هياج بني علمان على الشيخ اللحيدان: العداء للإسلام تجاوز مرحلة "التقية"
18 رمضان 1429
المسلم - خاص

ما إن صدر عن فضيلة الشيخ صالح بن محمد اللحيدان رئيس مجلس القضاء الأعلى في المملكة العربية السعودية، موقف واضح يدعو إلى الحزم في مواجهة طوفان الزندقة والشعوذة والمجون الهابط من قنوات فضائية تبث على أقمار صناعية "عربية"، ما إن صدر هذا الموقف الجلي، حتى انطلق فحيح الأفاعي التغريبية في جوقة منسّقة تطاولت على الرجل وتعادي فتواه جهاراً نهاراً، الأمر الذي يوضح انتقال عبيد الغرب من مرحلة التقية حيث المراوغة والخداع اللفظي والتظاهر بحصر الخصومة مع بعض العلماء، في استغلال رخيص وخبيث لموجة سعار سادتهم في الغرب، الذين يشنّون حملة صليبية صريحة ضد الإسلام والمسلمين، تحت ستار حربهم المزعومة على الإرهاب.

 وقد توزعت الأدوار بين هؤلاء السفهاء، لكنها اشتملت على جملة من الأمور الهزلية، بعد أن سقطت ورقة التوت عنهم، وأفلسوا من أساليب المخاتلة التي باتت مفضوحة أمام عامة الناس فضلاً عن علمائهم ومفكريهم ونخبتهم المثقفة الأصيلة الواعية بحقيقة المؤامرة التغريبية القديمة الجديدة.

فهنالك من اتهم الشيخ ب"التسرع" وعدم التدرج!! كذا والله!! في حين دعا آخرون إلى الاقتصار على ما زعموا أنه "مواقف أخلاقية"!! وذهب فريق ثالث إلى ادعاء أن بعض الغلاة قد يستغلون فتوى الشيخ لتكفير مخالفيهم وقتلهم!! وراوغ صنف آخر من هؤلاء الفَجَرة متسائلين عن تعريف الفساد الذي ورد في اتهام الشيخ اللحيدان لفضائيات الفجور والتهتك ونشر الشبه التافهة عن ثوابت الدين وقطعياته التي تزعج الغرب الصليبي وتستفز عملاءه في بلاد المسلمين.

وقد تناسى المنافحون عن ناشري الزنا والسحر والضلال، أن المفتي -في أي زمان ومكان- يجب عليه الصدع بالحق، فليس هو المشرّع لكي يتدرج!! وتجاهل أولئك الخونة عمداً أن صبر الأمة كاد ينفد من حجم الجراءة على قيمها من أصحاب دكاكين الفساد والإفساد ومن طول المعاناة من أذاهم، فكيف يوصف موقف أهل العلم بالتسرع إزاء شر استطال واستفحل حتى بات بلا قيود ولا حدود؟. ألم يبلغ المدافعين عن إشاعة الفاحشة في الذين آمنوا نبأ استبطاء العقلاء مواقف العلماء الكبار من هذا الشر المستطير الهازئ بكل مقدساتنا بلا وازع ولا رادع؟ أليس ذلك هو ما يغذّي الخوارج ضد الأمة ويساند أباطيلهم؟

وبصرف النظر عن حجم الهزل في تصدّر الشيطان للوعظ والدعوة إلى المواقف الأخلاقية من أناس  لا خلاق لهم البتة بل هم أعداء معلنون لكل قيمة أخلاقية، نقول لهم:ألم تجأر الناس بالشكوى المريرة والمديدة من ممارسات هذه الفضائيات الحقيرة فما بال أصحابها لا يستجيبون؟أليس في قوانين سادتهم في الغرب زواجر فعلية ضد الخارجين على القانون؟أم أن ما يحل لسادتهم حرام على ولاة أمور المسلمين وقضاتهم ومسؤوليهم؟

أما استغلال الضالين فتوى الشيخ فهو كذب بواح، لأن فئة الضلال تستثمر العكس لنشر تكفيرها الظالم للأمة بمختلف شرائحها باعتبارها راضية-زعموا-بالكفر الصريح!!ثم إن هذه الذريعة المتهافتة تعني-والعياذ بالله-منع القرآن الكريم والسنة الشريفة، لأن رؤوس الضلال يستغلون بعض الآيات والأحاديث ويحرفونها عن مواضعها ويُخْرجونها من سياقها لتدعم باطلهم!!ثم إن الشيخ دعا إلى معاقبة المفسدين عن طريق القضاء الشرعي وبعد استنفاذ الوسائل الرادعة الأخرى، فما بالهم قد تعاموا عن ذلك.

وأما الفساد فتعريفه في شرع الله محدد بمنتهى الدقة، ومن كان يجهل ضوابطه فعلاً فليسأل أهل العلم العاملين الذين يقع على عاتقهم بيان ما لديهم من علم مؤصل مبني على الأدلة الشرعية الراسخة، وليس على التشهي أو البحث عن إرضاء العباد.ولنا أن نسأل تلك الإمّعات:أليس الحض على العلاقات الجنسية المحرّمة في دين الله أليس فساداً في الأرض؟أوليس بث السحر والتشجيع على الشعوذة من أشد أنواع الفساد والإفساد؟وهل التشكيك في قطعيات الإسلام مادة فكاهية بريئة حتى لا ترد في نطاق الفساد؟

ألا قد شاهت وجوههم وظهرت أنيابهم فوجب على الدولة وأهل الاختصاص كافة أن يضعوا حدّاً لتطاولهم على مقدساتنا التي لا يساوم مسلم عليها.