هل تفشل سياسة العداء للأجانب لليمين المتطرف?
1 رمضان 1428

تستمر التصريحات المسيئة للإسلام من طرف البرلماني الهولندي "خيرت فيلدرس" زعيم حزب الحرية اليميني المتطرف بوتيرة تصعيدية بعدما اعتبر الوجود الإسلامي "تسونامي" يضرب هولندا و أوروبا، و طالب المسلمين بالتخلي عن نصف القرآن لكي يستطيعوا العيش في هولندا، وازداد حدة وراديكالية بتصريحاته الأخيرة حيث طالب بحظر تداول القرآن الكريم حتى في المساجد والدوائر الدينية لأنه يدعو للعنف والكراهية بزعمه وساوى بين المصحف الشريف وكتاب هتلر الذي يدعو إلي السادية والميز العنصري، وتأتي تصريحاته هذه ردا على الاعتداء الذي تعرض له رئيس لجنة المرتدين عن الإسلام "إحسان جامي" من قبل ثلاثة شبان (مغربيين وصومالي)، ألقوه أرضاً وأشبعوه ضرباً وشتما ووصفوه بالمنبوذ والخائن والمرتد، وهي ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها "جامي" إلى اعتداء جسدي منذ أن تخلى عن دينه، ويربط "فلدرس" بتجني وتحامل بين حادث الاعتداء و القرآن الكريم..<BR><BR><font color="#0000FF"> من هو إحسان جامي: </font><BR><BR>هو شاب هولندي من أصول إيرانية وعضو في حزب العمل الهولندي ويقف وراءه اليمين المعادي مثل "فلدرس" ليحل محل عضوة البرلمان السابقة الصومالية الأصل "أيان حرصي علي" ضمن هدف محدد ليلعب نفس الدور وقد بدا نجمه يلمع بعد تطاوله على الرسول الكريم أكثر من مرة وربط بين الإسلام والعنف والتطرف وزاد في رصيده هذا الحادث المتهور مما جعل السلطات الهولندية تضطر لتوفير حراسة له خاصة تكلفها ميزانية طائلة وإجراءات معقدة...<BR><BR><font color="#0000FF"> عمل من أجل خدمة مصالح حزبية ضيقة: </font><BR><BR>ويرى عديد من المراقبين أن موقف "فلدرس" المعادي للمسلمين يأتي في سياق التوظيف السياسي للحادث سعيا لكسب شريحة أكبر من الناخبين، ومن ناحية أخرى فهو رد على الحكومة التي انتقدته بشدة ودعته إلي التخفيف من حدة تصريحاته ومواقفه في عديد من المناسبات، وهي تصب في مصلحة الهجمة على مواقف وزيرة الأحياء والإسكان والاندماج "إيلا فوخلار" التي اعتبرت المسلمين استوطنوا هولندا وأصبحوا أحد مكونات هذا البلد مثلهم كمثل المهاجرين اليهود الذين يعيشون في هولندا منذ القرن السابع عشر، ولذلك ينبغي أن يشعروا أنهم في وطنهم ولا يشعرون بالخوف لأن هولندا ستصبح بلدا ذا تقاليد يهودية و مسيحية وإسلامية....<BR><BR><font color="#0000FF"> إدانة سياسية وشعبية. </font><BR><BR>ولقد أثارت تصريحات "فلدرس" هذه استنكاراً واسعاً من قبل سياسيين من أعضاء البرلمان وأحزاب وكتاب رأوا أن "فيلدرس" تجاوز الحدود المعقولة و جاء رد الحكومة أوضح على لسان وزيرة الإسكان والاندماج" إيلا فوخلار " عندما قالت يجب أن يكون واضحاً تماماً أن حظر القرآن في هولندا ليس على برنامج الحكومة، حاليا ومستقبلا وأضافت إن هذه التصريحات مضرة بالعلاقات بين فئات المجتمع الهولندي الواحد ، ويمكن أن توسع الهوة بين المسلمين وغيرهم في البلاد.<BR> <BR>وكشف استطلاع للرأي العام الذي أجرته وكالة موريس دي هوند أن 81% من أفراد المجتمع الهولندي لا يوافقون "فيلدرس" في اقتراحه لمنع القرآن الكريم بينما أعرب 75% من الهولنديين عن اعتقادهم بأنه ليس هنالك ضرورة لنشر مثل ذلك المقال ورأى 29% منهم أنه يتوجب ملاحقته قضائيا بسبب موقفه <BR><BR>أما بخصوص الأقلية المسلمة فقد اثنت على موقف الوزيرة الوطني، وأدانت هذه التصريحات وأبدت تخوفها من أن تدفع الشباب المسلم إلى التشنج والحماسة التي تؤدي إلى التطرف، ودعت النائب خيرت "فيلدرس" وأعضاء حزبه إلى الحوار الإيجابي حول كيفية مواجهة النزعات والنعرات العنصرية لنجنب بلدنا مخاطر أعمال إرهابية جراء هذه التصريحات المستفزة.. فيما انضم قطاع كبير من المسلمين إلى ناشطين في المجتمع المدني الهولندي بتقديم دعوى ضدّ" فيلدرس" بتهمة التحريض على الكراهية وممارسة التمييز ضد فئة سكانية معينة.<BR>ــــــــــــــ<BR>* مدير المركز الثقافي الاجتماعي بهولندا<BR><br>