16 جمادى الأول 1429

السؤال

فضيلة الشيخ:
ما الفرق بين الورع والتكلف المذموم شرعاً؟ لأني أحيانا أتورع فيقول لي الناس لا تتشدد أو يقول لي بعضهم هذا ورع بارد لا ينبغي في الدين مثله، لكني لم أحر منهم جواباً في الفرق بينهما، فكنت أظن أني على الصواب لكن سمعت هذه الكلمة، فقد ذكرها أحد العلماء في سياق المحاضرة فقال: هذا ورع بارد لم يأت الشرع به فأصبحت في حيرة من أمري....
فأرجو بيان ذلك لي..

أجاب عنها:
د.عمر بن عبد الله المقبل

الجواب

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده. وبعد:
فقبل الجواب عن سؤالك ينبغي أن تعرف ما الورع في الشرع ؟ فيقال : الورع هو ترك ما قد يضر في الدار الآخرة ،وهو ترك المحرمات والشبهات.
فإذا كان ما تتركه من أمور من قبيل هذه الأشياء فتركك محمود ،ولا يصح أن يعاب عليك ذلك ،ولا عبرة بكلام الناس إذا كان ما يفعله الإنسان موافقاً للشرع ،وكلامهم لا ينتهي .
لكن إذا كان ما تتركه خلاف ما ينبغي من مثلك فعله ،فلا شك أن تركه خلاف الورع ،فالورع يقتضي منك أن تُقدم وتبادر ،وتركك لذلك ـ بدون مسوغ شرعي ـ هو ما سمعتَ عنه بالورع البارد.
ولعلي أمثل لك بمثال ينطبق عليه ما سماه صاحبك بالورع الور البارد ،وذلك كأن يسأل طالب علمٍ عن عدد أركان الإيمان أو أركان الإسلام فيحجم عن الجواب حتى لا يكون ممن يفتي قبل تأهله لمرحلة الفتوى ،فهذا بلا شك ورع بارد.
ولو أنك وضحت لنا بعض هذه المواقف لأمكن الحكم عليها بشكل أدق ،والله المستعان.
والله أعلم .
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين