اللواء سامي نجيب: العمل السياسي ضرورة للمقاومة العراقية..طالبان تتقدم..وضع كوسوفا فريد
13 ربيع الثاني 1428

حاورته / د. ليلى بيومي<BR>تنشط حركات المقاومة بشكل غير مسبوق في أنحاء مختلفة من العالم الإسلامي لصد الهجمة الصليبية الشرسة التي أشعلها الغرب الصليبي بقيادة الولايات المتحدة في بلاد العرب والمسلمين.<BR>وإذا كان الصليبيون الجدد قد تمكنوا من احتلال بلداننا، بفضل قوتهم العسكرية وتخلفنا، فإن المبهر أن تنتفض هذه البلدان الضعيفة والفقيرة، بفعل المحرك الديني والعقائدي، لرد العدوان، وتحرير الأرض والضمير. <BR>وفي هذه السطور نستضيف الخبير الاستراتيجي اللواء سامي نجيب لكي يحلل أوضاع حركات المقاومة العربية والإسلامية في العراق وفلسطين وأفغانستان والصومال وكوسوفا، ومدى قدرتها على النجاح في صد الهجمة ورد العدوان.<BR> <BR><font color="#0000FF"> * ما تقييمك للوضع الحالي في العراق؟</font><BR>** بلغ عدد القتلى العراقيين الذين سقطوا خلال الأعوام الأربعة الماضية أكثر من نصف مليون قتيل، وتؤكد مصادر أخرى أن هذا العدد قد تجاوز حاجز المليون قتيل عراقي.<BR><BR>الوضع الآن إذاً في العراق يتسم بالفوضى وانعدام الأمن والعدالة في ممارسات الاحتلال والحكومة وما يترتب عليه من نهب للثروات العامة وتصدير النفط بدون محددات مع تعطل في الخدمات الأساسية، ففي بلد يملك نصف احتياطي البترول العالمي يوجد نقص في الجاز والبنزين، وتتجاوز البطالة فيه أكثر من &#1639;&#1632;%.<BR>باختصار هناك مشهد مأساوي يعيشه الشعب العراقي خاصة مع عمليات القتل العشوائي واستشراء الميليشيات وانفلاتها من قبضة الحكومة.<BR><BR><font color="#0000FF"> * الكل يرى أن الحرب الأهلية أصبحت واقعاً في العراق، ولكن هناك قادة وخبراء وسياسيون عراقيون يرفضون ذلك، كيف تنظرون إلى هذه القضية؟</font><BR>** ما يقال عن حرب أهلية إنما هو من ترديد سلطة الاحتلال وأركان الحكومة العميلة، وما يجرى هو صراع سياسي عنيف بين أحزاب ذات بنية طائفية ولها ارتباطات إقليمية ودولية وبين القوى الوطنية المناهضة للاحتلال ومعاونيه،<BR>لكن سلطات الاحتلال تريد إلباس هذا الصراع ثوب الطائفية لتفجير حرب طائفية من شأنها تغيير طبيعة المعركة من معركة بين المقاومة الوطنية في مواجهة قوات الاحتلال إلى حرب بين العراقيين وأنفسهم لتبرئة ساحة المحتل الذي هو سبب كل البلاء والمشاكل، فالعراق قبل الاحتلال كان آمناً ومتجانساً.<BR><BR><font color="#0000FF"> * هل تؤثر الخلافات التي حدثت مؤخراً بين "القاعدة" وبعض الفصائل المسلحة على مسيرة المقاومة العراقية؟</font><BR>** الشيء الذي يدعو للاطمئنان أن قيادات "القاعدة" نزعت الفتيل، واستمعت لصوت العقل، وأكدت على ضرورة وحدة الصف، وعصمة دماء المقاومين، والتركيز على إخراج المحتل، وإفشال العملية السياسية التي أسسها والأجهزة الأمنية التي وضعت لخدمة المحتل.