الشيخ الفيضي : شيعة العراق وضعوا أنفسهم في خدمة المحتل..والسنة بين التهميش والتهشيم
15 ربيع الأول 1427

الشيخ محمد بشار الفيضي (المتحدث الرسمي باسم هيئة علماء المسلمين في العراق):<BR>65% من أعضاء حزب البعث المنحل كانوا من الشيعة.<BR>شيعة العراق وضعوا أنفسهم في خدمة المحتل، ووجدوا فيه فرصتهم التاريخية التي لن تتكرر..<BR>مخطط أمريكي مروع لإفقار مناطق أهل السنة.<BR>حوارنا مع الحزب الإسلامي لم ينقطع، والتنسيق قائم مع القوى السنية.<BR>علماء السنة مستهدفون، فقد تم قتل 80 داعية واعتقال 120 ويطاردون 500 آخرين<BR><BR>حوار أجراه في المنامة: لطفي عبد اللطيف<BR><BR>يوم التقيته بعد أداء فريضة الحج في المملكة العربية السعودية كان مهموماً مما يحدث في العراق، من عمليات قتل وإبادة جماعية وتنقية عرقية لأهل السنة في الجنوب العراقي، وما تقوم به الميليشيات الطائفية المذهبية الشيعية من عمليات خطف وتعذيب للعلماء والدعاة من أهل السنة، وناشد العالم الإسلامي بأن ينظر ولو قليلاً لما يحدث في الشأن العراقي، فتدخل إيران صار سافراً ولا يمكن السكوت عليه، وبعد أقل من ثلاثة أشهر التقيته ثانية في العاصمة البحرينية المنامة، فقد جاء لحضور المؤتمر العالمي لنصرة النبي _صلى الله عليه وسلم_، ودار حوار طويل بيننا عن الهم العراقي وما يحدث لأهل السنة في العراق، وكرر نفس تحذيراته من خطورة ما يجري على الأرض لأهل السنة، وقال: الأمر بات واضحاً ومكشوفاً، والتدخل الإيراني لم يعد خافياً على أحد، ولعل بعض وزراء خارجية الدول الإسلامية أعلنوا ذلك صراحة، وأضاف: إن مساجدنا تدمر وتنتهك والمصاحف تمزق، ولا حرمة لبيوت الله ولا لكتاب الله، وطالب بمؤتمر عالمي لنصرة المساجد التي تنتهك، والمصاحف التي تمزق وتداس تحت أقدام الميليشيات الشيعية، والأمر غاية في الخطورة..<BR>الكلام الذي قاله ويقوله فضيلة الشيخ محمد بشار الفيضي (المتحدث باسم هيئة علماء المسلمين السنة في العراق)، لا يمكن السكوت عليه، وأعتقد أن الرجل لديه الكثير والكثير، عما يحاك بعلماء ودعاة وخطباء أهل السنة في العراق، وما يحدث في الجنوب العراقي، وكم عدد العلماء الذين تم قتلهم، والذين تم القبض عليهم ووضعوا في السجون والمعتقلات سواء الأمريكية أو التابعة لوزارة الداخلية العراقية، أو الذين خطفتهم الميليشيات أثناء ذهابهم لأداء صلاة الفجر، أو من منازلهم أو في وضح النهار، ولا أحد يعلم عنهم شيئاً، وأرقام وإحصاءات بالمساجد التي دمرت والجوامع التي دنست، والأمر أخطر مما نتصور جميعاً، والسكوت عنه بات جريمة كبرى.<BR>والدكتور محمد بشار الفيضي من مواليد الموصل، حيث ولد في عام 1964م، وحصل على شهادة الدكتوراة من كلية العلوم الإسلامية، جامعة بغداد عام 1996م، بتقدير ممتاز، وشغل منصب رئيس قسم الحديث وعلومه في الجامعة الإسلامية، ومعاون لعميد كلية الفكر الإسلامي والعقيدة والدعوة الإسلامية، وله أكثر من اثني عشر بحثاً علمياً شرعياً في مجال تخصصه، والعديد من الدراسات.<BR><BR><font color="#0000FF"> لا جدوى من السياسة</font><BR><font color="#ff0000"> قلت للشيخ الفيضي: ترفضون العملية السياسية في العراق، وترفضون المشاركة فيها، في الوقت الذي يملأ هذا الفراغ غيركم مما يجعل السيطرة لهم، فلماذا هذا الإعراض؟!