وظِّفوه في محاكمكم إن كنتم صادقين
19 رجب 1429
المسلم - خاص
(لويس مورينو أوكامبو)المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية،اسم بات شهيراً منذ أن تولى بالنيابة عن الغطرسة الأمريكية وزر إصدار مذكرة اعتقال غير مسبوقة ضد الرئيس السوداني عمر البشير.ولو كانت المحكمة الجنائية الدولية جديرة باسمها لبادرت إلى طرده من منصبه فور إصدار المذكرة المسيسة إلى حدود الفضيحة،لأنه أثبت بذلك أنه موظف لدى إدارة بوش الصغير أو أنه متواطئ معها،الأمر الذي يجعله فاقداً للحد الأدنى من النزاهة اللازمة للعاملين في سلك القضاء.فالعم سام-وهو ليس عضواً في المحكمة بل عقد اتفاقات ضد عملها مع كثير من بلدان العالم!!-العم سام هذا تحدث عن قرب إصدار مذكرة اعتقال في حق البشير قبل صدورها وقبل أن يتحدث عنها أي مسؤول في المحكمةّ!!
بعد ذلك ظهرت فضيحة أخرى تؤكد عدم جدارة أوكامبو بمنصبه الخطير،وتبرهن أن المحكمة المذكورة ليس لها من اسمها نصيب.فقد تحرش المذكور بإحدى مرؤوساته في المحكمة،ولما كشف موظف آخر هذه الصفحة السوداء،قام أوكامبو بفصل الرجل من عمله!!
والغرب المنافق هنا يذكّرنا بقصة وفد أهل حمص الذين شكوا ظلم واليهم إلى الخليفة المأمون الذي قال لهم:هذا رجل من أفضل رجالي ومن أحرص عمالي على العدل!!وبالطبع لا يستطيع الوفد أن يكذّبوا كلام الخليفة،غير أن واحداً منهم آتاه الله عز وجل سرعة في البديهة رد على المأمون ردّاً مفحماً،إذ قال:معك حق يا أمير المؤمنين،فالرجل كما ذكرتَ،والعدل الذي أوجبه الله سبحانه عليك يُلْزمك بتوزيع عدله على الرعية،فمثلما نعمنا نحن في حمص بعدله وإنصافه ثلاث سنوات ينبغي لكل ولاية أن تحظى بمثل هذه المدة من ولايته!!فابتسم الخليفة وأُسْقط في يده فعزل واليه الظالم.فهلاّ قلنا للغربيين:ما دمتم ترون أوكامبو على هذا القدر من الاستقامة فخذوه موظفاً في محاكمكم!!
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
حقاً هو لا يصارع اليهود!!
11رجب1429(14 / 7 / 2008م)-رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الذي شارك في مؤتمر(الاتحاد من أجل المتوسط)في فرنسا،اعترض على توصية من توصيات المؤتمر تدعو إلى حل عادل وشامل للصراع العربي "الإسرائيلي"!!
ولم يوضح عباس سبب اعتراضه العجيب الغريب:أهو استياء من وصف ما يجري بأنه صراع أم من الدعوة إلى حل عادل وشامل-وما هو بعادل ولا شامل أصلاً!!-أم من إدخال العرب في القضية التي تتبنى مدرسة الاستسلام تصفيتها في مقابل العمل جنود حراسة للعدو الصهيوني المحتل؟!!
في كل الحالات أثبتت مدرسة التصفية الآثمة أنه لا صراع بينها وبين أحد سوى شعبها الفلسطيني المتمسك بدينه وحقوقه وكرامته.
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
ما الذي تغيّر؟
قال الرئيس السوري بشار الأسد قبل أيام: العالم لم يعد يطلب منا قضايا تتعلق بشأننا الداخلي!!
لكنه لم يحدد ما يعنيه بمصطلح(العالم)ولا ما هي القضايا المقصودة،كما أنه لم يقدّم تفسيراً للتبدل الحاصل في سياسة العالم وهو تبدل يفاخر به الأسد في تصريحه ويعده "انتصاراً"له ولنظامه وسياساته.فإذا كان المقصود ب"العالم"هو الغرب بعامة والولايات المتحدة الأمريكية بخاصة-كما يبيّن السياق-فيا لهوان المنخدعين بتجارة الممانعة المزعومة ممن لا يحترم سوى الكبار المستكبرين الذين يدّعي أنه يكاد ينفرد بمعاداتهم!!!
أما القضايا-ويرجح أنها تتعلق بحقوق الإنسان-فنحن نعلم نفاق الغرب في هذا المضمار ولسنا بحاجة إلى شهادة من مثله!بل إن شهادته التي يزهو بها تدينه مثلما تدين الغرب،فالرجل يتباهى برفض الاستجابة إلى أي أمر لمصلحة مواطنيه.ولو كان أمامه صحافي محترم عندما تفاخر ببطشه المستمر لسأله:ما الذي دَفَعْتَه للغرب من حاضر سوريا ومستقبلها لكي يبيعك هذا الغرب التجارة بحقوق السوريين؟!أو هكذا تكون الوطنية المفتراة: أن يتبارى المستبد والغازي الأجنبي في نهب ثروات الأمة وإذلال أبنائها؟.