<BR><BR><font color="#0000FF"> * لماذا تركز فصائل المقاومة على العمل العسكري وتهمل العمل السياسي رغم أهميته الشديدة؟</font><BR>** جميع من يقاوم الأمريكان بالسلاح في العراق، رموا بثقلهم في الاتجاه العسكري، ولهذا فقد ساعدوا في اختصار فترة المقاومة للمشروع الأمريكي من عشرين سنة إلى 4 سنوات، فالثقل الأكبر أعطي خلال هذه الفترة للمؤسسة العسكرية داخل المقاومة وهناك ضعف كبير في الميدان السياسي، ولكن بعد أن تحقق المنجز الأهم وهو فشل المشروع الأميركي وهزيمة الأميركيين في الميدان، نلمس الآن تطوراً إيجابياً كبيراً في الرؤية السياسية.<BR><BR>وما أعلنته حركة المقاومة الإسلامية في العراق وجناحها العسكري، كتائب ثورة العشرين، مؤخراً، عن بناء مؤسسات سياسية وإعلامية وقانونية وتغيير اسمها إلى "حركة المقاومة الإسلامية، حماس – العراق"، وتعهدها في الوقت ذاته بمواصلة الجهاد ضد القوات الأمريكية المحتلة، ومباركة هيئة علماء المسلمين لهذه التغييرات، يؤكد على أن هناك نضجاً سياسياً بدأ يدب في أوصال جماعات المقاومة، التي اقتصر عملها في الماضي على الجهد العسكري، وهذا النضج والتحول السياسي ضروري من أجل جني ثمار الانتصار القريب والمنتظر للمقاومة العراقية إن شاء الله.<BR><BR><font color="#0000FF"> * هل يمكن لاتفاق "فتح" و "حماس" أن يستمر ويصمد؟</font><BR>** يرتبط هذا الأمر أساساً بمدى قدرة قادة "فتح" على الصمود أما الضغوط الأمريكية و"الإسرائيلية" باتجاه تغذية الخلاف والصدام بين الحركتين، ويعتمد أيضاً على المدى الذي وصل له قادة "فتح" في إلغاء خيار المقاومة، والسير بالكامل في طريق السلام الخادع والكاذب، كما يتوقف على مدى قوة الموقف السعودي ومراقبته للاتفاق، وضغطه على "فتح" حتى لا تخرقه.<BR><BR>والموضوع الرئيسي الذي يمكن أن يهدد الاتفاق هو الأجندة الأمنية، التي ينبغي أن يتم ترتيبها داخل البيت الفلسطيني، ومن خلال الإجماع الوطني، وعدم ترك المجال للكيان الصهيوني، أو لأطراف خارجية لتعبث في هذا الجانب، أو تهدد المقاومة، أو تنفرد بها. وعلى العكس من ذلك؛ فإنّ المقاومة وفصائلها على ضوء التطورات الأخيرة هي من يحدد كيفية ضبط إيقاع الترتيبات الأمنية، وتوحيد الصف الفلسطيني في مواجهة الاحتلال، بدلا من المواجهات الداخلية، والاقتتال الأهلي، وإراقة الدم الفلسطيني.<BR><BR><font color="#0000FF"> * ما هو مغزى التغير الذي حدث في موقف "حماس" وجعل كتائب القسام تقصف المغتصبات الصهيونية بالصواريخ؟</font><BR>** "حماس" اضطرت لذلك، ردا على التوغلات المتكررة لقوات الاحتلال في الصفة الغربية، خلال الأسابيع الأخيرة، وقيامها باستهداف واغتيال عدد من المقاومين والمواطنين الفلسطينيين؛ وتعتمد "حماس" في موقفها هذا على أن "إسرائيل" بأفعالها هذه تكون قد أنهت ما عُرف بفترة التهدئة وضبط النفس، التي سادت في الشهور الخمسة الماضية.