حارث الضاري رئيس هيئة العلماء بالعراق في حوار مع( المسلم)
26 صفر 1425

العراق - أوس كامل (المسلم):<BR><BR>تصاعدت حركة المقاومة العراقية في العراق ضد الاحتلال الأمريكي في الأشهر الأخيرة تصاعداً ملفتاً استطاعت من خلاله أن تفرض وجودها بعد أن حاولت قوى الاحتلال والسائرون في ركابها (ولاسيما دائرة مجلس الحكم والأحزاب المشبوهة التي دخل قادتها إلى العراق على ظهور الدبابات الأمريكية) تشويه سمعة المقاومة وإنكار وجودها والادعاء بأن ما يجري على أرض العراق هو مجرد عمليات (إرهابية)!! يقوم بها نفر من المتسللين والمغامرين العرب الذين وفدوا من خارج العراق لتصفية حساباتهم مع الإدارة الأمريكية على الساحة العراقية.<BR><BR>ولما كانت هيئة علماء المسلمين " السنة " قد تميزت منذ الساعات الأولى للاحتلال بمواقفها المبدئية الرافضة للوجود الأمريكي على أرض العراق، ولم تشترك بتشكيلة مجلس الحكم الانتقالي، واعتبرت أن التعاون مع العدو الأمريكي المحتل هو بمثابة الخيانة للوطن والأمة ، فقد رأينا أن نسلط الضوء على مواقف هذه الهيئة.<BR><BR>وقد التقى مراسل " المسلم " بالدكتور حارث سليمان الضاري، (رئيس هيئة علماء المسلمين)، وأجرى معه الحوار التالي:<BR><BR><font color="#FF0000">- فضيلة الشيخ.. ما هو تصورك للوضع الراهن ودور المقاومة العراقية في هذه المرحلة، خاصة بعد أحداث الفلوجة والمجازر الأمريكية ضد سكانها ؟ </font><BR>- إن الوضع في العراق خطير جداً ، وعلى درجة عالية من التعقيد والتداخل، فالعراق اليوم يواجه واحدة من أقسى المحن والرزايا عبر تاريخه الطويل تشترك فيها قوى عالمية وصهيونية وشعوبية وأنظمة عربية متهرئة، وإن الوضع الناتج عن الغزو وما خلفه من دمار شامل، وأوضاع سياسية وأمنية ونفسية واجتماعية يحتاج إلى رؤية صائبة وتحليل عميق وشامل ينطلق من التمسك الدائم والمبدئي بثوابت إسلامية ووطنية واضحة المعالم أساسها رفض الاحتلال، والإحاطة بأهداف الغزو الحقيقية، والتعامل مع الأحداث وتفاعلاتها ونتائجها وفق ذلك المعيار . <BR><BR><font color="#FF0000">ما رأي هيئة علماء المسلمين بالمقاومة العراقية ؟ </font><BR>لقد من الله على شعبنا أن وهبه الإيمان والتمسك بالعقيدة وبرسالة النبي الكريم وسنته المطهرة، لذا هب فتية العراق وشبابه لمقاومة الغزو والاحتلال ليضربوا للإنسانية أروع مثل في الجهاد والتضحية، ووضعوا أرواحهم على أكفهم وهم يقاتلون أعتى وأضخم قوة غاشمة في الأرض ، ليرفعوا راية الإسلام عالياً، وليؤكدوا من جديد أن روح المقاومة والبذل ما تزال حية في هذه الأمة مادامت سائرة على طريق الإسلام وتستلهم قيم الرسالة المحمدية السمحة. <BR>إننا في العراق نفخر كل الفخر بفصائل المقاومة، وندعو الشعب كله إلى دعمها ورفد فصائلها بالرجال والمال والسلاح؛ لأنها مفتاح الخلاص الحقيقي من ربقة و إذلال هذا الطاغوت الغاشم على أرض الرافدين . <BR>الفلوجة قلعة الصمود <BR><BR><BR><font color="#FF0000">- ماذا استطاعت أن تحقق المقاومة العراقية مقابل مجلس الحكم العراقي المعين من قبل الاحتلال ؟ </font><BR>- إن المقاومة أضحت معلماً بارزاً من معالم الفخر والشرف لهذا الوطن، وهي التي بددت الأوهام التي حاول بعض المرجفين والعملاء بثها عندما ادعوا بأن العراقيين يرحبون بالاحتلال،ويتطلعون للتعايش مع المشاريع الأمريكية الصهيونية .. وإذا بالسحر ينقلب على الساحر، وإذا بالعملاء أو من يروج للهيمنة الأمريكية ينحسرون خائبين غير قادرين على الظهور في الشارع بعد أن أصبح ظهورهم مبعثاً للخزي والعار، وإذا بأعضاء مجلس الحكم الذي نصبهم المحتل الأمريكي يتوارون خوفاً من غضبة العراقيين بعد إن تعرضت الفلوجة الباسلة إلى جريمة الإبادة الجماعية ، وتصدت بشجاعة أسطورية كانت موضع إعجاب وتقدير الشعوب. <BR><BR><font color="#FF0000">- كونكم تعايشون الوضع على حقيقته في الفلوجة، ما آخر التطورات على ساحة المواجهات هناك؟ </font><BR>- إن الفلوجة تمر بأوضاع مأساوية من خلال استمرار القصف الوحشي الذي تصب فيه الطائرات الأمريكية المقاتلة حممها على رؤوس وبيوت المواطنين العزل ، حيث قامت قوات الاحتلال بخرق الهدنة منذ أيامها الأولى وحتى اليوم، كما قامت بقصف المساجد وبيوت الله ، وهاجمت كل سيارات الإسعاف لمنعها من نقل الجرحى الذين يمرون بأوضاع خطيرة مزرية، ومنعت وصول المساعدات الإنسانية إلى المدينة ، بل وقامت بضرب السيارات التي تحمل المؤن بالنار وقتلت سائقيها، ولكن عزيمة المقاومين وإصرارهم على الصمود وتحدي الاحتلال وقواته البغيضة تزداد قوة وثباتاً كلما كانت المعارك ضارية ، وستبقى الفلوجة قلعة للصمود ، ونحن على ثقة بأن النصر للمقاومين المؤمنين _بعون الله_.<BR><BR><font color="#FF0000">- فضيلة الشيخ.. ما طبيعة الجهود التي بذلتها الهيئة في التصدي للمشروع الأمريكي الهادف إلى إثارة النعرات الطائفية وتمزيق وحدة العراق ؟ </font><BR>- لقد كانت جهودنا _وبفضل الله_ منذ أن ابتلى الله _عز وجل_ هذا البلد وشعبه بالاحتلال الغاشم والظالم واللامبرر منصبة على جمع كلمة العراقيين ، حيث دعونا بعد الاحتلال مباشرة إلى ضرورة أن يوحد العراقيون صفوفهم ، وأن يترفعوا عما بينهم من خصومات وخلافات وحساسيات سياسية وطائفية وشخصية للوقوف بوجه الاحتلال ومخططاته الخطيرة التي يريد تنفيذها في العراق ، ويسوقها على أبنائه دون تمييز بين عراقي وآخر، وإن تظاهر أنه قد جاء لنصرة هذا الطرف أو ذاك ، أو لإنقاذ مظلوم من ظالم كما يزعم . <BR><BR>ولم تلق دعوتنا الجادة هذه في البداية استجابة بالشكل الذي كنا نتمناه، ولكن _والحمد لله_ وبعد ما تبينت صحة ما حذرنا منه وخطورة ما نبهنا إليه نجد الآن أن كثيراً من أبناء شعبنا ومن مختلف أطيافه وفئاته "السياسية والدينية والفكرية " تستجيب إلى دعوتنا وإلى كل من يوافقنا في هذه الدعوة مما جعل الأمل كبيراً في إن تكون الأغلبية وعما قريب لدعاة الإصلاح والتوحيد والتعايش الأخوي والسلمي بين كل العراقيين. <BR><BR><font color="#FF0000">- وما رأي الهيئة حول ما يسمى بتسليم السلطة للعراقيين في يونيو المقبل ، وهل تؤمنون بأن ذلك سيساعد في استقرار الأوضاع في العراق ؟ </font><BR>- ثمة تساؤلات كثيرة ترد على البال ومنها .. إلى من تسلم السلطة ؟ وهل سيكون التسليم كاملاً أم منقوصاً ؟ وهل ستكون لهذه السلطة صلاحيات الدولة ؟ وماذا سيكون وضع الاحتلال ؟ إن هذه التوقعات تدور في ذهني وفي ذهن الكثير من المراقبين .. والحقيقة إن هذا وعد مستقبلي، والمستقبل له الكثير من الظروف التي قد لا تساعد على تحقيق الوعود.<BR> <BR>إذا سلمت سلطة الاحتلال السلطة إلى مجلس الحكم الحالي فالأوضاع ستزداد سوء، وإذا أعطتها لمقاربين لهم أيضاً لن تتحسن الصورة .. وإذا ما أعطيت إلى أشخاص لديهم مصداقية لدى الشعب ولكن بدون صلاحيات كاملة فإن الاستقرار لن يتحقق أيضاً.<BR><BR><font color="#FF0000">- وماذا تحتاج مسألة الحكم برأيكم من أجل الوصول إلى آلية ديموقراطية تضمن الحرية والرضا للعراقيين ؟ </font><BR>نحن نريد أشخاصاً لهم كفاءات وتكنوقراط على أن يتعاونوا فيما بينهم ولا يقوم حكمهم على أساس المحاصصة، ولديهم الحرية الكاملة في العمل عندئذ نأمل أن تتحسن الأوضاع . <BR>إن مسألة الحكم لا تحتاج إلى أي اجتهاد .. إنها ببساطة بحاجة إلى عراقيين يحبون العراق ككل ولديهم كل المجال في العمل، وهذه القضية لا يمكن تحقيقها مادام هناك جندي غريب على أرض العراق . <BR><BR><br>