موبقات يستخف بها الناس!

لم تكن المسافة الزمنية بعيدة بين وفاة انس بن مالك رضي الله عنه وبين عهد النبي صلى الله عليه وسلم مع أنه بالفعل كان من أواخر الصحابة موتا , فكانت وفاته سنة ثلاث وتسعين عن عمر يقدر بنحو مائة وثلاث سنين, إلا أن العصر الذي ينصح أبناءه كان عصر التابعين , وهم من القرن الثاني الفاضل والذي تلا القرن الفاضل الأول الذي مدحهما النبي صلى الله عليه وسلم , كما قال : «خَيْرُ أُمَّتِي الْقَرْنُ الَّذِينَ يَلُونِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ..." [1]

 

زواج الأم بعد رحيل الأب.. المشكلة والحل

في كثير من الأحيان تشكل العادات الاجتماعية البعيدة عن شرع الله تعالى حاجزا أمام أمر أباحه الله تعالى وجعله حلالا , فنقع بقصد أو بغير قصد ضمن تحريم ما أحل الله تعالى , قال تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ } المائدة/87 , وقد نزلت في أناس حرموا ما أحل الله تعالى لهم حتى قال بعضهم : لا أتزوج النساء كما ذكر ابن كثير , فنهاهم النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك بقوله : (أَنْتُمْ الَّذِينَ قُلْتُمْ كَذَا وَكَذَا أَمَا وَاللَّهِ إِنِّي لَأَخْشَاكُمْ لِلَّه

فلما استحكمت حلقاتها فرجت

أحيانا يعجز اللسان عن البوح بآلامه و ويعجز القلم عن كتابة آهاته وشكواه , و يعجز القلب عن ضبط دقاته مهما كانت صحة جسده , ذلك عندما يشتد الهم وتضيق الصدور ..

 

وفي لحظات الهموم والأحزان تدعونا الحكمة أن نتفكر في عدة نقاط :   

 

الطريق الضيق..

إننا نعيش في عصرٍ قد سطَت عليه المطامِع والمصالح المادِّية، فانحَطَّت القِيم الأخلاقِيَّة وانْهَدَّت الدَّعائم الروحِيَّة، فقَلَّ المحافِظون على حدود الله، الرَّاشِدون في مراعاةِ الأحوال القائمة والظُّروف الجارِيَة، وتكاثرَ المُدَّعون الالتزام والتديُّن الصحيح وهم من دعاة الباطل، المُسْرِفون في التعصُّبِ الجامِح والمُتَطَرِّفون المُتَشَدِّدون بالغَ التطرُّف ..

 

القاعدة السابعة والأربعون: خيرُكم خيركم لأهله

وهذا الحديث مرتكز أساس تدور حوله وترجع إليه أكثر القواعد النبوية، وامتثاله يكفل تحقيق الوئام في البيوت، فقد صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: (خيُركم خيرُكم لأهله، وأنا خيركُم لأهلي). وهذا يرسم المنهج ويوضح القدوة، ويبين الدرجة العالية الرفيعة لمن كان خيره لأهله، والواقعُ اليومَ محزنٌ؛ إذ تَرى كثيرًا من الأزواجِ خيرَهم قد بلغ الأبعدين، وحُرِم منه الأقربون، والأقربون أولى بالمعروف!
 

نحن.. ودورة الايام

هذه رسالة إلى الساقطين عند منحنيات الأيام , والمتهافتين عندما تكبر بهم الأعوام , والمحملين السنين المسئولية عن قعودهم وسلبيتهم .. إنها رسالة إلى الذين علقوا فشلهم على دورة الايام ... فالله وهبنا الحياة ويسر لنا فيها الصلاح والإصلاح وترك لنا أن نختار بين الغفلة والسلبية وبين السعادة الحقيقية والمبادرة نحو الإيمان