5 رجب 1429

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كثيرا ما نسمع من أهل التربية ودورات تطوير الذات أن على الانسان أن يروح عن نفسه ولا يشد عليها ..
وأنا أشعر أنني طبقت هذه القاعدة مع المبالغة فيها
فما هو الضابط لمن أراد علو الهمة والجد وخاف أن يقع في الإهمال بحجة الترويح ؟

أجاب عنها:
إبراهيم الأزرق

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
أخي الكريم.. قد قال نبينا صلى الله عليه وسلم كما روى الإمام مسلم: "يا حنظلة ساعة وساعة" كرر ذلك ثلاث مرات.
ومقتضى هذا أنه لا بأس بالترويح المباح المرة بعد الأخرى دون استغراق فيه أو توسع في المباحات.
والحق أن كثيراً من الناس اليوم لا يحتاجون إلى تذكير بالساعة المتعلقة بالنفس لتوسعهم فيها ساعات وسعات مع تفريطهم في جناب ربهم سبحانه وتعالى.
ونحن نعيش اليوم زماناً كثرت فيه الملهيات والتوافه الصارفة عن الجادة فما أحوجنا إلى من يقول لنا: تعال بنا نؤمن ساعة!
ويتأكد هذا بالنسبة لأصحاب الأهداف السامية والغايات النبيلة التي تتطلب منهم تشميراً عن ساق الجد واجتهاداً في العمل.
ولن أضرب لك نماذج من سلف هذه الأمة ولا بمن تميز من الأمم الأخرى في الغابر والحاضر وكيف كانوا يصنعون، وحسبك أن عندنا أعظم رجل في التاريخ وقد كانت لنا فيه أسوة حسنة، ذاك هو محمد صلى الله عليه وسلم القائل: "ساعة وساعة"، تأمل هديه واقرأ سيرته تعرف مراده بقوله ساعة وساعة، وتقطع بأنه لا تدخل فيها ساعة فرط فيها امرؤ فيما ينبغي له فعله ندباً أو إلزاماً، ولا تدخل فيها ساعة اقترف فيها ما نهي المرء عنه، بل هي ساعة لهو أو ترويح مباح يحسن فيه النية والقصد ليكون هذا المباح ذخراً له في ميزان الحسنات سواء كان حديثاً أو أكلاً أو شرباً أو سمراً أو ملاعبة أو نوماً أو غير ذلك، ثم تتبعها ساعة نصب ورَغَبٍ فيما عند الله، وفقك الله لاتباع رضوانه وباعد بينك وبين أسباب سخطه، وبصّرني وإياك بما له خلقنا وأعاننا وسددنا.