</font><BR>نحن في العراق نعيش في ظل احتلال، ولذلك نرى أن الانخراط في العملية السياسية في ظل المحتل لا جدوى لها، ولا فائدة منها، لأن المحتل هو الذي يفعل ما يريد، ويحرك من يقبلون التعامل السياسي والتسليم بوجوده، فللاحتلال أجندته ولسنا نحن كعلماء ودعاة وأئمة جزء في هذه الأجندة ولا نقبل ذلك شرعاً، فالاحتلال احتلال ولن نسميه بغير اسمه، وغزو العراق من قبل قوات أجنبية أمريكية وبريطانية ومن قبلوا أن يكونوا في ذيلهما لن نطلق عليه سوى أنه غزو أجنبي لبلد عربي مسلم.<BR><BR><font color="#0000FF"> العراق الضعيف</font><BR><font color="#ff0000"> ولكن القضية الآن أن أهل السنة تم تهميشهم من المسرح السياسي؟</font><BR>دعني أقول لك - وبصراحة – إن ما يجري لأهل السنة في العراق الآن، إما التهشيم أو التهميش، فمن لم يهمش من العملية السياسية يتم تهشيمه أو التنكيل به، إنها معادلة في غاية الخطورة، وللأسف هناك من لم يقرأ الواقع صحيحاً ويحسن التعامل معه، والمؤامرة الآن أكبر من أهل سنة العراق، بل وأكبر من العراق، ومن الدول العربية بأسرها، وعلى الجميع يدركون ذلك.<BR><BR><font color="#0000FF"> موقف موحد</font><BR><font color="#ff0000"> ولماذا لا يجمع أهل السنة موقفاً موحداً كما حدث مع الائتلاف الشيعي؟!</font><BR>نحن نتحاور ونتناقش، وأقول نحن لدينا حوار مع الحزب الإسلامي وجميع القوى والتجمعات السنية، من بداية الاحتلال وحتى الآن، ولكن للأسف من الصعوبة الاتفاق على رأي محدد، فقد دخل الحزب الإسلامي مجلس الحكم الانتقالي ورفضت القوى السنية ذلك، وقبل المشاركة في الاستفتاء على الدستور بالإيجاد رغم الاتفاق على عدم المشاركة، ففي الحزب الإسلامي هناك رأي بأن المشاركة في العملية السياسية هي الحل، وقلنا لهم: إن هذا ليس حلاً بل مشكلة في حد ذاته، وتثبت الأيام أن رأينا كان الأقرب إلى الصواب وأننا كنا محقين، فكل مشاركة في العملية السياسية في ظل الاحتلال تكرس مشكلة المحتل وسوف يستمر ذلك.<BR><font color="#0000FF"> المقاومة... لا الإرهاب! </font><BR><font color="#ff0000"> هناك التباس حول موقف هيئة علماء المسلمين من المقاومة العراقية لماذا؟</font><BR>موقفنا واضح أن المقاومة العراقية أمر مشروع بل وفرض واجب على كل عراقي، وهذا رأي شرعي واضح ولا خلاف عليه، فأرضنا محتلة، وبلدنا ترزح تحت الاحتلال، ولكن علينا أن نفرق بين المقاومة المشروعة لكل العراقيين ضد المحتل، والموقف من الإرهاب، فنحن ضد الإرهاب من أي شخص ومن أي هيئة، الإرهاب الذي يستهدف المدنيين العراقيين الأبرياء أو المدنيين الأبرياء غير العراقيين.<BR><font color="#0000FF"> لم نقطع الحوار</font><BR><font color="#ff0000"> بعد قبول الحزب الإسلامي المشاركة في الاستفتاء والانتخابات هناك فتور في علاقة هيئة علماء المسلمين مع الحزب لماذا؟</font><BR>لا نستطيع أن نقول: إن العلاقة انقطعت مع الحزب الإسلامي، بل علاقتنا مستمرة وتقوم بزيارتهم وهم يقومون بزيارتنا، ولكن بعض المواقف قد ينتج عنها فتور.<BR><font color="#0000FF"> استهداف العلماء</font><BR><font color="#ff0000"> بماذا تفسرون استهداف العلماء والمفكرين والنخبة العراقية بالقتل أو الخطف؟!