<BR>وقد جعل هذا الاستئناف، حركة "حماس" تمسك بزمام المبادرة في التعامل مع الكيان الصهيوني، دون أن تترك له فرصة التصرف كما يحلو له، أو تذعن لتهديداته المتواصلة، أو تسكت إزاءها، أو تذر الأمر يمر دون اتخاذ رد الفعل المناسب.<BR><BR>ويضاف إلى ذلك تصريحات إسماعيل هنية التي أكد فيها أنّ الحكومة أو (حتى الحركة) أمام قرار وطني لم يفصح عن ماهيته، ستتخذه خلال شهر أو شهرين "ما لم يتحمل المجتمع الدولي مسؤولياته برفع الحصار عن الشعب الفلسطيني"، بحيث يكون محل إجماع وطني، ويرتبط القرار بحسب هنية بآلية للرد على التهديدات الصهيونية للمدن والقرى، والتي كان آخرها التهديد باجتياح قطاع غزة. ويرجح مراقبون أنّ المقصود هنا هو العودة إلى خيار المقاومة في حال فشل الحلول التفاوضية، حتى ولو اقتضى الأمر خروجها من الحكم"، وهو ما يعني وفق المصادر نفسها العودة للمقاومة، وعندها "ليبحث العالم عمن يلتزم بالهدنة".<BR><BR>و"حماس" أيضاً تريد طمأنة الشارع الفلسطيني بأنّ وجودها في الحكومة لا يعني تخليها عن المقاومة، وقد سبق للحركة أن سجلت سابقة تُحسب لها، حينما قام فصيلها العسكري بأسر جندي صهيوني وقتل آخرين، في عملية عسكرية جريئة في العمق الصهيوني، أثناء توليها مسؤولية الحكومة، العام الماضي، كما أنها لم تتراجع تحت الضغوط للإفراج عنه، دون ترتيب صفقة، يتم بموجبها الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال.<BR><BR><font color="#0000FF"> * ما هو الحد الأدنى الذي يجب أن تتفق عليه الفصائل الفلسطينية؟</font><BR>** هناك نقاط عديدة ينبغي الاتفاق عليها، النقطة الأولى هي أنه لا إسقاط لخيار المقاومة، وإنما يجب تقسيمه لمستويات تكتيكية واستراتيجية، ولو بطريقة سرية غير معلنة، وأن يكون ذلك وفق خطة للتعامل الذكي مع الحكومة "الإسرائيلية".<BR>والنقطة الثانية هي عدم الحرص على المناصب، وأن يتذكر الجميع أنهم مناضلون ومجاهدون وليسوا طلاب دنيا، وأغلب المشكلات الحالية هي بسبب هذه النقطة.<BR>والنقطة الثالثة هي تحريم الدم الفلسطيني، وتقديم المصلحة الوطنية الفلسطينية على أية أمر آخر.<BR> والنقطة الرابعة هي عدم الثقة في أمريكا ووعودها، وأن يتفق الجميع ويتوجهوا بخطابهم لواشنطن أن عليها أن تتخلص من الارتهان للأجندة الصهيونية. <BR><BR><font color="#0000FF"> * ما هي أسباب التدخل الإثيوبي في الصومال؟</font><BR>** السبب الأول أن إثيوبيا لا تريد أن تقوم للصوماليين قائمة، ولا تريد قيام أي دولة صومالية قوية إلا أن تكون موالية لها، وهناك عداء تاريخي بين الصومال وإثيوبيا، لأن هذه الأخيرة تعتقد أن الصومال تهددها تاريخياً، فهناك نزاعات بين البلدين على منطقة الصومال الغربي أو ''الأوجادين''، وفي رغبة الشعب الصومالي تحقيق حلم يسمى الصومال الكبير، الذي يضم ''إيميكلي'' شمال شرق كينيا و''الأوجادين'' في المناطق التابعة لإثيوبيا الآن، وجيبوتي إضافة إلى الجمهورية الصومالية. <BR>هذه المطامح هي السبب في العداء بين الصومال وإثيوبيا، والسبب الثاني أن إثيوبيا يبلغ سكانها 70 مليون شخص ولا يجدون منفذا بحريا أو موانئ، فهي بالتالي تبحث عن منفذ على البحر.