الملياردير اليهودي الأمريكي سوروس في تركيا، ما الخطب ؟
12 جمادى الثانية 1427

طرحت الزيارة التي قام بها (الملياردير اليهودي الأمريكي) جورج سوروس لتركيا مؤخراً سلسلة من الأسئلة البالغة الأهمية، خصوصاً مع ظهوره المفاجئ على الساحة التركية بينما السياسة الداخلية والخارجية في تركيا والوضع الاقتصادي بحالة من التخبط والتقلب الشديد. <BR><BR>جورج سوروس هو أكبر مضارب مالي في العالم وفي نفس الوقت مناور في السوق التجارية ومؤثر على الأسعار بمعنى أنه يملك تأثيرا فاعلا قويا على الوضع السياسي والاقتصادي والبنية الاجتماعية في أي دولة يضع عينه عليها نظرا للقوة المالية الهائلة التي يتمتع بها.<BR>وبينما يميل كل مستثمر قليلاً إلى المضاربة إلا أن جورج سوروس هو محلل ومستثمر ومضارب مالي في نفس الوقت، وهذا هو منبع قوته...<BR>من الناحية الاقتصادية هو يتوجه إلى الاستثمارات المؤثرة في القطاعات المالية ورؤوس الأموال بدول مختلفة أما من الناحية السياسية والاجتماعية فهو يجمع حوله الناشطين كنسيج العنكبوت في "الأوقاف" والجمعيات والجامعات بمختلف الدول. <BR>المستثمر المالي جورج سوروس (76 عاما) هو من الشهرة بمقام لا يضاهى.. ولم يعد يخفى على أحد قوته المؤثرة في هز الأوضاع الاقتصادية بدول مختلفة وتغيير البنية السياسية والاجتماعية فيهم.<BR>فسوروس يتعامل بقوة مع الاقتصاد القوي أو الهش حيث يحلل ويستثمر ويضارب وبهذه الوسيلة حصل على كل هذه الأموال الطائلة ومن ثم سخر خيوط اللعبة في النواحي السياسية والاجتماعية لإدارتها.<BR>وهذا هو الأمر الذي يثير التساؤلات حول هذا الرجل لأن اهتمام جورج سوروس بتركيا بدأ يزداد في الوقت الذي بدأت فيه خيوط العنكبوت تتعزز أكثر فأكثر.. حيث لفت الأنظار أن عدد أنصار سوروس في تركيا بتزايد مستمر.. إذا لا بد وأن ثراء سوروس وقوته الفاعلة تدفع بالناس إلى العمل معه حيث أن الجامعات والأوقاف تستمد المال من سوروس وتستثمرها في الاتجاه الذي يراه مناسباً. <BR>ولقد حاول جورج سوروس في المؤتمر الصحفي الذي عقده بفندق كونراد باسطنبول التخفيف من ردود الأفعال الغاضبة الموجهة إليه مدعيا بأنه يقدم معونات مالية لبعض الجمعيات والأوقاف في تركيا عن طريق معهد المجتمع المنفتح في تركيا وقال بأنه صرف ثماني مليارات دولار خلال خمس سنوات في تركيا كمكافئة للأوقاف والجمعيات والجامعات على جهودها هذه!!..<BR>وأعرب سوروس خلال تصريحه عن إعجابه الكبير بسياسة حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا وبالتطورات الديمقراطية التي حصلت في تركيا وهو يكيل المديح لحزب العدالة والتنمية "أعتقد أن تركيا وصلت إلى حالة مجتمع أكثر انفتاحا. وأنا أرى أن المفاوضات مع الاتحاد الأوروبي مشجعة.. المجتمع التركي يجدد نفسه لكن ما زال هناك الكثير مما يجب إنجازه".<BR>كما اعترف سوروس بصراحة بأنه قدم الدعم "للثورات المخملية" في كل من أوكرانيا وجورجيا وقرغزستان عن طريق معهد المجتمع المنفتح. وأعلن سوروس أنه دعم الثورة المخملية في جورجيا وبأنه ساهم فعلا في إسقاط (رئيس جورجيا السابق) إدوارد شيفارنادزه معللاً السبب بأن شيفارنادزه لم يلتزم بوعده له في محاربة فساد أجهزة الشرطة والأمن بجورجيا.<BR>في الحقيقة اعتراف سوروس دلالة واضحة على أن الغرب يقوم بالتدخل لإسقاط هذا الحاكم أو ذاك النظام من أجل مصالحه دون أي اعتبار أو تقدير لإرادة الشعوب وتوجهاتها وتطلعاتها.<BR>كما أكد سوروس على أنه مستعد لإنفاق 400 مليون دولار من ثروته للإنفاق على ما أسماه بالمجتمعات المفتوحة والديمقراطية عبر مركز المجتمع المفتوح الذي أسسه في الولايات المتحدة الأمريكية وأقام له فروعا في العديد من البلدان لتغيير وإسقاط أي نظام سياسي لا يتفق مع نظرية المجتمع المفتوح التي يدعو لها مركزه.<BR>اعترافات سوروس هذه تظهر بوضوح المؤامرات التي تحاك ضد عالمنا الإسلامي من قبل الغرب واليهود على وجه الخصوص من أجل تحويل العالم دمية متحركة بيدهم يحركونها كيفما يشاءون.<BR><font color="#0000FF">سوروس وتركيا،،،</font><BR>ولو أننا أمعنا النظر حول المشاكل التي تحاصر تركيا من كل ناحية داخليا وخارجيا.. خارجيا؛ العلاقات المتوترة مع أوروبا وأمريكا.. والعالم يحشر تركيا في الزاوية بحجة قبرص والمسألة الكردية.. وفي الداخل؛ تحتدم المناقشات حول احتمال إجراء انتخابات مبكرة وبسببها فإن الاقتصاد بدأ بالتدهور ومستقبله غير مضمون.. إذا فإن هذا الجو الخانق في تركيا يواتي تماما مصالح جورج سوروس. <BR>سوروس يملك في تركيا استثمارات في قطاع الأغذية والقطاع المالي كما أنه مستشار لصندوق كانتوم.. ولو تصورنا أن سوروس قام بسحب قروض كبيرة بالعملة التركية من البنوك ومن ثم تحويلها إلى العملة الأجنبية فإن الوضع الاقتصادي سينهار في البلاد.. وماذا إذا دعمه في ذلك أنصاره من الكتاب والجامعيين والسياسيين فهذا يعني "فاجعة حقيقة" بالنسبة لتركيا؟!!. خصوصاً أنهم فعلوا الشيء نفسه في اسطنبول عام 2001م، وسرقوا نصف مال تركيا تماماً بين ليلة وضحاها وأصبحت قيمة العملة تساوي 50% من قيمتها قبل يوم واحد. <BR>خلاصة الحديث: الزيارة التي قام بها سوروس إلى تركيا ليست عابرة خصوصا في هذا الوقت بالذات.. إذ كيف تكون عابرة والسياسة التركية تتراقص بشكل خطر على حافة بركان، والاقتصاد يتمخض بقسوة والأحاديث في تركيا بلا استثناء تنصب على آخر "التنظيرات الاستراتيجية" حول ما تعقده مطابخ القوى الكبرى من إعادة لرسم خرائط الشرق الأوسط برمتها.. ومن بينهم موقع تركيا الاستراتيجي.<BR><br>