رئيس مجلس أئمة السويد: نحن أحسن الجاليات المسلمة حالاً
4 رمضان 1425

<font color="#800000"> حاوره / يحيى أبو زكريا </font> </br> </br> حسان موسى من مواليد مدينة عنابة في الجزائر، تلقى فيها تعليمه الابتدائي والثانوي والجامعي، حيث حصل على إجازة في القانون من كلية الحقوق و تابع بعدها الدراسات العليا في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة بالمملكة العربية السعودية، يعمل حالياً إماماً وخطيباً في مسجد ستوكهولم سابقاً، والذي يسمى حالياً مسجد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان الذي تبرعّ ببنائه في قلب العاصمة السويدية ستوكهولم، والذي يعد معلماً حضارياً وجسراً بين الإسلام والغرب، ويتولى حسان موسى رئاسة مجلس الأئمة في السويد والدول الاسكندنافية، بالإضافة إلى مهام أخرى. <BR><BR><font color="#FF0000">ما التحديات التي تواجه المسلمين في السويد؟</font><BR>التحديات كثيرة، ولعلي ألخصها في النقاط التالية:<BR>1- كيف نحافظ على ما تمّ إنشاؤه من مؤسسات إسلامية (مساجد، مدارس، اتحادات شبابية طلابية وكشفية، جمعيات إسلامية....إلخ) وكذلك على مستوى العلاقة التي وصلنا إليها مع الحكومة السويدية والأحزاب و مؤسسات المجتمع المدني ووسائل الإعلام.<BR><BR>2- كيف نحقق مفهوم الهوية الإسلامية والمواطنة، بحيث أكون سويدياً ومسلماً في نفس الوقت فأخدم ديني وأتشبث بهوية مع اعتزاز بجواز سفر وجنسية السويد دون أن أنسى هموم أمتي وجراحاتها.<BR><BR>3 -كيف نحقق الاندماج الإيجابي، لكن دون ذوبان مع تكريس مبادئنا في مجتمع متعدد الثقافات والأديان والأعراق عند صانع القرار السياسي السويدي.<BR><BR>4- كيف يمكن أن نكون همزة وصل وجسر لحوار الحضارات مع تقديم الصورة الناصعة للإسلام من خلال الممارسة والسلوك.<BR> <BR>5. كيف نورث الإيمان والأخلاق الإسلامية وقيمه الإنسانية للجيل الثاني من خلال روح الإسلام والإلمام بالواقع السويدي وفق منهج التبشير في الدعوة والتيسير في الفتوى.<BR><BR>6. كيف يمكننا تحويل ما يقرب من نصف مليون مسلم سويدي إلى صوت انتخابي فاعل يؤثر في صناعة الرأي العام، ويمارس شيئاً من الضغط على صانعي القرار السياسي بما يحقق المصلحة العليا للأقلية المسلمة، ويدعم مطالبها المشروعة.<BR><BR>7. الجهل عند البعض وتنطع البعض الآخر وتطرف قلة تريد جرنا لمعارك وهمية وتصرفات غير أخلاقية ومواقف غير مدروسة يغذيها الهوى والجهل بمقاصد الشريعة وفقه النص والواقع مستغلة بعض التصرفات العنصرية المعزولة أو بعض جراحات الأمة الإسلامية، وهنا أود أن أشير إلى أن مشروع الميثاق الإسلامي الذي نطمح لطرحه في السنة القادمة نتمنى أن يكون معلماً ونبراساً لانطلاقة جادة من أجل جمع الكلمة وتوحيد الصف والتصدي لكل أشكال العنف، سواء اللفظي أو الفكري أو الجسدي.<BR><BR>8-كيف يمكن ترشيد خطاب الأئمة والدعاة، سواء على مستوى المصطلحات أو الاختيارات الفقهية مع التركيز على المبادئ والقيم الإنسانية المشتركة والموازنة بين الثابت والمتغير والأصالة والتجديد والترغيب والترهيب والروحانية والمادية والقضايا المحلية دون إغفال قضايا الأمة الإسلامية مع اعتماد المنهج الوسطي الذي يلتزم التيسير في الفتوى والتيسير في الدعوة.