مازن) فرصة للتحرك على الصعيد السياسي في حال توقف العدوان الصهيوني، فمن الملاحظ أن المناطق الفلسطينية تشهد حالة تشبه التهدئة، جراء انخفاض مستوى إطلاق القذائف والصواريخ تجاه مستوطنات الاحتلال، وهو ما تقر به قوى المقاومة وترجعه إلى رغبتها في توفير أجواء مناسبة لاستكمال الحوار الداخلي. <BR><BR>أبو قصي (الناطق باسم كتائب شهداء الأقصى المحسوبة على حركة فتح) أكد قدرة فصائل المقاومة على ضرب مواقع الاحتلال "الإسرائيلي" رغم انتشار قوات الأمن الفلسطينية، وقال لمراسل المسلم: " لن يجرؤ أحد أن يقف في وجه المقاومة الفلسطينية في حال ردها على الاعتداءات الصهيونية بحق شعبنا الفلسطيني". <BR><BR>وأردف يقول " القوات الفلسطينية لن تقف في وجه المقاومة الفلسطينية، وأغلب عناصر الأجهزة الأمنية هم من أبناء المقاومة، وإن كان هناك من يريد أن يوقف المقاومة فعليه أن يبدي الأسباب لذلك، سيما أن الدم الفلسطيني يراق، ويجب أن يكون هناك دفاع فلسطيني عن هذا الدم "، مشيراً إلى توقف بعض هجمات المقاومة الفلسطينية حماية للوحدة الوطنية، وتأكيداً على وعي الشعب الفلسطيني بمخططات الاحتلال "الإسرائيلي".<BR><BR>وأكد أبو قصي أن " قوات الأمن التي انتشرت هي جزء من شعبنا، ولن يقفوا وقفة المتفرج إذا كان هناك اعتداء من قبل العدو الصهيوني"، مضيفاً " لقد دار اشتباك مسلح قرب مستوطنة كفار داروم بين قوات خاصة "إسرائيلية" حاولت التسلل للمناطق الفلسطينية، ومجموعة من مقاتلي كتائب شهداء الأقصى رغم انتشار قوات الأمن الفلسطينية، فلا أحد يستطيع أن يمنع أي عملية ترد على الاعتداءات الصهيونية ". <BR><BR>وقال الناطق باسم كتائب شهداء الأقصى: " نحن نستبعد أي احتكاك بين رجال المقاومة وقوات الأمن الفلسطينية، سيما في ضوء استمرار الحوار الداخلي بشكل إيجابي، فنحن نستبعد على الإطلاق أن يكون هناك أي إشكاليات داخلية؛ لان موقفنا واحد، وشعار " شركاء الدم شركاء القرار " لم يعد مجرد شعار، بل تجسد بالأفعال ".<BR><BR>وفي السياق ذاته، قال أبو عبير (الناطق الإعلامي باسم ألوية الناصر صلاح الدين، الذراع العسكري للجان المقاومة الشعبية): " ليس لدينا أي مشكلة جراء نشر السلطة قواتها في الشمال، فالقوات منتشرة من قبل لكن زاد عددها وتعددت مهامها، حيث كانت تقوم بحماية الحدود، ولكنها حالياً تقوم بحماية المستوطنات وأمن الصهاينة من صواريخ المقاومة ".<BR><BR>وأبدى أبو عبير استعداد الفصائل الفلسطينية للتهدئة في حال توقف العدوان الصهيوني على الشعب الفلسطيني، ومضى يقول لموقع المسلم: " انتشار هذه القوات لن يعيق الفصائل الفلسطينية من تنفيذ مهامها، ولن يعيق المقاومة من أن تطلق صواريخها، وأن تنفذ هجمات جهادية في شمال قطاع غزة، وقد أكدنا على مجاهدينا عدم التصادم مع القوات الفلسطينية المنتشرة؛ لأننا نعد أن الدم الفلسطيني خط أحمر لا يمكن تجاوزه، ونطالب السلطة بذلك ".<BR><BR>واعترف أيضاً بأن انتشار قوات الأمن الفلسطينية يعيق عمل المقاومة، مؤكداً في ذات الوقت أن تلك القوات ليس بإمكانها منع المقاومة من تنفيذ مهامها الجهادية، وقال: " العدو الصهيوني بحد ذاته -دون تشبيه- لم يستطيع أن يوقف المقاومة رغم كل ما يمتلكه من إمكانيات عسكرية هائلة "، داعياً قوات الأمن الفلسطينية المنتشرة إلى عدم التعرض لرجال المقاومة أثناء تنفيذ مهامهم الجهادية.