<BR><BR><font color="#0000FF"> * هل يمكن توقع نمو حركة مقاومة صومالية تطيح بالاحتلال الإثيوبي؟</font><BR>** هناك الآن مؤشرات على أن المقاومة الصومالية ضد الاحتلال الإثيوبي بدأت تتشكل، إما انطلاقا من المحاكم الإسلامية نفسها أو عبر تجمع قوى وطنية أخرى وإسلامية، وهناك بعض الأحداث مثل قصف المقر الرئاسي وقصف القوات الإثيوبية في العاصمة، لكنها مازالت أعمالا عشوائية وغير منظمة.<BR><BR>وتشير تكهنات محللين إلى قيام مقاتلي المحاكم ـ الذين خرجوا من المدن الكبيرة دون التعرض لخسائر فادحة ـ بإعادة تنظيم صفوفهم ولملمة جراحهم لشن الهجمات على غرار ما يحدث في العراق وأفغانستان والشيشان، وذلك من مناطق نائية في جنوب البلاد، في مسعى لتحويل الصراع نحو حرب عصابات تبدأ في العاصمة مقديشو، وتطال مناطق الجنوب.<BR><BR>وقد تكون المقاومة المنتظرة من مقاتلي المحاكم الشرعية، ومؤيديهم من الصوماليين، والإسلاميين العرب، وغيرهم من الجهاديين في أفريقيا وغيرها، أشرس ما تكون، باعتبار أن ثمة قطاعاً واسعاً من الشعب الصومالي يرفض وقوع بلاده في شرك الهيمنة الإثيوبية الصليبية المدعومة صهيونياً وأمريكياً، فضلاً عن العرب والمسلمين. <BR><BR>وبعبارة أخرى، فإن أغلب الخبراء والمراقبين، يؤكدون على أن المشهد العراقي والأفغاني والشيشاني حتماً سيلهم المقاومة الإسلامية في الصومال، وأن مصير الغزاة الإثيوبيين لن يختلف كثيراً عن المصير الذي تواجهه القوات الأمريكية في العراق، والقوات الغربية في أفغانستان أو الروسية في الشيشان.<BR><BR><font color="#0000FF"> * كيف تنظرون إلى مستقبل المقاومة الأفغانية ضد الاحتلال الأمريكي والغربي؟</font><BR>** حركة "طالبان" هي الطرف الأساسي والرئيسي في المقاومة الأفغانية للاحتلال الأمريكي والغربي، وقد أبلت الحركة بلاءً حسناً في الفترة الأخيرة، أزعج الحكومات الغربية كلها. فقد شهدت "طالبان" خلال الأشهر القليلة الماضية إعادة بناء من جديد، وأرهقت قوات حلف شمال الأطلسي وأدخلتها في حرب استنزاف طويلة مثل تلك الحرب التي خاضها الأفغان من قبل مع السوفييت، والتي أدت في النهاية إلى هزيمة الاتحاد السوفييتي وتفكك قوته ودولته.<BR><BR>ولذلك فلم يكن مستغرباً ما قالته (وزيرة الخارجية الأمريكية) كوندوليزا رايس مؤخراً من أن الولايات المتحدة تشعر بالدهشة من قوة مقاتلي طالبان بعد مرور خمس سنوات من إقصاء الحركة عن الحكم في أعقاب هجمات الحادي عشر من سبتمبر، وأنهم عادوا أكثر تنظيما نوعا ما، وأكثر فاعلية مما كنا نتوقع. <BR>تصريحات مماثلة أطلقها الأمين العام لحلف شمالي الأطلسي أقر فيها بشدة بأس مقاتلي طالبان ودعا فيها إلى ضرورة أن تقوم الدول الأعضاء في الحلف بالوفاء بوعودها بتوفير الرجال والعتاد الذي وعدت بتقديمه لمساندة عملية الحلف الجارية حالياً جنوبي أفغانستان.