الخالصي: نؤيد المقاومة..الحكيم والجعفري أعوان للاحتلال..نسعى للحوار مع الوطنيين
29 ربيع الثاني 1427

المقاومة شرف عظيم وهي حالة وطنية وقتلى الأمريكان في تصاعد مستمر<BR>يجب أن يكون المسلم سنيا وشيعيا في نفس الوقت<BR>السعودية غابة من أشجار متنوعة<BR>الصحابة لهم الاحترام وأمهات المؤمنين لا يخدش مقامهم.. والسنة يقدرون آل البيت وعلي<BR>علاقة التيار الخالصي المميزة بالسنة تجلب له هجوما من تيارات شيعية<BR>أقول للشيعة أنتم اسمكم رافضة ما الذي جعلكم مستسلمين الآن<BR>هناك مخطط لإقصاء علماء الشيعة العروبيين والرافضين للاحتلال<BR>الذين وافقوا على المخطط البريطاني صاروا مراجع تقليد أما الذين رفضوه فصاروا مراجع تبعيد<BR>المخطط الأمريكي الصهيوني البريطاني ما يهتم بحوزة النجف<BR>إيران أعظم ثورة في التاريخ<BR>شاب الثورة تعصب طائفي, وفيها من لهم مطامع<BR>إيران المرشح الأكبر للتقسيم بعد العراق<BR>كلام أبطحي سافل<BR>الحكيم والجعفري ضمن مشروع الاحتلال<BR>في مكتب السيستاني مشبوهون مرتبطون بالاحتلال, واستطاعوا الإحاطة به<BR>ما الذي تغير من فتوى المراجع قبل الغزو بوجوب جهاد الاحتلال؟!<BR>لا تقية في الدماء<BR>قوانين بريمر أسوأ من قوانين صدام<BR>تنظيم الحج بحاجة إلى دراسة سأشرع بها<BR>مجاميع تنتمي لبدر تقوم باغتيالات لكن بدر إجمالا بريئة<BR>بدر نشأت في ظل ظروف جهادية وقاعدة الدعوة والحزب الإسلامي خلاف سياسيهما<BR>التيار الصدري مقاوم لكنه فيه رعب شديد ومتابع<BR>لن أناقش هل الزرقاوي موجود أم لا؟<BR>بعض عمليات القتل والإرهاب مدسوس وأشكك به<BR>هم يقولون لا نسأل عن هوية رجال الإطفاء, قلت لهم لا, تأكدوا فقط أن هؤلاء رجال إطفاء<BR>أجرى الحوار/ معمر الخليل:<BR>التقيناه راغبين في الإطلاع على وجه نظر أخرى داخل الصف الشيعي العراقي, زعيم التيار الخالصي ومدرسته الشيخ محمد جواد الخالصي, وجدنا في خطابه اختلافاً واستقلالاً عن الخط المعلن الظاهر للتيارات الشيعية العراقية التي لا تجد بأساً في وجود الاحتلال العراقي.. فالرجل يقود تياراً يحيي جهود المقاومة العراقية للاحتلال, ويفتخر بمقاطعته انتخابات أيدها بوش والاحتلال, ويُقرأ من خطابه المعلن أنه يسعى لقدر من البحث عن القواسم المشتركة مع العلماء السنة والقوى الوطنية الأخرى.. من خلال حوار "المسلم" معه, أبدى رغبته في قدوم قوات إسلامية للعراق من دون أن يشترط وجود الإيرانيين فيها, وأسفه لأن الاحتلال تجاوز مسألة إسقاط النظام السابق إلى الذهاب بالدولة العراقية ذاتها, وحاول أن يقلل من الخلاف الأصيل بين السنة والشيعة حول عدد من القضايا الرئيسية برغم اتساع الهوة بين الطرفين, ربما رغبة في إبداء وجه آخر للشيعة أمام جمهور سني, غير الذي عرفوه من أدبيات علماء الشيعة, وحاول تبرير الممارسات الإيرانية والشيعية العراقية, معتبراً أن خط الثورة الإيرانية الأصيل لم يكن على هذا النحو البراجماتي البادي الآن برغم أنه رأي أن في مستهل الثورة الإيرانية " كانت هناك عنصرية قمعت التحركات المستعجلة التي جرت في المنطقة", واجتهد في أن يسحب قوله باحترام مقام الصحابة وأمهات المؤمنين على كثير من علماء الشيعة ـ رغم إظهارهم خلاف ذلك في كثير من الأحيان ـ معتذراً عنهم بأنهم لا يجهرون بذلك "بسبب سطوة العوام وشدة التحريضات" على حد قوله, وحيث رنا الشيخ الخالصي إلى إظهار خطاب متزن للتيار الخالصي, أثار التساؤلات من جديد عندما قال: "علاقتنا مع حزب الدعوة مثالية", ودافع عن جيش المهدي بقوة معتبره قوة ضد الاحتلال, وشدد على أن فيلق بدر نشأ في "ظل ظروف جهادية", واعتبر أن "إيران قامت فيها ثورة هي من أعظم الثورات في التاريخ".. ويبدو أن الشيخ الخالصي له وجهة نظر تفرق بين قواعد هذه القوى الشيعية الرئيسة في العراق وقياداتها وقادة طهران, فهو من جانب يدين الحكيم (المجلس الأعلى للثورة) والجعفري (زعيم حزب الدعوة)؛ لأنهم "تعاملوا مع الاحتلال بشكل علني ودخلوا في مشروعه وهم شجعوا الأمريكان على المجيء ونقلوا المطالب الإسرائيلية عن وجود أسلحة دمار شامل أكاذيب إسرائيلية نقلوها للأمريكان حتى يأتي الأمريكان فهؤلاء هم جزء من مشروع الاحتلال", ولا يبرئ ساحة السيستاني حين يقول:" يوجد عدد كبير من العناصر المشبوهة المؤثرة في مكتب السيد السيستاني مما يحيطه", ويقول عن حديث أبطحي عن معاونة إيران لأمريكا في احتلال العراق وأفغانستان أنه "كلام أبطحي كلام سافل", ويتحدث عن أغلبية في القاعدة الشيعية هي ضد القتل العشوائي ومع الخيار الوطني, لكنه من جانب آخر ـ كما تقدم ـ يجعل "سطوة العوام" مؤثرة في عدم تبني علماء الشيعة وزعمائها خطاباً واضحاً في ما يخص الجوانب العقدية, وإذ تحدث عن ألا "تقية في الدماء", لم يبن موقفه من التقية كلية.. وهو أدان استهداف المقاومة للقوى الأمنية لاعتبار العسكري والشرطي يدافع عن أمن العراق, ومن ناحية أخرى أجاز قتل هؤلاء حين يصيرون "عيناً للاحتلال", من دون أن يوضح كيف تفهم فتواه من الناحية العملية, وحيث أشاد بعلماء السعودية, لم ينس أن يتحدث عن أفكار له بشأن الحج, وفقهه, ورؤيته لمعالجة زحام المشاعر..<BR>بيد أن الحوار بوجه عام امتاز بقدر من الجرأة في طرح الأفكار, ودبلوماسية بارعة في الإجابة على الأسئلة التي نعرضها مع إجاباتها فيما يلي: <BR><font color="#0000ff"> بداية، نعرّف بضيفنا الجديد، الذي آثر تقديم نفسه فقال:<BR></font><BR>أبدأ بنفسي، رغم صعوبة أن يعرّف الإنسان بنفسه، أنا محمد جواد الخالصي واختصاراً اعرف باسم جواد الخالصي. والدي هو الشيخ محمد الخالصي، الشخصية العلمية والمرجعية الدينية الشيعية المعروفة بمواقفها من قضية الوحدة الإسلامية وقضية مقاومة الاحتلال في العراق، وجدي (والد والدي) هو المرجع الأعلى في الجهاد وثورة العشرين الإمام الشيخ محمد مهدي الخالصي، أيضاً اسم مركب، وللتخفيف يعرف باسم الشيخ مهدي الخالصي.<BR><font color="#0000ff"> كي نفهم سياستكم، نود تبيان ما هي مواقفكم السابقة واللاحقة من القضايا السياسية التي مرّت بها الدولة العراقية؟ </font><BR>نحن عاصرنا عبر ثلاثة أجيال أو أربعة، ولادة الدولة العراقية الحديثة، بعد نهاية الدولة العثمانية، وكان لنا موقف واضح في أن أخطاء الحكام وممارساتهم سواء أكانت في الدولة العثمانية أو في غيرها، لا يجوز العمل لتصحيحها من خلال الارتباط بقوى خارجية، كما حصل لبعض الذين ارتبطوا بالبريطانيين حسب ادعائهم لتصحيح الوضع الداخلي في الدولة العثمانية.<BR>واستناداً إلى ذلك فنحن مع معارضتنا للنظام السابق والمستندات أو الأفكار والممارسات التي فرضها على العراقيين، إلا أننا رفضنا بشكل قاطع أن تأتي قوات أجنبية لتتدخل في الشأن العراقي، وقلنا النظام هو أسوأ الأنظمة، ولكن ما هو أسوأ منه أن تأتي قوى أجنبية. وهذا الذي نرى مآسيه في عراقنا.<BR>ونحن نقصد بالقوى الأجنبية القوى التي لا تنتمي إلى الأمة الإسلامية، إما إذا كانت القوى إسلامية أو عربية وتأتي برضا الشعب العراقي ولإنقاذه فهذا أمر مطلوب، كما نحن دعونا في قضية أزمة الكويت إلى ضرورة عدم وجود القوات الأجنبية، مع إدانتنا للاحتلال الذي قام به نظام صدام، أو الهجوم على الكويت، وقلنا إنه الأفضل أن تأتي قوة عربية وإسلامية لكي تقوم هي بمواجهة الجيش العراقي، أو بمواجهة القوات الحكومية العراقية التي دخلت الكويت، وبذلك سنعطي الفرصة للأغلبية من هذا الجيش أن تلتحم مع القوات العربية والإسلامية، لأنها هي أيضاً كانت مكرهة على هذه الحروب العدوانية.<BR><font color="#0000ff">هل تقصد بهذه القوى الإسلامية، إيران مثلاً !؟ </font><BR>لا.. لا أقصد إيران تحديداً، بل جيش (يتسع) لأي دولة عربية وإسلامية، بما فيها إيران وغيرها، المهم أن لا تكون قوى خارجية من خارج النطاق الإسلامي أو العربي.<BR>القوات التي رفضنا مجيئها هي القوات الأمريكية ومن معها، ورأينا نتائج العملية التي يعيشها العراق اليوم، هم لم يسقطوا النظام وإنما أسقطوا الدولة العراقية، ونحن في مواجهة مخطط الاحتلال الذي يستند إلى التقسيم والتفتيت بالمعادلة المعروفة والمشهورة شيعة – سنة – أكراد، لا يوجد اسم عرب، والأكراد كأنهم ليسوا مسلمين لا سنة ولا شيعة، من هذه المعادلة التقسيمية الجامعة بين التفتيت العنصري والطائفي أرادوا أن يقسموا العراق ويجزئوه ويعبثوا به كما يشاؤون بل ويمهدوا بذلك لحرب أهلية إن لم يتمكنوا من السيطرة على العراق، نحن في المقابل قمنا بعمل هو جمع شتات الشعب العراقي الرافض للاحتلال وهم الأغلبية، وأسسنا ما يعتبر الغطاء الجامع الآن والرافض للاحتلال، واسمه (المؤتمر التأسيسي العراقي الوطني).