<BR><BR>وأكمل يقول: "رجال المقاومة استطاعوا اختراق كافة الحواجز والترتيبات الأمنية الصهيونية، ولن يحول انتشار قوات الأمن الفلسطينية دون تنفيذهم لمهامهم الجهادية إن أرادوا ذلك، فالمقاومة إذا قررت أن تضرب فستضرب "، مؤكداً أن الصواريخ جاهزة للانطلاق في حال تعرض المناطق الفلسطينية لأي اعتداء من قبل الاحتلال الصهيوني.<BR><BR> وشدد أبو عبير قائلاً: " نحن لا نتحدى السلطة؛ لأننا نعد أن عناصر الأجهزة الأمنية فلسطينيين، ونتمنى عليهم أن يشاركونا التصدي لأي اجتياح للمناطق الفلسطينية ".<BR><BR>من جهته أكد أبو محمد (الناطق باسم سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي) نشر القوات الفلسطينية لن يؤثر بشكل كبير على فعاليات المقاومة الفلسطينية، مشدداً على حرص المقاومة على تجنب الاحتكاك بقوات الأمن الفلسطينية، وقال: " انتشار قوات الأمن إلى حد ما لن يؤثر _بإذن الله_ على عمليات المقاومة الفلسطينية، فنحن نتعامل مع هذه القوات على أنها قوات فلسطينية موجودة لخدمة الشعب الفلسطيني، ولا نتعامل معها إلا من خلال هذا المنطلق ".<BR><BR>وأكد أبو محمد أن المقاومة الفلسطينية تتجنب الاحتكاك بالقوات الفلسطينية، موضحاً أن " قوات الأمن تتفهم جيداً عمل المقاومة، وهناك هامش كبير من التفاهم والتوافق ما بين المقاومة وما بين هذه القوات، وليس لدينا نية على الإطلاق للمس بهم "، ومضى يقول: " سنعمل المستحيل لتجنب هذه القوات بشكل مستمر ودائم، ولن نحتك بهم على الإطلاق، ونؤكد أن هذه القوات لن تكون عائقاً على الإطلاق لأداء مهامنا أو عملياتنا ضد المحتل ".<BR><BR>ولم يختلف الحال مع أبي هارون (الناطق باسم كتائب الشهيد أحمد أبو الريش، أحد أذرع حركة فتح العسكرية في المنطقة الوسطى)، حيث قال لمراسلنا: " لا يمكن أن يحد انتشار القوات الفلسطينية من هجمات المقاومة طالما كانت المقاومة مصرة على مواصلة الهجمات، فرغم تسخير إسرائيل لكل إمكانياتها العسكرية الحديثة لوقف المقاومة لم تنجح في ذلك ". <BR><BR>وأكمل يقول لمراسل المسلم:" القوات الفلسطينية تنشر في أماكن بعيدة؛ لأنه لا توجد ضمانات من إسرائيل لهذه القوات، وهذا يفتح المجال أمام رجال المقاومة لمواصلة عملهم "، مشيراً إلى أن كتائب أبو الريش قصفت مستوطنات الاحتلال في قطاع غزة ثالث أيام عيد الأضحى رغم انتشار قوات الأمن الفلسطينية.<BR><BR>وأكد أبو هارون أنه " ما لم تقتنع الفصائل الفلسطينية والأذرع العسكرية القائمة على الساحة الفلسطينية بوقف إطلاق النار، فإن الذي لم تستطع إسرائيل في أربعة أعوام تحقيقه بالدبابات والطائرات والاجتياحات والاغتيالات، وتكنولوجيا السلاح كاملة والمخابرات، فلن يستطيع أبو مازن أن يفعله في أسبوع ".<BR><BR>ونفى بشدة إمكانية وقوع احتكاكات بين رجال المقاومة وقوات الأمن الفلسطينية المنتشرة، مضيفاً " لن يحدث ذلك، ولا يمكن أن ننجر إلى حرب أهلية، فجميع فصائل المقاومة حريصة جداً على عدم حدوث أي اشتباكات مع قوى الأمن الفلسطينية ".<BR><BR>وقد لمس مراسلنا خلال تصريحات المقاومين حرصاً على الوحدة الوطنية، ووعياً بمخططات الاحتلال الصهيوني، ورغبة حقيقية في لجم العدوان الصهيوني عن الشعب الفلسطيني، وبعداً عن المهاترات والمزايدات الكلامية. <BR><BR>وتبدو هذه هي رؤية القادة الميدانيين من فصائل المقاومة، وهي تعكس وعيا عالياً، وموقفاً متعقلاً، ويحدو الشعب الفلسطيني الأمل في أن يجد هذا الموقف صدى في جانب السلطة الفلسطينية.<BR><br>