د. عمرو الشوبكي: "فتح الإسلام" تخالف القاعدة أسلوباً وتشاركها فكراً.. لا حرب ولا تصفية لسلاح المخيمات
15 جمادى الأول 1428

حاورته: د. ليلى بيومي<BR><BR>الأحداث الساخنة التي تشهدها الساحة اللبنانية حالياً، والتي أضافت إليها سخونة على سخونة، جعلت الأمر مرتبكاً ومعقداً ويكاد يستعصي على الفهم في جوانب كثيرة منه.<BR>في محاولة لنفض بعض الغبار عن مفردات الأزمة الحالية، التقينا د. عمرو الشوبكي (المحلل السياسي والخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية)، لنسبر معه أغوار الشأن اللبناني في ظل هذه المستجدات الدامية.<BR><BR>نص الحوار: <BR><font color="#0000FF">* كيف تقرؤون أحداث مخيم نهر البارد في ضوء ما يتوافر من معطيات آنية لها، بمعنى: ما الذي فجر أحداثها؟ ومن المسؤول عن تدهور الموقف؟ ولحساب من تدار المعركة؟ وأي أفق ترونه للحل؟ </font><BR>** المسؤولية الأساسية هي أوضاع المخيمات الفلسطينية، وفكرة ترحيل مشكلاتها وعدم التعامل معها بشكل جذري، وعدم وجود أطراف تتمتع بمصداقية وقدرة على الحسم داخل المخيمات، فتراكم مسألة اللاجئين وعدم حلها، جعلها خارج إطار قانون الدولة اللبنانية، وخارج إطار منظمة التحرير والسلطة الفلسطينية.<BR>وهذا فتح كثيرا من التجاوزات سواء على مستوى الفصائل اللبنانية الداخلية، أو حتى على مستوى النظم العربية.<BR>"فتح الإسلام" إذاً عبارة عن محصلة لتراكم مشاكل المخيمات، وهذا أوجد فصائل مسلحة، كان من نتيجتها أن نرى ما حدث.<BR><BR><font color="#0000FF">* كيف تقرءون تصريحات نصر الله والسنيورة وجنبلاط فيما يخص أحداث المخيم؟</font><BR>** تصريحات الثلاثة متأثرة بالصراع الداخلي في لبنان وغاب عنها القراءة الموضوعية، كل واحد يعكس موقفا سياسيا من الوضع.<BR>فجنبلاط اتهم سوريا، واعتبر أن تنظيم "فتح الإسلام" هو فقط "عصابة سورية تنسق مع (الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ـ القيادة العامة) أحمد جبريل، الذي يتخذ من دمشق مقراً له.<BR>وهو يرى أن الأحداث الأمنية في الشمال اللبناني هي محاولة لتعطيل إقرار المحكمة ذات الطابع الدولي التي ينتظر إقرارها في مجلس الأمن لمحاكمة أي متهمين باغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري. <BR>وهو يتحدث عن إمكانية أن يدخل النظام السوري عملاءه في جنوب لبنان جراء فراغ أحدثه انتشار الجيش في الشمال، لاستخدام ذريعة "القاعدة" لزعزعة أمن الجنوب. <BR>أما موقف حسن نصر الله فيتلخص في أن ثمة توريطاً للجيش والقوى الأمنية في المعركة الدائرة في مخيم نهر البارد ومحيطه، وأن المعركة إنما هي مع الشعب الفلسطيني اللاجئ في المخيم. وهو يرى أن ما يجري إنما هو حرب أمريكية ـ قاعدية، يقيم الجيش في إطارها في موقع الواسطة الأمريكية، وأن الولايات المتحدة تستجلب تنظيم "القاعدة" إلى لبنان لمقاتلته هنا إبعاداً له عن أهداف في أميركا.<BR>كما يرى أن دفع الجيش إلى الحسم في نهر البارد يعرّض وحدته للخطر، ويرى أيضاً أن المخيم خط أحمر والشعب الفلسطيني خطّ أحمر والجيش خط أحمر.