19 ربيع الأول 1429

السؤال

صديقي شخص ملتزم ولله الحمد ولكنه يتابع المباريات والبطولات الدولية لدرجة أنه يضع على شاشة جواله
صورة لاعب!! فأنكرت عليه بأنها من خوارم المروءة فقال لي :المهم أنها ليست حرام..
ماذا أفعل معه؟

أجاب عنها:
د. خالد رُوشه

الجواب

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد صلى الله عليه وسلم وبعد, السائل الكريم.
فإن الإسلام دين كامل متكامل من جميع جوانبه بحمد الله وقد أكمل الله رسالته التي بعث بها نبيه وأتم علينا نعمته، فكان من آخر ما أنزل من القرآن قوله تعالى: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْأِسْلامَ دِيناً) (المائدة: من الآية3), وقد أمرنا الله سبحانه أن نأخذ الإسلام كلا كاملا لا يتجزأ فقال سبحانه: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً) (البقرة: من الآية208).. ولم يمنع الإسلام الترويح بحال بل أباحه بضوابطه .
وتدور مادة (روح) في اللغة حول معاني: السعة، والفسحة، والانبساط، وإزالة التعب والمشقة، وإدخال السرور على النفس، والانتقال من حال إلى آخر أكثر تشويقاً منه
ولما جاء عبد الله بن عمرو بن العاص وسأل الرسول صلى الله عليه وسلم عن العبادة قال له : صُم وأفطر وقم ونم، فـان لجسدك عليك حقّاً، وإن لعينك عليك حقّاً، وإن لزوجك عليك حقّاً، وإن لزورك عليك حقّاً (البخاري) وفي رواية: قال: قال لي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: يا عبد الله بن عمرو: إنك لتصوم الدهر وتقوم الليل، وإنك إذا فعلت ذلك هجمت له العين ونهكت، لا صام من صام الأبد(مسلم).
وعن عائشة رضي الله عنها أنها كانت مع النبي-صلى الله عليه وسلم- في سفر، قالت: فسابقته فسبقته على رجلي، فلمــا حملت اللحم سابقته فسبقني، فقال: هذه بتلك(أبو داود وهو صحيح).
وللترويح شروط في الإسلام: منها كونه يجب أن يكون في طاعة الله لا في معصيته وألا يكون في النشاط الترويحي كذب وافتراء؛ قال -صلى الله عليه وسلم-: ويل للذي يحدث بالحديث ليضحك منه القوم فيكذب، ويل له، ويل له(مسند أحمد وهو صحيح).، وألا يضيع فرضا ولا عملا صالحا معتادا عليه، وأن يعلم صاحبه أنه وسيلة لا غاية، ويعلم أن الجد هو الأصل وأن الترويح هو الفرع، وأنه لو تعارضا لقدمنا الجد عليه،
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ولا تكثر الضحك؛ فإن كثرة الضحك تميت القلب
(مسند أحمد وهو صحيح ).
وقد ابتلي الناس بمتابعة كرة القدم بصورة فجة بحجة الترويح إلا أنها قد خرجت عن المقبول، ضيعوا فيها أوقات الصلاة، وأنشأوا بينهم على أساسها العداوات والولاءات والخصامات، ونشروا من خلالها حب اللاعبين مهما كانوا فساقا أو طائعين، وأسرفوا فيها في إنفاق المال على ذلك، في وقت يبخل فيه الكثيرون بالتصدق لمصلحة دينه وبالعطاء لصالح أمته، وذهبت الأوقات الكثيرة في الاهتمام والانشغال بذلك .

ومن نافلة القول أن نقول أنه لا يليق بالدعاة إلى الله سبحانه أو العارفين بدينه الانخراط في ذلك وتضييع أوقاتهم والسقوط في تلك السقطة، لا نقول بحرمة كرة القدم بكل ما فيها ولكن لاشك أن بعض ممارساتها به من المنهي عته الكثير ويرجع في ذلك إلى مراجعه من الفتوى وليس هذا مكانها .
وعليك أخي السائل أن تنصح صاحبك بالحسنى وتبحث عمن ينصحه فيؤثر نصحه فيه من العلماء والدعاة وفقكم الله.