فاروق القدومي لـ"المسلم": أبو مازن يتحرك وفق إملاءات إسرائيلية أمريكية
2 جمادى الأول 1426

<font color="#000080"> القدس - عبد الكريم أبو رية </font> </br> </br> كان فاروق القدومي "أبو اللطف" في الثامنة عشرة من عمره عندما حلت النكبة المشؤومة بالشعب الفلسطيني. شرد مع أبناء عائلته من يافا وما زال يحن إلى أريج بيارات مسقط رأسه. التحق بصفوف الثورة الفلسطينية منذ أن وصل إلى الشتات وما زال يسعى مع أبناء شعبه لتحرير فلسطين من الاحتلال، وهو يعيش منذ عام 1982م في تونس. مراسل "المسلم" في القدس، التقى القدومي عبر الهاتف. </br> وهذا نص الحوار: </br> </br><font color="#FF0000">من هو وزير خارجية فلسطين؟ </font><BR>بطبيعة الحال أنا المرجعية. تم انتخابنا أنا والأخ أبو عمار (ياسر عرفات) من قبل المؤسسات الرسمية لمناصبنا واستقلبنا السفراء واعترفت بنا 65 دولة؛ لأن أمريكا وأوروبا لا تعترفان بنا. عملنا حتى تم الاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية في الأمم المتحدة سنة 1974م، وواصلنا جهودنا حتى حولنا الاسم إلى فلسطين، وكانت هذه المرة الأولى في التاريخ التي يتم فيها الاعتراف بمنظمة كدولة، وقبل سنتين ونيف أصبحنا نتكلم في الجمعية العمومية كوزراء خارجية. <BR><BR>وبالمناسبة، منذ أن وجدت الدائرة السياسية في المنظمة في عام 1973م وأنا أترأسها وجاء نبيل شعث فأبلغناه بأنه ينوب عن السلطة الفلسطينية غير المعترف بها، فأنتم سلطة من أجل الأمور المحلية فقط حسب نصوص أوسلو، واخترنا أبا مازن؛ لأنه عضو لجنة تنفيذية، وبالتالي إذا قام غيره بالتوقيع على اتفاق فإنه لاغ، ولا تعترف به إسرائيل، وإسرائيل تضمر لنا الغش، وبعد أن اخترعنا منصب رئيس الوزراء قام أبو مازن بتوجيه رسالة إلى الأمين العام للجامعة العربية يبلغه فيها بأن شعث هو ممثل فلسطين، فأبلغ الرئيس أبو عمار المسؤولين في الجامعة بأنه لا يعترف برسالة أبي مازن، غير المعترف أصلاً بمنصبه، واتخذت إجراءات تأديبية ضده، والآن توجه إلى أبي مازن ودعاني للدخول إلى رام الله والإقامة فيها، فقلت له بالحرف الواحد: أنتم دخلتم بناء على أوسلو وأنا ضد أوسلو، وأنا على علم بأنه في حالة عودتي ستزج بي السلطات الإسرائيلية في السجن. <BR><BR>وعندما جاء أبو مازن حذرته من خلط الأوراق والتكرار، وسمينا الخارجية بوزارة التعاون الإقليمي لمنع الالتباس، وعندما ترشح للرئاسة دعمته وقلت له إنه في حالة مواصلة البرغوثي ترشيح نفسه فسندعمك يا أبا مازن كمرشح مستقل، ودعمناه، وإذا به يحضر ناصر القدوة ممثلاً لوزارة الخارجية فأبلغته بأن لا علاقة له بالخارجية، وأوضحت له أن الأمريكيين يعدوننا منظمة إرهابية منذ عام 1987م.<BR><BR><font color="#FF0000">أي أن أبا مازن عرض تعيين القدوة للخارجية دون استشارتك؟ </font><BR>نعم، حتى أنه لم يكلف نفسه عناء إبلاغي بذلك.<BR><BR><font color="#FF0000">هل هناك قطيعة بينك وبين أبي مازن؟ </font><BR>طلبنا من أبي مازن أكثر من عشرين مرة عقد جلسة للجنة المركزية ولكنه تملص بأعذار مختلفة. أبلغناه أنه لن نسمح له باتخاذ قرارات فردية وشددنا على أننا نريد مساعدته، واستمر في غيه وقام بدعوة السفراء إلى الاجتماع في رام الله مؤخراً وأيضاً لم يبلغنا بذلك.<BR><BR><font color="#FF0000">هل تعتقد أن تصرفات أبي مازن نابعة من الرهان على الأمريكيين وأنت غير مرغوب لدى واشنطن لرفضك اتفاق أوسلو. هل هناك محاولة من القيادة الفلسطينية لإبعادك عن منصبك؟ </font><BR>أبو مازن يقول: نحن نختلف في السياسة، ولا شك أنه يوجد خلاف في السياسة، أنا لست مع أوسلو، والآن جاءت خارطة الطريق، أنا وافقت عليها في البحرين؛ لأنها مدعومة من اللجنة الرباعية وبالتالي لم يبق لنا من نتكل عليه في المجتمع الدولي، وعليه أنا ملزم بالموافقة عليها!