<BR>في مقابل مسايرة هذا كان هنالك حاجة لجماعة علماء تشمل الجميع هيئة علماء المسلمين ومرجعيتنا في الأعظمية (المعروفة باسم المدرسة الخالصية)، نبذل محاولات مستمرة لإنشاء جماعة علماء العراق الموحد، وخطونا والحمد لله حسب ما أعتقد خطوات لا بأس بها، وهنالك تباشير بالأمل ونحن نعتبر هذا واجباً وسنستمر عليه إلى النهاية إن شاء الله.<BR><font color="#0000ff"> ما هي أطياف ومكونات المؤتمر الذي أسستموه، وهل يتمتع بأغلبية وشعبية بين العراقيين؟</font><BR>المؤتمر التأسيسي يضم المسلمين شيعة وسنة، حركات سياسية وعلماء دين، يضم مسلمين ويضم مسيحيين فالمسيحيين معنا من أهل العراق، يضم من القوميات العرب طبعاً والأتراك والتركمان ويضم فئات أخرى. حتى في يوم الافتتاح العالمي للمشروع كان يوم 7/5/2004 الصور الكبرى التي نشرت كانت لثلاثة علماء، هم شيعي وكردي وسني، وطبعاً هذه لم تكن أطروحتنا، بل نشرت وفق الأطروحة التي ينتهجها الاحتلال، أما جماعة علماء العراق الموحدة فهم من علماء العراق المسلمين سنة وشيعة، ومن أهدافها أن تنفتح على علماء الأديان من علماء المسيحيين وحتى اليهود إن وجدوا، وغيرهم، لأن هذا ينفعنا في حوار ديني نحاول نصل به إلى الحقائق ونخدم المشروع الوطني.<BR><font color="#0000ff"> هل زيارتكم إلى المملكة العربية السعودية قد حققت أهدافها؟ </font><BR>أولاً نحن جئنا للسعودية بقصد الحج والحمد لله، وهذا هدف عظيم، وقد أدينا مناسك الحج _بفضل الله سبحانه وتعالى_، وكانت مناسك طيبة وفي أجواء وطقس كان معتدلاً وخدمات حقيقة يشاد بها رغم المأساة التي حصلت في الجمرات، وهي مأساة يسأل عنها كل المسلمين، ولا يتحمل بها جهة، خصوصاً في قضية تشدد بعض علمائنا في قضية وقت الرمي، وهذا أمر سنكتب فيه بحثاً فقهياً إن شاء الله مع أنني قرأت بحوثاً فقهية كتبها علماء المملكة في مفهوم الحج وعلماء آخرين تدعو إلى الانفتاح في مثل هذه المسائل، ونحن نوجب الانفتاح في مثل هذه المسائل، وأن ثمنها دماء المسلمين، وما هو أخطر من دماء المسلمين هو تشديد هذه المناسك العظيمة التي هي أعظم مؤتمر إنساني، فالحج هو أعظم مؤتمر تعيشه البشرية، إذ لا يوجد اجتماع يضم مليونين إلى ثلاثة ملايين إنسان ومن كل الكرة الأرضية، بدون أية فوارق، وبهذه المثل السامية التي جاء بها الدين، وعلى أساس التوحيد، فهذا الاجتماع السامي العظيم الذي يؤكد وحدة الأمة، ويحارب الفرقة، هذا الاجتماع للأسف تشوه صورته ببعض الأحداث المؤلمة، وكثير منها يتعلق بتصرفات الحجيج أنفسهم، وهذا يحتاج إلى مشروع متكامل إن شاء الله تعالى يأتي في حينه، فهذا هو القسم الأول وهو الحج.<BR>القسم الثاني هو اللقاءات التي حصلت مع كثير من إخواننا القادمين من مختلف أنحاء العالم، وكما تعلمون القضية العراقية الآن هي القضية الساخنة رقم 1، ولا نقول مركزية، لأنه تبقى قضية فلسطين هي القضية المركزية، لكن الآن قضية العراق هي الساخنة في المقدمة، والكل يتلهف للحديث عنها، والتعاطف الإسلامي العظيم في كل أنحاء العالم من كل المسلمين، بل ومن غير المسلمين في دول أخرى، عندما نزورهم ونلتقي بهم لأنهم يرون أن هذه القضية، أو هذه المعركة هي معركة لمواجهة مشروع الهيمنة على العالم، فالمسلمون متفاعلون، ونحن نشرح لهم ونوضح هم الصورة، ونزيل هذا الغبش الذي يتعلق بالتفسير الطائفي للأحزاب. التأكيد على أن الشيعة مع الاحتلال والسنة إرهابيون أو مع نظام صدام والأكراد يريدون الانتقام طبعاً كلها ليست حقيقية ولا واقعية الأغلبية من الناس في العراق من كل طوائفهم يريدون خروج قوات الاحتلال وهذا ما قاله رئيس الأركان الأمريكي قبل عدة أشهر، وصلوا هم أيضاً إلى هذا، فنوضح الصورة لإخواننا وهذا كان أيضاً أمر مفيد ومهم جداً.<BR>النقطة الثالثة هي كان هناك عدة لقاءات مع علماء المملكة، وكان هناك لقاءات مهمة جداً مع مجموعة من المشايخ الأفاضل، ورأينا منهم الاستنكار الشديد لكل عمل يجري باسم الطائفية في داخل العراق، وهذا ما أثلج صدورنا وأكد قناعتنا لكي نستطيع أن ننقلها بشكل مباشر إلى من يريد أن يفهمها، وإلى من لا يريد أن يفهمها في بعض الأحيان، هناك من لا يريدون أن يفهموا مثل هذه القناعات، وجرى حديث عن الأمة الإسلامية والمشروع العام لهذه الأمة وكيف نتواصل لأن هذه الأحداث كلها نتجت من ضعف الأمة الناتج عن تطرفها، فوجدنا أن كثيراً من الاختلافات التي يظن الناس أنها اختلافات، طبعاً نحن مدرستنا تعلم أن هذه القضايا ليست اختلافات لأن لها تأريخ في العمل الوحدوي أما بعض الناس الذين لا يعلمون يسمعون شيئاً جديداً من خلال هذه اللقاءات وهي تؤكد على مسألة الوحدة مثلاً أضرب مثالاً سريعاً قد يشاع بين الناس أن علماء أو السنة عموماً أو السلفية خصوصاً لا علاقة لهم بأهل البيت من ناحية الولاء، بينما أحد أكبر العلماء الذين التقينا بهم قال: " هذا ديننا الذي ندين الله به أن علياً عليه السلام قد صح فيه حديث رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ الذي قال فيه: "لا يحبه إلا مؤمن ولا يبغضه إلا منافق" فهذا دليل التقارب الحقيقي الذي ندعو إليه الأمة ونقول هنالك أسس مشتركة ينبغي أن يفهمها الجميع كما أننا أفهمنا العلماء كيف الوضع في العراق وحقيقة ما يشاع عن الشيعة من الجانب العقائدي ومن الجانب السياسي وأن هذه الاتهامات تروج رفع الفواصل بين المسلمين؛ لأن المسلمين لهم ثوابت محددة مشتركة يجب أن يعودوا عليها، وقد أكدنا أن الثوابت هي كتاب الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وسنة رسول الله _صلى الله عليه وسلم_، ومن أمر رسولُ الله بالالتزام بهم واتباعهم من الأئمة الهداة المهديين، على مختلف التفسيرات. هذه ثوابت يقولها الشيعة ويقولها أهل السنة، وتحتاج إلى حوار لبلورة بعض نقاط الاختلاف الهامشية بينما الأسس هي مشتركة وثابتة بإذن الله تعالى.<BR><font color="#0000ff">لماذا أحجمتم عن المشاركة في الانتخابات الماضية؟</font><BR>نحن لدينا موقف من الانتخابات، هذا حوار آخر، نحن لم نشارك في عملية سياسية نعتبرها انفجار من قبل المحتل وعندنا هذه الملاحظة ولن نتخلى عنها، لكن من شارك مجتهداً لسد الفراغ أو سد الذرائع كما يقولون وتخفيف الأضرار، فنحن نعتبره اجتهاداً منه، وإن كان الكثير منهم أحسوا بالندم حتى الآن هذه الانتخابات، عندما جرت الكل قالوا إنها تزوير وأن فيها خلافات، ومع ذلك نحن نؤكد على موقفنا الرافض للعملية السياسية التي يديرها الاحتلال لأنه نعتبرها جزءاً من عملية الاحتلال.<BR><font color="#0000ff"> لنا عودة للحديث عن المؤتمر، أود أن استوضح منكم رأيكم كجهة شيعية، في قضية الأمة والمذاهب الإسلامية والاجتهاد الفقهي. </font><BR>في الحقيقة كلمة الأمة تطلق على الأمة الإسلامية وهي أمة محمد _صلى الله عليه وسلم_، أو ما يقال عنهم أو يسمون بأهل القبلة، وهي تشمل كل فرد وطبعاً كل شعب وكل جهة ترفع شعار التوحيد وشعار الرسالة وتلتزم بثوابت هذه الشريعة التي جاءت من السماء وأرسلها الله تعالى على لسان نبينا محمد _صلى الله عليه وسلم_ فكلمة لا إله إلا الله محمد رسول الله، والالتزام بكتاب الله وسنة رسوله هذه ثوابت الشرع لهذه أمة الإسلام، الاجتهادات فيها لا تغير من الانتماء حتى لو خطأنا الاجتهاد، يعني لو جزمنا بخطأ مجتهد وكان الخطأ طبعاً غير مخالف لثوابت الإسلام القطعية, الاجتهاد حتى لو كان شاذاً في اجتهاده لا يحكم بخروجه من الدين، وإنما هو جزء في الأمة ويقوّم اجتهاده هذا ما أمكن, لأنه نحن لا نسمح ولا نرى صحة مبدأ التكفير, وأن كل مَن تختلف معه تحكم بكفره وتتهاون بذلك ثم تستبيح دمه وبالنتيجة تحصل المجازر، أما الفقهاء وأما المذاهب نحن لا نريد أن نسمي في الأمة شيئاً اسمه المذاهب, أمة الإسلام أمة واحدة من اجتهد فله أجره وثوابه على الله سبحانه وتعالى، واستنبطوا من الكتاب والسنة ما يلائم زمانهم وما كانوا بحاجة إليه، فقهاء هذا الزمان عليهم أن يفعلوا مثل الشيء يستنبطوا من الكتاب والسنة ما يلائم هذا الزمان مع بقاء الثوابت لا تتغير، يعني لن يجتهد أحد بتغيير الصلوات الخمس، لكن يجتهد في كيفية التعامل مع العالَم غير المسلم، لأنه هناك تغيرات، وهذه أيضاً تبنى على كما قلنا ثوابت الكتاب والسنة ومصادرها الصحيحة وتبنى أيضاً ويحترم أو يستضاء بأقوال الفقهاء واستنباطاتهم، لا تُترك وتُهمل إنما تؤخذ كإرشادات وتراث ديني وعلم شرعي ينفعنا في الاستنباط المعاصر، فلا نقول هذه مذاهب ولا نحدد المذاهب ولا نقول سنة وشيعة، ولا نقول حنفية وزيدية وشافعية وجعفرية، إنما نقول مجتهدون اجتهدوا في ضوء الكتاب والسنة، والمسلمون مجمعون على ثوابت واضحة جداً، قد يظن البعض أن فيها خلافاً، أهل البيت مقامهم معلوم, ومحبتهم ثابتة، الصحابة محترمون لا يساء إليهم، أمهات المؤمنين في نص الكتاب لا يخدش مقامهم بكلمة أو بشبهة أو بكلام بذيء وهذا كلام ليس هو رأيي الخاص، هذا ما أجمع عليه فقهاء الأمة، إلا أن البعض منهم يخشى أن يتكلم هذا الكلام بسبب سطوة العوام وشدة التحريضات ونحن _بفضل الله_ تجاوزنا هذا الحاجز منذ زمن طويل.