1 ذو القعدة 1434

السؤال

فضيلة الشيخ د. ناصر العمر حفظه الله تعالى
سؤالي بعد التحية و التقدير لجهودكم - نفع الله بكم الإسلام و المسلمين - هو: أنا مبتعث من السعودية إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وأنا - ولله الحمد- محافظ على الصلاة وقلبي مطمئن بالإيمان، ولا أقبل دينا غير دين الحق الإسلام، و أحاول الدعوة إلى الإسلام بالتي هي أحسن، وهناك زميل لي معي في نفس (الكورس) أمريكي وهو نصراني متدين، وسألني عن الإسلام كثيراً لأنه قرأ عن الإسلام وعن السعودية، ولا يخفى عليكم تشويه الإعلام الأمريكي للإسلام عموما، و للسعودية خصوصاًَ.
ومن هذا المنطلق سألته هل أستطيع الحضور إلى الكنيسة يوم الأحد وهو كذلك طلب أن يحضر معي يوم الجمعة إلى المسجد. ووالله ما كان هدفي من ذلك إلا أن يطمئن لي ويحضر إلى المسجد يوم الجمعة، ويسمع الحق، الذي هو في ديننا، خصوصا أني ملتحي وزوجتي ترتدي الحجاب الشرعي، وما نلمسه هنا نحن جميع المسلمين و المبتعثين خصوصا أنهم يبحثون عن الإسلام، ولكن لم يجدوا من يوجههم، وعلى هذا حضرت معه في الكنيسة يوم الأحد، ووعدني أن يحضر معي للمسجد يوم الجمعة، علما أنني لم أشاركهم في شعائر عبادتهم وما فعلته هو أني جلست في آخر صف، وجلس هو بجانبي وما فعلته هو أنهم إذا وقفوا وقفت معهم فقط، وبعدما عدت إلى منزلي خفت أن أكون قد ارتكبت خطأً قد يهدم ديني من أصله، ومن تلك اللحظة وأنا خائف مما فعلت.
هل ما فعلت هو خطأ أم صواب؟
الرجاء الرد على سؤالي أسأل الله أن يجزيكم خير الجزاء. وإذا كان هناك توجيه كيف تكون الدعوة وما هي المحظورات التي يجب تجنبها؟

أجاب عنها:
الشيخ أ.د. ناصر بن سليمان العمر

الجواب

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.
أولاً تشكر على حرصك على هدايته، ولكن أخطأت في حضور قداس الأحد – كما يزعمون – وصلاتهم باطلة وعبث وتخوض في دين الله، وقد أمرنا الله باجتنابهم (وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) (الأنعام:68)، ثم أخطأت في مشاركتهم في صلاتهم ولو كان مجرد وقوف؛ لأن الذي يراك يظن أنك منهم، لذا عليك بالتوبة إلى الله، وعدم تكرار ذلك، ودخول الكنيسة لا يجوز إلا لمصلحة معتبرة كدعوتهم للإسلام والصدع بالحق مع عدم ترتب مفسدة محققة، وفقك الله وسددك.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.