<BR><BR>9-كيف يمكننا الارتقاء بأئمة المجلس علمياً وخطابياً مع الإلمام بعلوم العصر والتقنيات الحديثة من خلال دورات تكوينية شرعية وإدارية وإعلامية وتقنية تؤهلهم للتعامل مع أقلية متعددة المشارب والأعراق بالإضافة إلى مجتمع غير مسلم يقدس الحرية الفردية والقيم الإنسانية. <BR><BR><BR><font color="#FF0000"> ما المهام التي تضطلع بها كإمام مسجد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان؟ </font><BR>أعمل كإمام للصلوات الخمس بالإضافة إلى الخطابة وإلقاء الدروس والمحاضرات والإجابة على الفتاوى، كما أتولى لجنة إصلاح ذات البين بالإضافة إلى تقديم الاستشارات الاجتماعية والمشاركة في لجنة الحوار المسيحي الإسلامي بالإضافة إلى المشاركة في بعض البرامج التلفزيونية والإذاعية المحلية والدولية،كما لي مقال أسبوعي في كبرى الجرائد السويدية بالإضافة إلى المشاركة في بعض المؤتمرات الأوروبية والعربية والإسلامية، وهنا أود أن أذكر أن الرابطة الإسلامية التي أتشرف بالانتساب إليها وأحد أعضاء إدارتها ستقيم مؤتمراً سنوياً جامعاً يوم 25 ـ26 و27 ديسمبر من هذا العام يستقطب عموم الجالية في السويد والدول الاسكندنافية كما يشارك فيه ثلة من العلماء وكوكبة من الدعاة من أوروبا ومن العالم العربي والإسلامي، خاصة من الكويت والمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات والجزائر وأرض الإسراء والمعراج فلسطين الحبيبة. تحت عنوان " الحوار في الإسلام" بستوكهولم السويد.<BR><BR><font color="#FF0000">هل هناك برامج تثقيفية موجهة للمسلمين وتحديداً المرأة والأطفال؟</font><BR>هذا سؤال جيد: نعم يقدم هذا المعلم الحضاري برامج عديدة ومتنوعة وفق خطة سنوية تشتمل على الدروس والدورات الشرعية باللغة العربية والسويدية بالإضافة إلى دروس للمسلمين السويديين وغير المسلمين في اللغة العربية ومادة تعريف عام بدين الإسلام ودرس حول شبهات وردود حول الإسلام بالإضافة لدروس قارة تقدم للمسلمين الجدد، أما المرأة فإن لها جمعية خاصة ولها برنامج أسبوعي تثقيفي يراعي خصوصيتها ويستجيب لمتطلبات حياتها من خلال استضافة بعض المشائخ والدعاة والمحاضرات من خارج السويد.<BR>أما الأطفال فلهم مدرسة تعليم القران، والتي تسمى بمدرسة نهاية الأسبوع ، حيث يتم تعليمهم اللغة العربية والتربية الإسلامية والقران الكريم، كما تلعب مؤسسة الكشاف المسلم السويدي دوراً رائداً في اجتذاب هؤلاء وتربيتهم على القيم الإسلامية وفق تربية كشفية راقية.<BR><BR><font color="#FF0000">ما طبيعة المشاكل التي يطرحها المسلمون السويديون على أهل الحل والعقد في المسجد؟</font><BR>أود أن أذكر هنا أن هناك إقبالاً منقطع النظير من السويديين على الإسلام دراسة وتعلماً بالإضافة أنه لا يخلو أسبوع إلا ويسلم سويدي أو سويدية حتى في أحلك الظروف خاصة بعد تداعيات أحداث سبتمبر، وهذا الفضل يعود لله أولاً و أخيراً، وكما سألتم فلا شك أن من يسلم تواجهه عدة تحديات كرفض الأسرة له مع عدم اقتناعها بذلك أو مقاطعة الأصحاب والأصدقاء له دون وجود بديل أو الشعور بالوحدة والعزلة أو نظرات الوجوم والتجهم لبعض ممن يتحجبن ممن أسلمن من النساء بالإضافة إلى عدم القدرة على الإجابة على الكثير من الأسئلة والتساؤلات التي يطرحها الغير عليهم كما أن هناك تحدياً آخر بالنسبة للمرأة التي تسلم ويبقى زوجها على دينه.