علماء العراق يستنكرون الحادث
9 ربيع الثاني 1426

<BR>أثارت جريمة تدنيس المصحف الشريف في جوانتانامو ردود أفعال غاضبة في الأوساط الدينية والعلمية في العراق، وأعرب العديد من العلماء والمفكرين عن استيائهم واستنكارهم لهذه الجريمة البشعة . <BR> <BR>عنجهية وقسوة <BR><BR> (الداعية الإسلامي المعروف) الدكتور أنيس الراوي قال لمراسل المسلم : إن هذه الجريمة الشنعاء ليست جديدة ، وهي لم تفاجئ العالم الإسلامي، الذي اعتمد على ممارسات الكثير من المتطرفين، وخاصة في أوساط الجيش الأمريكي، الذي عرف بعنجهيته وقسوته وتجاوزاته على كل ما هو إنساني . <BR><BR>وأضاف الراوي : وليس بخاف على أحد مدى الحقد الذي يكنه هؤلاء للإسلام والمسلمين وخير دليل ما رأيناه في التعامل مع الأسرى المسلمين في سجون جوانتانامو وجرائم جنود الاحتلال للعراقيين ، في سجن أبي غريب وأم قصر ومطار بغداد ، <BR>والغريب أن الدول العربية لم تحرك ساكناً بينما اشتعلت بعض الدول الإسلامية، ولاسيما في باكستان وأفغانستان غيظاً للتعبير عن سخطهم على تلك الجريمة البشعة . <BR> <BR>حرب على الإسلام <BR><BR>العلامة الدكتور عبد الباسط التميمي (إمام جامع التقوى في بغداد) قال : <BR>مثل هذه الجرائم لا يمكن اعتبارها أعمالاً فردية ، أو تعبيراً عن مواقف ذاتية ، وإنما هي تنفيذ لسياسات خرقاء اعتمدت العداء الدائم والحرب على الإسلام ، ومحاولة تشويه قيمه ضمن حملة صهيونية واسعة سخرت كل الإمكانات المادية في أمريكا والعديد من الدول الغربية المساندة لإسرائيل . <BR><BR>وأضاف ولم يكتف هؤلاء الكفرة بإيذاء المسلمين وممارسة أقسى أنواع التعذيب الجسدي ضد الفقراء والمساكين ممن زج بهم في غياهب غوانتنامو، بل راحوا يمعنون في الإساءة إلى الإسلام والمسلمين، ويمزقون كتاب الله العزيز بشكل سافر ينم عن حقد وعنجهية وصلف . <BR>وقفة واحدة <BR><BR>وتابع التميمي قائلاً : ومن هنا فإن المسلمين مطالبون اليوم بوقفة واحدة تتصدى لهذا الغرور والوقاحة والحقد، ولترتفع أصوات كل المسلمين والأحرار في العالم لإدانة هذه الجريمة الشنعاء . <BR>وأضاف الشيخ التميمي : لقد دعونا إلى التظاهر والاحتجاج ضد هذا العمل اللا أخلاقي، وقد دعونا أئمة وخطباء الجوامع إلى تعبئة الشباب المسلم لفضح هذه الأعمال وإدانتها وشجبها بكل قوة . <BR> موقف الإعلام العراقي <BR>أما (العلامة الإسلامي المعروف) الشيخ محمد السامرائي، فقد سخر من موقف الصحافة والإعلام في العراق ، وقال: إن أشد ما يحزننا هو موقف الإعلام العراقي الذي لم يعر هذه القضية أهمية تذكر ، وانشغل بشؤون الطائفية وإثارة الفتن ، وهو في ذلك يجامل قوات الاحتلال التي تعيث في العراق فساداً ، وخشيت العديد من صحف الأحزاب إثارة الموضوع كي لا يغضب العدو الأمريكي المحتل، وهم بذلك ينصاعون لإرادة الأجنبي ، دون أن يقيموا وزناً لدينهم وقرآنهم وما يتعرض له من إهانة وتدنيس على أيدي هؤلاء القتلة الإرهابيين . <BR>وأضاف الشيخ السامرائي : أين موقف الدول العربية والإسلامية؟! ولماذا لا تعلن رفضها واستنكارها الصريح؟! ولماذا أخفت رؤوسها في الرمال لكي لا تغضب أسيادها الأمريكان؟!