<BR>هو ينفي أي اتهام عن سوريا في هذا الملف.<BR>أما موقف السنيورة فهو يرى أن الهدف من وراء أحداث نهر البارد هو منع تكوين المحكمة الدولية، وهو ينتقد موقف نصر الله، وهذا تفكير طبيعي من الشخص الذي يعد حليفاً لأمريكا في لبنان.<BR><font color="#0000FF">* هل تعتقدون أن تنظيم "فتح الإسلام" هو امتداد لتنظيم القاعدة في لبنان؟ </font><BR>** "فتح الإسلام" تنظيم جهادي سلفي متأثر بالقاعدة، ولكن لا يجب أن نجعل القاعدة دائمًا مشجباً، فلا علاقة تنظيمية بين فتح الإسلام والقاعدة، وليس هناك مبرر لتلك العلاقة.<BR>وتكوين القاعدة يتمثل في تنظيمات غير مرئية تعمل تحت الأرض، وتمارس التفجيرات، أما "فتح الإسلام" فقد أخذت شكل المواجهة الصريحة، وهذا ليس أسلوب القاعدة.<BR><BR><font color="#0000FF">* أي علاقة تربط هذا التنظيم بجند الشام في سوريا؟</font><BR>** أنا متشكك في هذا الأمر، ومتشكك أصلاً في شيء اسمه جند الشام.<BR><font color="#0000FF">* هناك من يقول بأن تنظيم القاعدة ذاته ربما كان مخترقاً هو الآخر من إيران.. ما تعليقكم؟</font><BR>** هناك من يعتقد ذلك، ويدلل عليه باستهداف المدنين السنة، واستهداف مساجد السنة في العراق التي لا تؤيد القاعدة بشكل عام، وكذالك الأسلحة والعبوات الذكية الإيرانية الموجودة في حوزتهم، بالإضافة إلى قذائف الهاون، وكذالك صواريخ الآر بي جي الإيرانية الصنع.<BR>لكن هذه مجرد أقوال مرسلة لم يقم الدليل الدامغ عليها، وأنا من ناحيتي لا أؤيدها، وأرى أن التنظيم بعيد عن الاختراق الإيراني. <BR><BR><BR><font color="#0000FF">* تتردد أنباء عن اختراق المخابرات السورية لتنظيم فتح الإسلام أو بالأحرى صناعتها له، بالنظر إلى الأحكام المخففة التي قضاها قادته خلافاً لأعضاء جماعة الإخوان المسلمين التي لا تنتهج العنف في سوريا، وانطلاقة قادته إلى لبنان عبر الحدود دونما أي تحفظ من السلطات السورية.. ما تقيمكم لمثل هذه الأقوال؟ </font><BR>** تحدث الكثيرون عن "فتح الإسلام" كتنظيم ترعاه المخابرات السورية، وهم لا يتصورون بروز هذا التنظيم دون وجود دعم وأيادٍ سورية تحركه لمصالحها الخاصة، مستغلة حالة الفوضى والتوتر الأمني والسياسي في لبنان، من خلال بؤرة حساسة وهي المخيمات الفلسطينية.<BR>وقد تكون دوافع سوريا لذلك هي عدم وجود أدوات سورية حالية فاعلة في لبنان، على الرغم من علاقة التحالف التي تجمع السوريين بـ"حزب الله"، الذي هو في المحصلة جزء من النفوذ الإيراني في المنطقة. <BR>ورغم هذا كله، ورغم القول بأن "فتح الإسلام" هي مجرد أداة سورية، ساهمت المخابرات السورية – من خلف الستار- في تشكلها، فإننا لا يمكن أن نأخذ الأمر كقضية مسلمة، وإنما هو مجرد احتمال، قد يصدق، وقد يكذب.<BR>فلا يستطيع أحد الجزم بأن سوريا لها مصلحة بالتحالف مع تلك المنظمة، لأن لديها من القضايا ما يجعلها تبتعد عن إضافة بند آخر للتوتر في منطقة شديدة التوتر، ووارد جداً أن تنعكس بالسلب على سوريا نفسها.