<BR><BR>والعملية العسكرية التي قامت بها حركة طالبان في أفغانستان صبيحة يوم الثلاثاء 27/2/2007، والتي استهدفت نائب الرئيس الأمريكي ديك تشيني الذي لجأ إلى قاعدة باجرام العسكرية الأمريكية - أكبر القواعد العسكرية الأمريكية في أفغانستان - للمبيت فيها، تؤكد قدرة حركة طالبان على الوصول لأقصى المعلومات سرية والتغلغل في المستويات العليا في أجهزة الاستخبارات الباكستانية والأفغانية التي تخضع بصورة أو أخرى للاستخبارات الأمريكية.<BR><BR>المدهش في الأمر أن الإعداد لعملية باجرام وتنفيذها لم يستغرق غير بضعة ساعات، هي فترة بقاء تشيني في القاعدة شديدة التحصين، وهو ما يؤكد أن الحركة لديها مخزون حقيقي قادر على التخطيط والتنفيذ في بضع ساعات فقط. <BR>ومعنى ذلك أن هناك مصداقية شديدة لما سبق أن أعلنته حركة طالبان من حشد المئات من الفدائيين في انتظار معركة الربيع الحالية التي قالت الحركة: إنها ستكون الحاسمة في مواجهه الاحتلال.<BR><BR><font color="#0000FF"> * المعروف عن "طالبان" أنها تتبع أسلوب حرب العصابات والاختباء بالجبال، هل طورت الحركة من أساليبها لكي تستطيع تحقيق أهدافها في إنهاء الاحتلال؟</font><BR>** "طالبان" بدأت بالفعل في اتباع تكتيكات عسكرية جديدة تشبه تكتيكات المقاومة العراقية، إذ غيرت من طريقتها في حرب العصابات إلى زرع القنابل على جنبات الطرق التي تسلكها القوات الأجنبية والأفغانية، ومهاجمة القوافل العسكرية وتوجيه ضربات مباغتة لها، وكذلك اللجوء إلى استخدام أسلوب الهجمات الاستشهادية. <BR>والجديد أيضاً أن مقاتلي طالبان طوروا من أسلحتهم خصوصا الأسلحة المستخدمة ضد الطائرات والدبابات وكذلك أساليب المفخخات والتفجيرات الأمر الذي يجعلهم في موقف عسكري أفضل من السنوات السابقة خصوصا إذا تجنبوا التفجيرات العشوائية التي عادة ما تحصد أرواح المدنيين.<BR><BR>كما أن مناطق الجنوب، خصوصا محافظة هلمند، تشهد تحول مقاتلي طالبان من مجرد مقاتلين يعتمدون على الكر والفر إلى جهة تدير شؤون الحياة مثل حل المنازعات وأحيانا تقديم بعض الخدمات مثل إدارة مدارس دينية وبعض المستوصفات الطبية، هذا الشكل الجديد من العلاقة بين مقاتلي حركة طالبان والمواطنين قد يشكل مقدمة هامة لتغييرات كبيرة على خريطة توازن القوى في الجنوب في ظل فقد الحكومة السيطرة على عقول وقلوب الناس في تلك المناطق بشكل تدريجي.<BR><BR>ومن المتوقع أن تستمر وتيرة العمليات خلال هذا العام على نفس المنوال مع تشديد نوعي، لكن من الصعب على الأقل التوقع أن يتمكن أحد الطرفين من إنهاء الطرف الآخر والتفرد بزمام الأمور في مناطق المواجهة، خصوصًا في ظل الموقف الباكستاني المؤيد بشكل سري وأحيانًا علني لطالبان وهو أمر لا ينكره أحد حاليًّا. <BR><BR><font color="#0000FF"> * ما هي آخر تطورات الأوضاع في إقليم "كوسوفا" المسلم؟