30 جمادى الأول 1439

السؤال

السلام عليكم.. أنا امرأة مطلقة من أشهر ولديَّ طفل، وأريد الرجوع لزوجي لأسباب منها أني لا أريد أن يتربى طفلي بعيداً عن الجو الأسري وبعيداً عن أبيه أو أمه، زوجي يريد أن يرجعني ولكن بشروط، منها يطلب تحسين أسلوبي ويريد مني التقدير وأن لا أسمع كلام أهلي لأنه يعتقد أن أهلي هم السبب في الفراق، وعندما طلقني لم يسأل عني ولم يصرف عليَّ أنا وطفلي، لا يحترم أهلي ولا يحترمني ودائماً ما كان يشتمني ويهينني، ولهذا السبب تطلقنا، ويقول لي أني حادة الطبع معه ولينة مع أهلي، هم يرفضونه تماماً ويقولون أنه لن يتغير.

أجاب عنها:
أميمة الجابر

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

الابنة الكريمة:

تظن كل زوجة أن بيت زوجها مثل بيت الأهل، ففي بيت الأهل كانت مدللة غير متحملة للمسؤولية، خرجت منه وهي تتصف بطباع الفتاة قليلة الخبرة، قليلة التجربة.

 

ربما كانت تلك الطباع تختلف عن طباع زوجها، أو كانت نفوس الناس من حولها تحتاج سعة أفق أكبر أو عمق خبرة أكثر..

فعندما تدخل بيت زوجها تجد أموراً كثيرة غير ما كانت تتوقع، فاختلاف الطباع وارد، ومنه تتولد كثير من الخلافات الزوجية في بداية الزواج.

 

فبعض الأزواج لا يريدون أي تنازلات خاصة عند أي مشكلة، يريد الزوج تنفيذ كلامه وفرض رأيه على زوجته، وربما الزوجة أيضاً تعانده وترفض التنازلات، فيشتد الصراع بينهما، وكأنهما خصمان متنازعان!

 

السائلة الكريمة..

لقد جعل الله في كتابه الكريم المودة والرحمة هما أساس الحياة الزوجية، فإذا كانت الزوجة سريعة الغضب حادة الطبع وعصبية فستسبب المشاكل والمضايقات لزوجها، ولسوف تخسر هذه النعمة (المودة والرحمة) في حياتها الزوجية.

 

فإن الزوج عادة ينتظر الحسنة ليقابلها بالحسنة، فإذا وجد منها الإحسان فسيقابله إحساناً وحباً ومودة ورحمة وإن وجد العناد فسينفر.

 

وفيما يخص طريقة التعامل مع زوجك، فهناك طرق ناجحة في التعامل معه، ومهما كنتِ عصبية أو حادة الطبع فلابد أن:

- تنتقي الكلمات معه قبل الحديث، فيكون الكلام لطيفاً طيباً فقط، لكن سوى ذلك حتى لو كان يستحقه فلا ينبغي التلفظ به، لأن لسانك هو تربيتك وهو صورتك أمامه.

 

- الاحترام والأدب في المعاملة "لو سمحت – من فضلك" عند طلب الشيء، لا مانع من استخدام كلمات الاعتذار "سامحني – أعتذر لك" فالاعتذار هو وسيلة لحل وإنهاء المشاكل بين الزوجين بسرعة، تحترمينه وتظهرين احترامك له خاصة أمام أهله وأقاربه، تمدحينه أمامهم حتى ولو كان غير ذلك.

 

- التقدير والطاعة.. فقد طلب منك ألا تسمعي كلام أهلك فهو يحب ذلك، ولا بد أن تفعلي ما يحبه، فالزوج بعد الزواج يكون للزوجة هو كل أهلها، كلمته قبل كلمة أهلها حتى ولو كانوا والديها، ولا بد أن يشعر بذلك منك، فهنا يشعر بقيمته عندك، وطاعته واجبة فكلمة "نعم – حاضر" لهما سحر، ويطفئان نار الغضب.

 

- ولا ينبغي تدخل الأهل في أي مشكلة بينك وبين زوجك، فلا شك أن الذي أقام هذا الحاجز بين زوجك وأهلك هو نقل كلامك إليهم عن زوجك، ولكونك وصفت زوجك لهم بصورة سيئة، فمن الواجب عليك أن تستري عيوبه أمام والديك وإخوانك وأهلك ولا تظهري لهم إلا الصفات الطيبة فقط؛ لأنه والد طفلك ومهما كانت المشاكل لا بد أن تعودا لبعضكما.

 

- وعليك أن تعلمي أن الزوجة لا ينبغي لها أن تتصف بحدة الطبع لأن الزوج يحتاج زوجة رقيقة في الحديث، هادئة في الحوار، بشوشة، غير نكدية، ولا يحب زوجة ترد له الكلمة بكلمة، وترفع صوتها عليه، فلم يلجأ زوجك إلى الإهانة إلا بسبب طريقتك معه واستفزازك له.

 

وفي النهاية أقول لك يا ابنتي:

إن الرجوع لزوجك وجمع شمل طفلك بأبويه هو أفضل الحلول، ولا بد أن تتقبلي شروطه كما يريد، ولا بد من تغيير طباعك، وعليك أن تنسي ما سبق منه وتصفحي وتغفري ثم أن تصبري على حياتك، ولا بد من بعض التنازلات لكي تسير السفينة، تقربي إلى الله تعالى وادعيه كثيراً واعلمي أن مع العسر يسراً وأن الفرج إن شاء الله قريب.