<BR>أما الدوافع والأسباب التي تجعل البعض يقبل على الإسلام فهي متنوعة ومتعددة: فمن ذلك الزواج والأصدقاء المسلمين في العمل أو الدراسة، قراءة الكتب أو بعض البحوث عن الإسلام أو بسبب ما تعرضه وسائل الإعلام من أعمال عنف و إرهاب سيقوم بها بعض ممن ينتسب للإسلام<BR> فتدفع بعض الفضوليين إلى البحث والتنقيب عن الدوافع والأسباب فيقودهم ذلك للإسلام....<BR><BR><font color="#FF0000">كيف يكون التحضير لشهر رمضان؟ وكيف تتحرون الرؤية؟</font><BR>يبدأ التحضير لهذا الشهر الفضيل اجتماعياً واقتصادياً، كما يتم ترتيب مواعيد العمل والدراسة وفق توقيت الإمساك والإفطار حتى تتمكن العائلة من الاجتماع على مائدة الإفطار، كما يقوم العديد من المسلمين بأداء مناسك العمرة زرافات زرافات من الدول الاسكندنافية، أما على مستوى الجمعيات فعادة تقوم بتوجيه دعوات للقراء والوعاظ وبعض الأئمة للاستفادة منهم في شهر التوبة والمغفرة خاصة من المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية والأردن والجزائر والمغرب.... كما تنظم محلات إفطار الصائم بالتعاون مع بعض المحسنين والندوة العالمية للشباب الإسلامي ووزارة الشؤون الإسلامية في المملكة العربية السعودية.<BR>أما فيما يخص سؤالكم عن الرؤية فإننا كغيرنا نتحرى الرؤية عملاً بالأمر النبوي وإن كانت تتعذر ويصعب تحقيقها في مثل هذه الشهور التي يكثر فيها الظلام والضباب والثلوج لهذا نحاول الاستفادة من وقت ولادة الهلال واقترانه من المرصد الملكي السويدي بالإضافة إلى بيان الأمانة العامة للمجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث كما تستأنس بإعلان الصيام في دولتين مسلمتين مختلفتي المطلع على ألا يتعارض ذلك مع الحساب الفلكي الذي تعتقد أنه يفيد قطعية الدلالة على أثر ذلك، وبعد الاستشارة يقرر المجلس بداية الشهر من عدمه وإعلان ذلك في وسائل الإعلام السويدية <BR><BR><font color="#FF0000">ما برنامج المسجد في رمضان؟</font><BR>هناك برنامج حافل يبدأ من صلاة الفجر، حيث يتم تخصيص درس يومي بعد الصلاة ثم وقت للإجابة على أسئلة الصائمين ذلك من صلاة الظهر وحتى قبل المغرب بنصف ساعة، كما تقدم دروس يومية تجمع بين التطرق للمسائل الفقهية والتوجيهات والإرشادات النبوية، حيث يزداد عدد المقبلين على الصلوات بالإضافة إلى بعض العائدين والتائبين، أما الصلاة التراويح فإن المسجد يغص بالمصلين والساجدين والساجدات وحتى الأطفال الذين يخصص لهم مكان خاص فمن خلال تداول بعض الأئمة على الصلاة ممن حباهم الله بجمال الصوت وثبوت الحفظ تعلو الأصوات بالبكاء وتقشعر الأبدان وتتوجّه النفوس للواحد القهار وتتخلص من علائق المادة فتراهم صفاً مرصوصاً يتوجهون لرب واحد ولقبلة واحدة رغم اختلاف ألسنتهم وألوانهم من