<BR><BR>لقد سارعت قوي الأكثرية اللبنانية بقيادة تيار المستقبل مع حلفائه، باتهام سوريا بتمويل وتسليح تنظيم فتح الإسلام‏، في حين ردت قوى أخرى من المعارضة باتهام تيار المستقبل وتحديدا سعد الحريري بتمويل وتسليح هذا التنظيم السني‏، ليقف في مواجهة "حزب الله" الشيعي، الخصم الرئيسي لتيار المستقبل.<BR>وهكذا فالاتهامات متناثرة، والكل يتهم الكل.‏<BR><BR><font color="#0000FF">* هل يمكن القول إن سوريا أو إيران أو الولايات المتحدة هي من نقلت المعركة مع الإرهاب إلى الداخل اللبناني؟</font><BR>** أستبعد الجانب الإيراني، فلا توجد معلومات يقينية بالنسبة لإيران، ولكن الطرف المحتمل هو سوريا، وكما قلت هو مجرد احتمال لا أكثر، على الأقل حتى الآن. أما بالنسبة لموقف الولايات المتحدة، فإن صفة الاستعجال التي أعطيت للجسر الجوي الأمريكي الذي نقل السلاح والذخيرة للجيش اللبناني، وتأكيد الطرف الأمريكي أن إعداد العدة، ليس فقط لاجتياح المخيم الذي رحل عنه معظم سكانه ولم يعد يؤوي إلا (15) من (40) ألف لاجئ فلسطيني، ولكن استعداداً لمعركة طويلة قد لا تقتصر على مخيم نهر البارد.<BR>أحداث نهر البارد، لا يستبعد أن تكون مقصودة من أطراف دولية، وخاصة الطرف الأمريكي، لإحداث الفوضى الخلاقة، التي تريد واشنطن تعميمها في المنطقة العربية، تطبيقا لنموذج العراق، من أجل الشرق الأوسط الجديد، فهي محاولة لدفع الضحايا إلى شن الحرب على الضحايا، وهي مخطط لتفتيت العلاقات الفلسطينية ـ اللبنانية، ومحاولة لإحداث المزيد من التشظي على الصعيدين اللبناني والفلسطيني.<BR><font color="#0000FF">* يتكهن البعض بأن الدور الذي يقوم به الجيش اللبناني الآن ربما امتد للمواجهة المباشرة مع ميليشيا "حزب الله"، كيف تفسرون تدفق السلاح على الجيش اللبناني في وقت يواجه الجيش فيه مجرد تنظيم حديث التكوين والنشأة؟ </font><BR>** شحنات السلاح الأمريكية للجيش اللبناني تعكس تدخلا مباشرا وسريعا في الأزمة اللبنانية، وهي تدفع الفرقاء باتجاه خيار المواجهة المسلحة بدلاً من التهدئة والحوار والحل.<BR>الولايات المتحدة تدفع الحكومة اللبنانية دفعاً إلى اقتحام مخيم نهر البارد، لتمتد بعد ذلك المواجهات إلى باقي المخيمات الفلسطينية، وهي تتمنى بالتأكيد أن تصل إلى "حزب الله" بدعوى تطبيق قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1559 الذي يطالب بنزع كل سلاح غير شرعي في البلاد.<BR>إن أعداد عناصر "فتح الإسلام" في مخيم نهر البارد قليل جداً ولا يحتاج جسر جوي أمريكي بهذه الضخامة، وهو ما يؤكد أن النوايا الأمريكية في الأمر غير مخلصة. <BR><BR><font color="#0000FF">* هل يمكن أن تتدخل الولايات المتحدة عسكرياً في لبنان بشكل مباشر وتضع لها موضع قدم بحجة مساندة الجيش اللبناني في مكافحة "الإرهاب"، ثم تطوير هذا التواجد فيما بعد لمواجهة أو الاقتراب من مرابض قواعد "حزب الله"؟</font><BR>** لقد أجبت بشكل ما على ذلك في السؤال السابق، ومع ذلك أقول: الولايات المتحدة يهمها السيطرة على الساحة اللبنانية من أجل التصدي لمحور (إيران – سوريا – "حزب الله") الذي يمثل خطورة على "إسرائيل".