، ولكن لا بد لإسرائيل أن تنفذه، وعندما قال أبو مازن خلاف سياسي أجبته عن أي خلاف تتحدث، فأنا موافق على خارطة الطريق، أما أن تشكل لجنة لكي يسلم المقاومون في غزة أسلحتهم فأنا أعارض ذلك. بمعنى آخر هناك تكتيك من أبي مازن أراه يخالف المصلحة العامة.<BR><BR><font color="#FF0000">هل تتوقع قيام الأجهزة الأمنية الفلسطينية بجمع أسلحة المقاومة بالقوة الأمر الذي قد يؤدي إلى حرب أهلية؟ </font><BR>في الواقع أنا متخوف جداً من أن يحصل ذلك.<BR><BR><font color="#FF0000">على ماذا تبني هذا التخوف؟ </font><BR>بناء على تجارب سابقة، فالمقاوم يعد السلاح شرفاً له فكيف سيسلمه.<BR><BR><font color="#FF0000">ما هو الحل لوقف التسيب الأمني في المناطق الخاضعة "شكلياً" لسيطرة السلطة الفلسطينية؟ </font><BR>أولاً نحن بلد محتل، والمبادرة يجب أن تأتى من العدو، هذا سلاح للدفاع عن النفس. حسب خارطة الطريق على الاحتلال أن ينسحب إلى خطوط ما قبل 28 سبتمبر 2000م، الإخوة في السلطة يناقشون دائماً القضايا الأمنية، ويضعون الكرة في ملعب العدو، ولا يناقشون القضايا السياسية. وأريد أن أوضح أن (وزير الداخلية في السلطة) نصر يوسف هو إنسان متوهم؛ لأن لا تجربة له في السياسة الخارجية ولا في المفاوضات.<BR><BR><font color="#FF0000">ما رأيك بالدعوة التي وجهها أبو مازن في الأيام الأخيرة للقاء شارون؟ </font><BR>من المتوقع أن يجتمع به، ولكن السؤال هل سيعطيه شارون ما يريد؟ شارون يعرف أن الفلسطيني ضعيف جداً، وهو مدعوم من أمريكا والموقف الأوروبي بما في ذلك روسيا هو موقف منافق، والدول العربية الأعضاء في الجامعة العربية تحت مستوى المقبول.<BR><BR><font color="#FF0000">هناك أمر غريب.. في الوقت الذي يتعرض فيه الشعب الفلسطيني لاعتداءات متكررة من قبل إسرائيل، تقوم الدول العربية بالتطبيع معها، كيف تفسر ذلك؟ </font><BR>السبب هو الضعف في الموقف العربي، وبشكل خاص لو كان الموقف المصري يختلف لكان هناك إنعاش في الموقف العربي ولما احتل العراق.<BR><BR><font color="#FF0000">بمعنى آخر أنت تعول على الموقف المصري؟ </font><BR>نعم، لو كان الموقف المصري حازماً وصارماً لما وصلنا إلى ما نحن عليه الآن.<BR><BR><font color="#FF0000">أنت مع أو ضد تأجيل الانتخابات للمجلس التشريعي الفلسطيني؟ </font><BR>أنا لا أؤمن بهذه الانتخابات؛ لأن الانتخابات في ظل الاحتلال هي خطأ جسيم. المجلس التشريعي حسب قرار المجلس المركزي مرجعيته المركزية هي منظمة التحرير الفلسطينية.<BR><BR><font color="#FF0000">ألا توجد هناك مبادرات لعقد اجتماع بينك وبين محمود عباس؟ </font><BR>هناك محاولات عديدة لتنسيق لقاء ثنائي يجمعني بالأخ أبي مازن، وهناك العديد من الأطراف العربية التي تعمل بوتيرة عالية لعقد هذا اللقاء بهدف حل المشاكل العالقة بيننا، وفي هذا السياق أريد أن أؤكد أن الخلاف بيننا هو حول النهج السياسي، وليس شخصياً. على الأخ أبو مازن أن يحترم النظام. اختلفنا مع أبي عمار ولكن الخلاف لم يمس مسؤولياتنا، هذا الأخ تسلم زمام الأمور ويحمل وجهة نظر لا يمكن أن تقبل بأي حال.<BR><BR><font color="#FF0000">ما الذي يثيرك ويغيظك في تصرفات أبي مازن؟ </font><BR>الانفرادية، بمعنى أنه يريد الاستفراد بالقرار الفلسطيني؛ لأنه يريد أن يكون رئيس دولة، وهذا ليس شرعياً. بالنسبة لي فإن محمود عباس هو رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، ولا يحمل بالنسبة لي أي لقب آخر.<BR><BR><font color="#FF0000">كيف تقيم أداء أبو مازن بعد مرور مئة يوم على انتخابه رئيساً للسلطة الفلسطينية؟ </font><BR>حتى هذا اليوم لم يستطع أن ينجز أشياء إلا إذا كانت هذه الأشياء بناء على إملاءات إسرائيلية أمريكية، وهنا تكمن الخطورة في نهجه السياسي، والطامة الكبرى أنني أخشى أن يواصل في انتهاج هذه السياسة.<BR><br>