<BR><font color="#0000ff"> لديك مقولة حول موقفك من كلمة الشيعة والسنة، هل لك أن توضحها لنا ؟ </font><BR>أنا قلت في قم في إيران بين حشد من الإخوة العراقيين، قلت لهم وقلتها في السيدة زينب أيضاً في حشد من الإخوة العراقيين، وكانوا كلهم من الشيعة، وقلت هذا في العراق مراراً وتكراراً "لا يجوز للمسلم أن ينثني إلى مذهبية في ظل الإسلام، فالمسلم مسلم على نص الكتاب "إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإسْلامُ" (آل عمران: من الآية19)، "وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ" (آل عمران:85)، والاسم يجب أن يبقى اسم الإسلام "مِلَّةَ أبيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ" (الحج: من الآية78)، أمة الإسلام، والأمة هي الأمة الإسلامية فإذا كان التسنن أو التشيع أو أي مذهبية أخرى تعني مذهبية داخل الدين، فأنا لا أريد للمسلمين وأنا أولهم وأرفض هذا لنفسي أن أكون في مذهبية محددة لا سنية ولا شيعية. أما إذا أردنا أن نأخذ المعنى اللغوي للتسنن والتشيع، فعلى كل مسلم أن يكون سنياً وشيعياً في نفس الوقت، أن يكون سنياً في اتباع سنة المصطفى، وهذا أمر لا يختلف عليه اثنان، ومن أمر _صلى الله عليه وسلم_ من أتباعهم من الأئمة الهداة المهديين، مع اختلاف التفسير في قضية الأئمة الهداة المهديين، هذا شيء إن صح جانبي اللقاءات بين أهل العلم هي التي تبحث هذه النقاط وتوضح هذه الصورة، والتشيع أيضاً، أرى أنه يجب على كل مسلم أن يكون شيعياً، لأن كل مسلم يحب أهل البيت، يواليهم، يأخذ منهم، يحبهم، وقد سمعت من كبار العلماء في المملكة المقولة المشهورة والحديث النبوي المعروف أن "علي عليه السلام لا يحبه إلا مؤمن ولا يبغضه إلا منافق" هذا سمعته، والشيخ ابن باز رحمه الله كتب في كتابه الإيضاح والتحقيق عما قاله رسول الله في هدير الخمص، عندما جمع المسلمين وقال لهم في نهاية المطاف "أذكركم الله أهل بيتي ثلاثاً" ونفس هذا الكلام قاله للأخ الشيخ مهدي في اللقاء الذي جمعهما، قال: " إن هذا ديننا نتعبد الله به، وهذه هي ثوابت لا ينبغي أن يختلف عليها المسلمون" وأنا أعتقد أنهم لا يختلفون لكن البعاد يؤدي إلى سوء الظن والقبول بالأقاويل الباطلة، هنا يظنون الشيعة مشركين مقصرين يسبون الصحابة ويشتمون نساء النبي، وهناك الشيعة يقولون الوهابية أو السلفيون أو أهل السنة متطرفون ويبغضون أهل البيت ولا يحبونهم ولا يحترمونهم. فالحقيقة هذه ربما هذا الافتراق، ولا ننفي وجود ممارسات خاطئة، بل تعصب هنا وهناك، لكن على أهل الصلاح (وهم الأكثرية من العلماء) أن يلتقوا لهداية المتعصبين، أو نبذهم من المجتمع حتى لا يكون هم المتسلطون.<BR><font color="#0000ff"> ربما تشير إلى بعض القنوات الفضائية ووسائل الإعلام التي تعرض برامج صدامية بين بعض أهل السنة والشيعة؟ </font><BR>نحن لدينا برنامج حواري كامل، جئنا نعمل من أجل الوحدة، وهو بحث مطول. ونحن لا نرى الإخلاص في عمل قناة إعلامية إذا كانت تثير قضايا الخلاف، حتى بعنوان البحث العلمي. البحث يجري بين العلماء في دوائر خاصة ولا تخرج إلا النتائج المتفق عليها، أو تخرج آراء متعددة لكن تعرض بشكل حكيم لك تتفق الأمة منها ما تشاء أما الذي يجب أن يخرج في الفضائيات وفي وسائل الإعلام وفي المنابر خصوصاً أئمة الجمعة، وسأذكر هنا نقطة لطيفة عن إمام جمعة أعجبت بخطبته، ولكنه ذكر الرافضة ضمن الفرق الضالة، حين تقال كلمة الرافضة تنعكس عند الشيعة أنهم الشيعة جميعاً، كما أن في أوساط الشيعة يقال الوهابية، وقد رفع شعار في العراق يقول "الموت لكل بعثي ووهابي"، فقلت لهم: هذه لن تبقى، أولاً الشعار ظالم، فالوهابية تعني السلفية، وربما تشير إلى كل مسلم سني. وأنا ناقشت جماعة في بغداد (وهذا ليس كلاماً هنا أقوله، بل قلته فعلاً) قلت لهم "هذا سيشمل كل أهل السنة".<BR>كما سمعت في العراق أنه جرى تهديد بقتل الشيعة، ثم قالوا "نستثني التيار الخالصي أو التيار الصدري" فقلت لهم: "كيف تعرفون أن هذا من هذا التيار أو غيره، خصوصاً وأن القتل سيكون عشوائياً".<BR>فنحن بحاجة إلى معرفة التفاصيل والحكمة وحسن الخطاب، وتجنب أي شيء على المنابر فيه إثارة فرقة بين العلماء، المنابر ووسائل الإعلام تدعو إلى الوحدة، وأقولها بصراحة كما قلت للمشرفين على قناة المستقلة: " إنني لست حسن الظن بهذه التصرفات" وطلبوا وأعطيتهم الكراس الذي ذكرته لكم. وإذا أردتم سنتناقش حول هذا الكراس، كيف ندعو الأمة إلى الوحدة، لا ندعو إلى الإصلاح خصوصاً إذا دخل أناس يستسلمون بالبدائع ولا يجيدون الكلام، سيسيئون إلى هذه الطائفة وإلى تلك الطائفة، ويسيئون إلى آل البيت أو إلى أصحاب رسول الله _صلى الله عليه وسلم_، هذه قضايا لا ينبغي أن يقبلها إنسان حريص على مصلحة الأمة.<BR><font color="#0000ff"> ما هو المشروع الوطني العراقي الخاص بكم، الذي واجه مشروع الاحتلال؟</font><BR>نحن كما تعلمون وذكرت قبل قليل، هذا التقسيم التقسيم المبني على المحور العنصري الطائفي وهو تقسيم غريب، الذي يقسم العراق إلى شيعة وسنة وأكراد وأنا أجهل أنه يحتاج أن أوضح مرة ثانية أنه إما يكون التقسيم عرقياً، فيقال عرب وأكراد وتركمان وأقليات أو يصير طائفياً سيكون سنة وشيعة، أو دينيا يكون مسلمون ومسيحيون وغيرهم، هذا الآن جمع بين العرقي والطائفي أولاً ألغى اسم العرب من العراق، والعرب هم 85% من الشعب العراقي هذا حرب على الانتماء العربي للعراق، هذه واحدة، وأخرج الأكراد من الإسلام، فالأكراد هم القومية الرابعة التي تشكل الأمة, ليست الرابعة في الأهمية إنما هي أربع قوميات واحدة منها الأكراد، أخرجوهم لا هم سنة ولا هم شيعة، أكراد، وهذا تآمر على الشعب العراقي بعربه وكرده وتركمانه وبسنته وشيعته، مؤامرة واضحة، ومؤامرة صهيونية خبيثة واضحة المعالم، أنا في نظري هذا مخطط إسرائيلي واضح المعالم، هذا التفتيت بني عليه مجلس الحكم الذي أزلناه وبقيت المحاصصة الطائفية لحد هذه اللحظة، وأزمة العراق اليوم والخطر هو من هذه المحاصصة، وللأسف الشديد أن الانتخابات حتى الأخيرة كررت الفكر المحاصصي، صار أن قائمة شيعية وقائمة سنية وقائمة كرديه، ونحن طبعاً أدنا الانتخابات ولا يهمنا من دخل ومن روّج يكفينا فخراً أننا لم نؤيد انتخابات باركها جورج بوش وأيدتها الإدارة الأمريكية، ومع ذلك كما قلت أنه من شارك اجتهاداً لا لوم عليه لكن لماذا هذا التقسيم الطائفي الخطير في ظل الإسلام والبعض يطالبنا قال المفروض بكم أنتم أن تنزلوا بقائمة قائمة عراقية وطنية، والناس يصوتون إليكم كما لهم، لكن هذا يفهم كي يتضمن أو يتطلب منا ثمناً باهظاً هو أن نوافق على ما يسمى قواعد سلوك الكيانات السياسية وهذه القواعد تتضمن الاعتراف ببرنامج الاحتلال فنحن لا ينبغي أن نقوم بعمل لمحاربة الاحتلال ونحن نثبت وجود الاحتلال وعمل الاحتلال، على كل حال هذه المحاصصة الخطيرة التي قامت في العراق ينبغي أن تجابه بمشروع وطني موحد نحن أسسنا هذا المشروع بعد الاحتلال مباشرة وهم استندوا إلى لقاءات سابقة وعمل سابق عمل طويل منذ الخمسينات توجد فيه جهود مشتركة للقاءات الشيخ الخالصي مع أمجد الزهاوي والشيخ عبد العزيز البدري _رحمه الله_, ومرجعيات الإخوة الكرد الذين كانوا يجيئون وعلماؤهم، ولقاءات في النجف وكربلاء والكاظمية وبغداد، هذا كله تاريخ العراق المتحد الذي كان يعمل ضد العدو ضد القوى الشاذة؛ فنحن استناداً إلى تلك العمليات حتى قبل إسقاط النظام كان عندنا ملتقى الحركات الإسلامية العراقية التي رفضت التدخل الأمريكي، حزب الدعوة كان معنا، الحزب الإسلامي كان متعاطفاً معنا، الجبهة ـ الإخوة التركمان الذين يسمون الاتحاد الإسلامي التركماني ـ كانوا معنا، فعندما دعونا من لم ينهر، لم يسقط إلى العمل والحمد لله حضروا حضوراً جيداً وأسسنا المؤتمر التأسيسي العراقي الوطني الذي هو المظلة التي تجمع القوة المعارضة للاحتلال هذا المؤتمر ـ كما أشرت سابقاً لعلي أعيد ـ فيه مسلمون ومسيحيون وبقية الأديان, طبعاً المسلمون ليسوا كل المذاهب, لكن ليس عندنا موضوع محاصصة فمثلا نقول هذه اللجنة كم فيها سنة وكم فيها شيعة، وفي كثير من الأحيان لا ندري من هو السني ومن هو الشيعي فهذه طبيعة الشعب العراقي فلا نسأل عنها ولا يلتفت إليها.<BR><font color="#0000ff"> نلحظ أن كلامك عن التيارات يتناول دوما الانقسامات فيها بما يوحي بتعقيد غريب بما يتعلق بالتيارات والأحزاب داخل العراق؟ </font><BR>البعيدون لا يدرون ما الذي يجري، مثلاً كثير من الناس يتصورون أن حزب الدعوة كله داخل في العملية السياسية بينما قلة من حزب الدعوة دخلوا في العملية السياسية، نعم ورطوا معهم مجموعة لكن فيه مجموعة كبيرة رافضة ومنزعجة ومتذمرة وناقضة، الإخوة نفرض الحزب الإسلامي، الحزب الإسلامي أيضاً الذين ورطوهم في الأعمال السياسية قلة لكن قواعد الحزب بقيت مظلومة ونحن على أحسن العلاقة معهم لحد الآن، علاقتنا مع حزب الدعوة الإسلامي مثالية وكنا ندعوهم إلى قيام جبهة قبل إسقاط النظام، حتى يكون هم محور حركي ونحن ندعمهم من مواقع علمائية ومرجعية حتى يتقوى الخط _للأسف الشديد_ عندما تورطوا القواعد بدأت تعترض عليهم خصوصاً عندما دعوا إلى التصويت للدكتور الجعفري، حصلت عندهم أزمة كبرى، نحن نعتقد أن الذين ذهبوا هم قلة لكن مشروع الاحتلال ضخم.<BR><font color="#0000ff"> ما موقفكم من تراجع التيار الصدري عن المقاومة لصالح مكاسب سياسية في ظل الاحتلال؟ </font><BR>طبعاً، لا أقول هذا لا يجوز، لا أدري بالضبط كيف يتم العمل لكن أنا أدري أن جيش المهدي والتيار الصدري كله ضد الاحتلال، كله، لكن قد يقومون بأعمال هم يعدونها مناورة، قد نتفق معهم أو لا نتفق مثلاً أنا أعتبر دخولهم في الائتلاف خطأ جسيم وقعوا فيه، صحيح هم حصلوا على بعض المكاسب أشار إليها الآن صحفي أردني يعتبر هذه العملية كانت إسقاطاً لمخطط ضد زلماي خليل زاده، بنصرة خط آخر أقرب منه أمريكياً, لكن أنا في نظري هذا ليس أن الثمن المدفوع أكبر من هذا النصر خصوصاً إذا رأينا في الائتلاف أناساً هم أقرب إلى أمريكا من أولئك الذين يظن البعض أن الأمريكان يريدون أن يأتوا به إلى السلطة أو يدعون إلى المصالحة مع "إسرائيل" نقطة هناك من يدعون إلى المصالحة مع "إسرائيل" بدؤوا الآن يعلنون ذلك شيئاً فشيئاً.<BR><font color="#0000ff"> خلال الانتخابات الأولى وقعت عدة أخطاء، ألم تستفد الأحزاب من هذه الأخطاء وتتجاوزها في المرحلة اللاحقة..؟ </font><BR>لا، لا، لم تتعلم، لماذا؟ أولاً الخطأ الأكبر الذي نحن أشرنا إليه في مذكرة تفصيلية قبل الانتخابات الأولى وأرسلناها إلى الأمم المتحدة وأشار إليها كوفي عنان في تصريح رسمي وقال "استلمنا مذكرة من جهات عراقية وطنية وهي مذكرة ناضجة وتطالب بأشياء معقولة جداً"، هذه القضايا إذا لم تتوفر في أية انتخابات لا يمكن أن تكون انتخابات صحيحة، نحن سميناها (مستلزمات نجاح العملية الانتخابية) أبسط شيء: من هي المفوضية العليا التي تشرف على الانتخابات وهي صاحبة القرار النهائي من هي؟ هم مجموعة أشخاص لا يعرفهم الناس، أنا شخصياً لا أعرف أي واحد منهم، انتخبهم بريمر بقرار رسمي وما زالوا إلى اليوم يعملون بقرار بريمر، إلى الآن نفس المجموعة لم تتغير، هل هم عملاء للـ(سي آي إيه) لا أدري، هل هم وطنيون لا أدري ما أعرفهم، ما هي ثقافتهم لا ندري، من أين جاؤوا لا نعلم إلا أن بريمر جاء بهم كيف يقبل عاقل أن يشارك في هذه الانتخابات ويعطي لنفسه ويعطي صلاحيات لهؤلاء أن يقرروا عن هذه الانتخابات طالبنا بمرجعية قضائية عراقية فيما لو ظُلم إنسان أن يشتكي في هذه المرجعية، هم يتحدثون عن الديمقراطية وعن فصل السلطات وإذا بالمفوضية ينطبق عليها القول "فيك الخصام وأنت الخصم والحكم"، هي الحاكم وهي القاضي وهي المنفذ وهي صاحبة القوانين وقوانينها لا تتغير وهي قوانين تعسفية جائرة أسوأ من قوانين صدام.<BR>النقطة الثالثة المهمة أين الإشراف الدولي، طبعاً هذا الذي يقولون عنه (يجري بـ) إشراف دولي كله مزيف لا يوجد إشراف دولي، بينما كان المفروض أن يأتي بمراقبين من الأمم المتحدة ومن منظمة المؤتمر الإسلامي ومن الجامعة العربية ومن الاتحاد الأوروبي, حتى طالبنا الاتحاد الأوروبي نعرف هذه الانتخابات زورت هنا أم لم تزور؟! طبعاً الانتخابات الأولى كان التزوير باعتراف ضابط أمريكي يصل ـ ليس بنسبة مئوية ـ بأربعمائة في المئة، الشعب العراقي لم يصوت على الدستور لا في كردستان ولا في مناطق الشيعة في الجنوب ولا في المناطق بل من صوت بنسب عالية، وإذا بهم قالوا 99.999% فالانتخابات فيها هذه الملاحظات الخطيرة.<BR>نحن رأينا أن الانجرار إلى الانتخابات لإنجاح المشروع الأمريكي في العراق، المشروع الذي تهرأ وسقط لكن هم يحاولون إنعاشه بهذه العمليات ولن ينفع هذا الإنعاش ونعتقد جازمين أن الاصطفاف الطائفي الذي جرى في الانتخابات هو ثمن خطير جداً إذا لم يتلافى من العقلاء ومن المخلصين ومن أصحاب الرؤى الوطنية الموحدة قد يؤدي بالبلد إلى التقسيم وإلى الحرب الأهلية _والعياذ بالله_.<BR><font color="#0000ff"> كيف هي علاقتكم مع إيران ؟ </font><BR>إيران فيها شيعة كبلد إسلامي، شعبها مسلم جار للعراق، فنحن نبحث عن أحسن العلاقات معها كما هي مع أي دولة إسلامية في المنطقة تركيا سوريا الأردن السعودية الكويت، والدول الأخرى أيضاً مصر وأفغانستان وباكستان , ونحن نبحث عن علاقات حتى مع دول العالم الأخرى, لسنا بصدد توتر العلاقات مع أي بلد في العالم, لأن هذا يصير ضرراً على الشعب العراقي سياسة النظام السابق التي قامت على التوتر دائماً أوصلتنا إلى هذه النقطة أيضاً، ثمة ميزة في إيران يجب أن ينظر إليها في العالم الإسلامي أن إيران قامت فيها ثورة هي من أعظم الثورات في التاريخ وأيدها كل المسلمين يوم انطلقت أنا هنا في السعودية, في سوريا, في العراق, في أفريقيا, في العالم كله أيد المسلمون هذه الثورة وتعاطفوا معها لأنها شكلت أملاً كبيراً وكان فيها ثورة عظيمة حصل في مسيرة الثورة نجاحات وتلكؤات هذا موضوع آخر نقيمه في مقام آخر لكن نحن نحاسبهم على مبادئ الثورة إننا نطالب الإيرانيين بتطبيق مبادئ الثورة، يعني _والعياذ بالله_ "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ" (الصف:2)، نحن نقول لهم افعلوا ما قلتم ويوجد في الإيرانيين كثيرون ممن يريدون أن يفعلوا ما قالوا هذه نقطة لا يجب أن تنسى فلا يحكم على إيران حكماً عاماً واحداً، خصوصاً إذا كان الحكم حكماً متشنجاً ومتوتراً وناتجاً من مخلفات ما فعله النظام السابق من حرب على إيران، ونحن رفضنا هذه الحرب وهي حرب على العراق قبل أن تكون على إيران لأنها أهلكت الحرث والنسل وجرتنا إلى حرب الكويت ثم إلى الاحتلال، هذا جانب، الجانب الآخر نحن نختلف الآن مع الدور الإيراني في العراق عندنا خلاف ونحن قلنا للإيرانيين هذا لكن نقدنا لهم لا يتسم بالتهديد والعلانية أولاً ولا يدعونا إلى المقاطعة نبقى نتواصل معهم لأن كثيراً منهم يقبلون وجهة نظرنا أيضاً ويحاولون أن يصححوا, وإذا أردنا الدقة أكثر, هم لهم أيضاً وجهة نظر لكن للأسف الشديد تظهر بمظهر طائفي وهذا خطير نرفضه, هم يقولون نحن نستطيع من خلال العملية السياسية أن نربك المشروع الأمريكي هكذا يقولون, طبعاً أنا غير مقتنع بهذا أولاً وأيضاً فيه في بعض خطواته شيء من الطائفية ونحن نقول إيران شعب من هذه الشعوب الإسلامية ليست كلها ناضجة وليسوا كلهم عقلاء, وفي السياسيين من عندهم مطامع تشبه مطامع الشاه السابق , لكن نحن نحاسبهم على الثورة.<BR><font color="#0000ff"> يعني معناه تطالبون بأن يتصرّف رجال الدين في السياسة والدولة ؟ </font><BR>لا، نحن لا نعتقد أن علماء الدين ينبغي أن يرتبطوا بهذا، الحكام السياسيون يحكمون على الشعوب على الرؤوس على الرقاب، وعلماء الدين إن كانوا صادقين يجب أن يحكموا على القلوب ويحكموا على الحكام، ماذا يحكم على الحكام, بمعني ما إن يريدوا أن يخاصموا الحكام ليجلسوا في محلهم لأن الحكم ليس منظوراً عندهم إنما يوجهون الحكام بالنصيحة وبالحسنى وبما يرضي الله _سبحانه وتعالى_ دون تردد أو طمع أو خوف أو وجل.<BR><font color="#0000ff"> هل تؤيد المقاومة؟ </font><BR>طبعاً، هذا ثابت من ثوابت المؤتمر التأسيسي وأسسناه في مؤتمر القاهرة المقاومة حق مشروع من حقوق الشعوب ونحن نؤيد المقاومة العراقية ونعتبرها صفحة مشرقة في تاريخ العراق والأمة والعالم، اليوم العالم خانع للأمريكان إلا في العراق, توجد مقاومة, هذا شيء مشرف وعظيم لكن أرادوا تشويهها بالعمليات الإجرامية التي جرت ضد المدنيين نحن نفرق هذه أعمال إجرامية مدانة ومشبوهة ومدسوسة والمقاومة واضحة المعالم, ففي خلال أسبوع واحد ثلاث طائرات أسقطت، أي مقاومة في العالم تستطيع أن تسقط الطائرات الأمريكية في هذا الزمان.<BR><font color="#0000ff"> بغض النظر عن جماعة الزرقاوي هل تنددون بفصائل مقاومة أخرى على وجه التحديد </font><BR> في الحقيقة أنا لا أريد أن أشخص هل الزرقاوي فعلاً موجود الآن أو غير موجود، هل هي قصة مختلقة، هذا موضوع طويل لسنا بصدده لكن أي جهة تتبنى عمليات التفجير والقتل الأعمى خصوصاً على أساس الطائفية هذه تخدم أعداء الأمة ولا تخدم المقاومة في العراق، ونحن نعتقد أن أغلبية المقاومين ليسوا راضين ومتأففين (مما يجري), حتى الأخبار المعلنة أن الرمادي وسامراء بدأت جماعات من أبناء المنطقة تهاجم الجهات التفجيرية التي تريد أن تفجر الوضع في أرضها، وهناك ضغوط عليهم بالفتاوى الشرعية وأنه إذا كنتم متدينين حقاً فلا يصلح أن تقتلوا الناس بهذه الكيفية، والتفريق بين المقاومة والإرهاب قضية قطعية المقاومة حق مشروع وواجب وطني والإرهاب جريمة ضد الإنسانية وإثم شرعي وعمل مدان ومشبوه.<BR><font color="#0000ff"> هل تقبلون تدخلاً عربياً في إقليم الأحواز العربي الذي تحتله إيران نظراً للتدخل الإيراني في الشأن العراقي على كافة الأصعدة؟ </font><BR>نحن لا نريد للأمة الإسلامية في بلاد المسلمين أن تزداد انقساماتهم, فلا نريد لعرب الأحواز أن ينفصلوا عن إيران ولا لأفراد العراق أن ينفصلوا عن العراق ولا لعرب تركيا أن ينفصلوا عن تركيا، لأن التقسيمات التي حصلت في الأمة أهلكتها, نحن يجب (أن نسعى لـ) عملية لجمع هذه الأمم وجمع هذه الدول.. الفيدرالية في داخل العراق هي تقسيم لبلد موحد، لكن نحن ندعو إلى فيدرالية بين العراق وإيران وسوريا وتركيا هذه يسمونها الفيدرالية الإسلامية، لكن الاحتلال يقاومها أو مخطط سايكس بيكو المستمر إلى اليوم، اليوم عندنا سايكس بيكو جديدة، لكن ماذا نريد للعرب والأحواز أن يطبق عليهم حكم الإسلام الذي هو المساواة والذي جاءت الثورة على أساسه, وبالمناسبة أن الثورة قد حققت في العرب وبقية القوميات بعض المكاسب, في البداية كانت هناك عنصرية قمعت التحركات المستعجلة التي جرت في المنطقة وهذا من بقايا الشاه, ثم جرى تغيير لصالح الثورة, فمثلا وزير الدفاع الإيراني لمدة طويلة هو الجنرال علي شمخاني, وهو رجل أحوازي وعربي من عشيرة الشمخانية المنتشرة بين البصرة والأحواز فأعطتهم (بهذا) بعض المكاسب ثم حصل تلكؤ، لعل الحرب العراقية – الإيرانية هي العامل الرئيسي في تلكؤ الثورة وهي التي أشغلت الثوريين بالحرب وتركت العنصريين والمتخلفين في مراكز القرار والإدارة، فنحن حتى تصلح هذه الأمور نحن نريد تدخلاً عربياً إسلامياً يحقق لشعوب المنطقة كلها المساواة والعدالة لا نقسمها من جديد, ونريد للتدخل الإيراني في العراق أن يدعم وحدة العراق, وأن يرفض الطائفية ويحاربها, طبعاً الإيرانيون الذين التقينا بهم يقسمون بالله أنهم يريدون هذا نحن عندنا بعض الأمثلة على خلاف هذا, لكن هم لهم تبريراتهم طبعاً التي لا نقتنع بها، أنا غير مقتنع بها، بل قلت وبشكل علني قلت لكبير المسؤولين الإيرانيين إن من أراد أن يتهمكم بالتعاون مع أمريكا لتفتيت العراق أو على حساب العراق فسيجد مبررات كافية لاتهامكم فأنا أدعو من هذا إلى عدم الابتعاد عن بعضنا والتذمر والشكاوى أدعو إلى التقارب وتوجيه النقد المباشر وبذلك يحق لي أن أتدخل في إيران وأقول على الجمهورية الإسلامية الإيرانية وحكومتها أن تعطي حقوق العرب والأكراد والترك والعلوج بلا تفرقة طائفية كما تعطيها للفرس يجب أن يكونوا متساويين وهذا ما يريده الإسلام وأقول لتركيا نفس الشيء بالنسبة للعرب, وأن تحتفظ بلغتهم, وللكرد أن تحتفظ بلغتهم, ولا يطمعون وأقولها أيضاً لأنفسنا نحن في العراق يجب أن نحفظ الكرد ونحفظ التركمان والمسيحيين ونحقق العدالة التي عاشها المسلمون لفترة طويلة لماذا نحن دائماً نأخذ من الغرب مساوئه ثم يأتينا الغرب يعلمنا الديمقراطية.<BR><font color="#0000ff"> هل لديكم مشروعاً أو أجندة لمقاومة الاحتلال وإخراجه من العراق؟ </font><BR>طبعاً، نحن في الذكرى الأولى للاحتلال خرجنا بمظاهرة كبرى في العراق بين الأعظمية والكاظمية تجاوزنا بها الحاجز الطائفي باعتبار أن الكاظمية شيعية والأعظمية سنية وصرنا إلى ساحة مشهورة وكان حشداً هائلاً، وألقيت أنا باسم المؤتمر التأسيسي كلمة, وإخوة تكلموا من أطراف مختلفة عن وحدة العراق واستقلاله طبعاً في وضع أمني خطير , قضايا ليست هينة وكنا نتكلم ومراكز القوات الأمريكية بأسلحتها موجهة علينا، لكن الحمد لله توجد أجندة سياسية, في مشروعنا نحن نطرح ما هو البديل عن الأزمة الحالية, قد نعرضه في المؤتمر القادم في بغداد الذي عقدت جلساته التمهيدية في القاهرة ـ مؤتمر المصالحة هم الآن في أزمة الولايات المتحدة في أزمة, ونحن أيضاً في أزمة, نريد أن نجد حلاً لكي يخلص الشعب من هذه الأزمة القائمة, لكن هذا الحل لا يكون إلا بخروج قوات الاحتلال وترتيب العملية السياسية على إطار صحيح.<BR><font color="#0000ff"> العديد من وسائل الإعلام تحدثت عن قيام قوات من جماعة بدر الشيعية باغتيال علماء وقادة من أهل السنة، وقامت بعض الوسائل بعرض خطاب داخلي في الجماعة يدعو لاغتيال بعض علماء السنة، كيف تفسرون هذا؟ </font><BR>هذه البيانات والقوائم غير صحيحة وبالمناسبة اسمي في أول هذه القوائم يعني أنا أحد المطلوبين لاغتياله و قلت للمسؤولين في بدر لهم مازحاً أشكركم على وضعي في القائمة في الصف الأول، طبعاً هذا غير صحيح، لا توجد قوائم اغتيالات، من يريد أن يقتل لا يكتب قوائم، بدر كمجموعة نشأت في ظل ظروف جهادية أغلبيتها ترقب الانجرار الآن في هذه المعركة، الإشاعات غير المميزة بين الأقوام قد تدفع كثيرين منهم إلى هذا الخطأ, لكن يوجد من يعمل باسم بدر وباسم غيرها ممن يمارس هذه الممارسات، وهؤلاء يمكن محاصرتهم.<BR><font color="#0000ff"> ولكن العديد من وسائل الإعلام كشفت عن وجود يد للحكيم في وزارة الداخلية لإطلاق يد جماعته في بدر لتنفيذ الاغتيالات، بغطاء أمني عبر الثياب والسيارات التابعة للشرطة وغيرها؟ </font><BR>أبداً، داخلياً أياً كان أولاً ما هو حكيم أو جماعة الحكيم أو وزارة الداخلية ,هذه كلها كانت تعمل والأمريكان لا يعلمون؟ هم داخلون في الأفق كله،ويعلمون من قريب ومن بعيد. نحن بدلاً من أن تلهينا التفصيلات حتى الصحيح منها، نعد المسؤول عن الملف الأمني هم الأمريكان حتى في القانون الدولي, فمجمع الجادرية المجرم الذي قام بالعملية يجب أن يُسأل ويجب أن يُدان لكن المسؤول الرئيس هو الاحتلال الأمريكي وهم كانوا يعلمون بهذه الجماعة، هذا الوضع القائم, نعم يوجد أناس يتكلمون باسم بدر أو غيرها, الحقيقة هو مشروع ليس طائفياً فقط (بل) حاقد على الآخرين، أحد الإخوة يسميه جماعة الهلوكوست حرق الشعوب, فعلاً أنا شخصياً أتحسس من خطرهم علينا وعلى المخلصين أكثر من غيرهم, مجاميع تعمل باسم بدر, أفرق: أحياناً الإعلام يجرنا مثلاً (بالقول إن) الساسة الأكراد يقومون بشيء, نحن نقول الأكراد يقومون, (لكن) ليس الأكراد, الشعب الكردي ليس مع هؤلاء الساسة، صدام حسين هاجم الكويت، ليس الشعب العراقي هو الذي هاجم، الشعب العراقي هو اضطهد أولاً هذه يجب أن نضعها، بدر مجاميع شعبية أو مهاجرين سابقين أو مقاتلين سابقين ضد النظام, أحدهم قال لي: والله لو ثبت أني في لحظة من اللحظات أن القيادة في بدر تأمرنا بهذه الأعمال أنا أرفض وأخرج وأدين وأعلن عن ذلك، فالقيادة قالت عندكم هل يوجد أدلة على ما نقوم به طالبوا بعض الجهات بأدلة أنا قلت لهم أنا عندي أدلة على بعض الأعمال التي قاموا بها فأعطيتهم بعض الأدلة، لكن أقول هذه المجاميع قد تكون تعمل باسم بدر لكنها خارجة عن التنظيم الأمني لجماعات أمن القيادة، حتى القيادة لا تعلم, لا أبرئ كل القيادة, لكن بعض الذين أعرفهم لا يوافقون على هذه الأعمال وطالبوا بلجان ميدانية جمعناهم في بغداد بدر ومجموعة من هيئة علماء المسلمين وجهات حتى من المقاومة جمعناهم في بغداد لأكثر من مرة لكي ينسقوا لمتابعة الأعمال الإجرامية التي تجري ضد كل عراقي سواء سني أو شيعي فمشروعنا ضخم لكن في مواجهة المشروع الاحتلالي الهائل لا يرى ذلك.