<BR>هي تغذي الخلافات من أجل الوصول إلى تحجيم إمكانات "حزب الله" والسيطرة عليه، وهي لا تريد بأي شكل أن تكون الساحة اللبنانية مسرحاً لتحالفات لمواجهة "إسرائيل".<BR>وفي سبيل تحقيق ذلك لا تهدأ الإدارة الأمريكية ولا تتوانى، وهناك على سبيل المثال تقرير "واين مادسون" الصادر في 24 أكتوبر 2006، والذي أكد على اعتزام الإدارة الأمريكية إنشاء قاعدة عسكرية رئيسة في شمال لبنان، من أجل تسهيل الإمدادات اللوجستية، والبقاء طويل الأجل في الشرق الأوسط والعراق.<BR>وبحسب التقرير ستستخدم القاعدة الجوية كمعبر ومحور للإمداد اللوجيستي للقوات الأمريكية في المنطقة، وكمكان للراحة والاسترخاء والاستجمام لتلك القوات، فضلاً عن أن القاعدة سوف تستخدم من أجل حماية خطوط أنابيب نقل النفط الأمريكية (خط باكو- تبليسي، وخط الموصل- كركوك)، وقد تستخدم لتقويض استقرار الأوضاع السورية، وتغيير بعض الأوضاع في لبنان نفسها. <BR>صحيح أن هذا التفكير وجد معارضة لبنانية شديدة، ومن المستحيل الموافقة عليه في دولة مثل لبنان، لكنه يكشف، بشكل أو آخر، طريقة التفكير الأمريكي.<BR><font color="#0000FF">* تكوين الجيش اللبناني يراه البعض أقرب إلى فريق المعارضة لا الحكم؛ فكيف يقدم الرئيس السنيورة على خوض حرب بسلاح مهتز نوعا ما؟ ولماذا لم تتم مواجهة التنظيم بالقوى الأمنية اللبنانية وهو الإجراء المنطقي في داخل حدود الوطن؟ </font><BR>** الجيش اللبناني هو المؤسسة الوحيدة التي حافظت علي وحدتها وتماسكها في ظل انهيار المؤسسات الأخرى وانقسام بعضها علي أسس طائفية، أو بين التيارين المتنافسين علي زعامة لبنان.<BR>وقوة الجيش اللبناني لم تكن أبدا في تسليحه، وتدريبه، ومعداته العسكرية، وإنما في التوافق عليه، ونجاح قيادته في إبعاده عن الصراعات والمشكلات الداخلية بين أطراف الحرب الباردة اللبنانية المندلعة منذ اغتيال رفيق الحريري. <BR><BR><BR><font color="#0000FF">* هل تعتقدون أن الغرض من إشعال هذه الأحداث هو تصفية سلاح المخيمات؟ وهل تتوقعون حدوث اتفاق بين طرفي النزاع ومن ورائهما الولايات المتحدة وإيران على ذلك؟ </font><BR>** تصفية سلاح المخيمات غير وارد لأنه مسألة مركبة، ودائما المخيمات مسلحة، والجيش اللبناني لن يستطيع أن يصفي هذه المسألة، وهو أمر غير وارد.<BR>لقد تم فتح ملف سلاح المخيمات بعد حرب يونيو 2006م واستهداف سلاح "المقاومة" في لبنان باعتباره احتياطيًّا لسلاح الداخل الفلسطيني، بهدف تصفية "المقاومة" في لبنان.<BR>وهذه المطالبة كانت ضمن إخراج سوريا من معسكر "المقاومة"، وكذلك تصفية سلاح "حزب الله".<BR>والحديث عن تصفية سلاح "فتح الإسلام" له علاقة بالمخاوف الغربية و"الإسرائيلية" من تمدد أفكار أو مناصري تنظيم القاعدة في لبنان وفلسطين معًا، خصوصًا أن أفكارهم تتوافق مع أفكار القاعدة.<BR>ولا يمكننا الفصل بين ما يجري من أحداث وبين القرارات الدولية وخاصة المتعلق منها بنزع سلاح "حزب الله" ونزع سلاح الفلسطينيين في المخيمات وإمكانية استئناف "إسرائيل" لعدوانها على لبنان وكافة الصراعات الإقليمية الأخرى.