وما تُخْفي صدورهم أكبر
25 شعبان 1429
منذر الأسعد
بثت قناة(الجديد) اللبنانية يوم الأحد 22 شعبان1429(الموافق 24 / 8 / 2008م) حلقة جديدة على الهواء من برنامجها الأسبوعي: ( الأسبوع في ساعة) وخصصتها لمناقشة الاتفاق الذي سبق توقيعه بين فصيل سلفي صغير وحزب الله، وقد جرى تجميد الاتفاق بتأثير الرفض الجارف للاتفاق/ المهزلة من قِبَل جمهور أهل السنة والجماعة في لبنان بعامة والتيار السلفي بخاصة.
ضيفا الحلقة: الشيخ داعي الإسلام الشهال (مؤسس التيار السلفي هناك) وشارل أيوب رئيس تحرير صحيفة الديار المنحازة بتطرف إلى حزب اللات وسادته في قم أولاً ودمشق ثانياً.
وكان الشيخ الشهال موفقاً عموماً في أدائه بالرغم من وقاحة أيوب -وهو مع المذيع في الاستديو- ومقاطعته المستمرة للشيخ،بالإضافة إلى مراوغة مقدم البرنامج جورج صليبي في الأسئلة الموجهة إلى الضيفين وتدخله غير المنطقي لبتر كلام الشيخ الشهال.
ولا ينقص من قدر الشيخ عدم خبرته في الألاعيب الإعلامية التي يبرع فيها هؤلاء الحاقدون عادة،الأمر الذي يستوجب يقظة وسرعة رد وقدرة على اصطياد اللحظة الملائمة ورصيداً من المناورة السياسية على مبدأ الفاروق رضي الله عنه:لستُ بالخَبّ "أي المخاتل" ولا الخب يخدعني.
غير أن من يشاهد الحلقة المذكورة يخلص إلى حقيقة ما يجري في لبنان بالذات، حيث تحتشد الأقليات الشانئة للإسلام وأهله، في نطاق مشروع يقوده اليهود فعلاً لكنه يتظاهر بالعداء لهم في الوقت الحاضر لأسباب تكتيكية مرحلية،فأوان الجهر بالحقيقة لم يَحِنْ بعدُ!!!
كما يبرز من بين ثنايا كلام أيوب –بالرغم من خبثه وتلاعبه بالكلمات وتزويره المفاهيم وتستره بتحريف المصطلحات ووتخفّيه وراء ضبابية الألفاظ المراوغة -يبرز حجم الحقد الصليبي تماماً على الإسلام وأهله.
فهذا الحقود الكذوب الجهول ملأ الحلقة صراخاً وأقام مأتماً وعويلاً،في معرض تباكيه على "حقوق المسيحيين"التي تضيع إذا قامت دولة الخلافة !! وكم غاظه تفنيد الشهال لمفترياته وبيانه عدالة الإسلام الفريدة مع غير المسلمين الذين استظلوا بخيمة رحمته وإنصافه الفريدين.
ووقف الخبيث مخاتلاً عند موقف الإسلام من كفر النصارى الذين يؤلهون عيسى عليه السلام، ولم يتنبه الشيخ الشهال إلى التضليل في هذه النقطة.
وإلا فقد كان في وسعه أن يسأل الصليبي الكذاب: وهل يؤمن شخصياً-أو سائر رهطه النصارى- بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم و[ن القرآن الكريم كلام الله سبحانه وتعالى لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه؟
فما الذي يثير حفيظته إذا وصفناهم بأنهم يكفرون برسالة النبي الخاتم؟ وهل يستاء منصف من وصفه بما فيه؟ ومن جهة أخرى :ما رأي كنيسته المنحرفة في كل من لا يسير وراء أباطيلها وأضاليلها؟
ومارس أيوب شعوذته كذلك بقلبه الحقائق عندما ادعى أن وجود السلفيين في لبنان قد يحرض النصارى فيه على موالاة الفاتيكان، والرافضة على السير في ركاب ولاية الفقيه!!!
فالتيار السلفي ذو القدرات المحدودة يقف في خندق الدفاع أما ولاء النصارى للفاتيكان والدول الاستعمارية –على علمنتها!- قديم عمره قرون ولولا ذلك لما قام لبنان بجهود الغرب بعامة والاستعمار الفرنسي بخاصة كدولة ذات طابع نصراني!!! وولاية الفقيه لدى الرافضة ترجع إلى زمن خميني الهالك ولا تنتظر تضخم التيار السلفي بحسب أكذوبة شارل أيوب الرخيصة المفضوحة!
ومن فضائح أيوب في الحلقة ادعاؤه أن المسلمين كانوا أعواناً لسياسة التتريك التي انتهجها  غلاة الاتحاديين الطورانيين، مع أن الناس كافة يعرفون أن أقوى مواجهة لقيتها سياسة هؤلاء اليهود المنتسبين ظاهرياً إلى الإسلام كانت من لدن أهل العلم الشرعي!!
والأمر نفسه ينطبق على فرية حديثة العهد،فقد زعم أيوب أن فؤاد السنيورة -رئيس الحكومة السني- عميل أمريكي لأنه اجتمع مع دافيد وولش وكيل الخارجية الأمريكية متناسياً أن حبيبه الرافضي نبيه بري- رئيس البرلمان اللبناني التقى وولش كذلك،فلماذا لا يتهمه بالعمالة إذاً؟

ومما رواغ فيه أيوب بكاؤه على ما لقيه موارنة بلده من ظلم على أيدي الوصاية السورية، مع أن أيوب يتبنى الرؤية السورية في كل الشؤون اللبنانية!!