</font><BR>** التطور الأبرز هو خطة الموفد الدولي "مارتي أهتيساري" التي ينتظر طرحها على مجلس الأمن خلال العام الجاري، والتي من شأنها إما دفع إقليم كوسوفا قدما نحو الاستقلال، أو تجميد الأوضاع على ما هي عليه. <BR>ومعروف أنه بعد القصف الذي قام به حلف شمال الأطلسي عام 1999 والذي استمر 11 أسبوعاً لصربيا، تم إجبار القوات اليوغوسلافية على الانسحاب من كوسوفا ووضع الإقليم تحت الوصاية الدولية بموجب القرار رقم 1244.<BR>هذا القرار أفرز وضعا فريدا من نوعه، فهو من ناحية ينص على أن إقليم كوسوفا جزء لا يتجزأ من جمهورية صربيا، وفي ناحية أخرى يجعل السيادة الفعلية في الإقليم للأمم المتحدة. <BR>وبين هذا وذاك لا الأغلبية تشعر بأنها أمام استقلال فعلي، ولا بلجراد تشعر بأنها أمام سيادة حقيقية، ومن ثم كان لابد من البحث عن مخرج لهذه الازدواجية، وهو الأمر الذي عهد به إلى لجنة دولية مستقلة انتهت في عام 2000 إلى أن الاستقلال سيكون هو الحل الوحيد لمشكلة هذا الإقليم، الذي أصبح من المستحيل أن يتعايش مع الحكم الصربي بعد المذابح التي تعرض لها.<BR><BR><font color="#0000FF"> * ما هي تفاصيل هذه الخطة المقترحة؟</font><BR>** خطة أهتيساري التي طرحها في مطلع فبراير 2007 تقوم على منح الإقليم شكلا من السيادة تحت إشراف بعثة دولية برعاية الاتحاد الأوروبي، إضافة إلى امتلاك كوسوفا كل رموز الدولة الرئيسية من دستور ونشيد وطني وعلم، على أن تمنح الأقلية الصربية التي تشكل 5% من سكان الإقليم حكما ذاتيا.<BR>كما يقضي المشروع بحق إقليم كوسوفا في التفاوض وتوقيع الاتفاقات الدولية والانضمام إلى المنظمات الدولية، دون أن يطالب الانضمام إلى أي دولة أو أن يطالب بأي جزء من أي بلد.<BR>وفي حالة مصادقة مجلس الأمن الدولي على خطة أهتيساري في منتصف العام الجاري ستضع كوسوفا على طريق الاستقلال بعد ثماني سنوات من قيام حلف شمال الأطلسي بطرد القوات الصربية من الإقليم ووضع الإقليم تحت وصاية الأمم المتحدة عليه.<BR><BR><font color="#0000FF"> * هل تتوقعون أن تؤدي هذه الخطة المنتظرة إلى تسوية شاملة ومرضية لأزمة الإقليم؟</font><BR>** كثير من المحللين الغربيين يعتقدون أن مستقبل إقليم كوسوفا سيبقى معلقا، إذ هو دولة في نظر البعض وبمقاييسه، وفي نظر آخرين أرض متنازع عليها ووسيلة للضغط عند الضرورة، أي أنها ستكون تايوان على الطريقة الأوروبية.<BR>ويؤكد هؤلاء المحللون أن الدولة الجديدة ستكون تحت وصاية الاتحاد الأوربي بحيث تكون القوة والسيادة الفعلية لقوة من حلف شمال الأطلسي المكونة من 17 ألف رجل، ومن ثم فإن الأمر برمته ليس إلا تأجيلا لحل المشاكل كما وقع في البوسنة والهرسك.<BR><br>