<BR><BR><font color="#0000FF">* هل تتوقعون جر الفلسطينيين إلى حرب في لبنان الآن؟</font><BR>** لا، نهائياً، لن يتجاوز الأمر حدود المناوشات. <BR><BR><font color="#0000FF">* هل تتوقعون حرباً قادمة خلال صيف أو خريف العام الحالي؟</font><BR>** لا أتوقع ذلك، ما لم تحدث مواجهة أمريكية إيرانية، فالوضع الذي انتهت إليه حرب صيف 2006م، هو أقل من وقف للنار، واستقر على ما يبدو عند وقف للأعمال الحربية بين "إسرائيل" و"حزب الله" الذي تراجع عن موافقته على البنود السبعة التي تشكل المرتكزات الأساسية للقرار الدولي رقم 1701 الذي أنهى القتال وأحضر التعزيزات الدولية الضخمة إلى الجنوب ( 13 ألف جندي معظمهم أوروبيون) فضلاً عن تسليم أمن المنطقة الجنوبية إلى الجيش اللبناني ومنع سلاح "حزب الله" جنوب الليطاني. <BR>الأمور استقرت عند هذا الحد، ولا أتوقع اشتعالها، خاصة وأن الثمن الذي دفعه "حزب الله" كان فادحاً، كما أنه من الصعب على "إسرائيل" اتخاذ قرار بحرب جديدة بدون ذرائع ومبررات مقبولة، وتهديد فعلي لها.<BR>لكن أي مواجهة بين إيران من جهة، والولايات المتحدة الأميركية من جهة أخرى، فإنها تعني أن احتمالات معاودة الحرب التي شهدها لبنان الصيف الماضي سوف تصبح كبيرة جدًا.<BR><BR><font color="#0000FF">* ما الدور العربي بكافة دوله وفعالياته فيما يحدث في لبنان؟ هل ترون أنه على المستوى المطلوب؟ </font><BR>** تطور الأوضاع اللبنانية في الأشهر الأخيرة، كان يسير في اتجاه أن لبنان سيحافظ على وضع الأزمة لفترة طويلة، خصوصا بعد العدوان "الإسرائيلي" الأخير، وما خلفه من أوضاع وآثار نفسية ودمار هائل.<BR>وأزمة "نهر البارد" تركت آثارها على أطراف النزاع بما جعلهم أكثر التصاقاً بمواقفهم السابقة ذات المرجعية والمصالح الفردية، والارتهان بمصالح خارجية.<BR>ومن الطبيعي أن يبحث الجميع في المنطقة عن الحل، لأن مخاطر اندلاع حرب أهلية جديدة في لبنان سوف تمتد إلى دول الإقليم وإلى المناطق الأخرى من الوطن العربي.<BR>والجهود العربية المتمثلة أساساً في دور الجامعة العربية وأمينها العام، اصطدمت بحواجز الممانعة من أطراف النزاع، ومع هذا؛ فإن الحاجة إلى تفعيل هذه الجهود تبقى ماسة وضرورية ومطلوبة حتى لا يكون هناك انفراد خارجي بالحل، أو يتطور البحث عن الحلول إلى تدويل المسألة، وتدخل الأمم المتحدة في تفاصيل الشأن اللبناني، فإلغاء الدور العربي أو تجاوزه إلى التدويل لا يخدم القضية اللبنانية لأنه سيعطي الآخرين حقوقا ليست لهم في لبنان، ويخرج لبنان من سيادته وهويته وعروبته ويضعف دوره الإقليمي.<BR><BR><font color="#0000FF">* تتحلى "إسرائيل" بالصمت الرسمي لحد الآن، ولم تدل بقوة برأيها فيما يجري غير بعيد عن حدودها.. كيف تفسرون ذلك؟ </font><BR>** هي تلوذ بالصمت طالما كان ما يجري يرضيها ويصب في مصلحة مشروعها. سوف تسعى لتغذية الصراع بوسائلها الخاصة، ومن خلال علاقتها بالولايات المتحدة، كما تفعل في الساحة الفلسطينية بين فتح وحماس.<BR><BR><br>