الإحسان إلى النفس في رمضان

كثير من الناس يظنون أنهم يفيدون أنفسهم باستجابة مطالبها جميعها , فنفوسهم بالنسبة إليهم هي الطفل المدلل , والآمر المطاع , تشتهي فيجيبون شهواتها , وترغب فيسارعون إلى تنفيذ رغباتها , ولا خطوط حمراء ولا موانع , بل ولا زواجر تمنعهم من تحقيق ما ترتجيه أنفسهم ..

 

إنها تقودهم في الحقيقة , وتستولي على مسار حياتهم كلها , فهم في واقع الأمر أسرى لهوى أنفسهم , وخدم طائعون ارغباتها ..

 

حامل القرآن في شهر القرآن

علاقة حامل القرآن مع شهر الصيام علاقة من نوع خاص , ولم لا وقد اقترن شهر الصيام في كلام الله تعالى بالقرآن فقال عز وجل : { شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ } البقرة/185 , وقال تعالى : { إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ ...} الدخان/3 , وفي موضع ثالث : { إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ } القدر/1

 

المعنى العميق للتسبيح والتحميد وسبب عظم أجرهما

قد يحار البعض من عظيم الأجر الذي تكثر الأدلة الشرعية على وعده المؤمنين جزاءً على عبادات يسيرة، لاسيما الأذكار، التي لا يبذل العبد في ترديدها جهداً كبيراً، لكن من يدرك أن فضل العظيم عظيم، وأجر الكريم كريم لا يعجب طويلاً من سحائب خيرات إذ تهطل أمطار رحماتها على المؤمنين. 
 

كما أنه عند التأمل في بعض الأذكار التي يجزي الله عنها عباده عطاءً جزيلاً وفضلاً كبيراً، يجد أنها زاخرة بمعاني التوحيد، مفعمة بالإيمان، رافعة لمنازل المخلصين دينهم لله عز وجل. 
 

رمضان أمل المكروب.. وفرحة القلوب

تلك النفوس المكلومة المتألمة ، المكروبة ، التي لطالما حملت الصرخة في داخلها ، ولم تشكُ للناس ، بل رفعت يديها لربها راجية آمله ..

 

تلك النفوس التي صبرت على الهم والألم، ولم تجزع، بل احتسبته لله، وفوضت أمرها لله، وانتظرت الفرج..

 

إنها لتسعد بمجيء رمضانها ، وكأنه البلسم الطياب ، والدواء الغائب ، والضيف العزيز ، الذي وإن لم يدخل من الباب فقد دخل روحا وريحانا وبركة وإيمانا على القلوب .

 

القاعدة الثالثة والخمسون: أعطِ كلَّ ذي حقٍّ حقَّه

هذا منهجٌ في الحياةِ بينَ العبدِ وربِّه ومعَ نفسِه ومع أهلِه ومع زوجِه، وهو مأخوذ من حديثٍ عظيمِ الشأنِ فيه قصَّةِ وقعت بين أبي الدرداءِ وسلمانَ رضي الله عنهما، وقد آخَى رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بينَ سلمانَ، وأبي الدرداءِ، فَزَارَ سَلْمَانُ أَبَا الدَّرْدَاءِ، فَرَأَى أُمَّ الدَّرْدَاءِ مُتَبَذِّلَةً، فَقَالَ: (مَا شَأْنُكِ مُتَبَذِّلَةً؟