<BR><font color="#0000ff"> ولكن من المؤكّد تماماً في العراق وجود اغتيالات سياسية ودينية وعلمية واضحة المعالم، تستهدف أهل السنة؟</font><BR>أما الاغتيالات الدينية وتفريغ العراق من الكوادر فهذه عملية "إسرائيلية" يشرف عليها الموساد المتدخل في عمق الوضع العراقي ولا ننسى الموساد في هذه العملية في العموم، هل يوجد اغتيالات تقوم بها جهات أخرى, مثلاً اتهمت إيران باغتيال الطيارين العراقيين؟ أنا ميال إلى اتهام الموساد "الإسرائيلي" قبل اتهام إيران, لكن ليس تبرئة لإيران من كان عنده دليل فهو صاحب الحق, وقد يكون أناس محسوبون على إيران قد يكونون دفعوا لقتل طيارين, ونعتبر هذا جريمة كبرى لأن الحرب انتهت مع إدانتنا للحرب, لكن لا يجوز أن يحاسب إنسان عسكري أجبر على الدخول في هذه الحرب وإلا شعب العراق كله دخل في هذه الحرب، فـ"إسرائيل" هي خلف العملية بشكل واضح, وأنا أخشى من الإشاعات أن تصرفنا عن المسؤول الحقيقي عن هذا الإجرام، لكن أؤيد أن تتابع القضايا بأدلتها وتدان كل جهة تقوم بمثل هذه الأعمال، أحد الإيرانيين أنا أحرجته في لقاء عن تدخلاتهم في العراق، قال لي تقبل أن آتي بالمصحف وأقسم لك؟ قلت له: لا, لا تقسم, أنت قل لي. قال: والله عندنا فتوى شرعية بعدم جواز اغتيال أي شخص في العراق, ليس لنا فقط, بل لمن يتأثر بنا من العراقيين، فتوى شرعية وقلنا أسألوا المفتي, وإذا كان هذا (الشخص) مجرماً من النظام السابق وقام بأعمال إجرام وقتل, قال: "ليس الحل بأن تقتلوه أنتم في الشارع إنما يحال إلى المحكمة بعد استقرار الأوضاع هي تحاكمه عما فعله". قلت له هذه الفكرة التزم بها الكل، هو قال لي: لا قد يوجد آخرون لم يلتزموا عجزوا على كبح رغباتهم وعلى توجهاتهم, لأننا نحن بحاجة إلى الدقة التفصيلية حتى لا نخطئ، الحكم العام يوقعنا في خطأ حتمي كما ذكرت لك بعض الناس في إيران يقولون السعودية كلها شيء واحد، كلهم متطرفون سلفيون تكفيريون بينما من يأتي إلى السعودية يجد أن الغابة فيها أشجار شتى فيها نباتات متنوعة.<BR><font color="#0000ff"> من الواضح أنك تهاجم إيران هنا، وتدين تصرفات الشيعة </font><BR>يهمنا من إيران أنها جزء من العالم الإسلامي نريدها أن تقف مع العالم الإسلامي وهذا ما قالته الثورة ولكن فيه أخطاء فيه صراع سياسي فيه شهوات حكم، بشر من هؤلاء البشر، وكثير منهم غير مهذب أيضاً بالأحكام الشرعية الصحيحة بينهم تجهد خلافات شديدة إذ الصراعات الداخلية هائلة في بعض الأحيان نحن لا نريد أن نزكيهم على الله _سبحانه وتعالى_.<BR><font color="#0000ff">كيف تقيمون زيارة مقتدى الصدر لإيران؟ وتصريحه هناك بأن جيش المهدي سيقف إلى جوار إيران إذا ما تعرضت لاعتداء في الوقت الذي لم يتحرك لمساندة المدن العراقية التي تتعرض لاعتداءات يومية من قبل قوات الاحتلال, لاسيما المدن السنية؟ </font><BR>أنا أجاوب بشكل أكثر تركيزا,ً أنا أعتقد أن زيارة السيد مقتدى الصدر للسعودية للحج ولقائه بمسؤولين كانت خطوة جيدة, وأيضاً ذهابه إلى إيران خطوة جيدة, وذهابه إلى الكويت أيضاً لا اعتراض لي عليها هي خطوة جيدة، لكن حضر في مكان كان ينبغي ألا يحضر فيه لأن هذا المكان هو الذي يهيج عليه سياسيا حرب النجف, في مكان ديوانية لأحد الأشخاص بالكويت وأنا شخصياً اشتبكت مع هذا الشخص دفاعاً عن جيش المهدي حين كان يقاتل في النجف عبر فضائية المنار, وهو صديقه وليس بعيداً عنه لكن الرجل استغل استغلالاً خطيراً وسيئا؛ فللأسف هذه قضية ما روعيت, لكي يحس الإنسان بالتأنيب هذا خطأ فني نقول، لكن زيارته لإيران كانت ضرورية جداً، أما إعلانه أن جيش المهدي سيقاتل دفاعاً عن إيران فهو إعلان لا بأس به ومفيد, لكنه كان سيكون أكثر واقعياً لو قالوا وقلنا ونقول أن الهجوم على إيران أو على سوريا أو على أي بلد إسلامي آخر أو تهديد السعودية بالتقسيم كما قال بعض الأمريكيين المتطرفين فضلاً عن ضرب مكة والمدينة بالقنابل الذرية كما قال بعض المجرمين هذه لا يمكن أن تمر بشكل هادئ في العالم الإسلامي؛ لأن العالم الإسلامي إذا كان قد تحمل غزو العراق بسبب أفعال النظام المغرقة في الغباء وفي الجهل وفي الظلم, وبسبب البريق الإعلامي الذي قالته أمريكا، وخُدع حتى بعض العراقيين قضية الديمقراطية وتخليصكم من النظام, وكذا فالتجربة في العراق ما عادت تقبل التكرار في مكان آخر, لأن العالم الإسلامي شهد ما يجري في العراق ويكفي أن كل مسلم يستفيق وينام على انفجارات وجرائم وذبح وقتل, والأمريكان هم يمارسون بعضها ويعذبون في السجون, ويقتلون الأبرياء, والعلماء العراقيون يشردون، فتكملة لهذا إذا صار هجوم على سوريا أو على إيران أو على أي بلد إسلامي آخر المنطقة لن تستقر, وستتحرك كل القوى الموجودة لأنها ستكون هي مطلوبة ومنها حتماً جيش المهدي سيتحرك في العراق لإرباك المهاجمين وللدفاع عن إيران أو عن أي بلد إسلامي آخر.<BR><font color="#0000ff"> رغم أنه لا يوجد مقاومة الآن من قبل جيش المهدي بالعراق، إلا أنه أعلن أنه سيدافع عن إيران، أليست مفارقة مثيرة للتساؤل؟ </font><BR>طبعاً أنا لا علم قطعي لي بهذه المسألة، لكن أعتقد وأحسب وما زلت أن جيش المهدي والتيار الصدري من القوى المقاومة والرافضة للاحتلال ، وهناك ضغوط شديدة إلى الآن عليهم , فالعشرات من جيش المهدي في السجون والمتابعة لهم شديدة, والرعب عندهم شديد, وفي المقابل هناك فتح أبواب ترغيب وترهيب وهم يحاولون أن يقوموا بعمل سياسي لا يخرجهم من وضعهم الإيماني وقناعتهم برفض الاحتلال والمقاومة ولا يكونوا في صدام مباشر جبهوي.<BR><font color="#0000ff"> اعتبر فريق كبير من الشيعة العراقيين أن ما جرى من غزو أمريكي للعراق يصب في مصلحتهم, فهل يشاطرهم شيعة إيران نفس الشعور إذا ما تعرضت بلادهم لغزو أمريكي؟ </font> <BR>والله هذا الخلاف خلاف سياسي كبير, صار في العراق من الشيعة من اعتبروا الخلاص من صدام هو الخطوة الأولى ولو على يد أمريكا, ويوجد من رفض هذا ونحن منهم علماء ومراجع وكتّاب, بل أكثر من هذا المراجع الكبار في النجف التقليديون أصدروا فتوى مشتركة, أربع مراجع منهم السيستاني والحكيم وغيرهم يقولون بوجوب الجهاد للدفاع عن العراق ضد الغزو الأمريكي هذا قبل الغزو الأمريكي وهي فتوى مطبوعة ومشهورة جداً، فما الذي تغير؟ لم يتغير شيء إلا أن الظروف تغيرت، البعض علّل ذلك أن النظام هو الذي أجبرهم على إصدار هذه الفتوى طبعاً قضية خطيرة جداً، منها قضية تتعلق بالدماء ولا تقية في الدماء, فكيف يصدرون في هذه الفتاوى الخطيرة ويدعون إلى الجهاد وإلى القتال وهم غير مقتنعين بها شرعاً، طبعاً هذه الفتاوى في رأيي هي الفتاوى الشرعية , ما زالت قائمة, أما الشيعة أو كثير من العراقيين حتى غير الشيعة الحقيقة هكذا حتى السنة وحتى الكردي النظام كان يسحق الجميع, فالبعض ممن هو تحت الضغط يريد أن يخلص من الضغط ولا يدري من الذي يخلصه ويقولون إذا شب حريق في الدار لا يسأل عن هوية رجال الإطفاء، نحن فقط سألنا عن هوية رجال الإطفاء لماذا؟ لأننا خشينا وهذا رددنا عليه, هم يقولون لا نسأل عن هوية رجال الإطفاء, قلت لهم: لا, تأكدوا فقط أن هؤلاء رجال إطفاء، لا يكون هم رجال الحريق أنفسهم، هي أمثلة , جرى نقاش طويل, قال البعض نحن كنا على نهر دجلة نريد أن نعبر إلى داخل العراق من المنطقة الشمالية قال أحدهم أنا أريد أن أعبر إلى ذلك النهر، أي زورق يعبر بي سأذهب معه، قلت له بارك الله فيك, فقط تيقن أن الزورق لا يغرق في وسط النهر أو يلقوك من الزورق في النهر، أنت الآن في الشاطئ ابق في الشاطئ، العراقيون عموماً فرحوا بالخلاص من النظام إلا قلة أنا واحد منهم وأنا أكثر معارضة حتى أشد المعارضين؛ لأنني كنت أحس أن يوم 9/4 سيبدأ تاريخ مأساوي جديد للعراق وهذا الذي رأيناه لحد الآن.<BR><font color="#0000ff"> عودة بسيطة للعملية السياسية، هناك محاولات متعددة لإيجاد صيغة تفاهم بين الناجحين في الانتخابات من أهل السنة والشيعة مقابل المطامح الكردستانية في العراق.. كيف تفسرون هذا الخبر؟ </font><BR>أتوقع أن ينشأ محور في داخل الجمعية الجديدة أو المجلس الجديد سيكون أقدر أو أكثر ميلاً إلى الموقف الوطني , ويطالب باتحاد القوى قد يقف في وجه الأطماع التقسيمية للقادة الأكراد وليس للشعب الكردي قد.. قد.. قد.. لكن لا أعتقد أنهم سيتمكنون من فعل شيء في الجمعية السابقة 121 عضواً وقّعوا على إدانة تصرف الحكومة بطلب تمديد بقاء القوات الأمريكية دون الرجوع للجمعية الوطنية بأسمائهم وبإمضاءاتهم ونحن باركنا لهم وساندناهم في العملية، لم يدرجوا هذا الموضوع على جدول أعمال الجمعية الوطنية (..) الغريب أن أحد أعضاء مجلس الحكم وهو أكبرهم سناً قال إن بريمر أكثر ديكتاتورية من صدام حسين ولو كان يستطيع أن يمنعنا من شرب الماء لفعل، لكن هذا متى قال هذا؟ بعد ما ذهب بريمر!!<BR><font color="#0000ff"> هل كل التيارات التي تدخل الحكومة يجب أن تقّدم الولاءات لقيادة الاحتلال الأمريكية؟ </font><BR>كلهم يدخلون وكلهم قدموا ولاءات وكلهم وقعوا على قانون إدارة الدولة لمرحلة انتقالية الذي قال كلهم إنه قانون غير صحيح ومدان ولا نقبله وعندنا عليه تحفظات ومع وجود التحفظات وقعوا عليه لكن على مراحل منهم من وقع في البداية منهم بعد شهر بعد شهرين ثم ذهب ليشارك الكيان السياسي يوقع إمضاء أنه يقبل بقانون إدارة الدولة الذي وضعه اليهودي نوح جلبر قانوني أمريكي يهودي عمره 33 سنة يضع قانون للعراق مبني كله على تفتيت العراق وتقسيمه.<BR><font color="#0000ff"> ما مدى تقاربكم من القوى الوطنية والإسلامية؟ </font><BR>نحن على علاقة وثيقة بكل القوى العراقية المعارضة للاحتلال سنة وشيعة ولعل علاقتنا مع السنة هي العلاقة المميزة والتي تتخذ وسيلة للهجوم علينا في الأوساط الشيعية, لكن نحن نرد عليهم نقول لهم أنتم تتحالفون مع السنة في ظل مشروع الاحتلال, نحن نتحالف مع السنة في ظل المشروع الإسلامي والوطني.<BR><font color="#0000ff"> معنى ذلك أنه توجد تيارات شيعية في تصادم بين بعضها البعض، يعني كون الناس تنتقد؟ </font><BR>طبعاً الآن في العراق الطائفية منتشرة، يقول الشيعة "الحقوا يا الشيعة لا يروح منكم الحكم"، ويقول السنة " يا أهل السنة ليش ما شاركتوا، راحت منكم الغنائم" فهي لعبة أمريكية حتى أنني في ذكرى المولد النبوي الشريف في الروضة الكاظمية في بغداد, قلت لهم الشيعة قاطعوا الانتخابات في العهد البريطاني الأول في العشرينات وكان الشيخ مهدي الخالصي هو الذي أصدر الفتوى وأطاعه كل العراقيين ليس الشيعة والسنة فقط، اليهود والنصارى قاطعوها, حتى كان المندوب البريطاني منزعجاً جداً من اليهود والنصارى، واليهود بالذات أنه كيف صرتم مع المشايخ المتطرفين وقاطعتم الانتخابات, وهذا أدى إلى نفي الشيخ نفي خارج العراق ومات في المنفى، فأنا في ذكرى المولد النبوي قلت لهم إن البريطانيين ومن معهم بذلوا ثمانين سنة من الجهود ليقنعوا العراقيين الشيعة ويخدعوهم أن مقاطعتكم للانتخابات الأولى هي التي حرمتكم من الوظائف والمناصب وسببت لكم هذا البلاء الذي انتهى في بلاء صدام حسين، فما الذي يجعل إخواننا السنة يخدعون في ثمانية أشهر، اصبروا أنا قلتها بالمزاح، فيها لعبة سياسية قام بها الأمريكان دفعوا الناس للدماء لكي يشاركوا فيها كقتل السنة وذبحهم كل هذا حتى يسمح لأناس منهم أن يشاركوا في العملية السياسية وتفجير مراكز الشيعة وذبحهم وقتلهم حتى هؤلاء يلتصقون بالعملية السياسية.<BR><font color="#0000ff"> لماذا خفتت أصوات الزعامات الشيعية العروبية لصالح أخرى فارسية؟ </font> <BR>طبعاً هذا مخطط طويل بدأ منذ تهجير الشيخ الخالصي الكبير وإبقائه محاصراً في المنفى ووفاته هناك ومحاربة كل عالم من علماء الشيعة الذين يدعون إلى الرفض والمقاومة، طبعاً أنا أقول للشيعة أنتم اسمكم رافضة ما الذي جعلكم مستسلمين الوقت هذا ـ بعض الشيعة الذين أمزح معهم ـ وجرى مخطط طويل الآن لتشجيع وتقوية القوى المستسلمة للمشاريع الغربية أو الساكتة عنها ومحاصرة وضرب القوى الرافضة لهذه المشاريع خصوصاً علماء الدين، مثلا والدي قضى 27 سنة في إيران منفي من العراق إلى إيران وفي إيران 27 سنة سجون ومعتقلات ، وله كلمة قال: إن الذين وافقوا على المخطط البريطاني أو الإنجليزي صاروا مراجع تقليد أما الذين رفضوه فصاروا مراجع تبعيد نفي وتشرد, ولديه ملحمة طويلة يذكر بها رضا خان أبو الشاه لأنه يعتبر هذا من طغاة الأرض ومن أشرارهم، وفي الملحمة يقول:<BR>خمس وعشرون سنين لم أجد فيها مقر إلا المنافي والفرار والسجون والسفر<BR>فجرت حرب من جملة الحرب أن المرجع العربي الشيعي العراقي يحتمل أن يستند إلى قاعدة شعبية في داخل العراق هو عنده التصاق بالجماهير فيشكل إزعاجاً لهم فكانوا لا يسمحون بهذه الحالة إلا إذا ظنوا بشكل قطعي أنه خاضع لهم لذلك ما سمحوا بظهور أحد، هي هيمنة , وتصور المخطط الأمريكي الصهيوني البريطاني ما يهتم بحوزة النجف , وأذكر أنا كنا جالسين في يوم ما , فقال أحد أساتذتنا : لو كنتم تظنون أن المدرسة خالية من المتجسسين فأنتم مشتبهون فتحرزوا من الكلام، فهناك مخطط هيمنة ضخم فيه جهات أرسلوا أناساً درسوا العلوم الدينية في داخل الحوزات الدينية وداخل المدارس الدينية الزيتونة وبالأزهر هم أرسلوهم حتى يتعرفوا بشكل مفصل ما الذي يجري هنا وهناك.<BR><font color="#0000ff"> وهل من المعقول أنكم لم تستطيعوا تحديد من هم هؤلاء المندسين، أو تغيير توجههم في الداخل؟ </font><BR>والله تمكنا أو تمكن البعض من التغيير لكن هذا البعض هو أيضاً قليل ومحاصر لأن الحرب طويلة لكن نحن نراهن أن مستوى من الوعي بدأ يتجدد وهناك حركات نفعت أنا شخصياً أعتبر الثورة في إيران نقلة وعي جيدة, نهضة سيدي محمد باقر الصدر الله يرحمه في العراق جيدة أعانتنا كثيراً، ظهور سيدي محمد الصدر أيضاً هو نقلة جيدة أخرى, أيضاً تجاوز كثيراً من النقاط والقضايا التي كانت تفصل المسلمين عن بعضهم وتفصل الشعب العراقي عن الوعي.<BR><font color="#0000ff"> لماذا تأخر الدعم الإيراني لسوريا بشكل واضح إلى أن تم تهديد إيران ذاتها وحزب الله بشكل مباشر؟ </font><BR><BR>الحقيقة أنا في نظري أنه يوجد دعم إيراني لسوريا ودعم سوري لإيران متواصل لم يتأخر قد يكون شدة الهجمة دعا إلى تصعيد الموقف وإلا الحلف الإيراني السوري حلف مركزي بالمنطقة.<BR><font color="#0000ff"> ما هو تقييمكم للموقف البراجماتي الذي نحته إيران في تعاملها مع غزو أفغانستان والعراق؟ وكيف تقرأون تذكير د.محمد علي أبطحي للولايات المتحدة بأنه "لولانا ما سقطت كابول وبغداد"؟ </font><BR>طبعاً كلام أبطحي كلام سافل، هو ما دخله بإسقاط كابل هو ذاته، مجرد أراد أن يمن على أمريكا بعمل هو إثم إذا كان قد فعلوه وهو من الآثام الكبرى، في الحقيقة إيران لم تتهم عملياً إنما لا في إسقاط أفغانستان ولا في إسقاط العراق والدليل على ذلك أنه القوات الأمريكية ما دخلت أفغانستان لا عن طريق إيران ولا العراق ما دخلت حتى تركيا يجب أن نشيد بدورها عندما صار الهجوم على العراق تركيا فاجأتهم بقرار أنه لا تدخل القوات الأمريكية، فمحمد علي أبطحي يمن بأمر غير موجود، وهو لو كان موجوداً لكان عاراً وإثماً، نعم إيران ناورت مناورات لكي تتجنب ما أمكن الضرب عليها , كانوا خائفين ولهم الحق في ذلك وكان في داخل إيران أصوات حتى في حرب الكويت كانوا يدعون إلى الاصطفاف مع العراق لمقاومة الأمريكان التي يعدونها الأصوات المتطرفة مثل محتشمي وغيره من الشخصيات التي هم باقون على نهج الثورة الأول وكذا، وأنا حضرت صلاة جمعة في إيران في حرب الكويت، الخطيب ليس في طهران, في مكان آخر مدينة أخرى، الخطيب تكلم عن الحرب بأسلوب أبكى كل الحاضرين حزناً على الجيش العراقي وعلى ما أصاب العراق، والجيش هذا كانوا يتقاتلون ضده قبل أيام.<BR><font color="#0000ff">تهديدات بعض زعماء الحرس الثوري الإيراني بتدمير آبار النفط في حال تعرضت إيران لهجوم, في رأيكم, هل هو تهديد للغرب أم مقدمة لعدوان على الدول العربية النفطية؟</font><BR>لا، هو تهديد للغرب.<BR><font color="#0000ff">هل صحيح أن الصواريخ الإيرانية موجهة إلى دول عربية أبرزها السعودية؟</font><BR>لا، الصواريخ الإيرانية موجهة إلى "إسرائيل" وإلى الغرب.<BR><font color="#0000ff">ما رأيكم فيما يتردد عن تقاطع مصالح بين الولايات المتحدة وإيران في تفكيك الدول العربية؟</font><BR>أعتقد ما ثبت عندنا من السياسة الإيرانية في داخل العراق أن إيران كانت مع السعودية ومع سوريا ومع تركيا أو كانوا ثلاثة تركيا وإيران وسوريا، ثم السعودية أيضاً شاركت في الموضوع لفترة طويلة وزراء الخارجية يجتمعون أول بند عندهم هو صيانة وحدة العراق، أنا أعتقد أن إيران وأي دولة في المنطقة لا تفكر في تقسيم العراق لأن تقسيم العراق يعني تقسيم كل المنطقة وإيران المرشح الأكبر للتقسيم بعد العراق إذا حصل التقسيم وأيضاً أنا عندي كلام وحوارات مع المسؤولين الإيرانيين يؤكدون وباللهجة الشعبية العراقية يقول "يحلف ويتكفر" أنه هذه المسألة غير موجودة أنا شخصياً أراها صحيحة, لا أرى أن دولة في المنطقة تريد تقسيم العراق بل أكثر من هذا, أنا أعتقد الولايات المتحدة كسياسة رسمية وخارجية لا تريد تقسيم العراق وتخاف منه, وهذا أنا مطمئن إليه لأنهم أرسلوا وفداً إلى لندن عندما كنا هناك والتقيتهم والتقاهم إخوة آخرون فأكدوا على هذا وهذا شيء صحيح. فالجهة الوحيدة التي تريد تقسيم العراق وهي تضغط على الولايات المتحدة هي "إسرائيل".