طنجة إلى جاكرتا تجمعهم مظلة لا اله إلا الله محمد رسول الله رغم كل التحديات التي تواجههم في هذا الشهر الفضيل والشعور بالغربة والبعد عن ديار الإسلام، وعدم إلمام المجتمع بفقه وفلسفة الصيام يحاول كل مسلم ومسلمة ممارسة العزلة الشعورية مع الاجتهاد في العمل أو المدرسة والتكيف مع طبيعة المجتمع، حيث إن العديد من الطلاب والعمال يدركهم الإفطار وهم في مقاعد الدراسة أو أماكن العمل، حيث يكون المغرب على الساعة الثالثة بعد الظهر رغم ذلك فالصبر واليقين والتحدي لهذه المعوقات يجعل المسلم يشعر بالعزة والفخار والرغبة في التمييز بالانتماء لهذا الدين.<BR> <BR><font color="#FF0000">ما التوجيهات التي تقدمونها للذين يقطنون مدن شمال السويد؟</font><BR>بالنسبة لإخواننا الذين يقطنون بمحاذاة القطب الشمالي المتجمد: نحن دائماً معهم في اتصال كما أن أحد أئمة المجلس موجود بالشمال، وهذا يسهل عملية التواصل بالنسبة لنا كما المؤسسات الإسلامية بتزويدهم بالكتب و المطبوعات ومواقيت الصلاة والإمساك والإفطار، أما نصيحتنا لهم فهي وصيتهم بتقوى الله والثبات على هذا الدين وإعطاء الصورة الناصعة على الإسلام بالإضافة إلى التيسير على الناس في الفتوى والتبشير في الدعوة والبعد عن الغلو وسؤال أهل العلم، كما أعتقد أن إخواننا الآن هم أكثر فهماً وإدراكاً للمنطقة التي يعيشون بها لهذا أعتقد أنهم لا تواجههم أي مشكلة بالنسبة لأوقات الإمساك أو الصيام أو الصلاة خاصة في فصل الشتاء ربما عندما يكون الصيام في الصيف، حيث يستوي الليل والنهار ولا يتحقق الغروب والشروق، و سوف يكو ن هناك رأي وفتوى لهذه المسألة التي تصدت لها المجامع الفقهية وعلى رأسها المجلس الأوربي للإفتاء.<BR><BR><font color="#FF0000">الكثير من المسلمين في السويد يدفعون زكاة الفطرة إلى صناديق المسجد فكيف تصرفون هذه الزكاة والى من ترسلونها؟</font><BR>المسلمون في السويد كغيرهم يقومون بأداء زكوات أموالهم حيث يتم صرفها في وجوه الخير والبر والإحسان من خلال مؤسستين إغاثيتين هما الإغاثة الإسلامية ومؤسسة سنابل الأقصى، حيث تنتشر صناديقهم وفروعهم عبر ربوع السويد والدول الاسكندنافية، أما في ما يخص سؤالك لمن تصرف هذه الزكوات والصدقات والتبرعات فهي تصر ف للفقراء والمساكين والأيتام والبناء والإعمار وحفر الآبار والتعليم والدعوة خاصة في فلسطين والعراق والسودان والشيشان وبعض المناطق المنكوبة من عالمنا الإسلامي. <BR><BR><font color="#FF0000">هل تتلقون مضايقات بعينها من الحكومة السويدية؟</font><BR>سؤال مهم في الحقيقة نحن كأقلية مسلمة نعتز بوجودنا في السويد، ونعتقد أننا أحسن حالاً و أكثر أماناً واستقراراً وحرية وعملاً من غيرنا في أوروبا، بل الأفضل بدون منازع لكن لا يعني هذا أننا نعيش في جنة، بل هناك منغصات وعوائق ولوبيات تعمل جاهدة من أجل تهميشنا أو الحيلولة دون تحقيق طموحاتنا أو التشويش على أعمالنا ومؤسساتنا، وهذه سنة الله في التدافع لكن يبقى الأمل معقود على الأجيال القادمة وما سوف تقوم به من تمتين للبناء واستدراك لما فات ويبقى الأمر لله _سبحانه وتعالى_ يورثه من يشاء. <BR><br>