<BR> <BR> انتهاك للدين <BR><BR>وقال الدكتور أنور الدليمي (أستاذ العلوم الإسلامية في كلية الشريعة) : إن العالم الإسلامي صدم لهذه الجريمة الشنعاء التي استفزت مشاعر الجميع ، والتي تشكل انتهاكاً صريحاً للدين الإسلامي و كتاب الله العظيم ، وهي جريمة كبرى لا يصح السكوت عليها ، ولا شك أن من يتعرض إلى المساس بحرمة المصحف الشريف من ازدراء واحتقار وإهانة، فهو بذلك يتخلى عن أبسط قواعد الأخلاق والموضوعية .. وهي ولا شك خطوط حمراء ولا يسمح المسلمون بتجاوزها ودعا الدكتور الدليمي إلى ضرورة أن تتحرك الجامعة العربية والمؤتمر الإسلامي والمنظمات والهيئات العربية والدولية لإدانة هذه الجريمة النكراء . <BR><BR> اعتداء على الإنسانية <BR><BR>وندد الدكتور إياد العزي (أستاذ القانون في جامعة بغداد) بجريمة تدنيس المصحف الشريف، وقال لمراسل المسلم: إن الاعتداء على القران الكريم يشكل الاعتداء على الإنسانية جمعاء ...كما يشكل خرقاً للأعراف والقوانين الدولية . <BR><BR>وأضاف : إن هذه الممارسات تكشف مدى وقاحة وعدوانية الجنود الأمريكان، وعدم احترامهم للأديان السماوية . <BR>وقارن الدكتور العزي بين ما يتحلى به المسلمون من أخلاق والتزام في تعاملهم مع بقية الأديان واحترامهم للشرائع والمعتقدات الدينية ، وعدم خرقها أو المس بها ، وما يمارسه الصهاينة والأمريكان من تجاوزات واعتداءات متواصلة على الدين الإسلامي ، وإصرارهم دائماً على الإساءة للمسلمين وإهانة معتقداتهم وكتابهم المقدس الكريم . <BR>ناهيك عما يعانيه المسلمون على أيديهم من إيذاء وقتل وهتك للأعراض في الكثير من بقاع العالم، ولاسيما في فلسطين والعراق . <BR><BR>المسلمون يتفرجون <BR><BR>من جانبه ندد الشيخ أحمد عبد الغفور السامرائي (إمام وخطيب مسجد أم القرى، وعضو هيئة العلماء المسلمين) بتدنيس القران الكريم، وقال: "في غوانتانامو يمزق القرآن ويرمى في النفايات ومياه المجاري والمسلمون يتفرجون لا يملكون إلا أن يتوجهوا إلى الله _تعالى_ لكي ينصر دينه". <BR><BR>إرهاب الدولة <BR>ومن جهة أخرى عقدت هيئة علماء المسلمين الاثنين 16/5 في مقر الهيئة في جامع أم القرى ببغداد مؤتمراً صحفياً عن حملة الاعتقالات والاغتيالات ضد أئمة وخطباء المساجد وروادها من المصلين وتدنيس حرمة المصاحف على أيدي قوات الاحتلال، وما يعرف بـ ( الحرس الوطني ) و ( الشرطة العراقية) وأداره د. مثنى الضاري (مسؤول قسم الثقافة والإعلام في الهيئة)، حيث تحدث عما أسماه بـ( إرهاب دولة وإرهاب مؤسسات رسمية من أجل تحقيق أهدافها )، وتحدث عن مسلسل الاعتقالات والاعترافات الزائفة قائلاً :"اعتدنا يومياً بأن تعتقل مجموعة من الأشخاص يظهرون على شاشة التلفاز ويعترفون بأشياء تحت التعذيب ثم يطلق سراحهم في اليوم الثاني" ثم أردف قائلاً: "دلالة على أن العمليات كلها مفبركة".<BR>المصحف يدنس في العراق <BR><BR>وشدد الضاري على دور ( لواء الذئب ) فيما يحصل لأئمة وخطباء المساجد وروادها من المصلين من عمليات اعتقال واغتيال مدبرة قائلاً: " كان هناك قرار من الهيئة بعدم إصدار أي بيان حول موضوع تدنيس المصحف في غوانتنامو؛ لأنه يدنس في العراق منذ سنتين والمساجد تنتهك . ومدن كاملة تدمر والدماء تنزف، وأكمل " ونقول: إنه إذا حصل انتهاك للمصحف في غوانتنامو في ظل معتقل تشرف عليه قوات الاحتلال فإن المفروض ألا يحصل هذا في ظل دولة تدعي أن لها سيادة كاملة." <BR>إطلاق النار على المصاحف <BR><BR>وعن انتهاكات أخرى جرت للمصاحف في مدينة بغداد أشار قائلاً: " وهناك مصاحف أخرى تعرضت لإطلاق مباشر، حيث دخلوا إلى المسجد، وتم إطلاق النار على المصحف مباشرة". <BR>الصليب على القرآن <BR><BR>وعلم مراسل المسلم أن قوات الاحتلال في مدينة الأنبار " الرمادي " داهمت اليوم أحد جوامع المدينة، وقامت بتمزيق المصحف الكريم ورميه على الأرض ، كما عمد بعض جنود الاحتلال إلى رسم صورة الصليب على غلاف القرآن الكريم، مما أثار غضب واستياء أهالي المدينة ،حيث تظاهروا معربين عن رفضهم لهذه الجريمة الشنعاء، ومطالبين بطرد قوات الاحتلال . <BR><BR><br>