<BR><font color="#0000ff"> ألا ترون أن هناك تناقضاً بين تصريحات أقطاب الائتلاف الشيعي برفض التدخل الأجنبي في تشكيل الحكومة العراقية بينما قد جاءت هذه الدعامات من الحكم أم تتوافق مع الأجنبي المحتل ذاته؟ </font><BR>طبعاً التناقض موجود والاختلاف موجود وهم أيضاً قسم منهم هم جاؤوا مع دبابات الاحتلال وكانوا ضد مشروع الاحتلال ويوجد أناس دخلوا فيما بعد ويوجد تناقض في التصريحات واختلاف شديد. في داخل الائتلاف الشيعي, وبينهم ما صنع الحداد ، فاختلافهم الداخلي هذا هو أشد من الاختلاف مع الجهات الأخرى.<BR><font color="#0000ff"> كيف تقيمون موقف السيستاني والحكيم والجعفري من الاحتلال وهل يجوز التعامل معهم؟ </font><BR>(هل) يجوز التعامل مع الاحتلال؟ طبعاً الجواب الشرعي لا يجوز التعامل مع الاحتلال, لا تجوز إعانته, أما الذي ذكرتموه في البداية ما عدا السيد السيستاني فهؤلاء تعاملوا مع الاحتلال بشكل علني ودخلوا في مشروعه وهم شجعوا الأمريكان على المجيء ونقلوا المطالب "الإسرائيلية" عن وجود أسلحة دمار شامل أكاذيب "إسرائيلية" نقلوها للأمريكان حتى يأتي الأمريكان, فهؤلاء هم جزء من مشروع الاحتلال أما السيد السيستاني شخصياً فإنه وقف موقفاً جيداً جداً وشجاعاً في مواجهة الاحتلال في البدايات وأحرجهم في مواقف وأدانهم, وكنا نأمل أن يستمر هذا الموقف, لكن يبدو أن القوم الذين ذكرناهم أو ذكرتموهم قد تمكنوا من الإحاطة بالسيد السيستاني والضغط عليه بحجة أن المصلحة تقتضي أن نتراجع وأن نقدم تنازلات ونحن لسنا مع هذا التراجع ولا هذه التنازلات.<BR><font color="#0000ff"> هو كان له مواقف أخيرة بتأييد العملية الانتخابية وتأييد الحكومة وإتاحة المشاركة السياسية من قبل الأحزاب الشيعية. </font><BR>هو مواقفه متعددة جيدة كانت خصوصاً عندما أدان قانون إدارة الدولة وأصر أن الحكومة يجب أن تكون بعيدة عن الالتزام بقانون إدارة الدولة الحكومة المنتخبة والانتقالية لكن لما جرت الانتخابات على أساس قانون إدارة الدولة لا أدري كيف وافقوا عليها فنحن اعترضنا وبلّغنا وتكلمنا وأرسلنا رسلاً لكن لم يسمعوا لنا.<BR><font color="#0000ff"> وما تقييمك لهذه المواقف المتعارضة؟ </font><BR>أعتقد أنه ضعف في الأداء السياسي وانقطاع في العمل السياسي لأن الجماعة هم ما اشتغلوا بالسياسة خمسين سنة في العراق لم يتدخلوا في أي شيء الآن أمام المحنة الكبرى بدؤوا يرتبكون.<BR><font color="#0000ff"> بعض الناس يقولون إن السيستاني أو من يعمل معه أن لهم علاقة بالاحتلال والبعض الآخر يقول له علاقة بإيران تماماً فهو يأخذ إملاءات إما من أمريكا أو من إيران؟ </font><BR>لا، لا، القسم الأول صحيح يوجد من يعمل مع السيد السيستاني وباسمه ويقدم له معلومات وهو ينفذ مشروع الاحتلال, هذا موجود أكيد, هذا نحن نعلمه ونعرف من هم أيضاً, حتى البعض كان يتكلم وهو على أساس خبير بالشؤون المرجعية و"الحقيقة لا خبير ولا شيء" جاء به الاحتلال وحشره خبيراً للشؤون المرجعية حتى يتملق ودخلوا وكان مؤثر وكان في قائمة الائتلاف ثم الله _سبحانه وتعالى_ أفرزه حتى يبقى وحده ولم يصوت له أحد حتى في هذه الانتخابات الهزلية.<BR><font color="#0000ff"> يعني هو داخل بمكتب السيستاني أيضاً؟ </font><BR>كثيرون يوجد عدد كبير من العناصر المشبوهة المؤثرة في مكتب السيد السيستاني مما يحيطه بمعلومات محددة وتؤدي إلى ضغوط محددة، أما العلاقة مع إيران السيد السيستاني هو متناقض مع السياسية الإيرانية رغم أنه إيراني الأصل ويعتبرون هذا الخلاف المرجعي بين حوزة النجف وحوزة القم لا يبنى على الجنسية يبنى على المكان وأعتقد أن هذا صحيح إلى حد بعيد.<BR><font color="#0000ff"> تردد أصوات في بريطانيا والولايات المتحدة في دوائر عدة تقول إن الشيعة العراقيين بإمكانهم أن يخرجوا المحتل في عدة أيام إذا ما أعلنوا المقاومة المسلحة هل ترون في ذلك قدراً من المبالغة؟ </font><BR>(فيه) قدر كبير من المبالغة, المعركة طويلة الأمد, الشيعة لا يمكن أن يدخلوا فجأة في المعركة يحتاج إلى أمر مرتب ووقت، تلقائياً بمرور الوقت عدد الذين سيختارون السلاح سيكون هو الأكثر لأنه (حين) تفشل العملية فلا بد من الخيار الآخر, وهذا كلام قلته علناً يوليو سنة 2003 قلته لرئيس مكتب إحدى الصحف الأجنبية في الشرق الأوسط, كان جاء (في) زيارة للعراق وقال لي تريد أن تخرج القوات الأمريكية غداً من العراق قلت "لا ليس غداً، بل اليوم", قال تكون حرب.. هي ليست مسؤوليتهم نحن العراقيين نتحمل مسؤوليتها .. كل يوم يمر على وجود الاحتلال سيزداد عدد الذين يختارون المقاومة المسلحة, وضحايا الأمريكان في تصاعد وفعلاً خلال هذه الفترات الألف الأولى والألف الثانية والألف الثالثة تختلف في تصاعد عملية الاغتيالات والانفجارات.<BR><font color="#0000ff"> هل عكست نتائج الانتخابات توقعاً شيعياً عراقياً يميل في اتجاه إيران أكثر مما يميل في اتجاه العراق؟ </font><BR>لا، هناك الذي عكس هو الخوف المتراكم الذي شجعته قوى معادية لقيام حرب الاستقطاب الطائفي لأنه كما ذكرت لكم "الحقوا يا الشيعة راح يروح منكم الحكم"؟<BR><font color="#0000ff"> على حد علمكم هل هناك أي تيار شيعي مقاوم عسكرياً في العراق الآن؟ </font><BR>حسب علمي يوجد شيعة كثر يشتركون في المقاومة, لكن كفصيل محدد شيعي لا علم لي, لكن المقاومون الذي يقاومون هم في الأغلب خليط, ليس هناك جهة تقاوم تقول نحن سنة فقط قد يكون الأغلبية سنة لأن المنطقة التي تنشأ فيها المقاومة سنية, لكن قد يكون كثير من الشيعة في هذه المناطق قد يتعاملون مع هؤلاء فالمقاومة حالة وطنية ورفض الاحتلال حالة وطنية ـ كما أن التعامل مع الاحتلال وخدمته أيضاً حالة عامة ـ يوجد فيها أكراد كثيرون يرفضون الاحتلال ومتدينون ويدعون إلى المقاومة والتركمان مسيحيون يرفضون الاحتلال عدد كبير.<BR><font color="#0000ff"> ما موقفكم من استهداف المقاومة المسلحة للشرطة والجيش العراقي؟ </font><BR>بالنسبة حول الموقف من الشرطة والجيش نحن قلنا في بياننا نذكر الإخوة من أبناء الجيش والشرطة العراقية بدورهم الوطني في حفظ أمن البلاد والدفاع عن مصالح المواطنين وأن يكونوا على علم قاطع أن مهمتهم هي أمن البلاد وأمن الوطن وليس أمن الاحتلال هذا الذي كتبناه كنص، فلا يجوز في نظرنا استهداف الشرطة ولا الجيش ولا الحرس الوطني فضلاً عن قتلهم بهذا الشكل الأعمى الذي يجري هذا كله إذا كان هذا الشرطي وهذا العسكري يدافع عن أمن العراق أما إذا أحدهم صار جزءاً من مشروع الاحتلال وشارك في عمليات هجوم على المواطنين أو إيذائهم يكون عيناً للاحتلال فحكمه حكم المحتل .<BR><font color="#0000ff"> هل يوجد شيء معين تحب أن تطرح في هذا الحوار أو ترسله عن طريق موقعنا؟ </font><BR>لا هو الحقيقة قد تكون هذه الكلمة الأخيرة والمركزية وهي تكملة لحديثنا الأول: الأمة إنما أصيبت بهذا الهوان وهذا الضعف لسبب واضح وهو ابتعادها عن رسالتها, مما أدى إلى تمزقها وتفرقها وضعفها الذي هي فيه, وهذا ما أدى طبعاً إلى استغلال الأعداء لهذا الضعف وعملوا ما عملوا في البلاد. الذي يعيد الأمة إلى عزها هو شيء واحد: العودة إلى الرسالة والالتزام بالأمانة, ودليل هذا الالتزام في أجلى مظاهرة هو الوحدة الإسلامية, وحدة الأمة, وبأفق إنساني, الإمام علي عليه السلام في رسالته إلى مالك الأشقر عندما ولاّه مصر يقول له "واعلم أن الناس صنفان أخ لك في الدين أو نظير لك في الخَلق", فبرسالة الإسلام, نحن أمة الإسلام الواحدة, لكن بأفق إنساني ومع البشرية ولسنا ضد البشرية, نريد صلاحهم وهدايتهم ولذا هذا الأمر هو الأمر المركزي ينضح منه شيء أنه لا يعرض الإسلام بشكل مشوه, أما القتل والإرهاب والذبح وكذا طبعاً بعضها مدسوس..أنا أشكك في هذه العمليات, لكن على المسلمين أن يكونوا أذكياء لكي لا يكونوا أدوات لهذه الأعمال المدسوسة الخطيرة التي تشوه صورة الإسلام, هذا الأمر العام نحن نعمل عليه في العراق, فإذا نجحنا سيكون هذا بإذن الله بتوفيق الله بداية لتحرير العراق وإذا نهض العراق ستنهض الأمة معه _إن شاء الله تعالى_.<BR><br>