13 جمادى الثانية 1429

السؤال

السلام عليكم
سؤالى باختصار ان فيه شاب مسيحى دعوته الى الاسلام بعد ان شعرت انه لديه قابلية واستعداد لذلك لكن المشكلة انه يحبنى و يريد ان يرتبط بى هو لن يتقدم لى حاليا لانه عنده19 سنه و مينفعش يقول لاهله انه بيحب واحده مسلمة و مش مستعد او مش هيقدر انه يسلك دلوقتى لكن انا ممكن اقنعه ان اسلامه لازم يكون عاجل لانه لا يضمن حياته لكن انا لا احبه كانسان اريد ارتبط به انا كان كل هدفى انى اخليه يسلم وكمان قولتله لو اسلمت هكمل معاك و هستحمل المشاكل اللى هتقابلنا لخوفى انى لو بعدت عنه انه ميستحملش يواجه اهله وميسلمش والشيطان يرجع يأثر عليه ويبعده عن طريق الحق فماذا افعل؟ علما بان معرفتنا لا تتجاوز حدود النت و هو الان يريد ان اقابله و انا وافقت بعد موافقة امى لكن قلت له انى ساقبله مره واحدة فقط و لن اكررها مرة اخرى حتى اثبت له اننى لم ادعوه الى الاسلام كتجربة لى كداعية لانى قلت له اننى اتمنى و اريد ان اكون داعية فى المستقبل لكن اريد ان اقنعه ان ما فعلته كان من اجله و ليس لاى شىء اخر.
ارجو الرد فى اقصر وقت ممكن لانى فى امس الحاجة الى معرفة ماذا على ان افعل

أجاب عنها:
د. خالد رُوشه

الجواب

السائلة الكريمة ... لاشك أن مشاعرك للدعوة لدينك طيبة ومشكورة , إلا أن هناك ضوابط ومحددات قد حدها الإسلام حتى لا ينزلق المؤمنون الطيبون في سقطات غير معروفة الحدود ..

والحق أن كثيرا من حالات الارتباط سواء النفسي أو غيره قد حدثت عبر شبكة الانترنت بين شباب وفتيات قد يكون بدايتها في بعض الأحيان نية حسنة , ثم نراها تنقلب إلى مالايحمد عقباه من سلبيات متكاثرة ..

والإسلام قد حدد هذه العلاقة بين الشباب والفتيان لئلا تحدث العواقب غير المحمودة وليظل المجتمع نظيفا طاهرا كريما وتظل قلوب المؤمنين الطيبين بغير لوثة الذنب والمعصية..

وفي مثل حالك مع هذا الشاب يجب أن تعرفي ابتداء أن تلك المعرفة التي قامت عبر الانترنت لم تكن في طريق الصواب بحال , وإنما كانت في طريق قد يكتسب المرء منه الذنوب والآثام عبر الاستدراج في الأحاديث مع الجنس الآخر بما هو غير محدود المعالم .. هذا حتى إن جلبت تلك المحادثات بعض المنافع المختلفة من تبادل الأفكار أو النصائح أو غيرها فإن الشريعة الإسلامية الحكيمة قد وضعت ضابطا حكيما يقول : ( إن دفع الضرر مقدم على جلب النفع ) وإبعاد المفسدة له أولوية على السعي وراء المصلحة , فإن كان أمر ما به مفسدة متحققة ومصلحة مظنونة فلاشك أن تركه أولى وأفضل , حتى ولو كان في الاستمساك به بعض النفع المرئي من جهتنا ..

فما بالك وقد بانت المفاسد المتكاثرة من مثل تلك الحوارات وظهرت الأخطاء المتكررة والمجربة كثيرا من تلك العلاقات التي لا تترك أصحابها إلا بحزن وألم وذنب وندم !!

وتسألين أيتها الكريمة عن حكم لقائك ذاك الفتى .. فأقول لك أنه سيكون نوع آخر من الأخطاء ستقعين بها بلا دراية , فاحذري ذاك اللقاء حتى ولو رضيت أمك به فإنه مجلبة لما لايحمد عقباه في الدين والدنيا ..

وإذا كان الفتى مريدا الإسلام حقا فليخطو نحو الإسلام بما يفعله الناس صادقوا النية من خطوات واضحة وبما تتيحه قوانين البلاد التي يسكن فيها وليخطو نحو المؤسسات الدينية بتلك البلاد وليسأل ماعليه أن يفعل ولينتصح بنصحهم في تلك المؤسسات فهم الأقدر على نصحه وهم الأقدر على رعايته وهم الأقدر على توجيهه منك ..هذا إن كان صادقا في نيته ..

أما إن كان الأمر عنده خليط بين رغبة في اللقاء بك والتعرف عليك مع بعض أفكار تراوده حول ذاك وذاك .. فالحذر الحذر من ذلك أيتها الأخت الكريمة , واعلمي أن تلك الخطى هي خطى فيما يغضب ربك ولا يرضيه مهما تلون ذلك بألوان أخرى ..فالحق أبلج والباطل لجلج ..وفقك الله لكل خير