</font><BR>هذا هو المشروع الأمريكي، إنهم يستهدفون عقل العراق، فهم يريدون إفراغ العراق من النخبة العلمية والثقافية والفكرية بالإرهاب والقتل والخطف والتهديد، لإجبار البعض على ترك العراق والهجرة، فكما يستنزفون ثرواته المادية يستنزفون ثروته البشرية. </font><BR><BR><font color="#0000FF"> إيران متورطة.. </font><BR><font color="#ff0000"> الحديث عن التدخل الإيراني في الشأن العراقي لم ينكره حتى زعماء الشيعة أنفسهم، وأن الأمر يتعدى الدعم الغير مباشر للشيعة العراقيين إلى التدخل السافر خاصة في الجنوب.. بماذا تفسرون ذلك؟!</font><BR>إيران تتدخل بشكل سافر في الشأن العراقي، بل وتضع أنفها في كل شيء تحت سمع وبصر المحتل، الذي كان يعد إيران الشيطان الأكبر قبل ذلك، والتساؤلات كثيرة حول هذا الأمر.<BR>والإيرانيون يريدون تأمين مصالحهم وتحقيق ما يريدون بالهيمنة على المنطقة بأسرها وأؤكد أن الأمر لن يتوقف عند العراق وعلى الجميع أن يدركوا ذلك.<BR><font color="#0000FF"> بوش مستمر</font><BR><font color="#ff0000"> أعلن بوش أن الانسحاب من العراق سيدرسه الرؤساء الذين يأتون من بعده بمعنى أن الانسحاب الأمريكي غير وارد بماذا تفسر ذلك؟!</font><BR>بوش لم يقل إنه سينسحب من العراق يوماً، كل كلامه أن القوات المحتلة باقية، وهو مصمم على المضي قُدُماً في تنفيذ المشروع والمخطط الأمريكي في الهيمنة، وغير وارد أنهم سيخرجون من العراق.<BR><font color="#0000FF"> روسيا.. والدور! </font><BR><font color="#ff0000"> وبماذا تفسر الزيارة التي قام بها الشيخ حارث الضاري (رئيس هيئة علماء المسلمين) للعاصمة الروسية؟!</font><BR>الشيخ حارث وجهت له دعوة بزيارة موسكو، وقد تمت الزيارة، ونحن يهمنا أن نوضح موقفنا لجميع القوى العالمية الرافضة للاحتلال، وأعتقد أن روسيا تريد أن تستعيد شيئاً من نفوذها في المنقطة، ومحاولة امتلاك بعض الأوراق في عملية المواجهة مع المعسكر الغربي، فجاءت زيارة الشيخ حارث الضاري، بعد زيارة وفد حركة حماس.<BR><font color="#ff0000"> ولكن معروف موقف روسيا المصلحي؟!</font><BR>هذا أمر يخص الروس أنفسهم، أما ما يخصنا أننا نريد من يدعم قضيتنا، ونرحب بأي صوت يدعمنا ضد المحتل<BR><font color="#0000FF"> العراقيون... فقط؟!</font><BR><font color="#ff0000"> إذا قلنا إن الشيعة يجدون في الظهر الإيراني الدعم والسند مادياً ومعنوياً فمن يحمي ظهر أهل السنة؟!</font><BR>المولى _عز وجل_ ثم العراقيين أنفسهم، وهذا يكفينا أننا نقف بمفردنا في معركة شرسة، والغريب في هذا الموقف أن العراق لا يدافع عن نفسه فقط بل أعتقد أنه يدافع عن الأمة الإسلامية، والمشروع الأمريكي إذا نجح في العراق سوف يطبق على الآخرين، ويطول الأمة بأسرها، وأقول: ليس في الأمر وقوف على الحياد أو تجاهل ما يحدث على أرض العراق من قبل الدول الإسلامية التي قبلت الصمت فالوضع خطير.<BR><font color="#0000FF"> الإغاثة والسياسة! </font><BR><font color="#ff0000"> حتى في الإغاثة لم تجدوا الدعم؟!</font><BR>في الإغاثة والسياسة معاً، وكأن أمر العراقيين لا يعني العرب والمسلمين..!!<BR><font color="#ff0000"> بماذا تفسر الموقف العربي مع النظام السابق في حربه ضد إيران وسكوته الآن على المحتل الأمريكي والتدخل الإيراني في العراق؟!</font><BR>لقد وقفوا مع صدام ودعموه حتى قوي شوكته عليهم، رغم كل ما لديه من سلبيات وظلم وقهر، ولكن وجدنا اليوم صمتاً تاماً تجاه ما يجري، رغم أن المعركة الآن أشد وأخطر وأقدس من قبل، والشعب العراقي في حاجة إلى دعم عربي وإسلامي ليستمر في المواجهة.<BR><font color="#0000FF"> القمة العربية.. ومبادرة لم تفعل! </font><BR><font color="#ff0000"> وكيف ترون دور الجامعة العربية خاصة بعد المؤتمر الذي دعت إليه الأطياف العراقية في القاهرة؟!</font><BR>مؤتمر الجامعة العربية كان فكرة طيبة، وبادرة وإن جاءت متأخرة ولكن كانت خطوة، وللأسف لم تفعّل، فالبيان الذي تم الاتفاق عليه كان يمثل الحد الأدنى الذي اجتمعت عليه القوى السياسية على اختلاف مشاربها، ولكن بعد أن خرجنا من مؤتمر القاهرة تنصل الكثيرون منه، وخالفه البعض وتنكروا له واعتبروه يحد من طموحاتهم، وكان من المفترض على الدول التي شهدت على توقيع الاتفاق أن تشتد على من وقعوا عليه ثم تنكروا له وهذا أمر مؤسف.<BR><font color="#0000FF"> 80 عالماً.. قتلوا</font><BR><font color="#ff0000"> تصدر بيانات مختلفة عن أعداد العلماء والدعاة الذين تم استهدافهم بالقتل أو الخطف فهل لديكم إحصائية دقيقة؟!</font><BR>الذين تم قتلهم من علماء أهل السنة تجاوز عددهم الثمانين عالماً وداعية في عموم العراق، والمعتقلون في السجون الأمريكية 120 عالماً وداعية، والذين تركوا مواقعهم الدعوية ومساجدهم بسبب الملاحقة والمطاردة والتهديد أكثر من خمسمائة داعية فمنهم من اختفى عن الأنظار، ومنهم هرب وهاجر خارج العراق.<BR>والأمريكيون لا يستهدفون فقط العلماء والدعاة بل يستهدفون المناطق التي يعيش فيها أهل السنة، ففي الوقت الذي تجد الإعمار والبناء يتم في الشمال العراقي على قدم وساق، وتجد المكاسب تجير للشيعة والمناطق التي يسكنون فيها، نجد مخططاً مرعباً لإفقار أهل السنة في العراق ومناطقهم.<BR><font color="#0000FF"> مشكلة الشيعة نفسية! </font><BR><font color="#ff0000"> الشيعة يحاولون الاستفادة بكل الطرق، ويرون أن مشكلتهم مع أهل السنة انتهت بانتهاء صدام والوقت حان ليسيطروا.. فكيف تواجهون ذلك؟!</font><BR>الشيعة لديهم مشكلة نفسية قديمة، وهي الشعور بالاضطهاد، وأنهم مهمشون، وهذا ما نلاحظه في القضية العراقية، لقد عاشوا في زمن صدام يتمتعون بكافة حقوقهم وحصلوا على امتيازات تفوق ما تمتع به أهل السنة، وتغلغلوا في جميع مؤسسات الدولة خاصة الوزارات والمواقع المهمة بسبب سياسة التقية التي يتبعونها، وتقربوا إلى صدام وحاشيته، وكان من أبرز مساندي النظام، فكان 65% من أعضاء حزب البعث شيعة، و65% من الجيش العراقي شيعة، ونفس النسبة أو يزيد في مؤسسات الدولة، ومع ذلك يدعون الظلم، وهم يريدون الآن إقصاء الآخرين والاستيلاء على كل شيء.<BR><font color="#0000FF"> التحالف مع المحتل.. </font><BR><font color="#ff0000"> وبماذا تفسر تحالفهم مع الاحتلال الأمريكي؟!</font><BR>لأنهم وجدوا في الاحتلال الأمريكي للعراق الفرصة الذهبية لهم، والتي قد لا تتكرر في التاريخ إلا نادراً، لذلك وضعوا أنفسهم في خدمة المحتل الأمريكي، وقدموا له خدمات جليلة سواء في الدخول للعراق، أو مطاردة المقاومة، أو تعقب أهل السنة، وتهيئة الأوضاع للقوات المحتلة لتستقر، واستهداف أي معارض له، وساهمت في ذلك حتى مرجعيات الشيعة التي تحظى بالثناء المتكرر من بوش، والأمريكيون يجدون فيمن يحقق لهم مصالحهم الدعم، في الوقت الذي وجدوا من السنة المعارضة الشديدة لهم، وعموماً كان موقفنا واضحاً من المحتل الغاصب ولن نهادنه، وسوف يدفع من يقدمون الخدمات الجليلة له الثمن غالياً. </font><BR><br>