د. محمود الزهار لـ"المسلم": حماس لم تتغير ولكن المرحلة تغيرت
17 صفر 1426

<font color="#000080"> غزة - عماد مصطفى </font> </br> </br> شكل قرار حركة المقاومة الإسلامية "حماس" المشاركة في الانتخابات التشريعية الفلسطينية تغيراً واضحاً في خط سير هذه الحركة التي أصرت على تبني خيار المقاومة قبل وبعد اتفاق أوسلو، ودفعت ثمن ذلك من دماء أبنائها وكوادرها وقادتها، حيث تعرضت لجملة من الاغتيالات في صفوفها بدءاً من اغتيال يحيى عياش عام 1996م إلى اغتيال الشيخ أحمد ياسين وعبدالعزيز الرنتيسي في عام 2004م.<BR><BR>وكان د. محمود الزهار (عضو القيادة السياسية لـ"حماس") قد نجا من محاولة اغتيال قامت بها مقاتلات الـ"إف 16" استشهد خلالها نجله، وأصيب هو بجراح بالغة، أكد أن قرار المشاركة لا يشكل تغيرا بقدر ما يعكس طبيعة الظروف التي تمر بها القضية الفلسطينية، وفيما يلي نص الحوار الذي أجراه معه مراسل "المسلم" في غزة:<BR><BR><font color="#FF0000"> البعض يرى أن هناك انقلاباً في موقف حركة "حماس" من المشاركة في انتخابات المجلس التشريعي، فما أسباب هذا التغير؟ </font><BR>إن منهاج حركة "حماس" هو إجابات لقضايا السياسة والاقتصاد والاجتماع والثقافة وغيرها في هذا العصر، ولأن العالم سمع عن نشاط "حماس" في المجال العسكري وعن جهودها في بناء صروح تربوية وتعليمية وإسهاماتها في تخفيف آثار الاحتلال في دعم أسر الشهداء والمعتقلين والشرائح الاجتماعية الضعيفة وغيرها في مدة الاحتلال، ولم يسمع صوتها في المجلس التشريعي الذي هو نتاج أوسلو، وكان دوره تحقيق أهداف أوسلو، ونحن اليوم على أبواب طرد الاحتلال وبعد قناعة كل العالم بانتهاء أوسلو، صار من الحكمة أن تدخل "حماس" هذا المجال، ليس هناك أي انقلاب أو تغير ولكن طبيعة المرحلة وزوال الاحتلال وقناعة الشارع أملت على "حماس" توسيع مجالات عملها.<BR><BR><font color="#FF0000"> لماذا تأخر إعلان المشاركة في المجلس التشريعي؟ ولماذا جاء قبل حوار القاهرة وليس بعده؟ </font><BR>لم يتأخر إعلان "حماس" المشاركة في العمل السياسي، فالسياسة كانت جزءاً من عملنا المقاوم ولكن المشاركة في مؤسسات الحكم جاءت بعد نضوج الظروف الفلسطينية وأهمها انهيار أوسلو وفتح أبواب جديدة، فأوسلو انتهت من الناحية القانونية؛ لأن مدتها كانت أربع سنوات تنتهي عام 1998م كما أن أوسلو انتهت باحتلال العدو "الإسرائيلي" للضفة واجتياحات القطاع المتكررة منذ عام 2002م وانتهت على يد العدو الصهيوني؛ لأن هذه الحكومة لم تعترف به وترفضه حتى اليوم، كما أنها انتهت بمشروع جديد وإن كان لا يقل سوءا وهو خارطة الطريق وانتهت بزوال الاحتلال؛ لأن أوسلو مدة حكم ذاتي ومشروعنا كان الاستقلال، كما أن موقفنا ليس له علاقة بحوار القاهرة، فهو قرار ذاتي مرحلي وليس آلية من آليات اللقاء أو الحوار.<BR><BR><font color="#FF0000"> هل صحيح أن سبب مشاركة "حماس" في هذه الانتخابات هو فوزها في الانتخابات البلدية؟ </font><BR>ليس هذا هو السبب، ولكن كما قلت لك، إن نضوج كل العوامل الخارجية والداخلية للحركة والشعب الفلسطيني، ونحن لا يغيرنا فوز هناك أو خسارة انتخابية هنا، وموقفنا ليس مرتبطاً بحركة آخرين، بحيث إن تقدموا تخلفنا أو العكس، نحن نسير باتجاه أهدافنا النهائية سار معنا أم لم يسر أحد فنحن سائرون _بإذن الله_.<BR><BR><font color="#FF0000"> هل سترشح نفسك للانتخابات التشريعية؟ </font><BR>لقد وضعت الحركة آلية اختيار مرشحيها وعندما تنتهي منها سيتم الإعلان في الوقت المناسب عن المرشحين.<BR><BR><font color="#FF0000"> ما هي الأسس والمعايير التي تضعها حركة "حماس" لاختيار مرشحيها في البلديات والمجلس التشريعي، وهل لدى الحركة كوادر كافية لخوض هذين المجالين من الانتخابات؟ </font><BR>أبدأ بقضية الكفاءات وأقول: إن "حماس" لديها من أصحاب الخبرة الأعداد الكافية، كما أن مخطط الحركة أن تفعّل كل طاقات المجتمع بشرائحه الشريفة والمخلصة، وهذا ما نراه اليوم فالعديد من هؤلاء يتصلون بالحركة للمشاركة تحت غطائها، أما أسس اختيار مرشحي البلديات، فيعتمد على الخيرة الإدارية والتخصص المهني والحضور الجماهيري والأبعاد الاجتماعية وغيرها، أما مواصفات المرشح التشريعي، فهي تعتمد على الوعي السياسي والفهم الحركي للمرحلة والخبرة في العمل العام والعمر وبقية المواصفات اللازمة لنجاح المرشح في إقناع الجمهور. <BR><BR><font color="#FF0000"> تحدثت في خطاب جماهيري في غزة أن "حماس" إذا دخلت الحكومة ستدخلها للقضاء على الفساد، هل هذا يعني نيتكم المشاركة في حكومات فلسطينية أو تشكيل حكومة حال فوزكم بعدد من المقاعد في المجلس التشريعي يؤهلكم لذلك؟ </font><BR>دخول التشريعي يعني إما تشكيل حكومة خالصة أو المشاركة في حكومة ائتلاف أو الجلوس في مقاعد المعارضة، وهذه ليست ظواهر شاذة في تجارب البشر.<BR><BR><font color="#FF0000"> هل الدخول إلى البرلمان سيحمي خيار المقاومة ويعززه أم يضعف الأداء المقاوم لحركة "حماس"؟ </font><BR>المقاومة في مفهومنا ليست طرد الاحتلال فقط إنها مشروع تحرير كامل الأرض وعودة كل لاجئ ومقاومة الغزو الفكري والثقافي، ومقاومة أي اعتداء على الأرض والإنسان، وهي مشروع بناء وترميم وتقدم، المقاومة لها مقوماتها الثقافية والعسكرية قبل أن تكون بندقية، فالبندقية غير الراشدة بندقية حمقاء لذلك أقول: إن المرحلة المقبلة ستكون مرحلة الدولة التي تؤسس للتحرير، فالإعداد الذاتي الفلسطيني بانتظار التغيرات التاريخية من حول فلسطين والتي تقول باندحار قوى الشر الغازية ونهوض المشروع الحضاري المعتمد على أسس ثابتة وراسخة وأصيلة.<BR><BR><font color="#FF0000"> لماذا جاء الإعلان عن المشاركة في الانتخابات من مدينة نابلس؟ وهل يوجد خلاف في "حماس" حول هذا الموضوع وحول حوار القاهرة؟ </font><BR>لقد قررنا أن تكون نابلس لتجيب على كافة الافتراءات عن ضعف الضفة العربية وتبعيتها لمناطق أخرى ولتبرز قيادات أصيلة ولتستنهض كل قوى الخير في الضفة الغربية، أما عن الخلاف، فلا أعرف ما هي الأسس التي بنى عليها القائلون، فنحن في قطاع غزة والخارج أصحاب هذه الفكرة، وأما الخلاف حول لقاء القاهرة، فهذا وهم، ولكن توقعاتنا من هذا اللقاء تقول بأنه من الأفضل ألا يعقد وهذا ما أكدناه للسيد محمود عباس في آخر لقاء معه.<BR><BR><font color="#FF0000"> هل ستحافظ "حماس" على التهدئة حتى انتهاء الانتخابات التشريعية؟ </font><BR>"حماس" وافقت على التهدئة بشروط أجمعت عليها كافة الأطراف الفلسطينية، والعدو لم يلتزم بمعظمها، خاصة قضية المعتقلين، ولذلك أتوقع أن تنتهي هذه التهدئة إذا استمرت قوات الاحتلال في عدوانها على الأرض والشعب وتجاهل مطالبنا، وارتباط التهدئة بالانتخابات يستلزم أن نذكر أن موقف العدو هو محاولات لإفشال هذه الانتخابات وهذا ما يقول الإعلام من رموزهم بتخويف السلطة ورموزها من إمكان فوز "حماس" والخطر المزعوم على السلطة ومستقبلها.<BR><BR><font color="#FF0000"> ألا تخشون تكرار سيناريو الجزائر في حال فزتم في الانتخابات التشريعية؟ </font><BR>هناك العديد من الاختلافات، فخطابنا مختلف عن خطاب جبهة الإنقاذ، والتي كانت محرومة من كل قوة عسكرية تحميها، والتي استعدت قوات الجيش وشككت في نواياها تجاه العملية الانتخابية أو هكذا نجح أعداؤها بتصويرها، لا شك في أن الأعداء من حول "حماس" أقوياء وأولهم العدو الصهيوني ولكن نحن نخوض هذه التجربة محصنين من بعد الله بالتفاف الجماهير ووحدة القوى الفلسطينية ضد الاحتراب الداخلي والمشاريع المتعددة للبناء والتقدم.<BR><br>