20 رجب 1439

السؤال

السلام عليكم.. أنا طالبة في كلية الطب فرع صيدلة أبلغ ١٩ عاماً، وأنا على علاقة مع شاب منذ أربع سنوات لكن في إطار العفة فهو يبلغ 23 عاماً طالب في كلية الآداب فهو حقا يعاملني أحسن معاملة ودائماً ما يلح علي لخطبتي أو التكلم مع أبي حول الموضوع فقد كلم عائلته عني وأبواه مستعدان دائما للتقدم لي لكن أرفض لصغر سني في نظر أسرتي فهو حقاً خلوق وله آمال كثيرة في المستقبل وهذا ما جعلني أحبه حبا شديدا وكذلك هو يحبني أكثر من نفسه لكن المشكلة أن عائلتي سوف ترفضه لأننا غير متكافئين في المستوى العلمي ودائماً ما يقولون لي ستصبحين طبيبة صيدلانية فعليك اختيار مثلك أو أصحاب المهن الراقية علماً أن لدي أختين كل منهما تزوجت من رجل ذي شهادة عالية وميسور الحال؛ فلذلك أنا على يقين من عدم قبوله فهو من عائلة بسيطة وسوف يقارنونه مع أزواج أخواتي فعائلتي تهتم بالمظاهر كثيراً إلا أبي، لذلك أخشى أن يتقدم لخطبتي وأفقد الأمل برفضه لأنه بنظري هو كذلك متعلم فقط نختلف في الشعبة، فهل على الطبيب أن لا يتزوج إلا طبيبة فهذا حقا ليس عدلاً. أريد الزواج من الشخص وليس من شهادته وماله.. فأرجو منكم أن تبدوا آراءكم فأنا لا أطيق هذه المشكلة.. جزاكم الله خيراً.

أجاب عنها:
د. خالد رُوشه

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبعد:

الابنة الكريمة:

كثيراً ما يحدث أن يتعلق شابان ببعضهما نتيجة لقاء أو تعارف، وقد يريان أن الحياة لن تسير بدون ارتباطهما ببعضهما، ثم تدور دورة الحياة، ويكتشف الاثنان أن تعلقهما ببعضهما كان مضخما من أوهام النفس وعدم إدراك طبيعة الحياة.. حدث هذا آلاف المرات!

خصوصا إذا كان هذا الارتباط مرفوضاً شرعاً وغير مرضي عنه ديناً، فيكون في غير رضا الله سبحانه وتوفيقه!

 

فههنا في سؤالك أمور:

الأول: أن هذا التعارف بدأ في غير سبيله الصائب أصلاً، فالسبيل الصائب لا يدع المشاعر ترتبط وتتأجج بعيداً عن رضا الله سبحانه وهو ما كان في ارتباط شرعي.. بل يصير مغضباً لله سبحانه إذ هو معصية له سبحانه الذي أمر بغض البصر وعدم الخضوع بالقول، وعدم الخلوة وعدم اللقاء أو المواعدة سراً..الخ.

 

الثاني: مع تقديري لوصفك العلاقة بينكما بالعفيفة، فهي ليس جائزة شرعاً مادامت بعيدة عن إطار الارتباط الشرعي، لكنه شيء إيجابي أن تضبطا أنفسكما عن الذنب وتحافظا على الطاعة.. إذ ليس لكما بديل آخر إلا الذنب وغضب الرب!

 

الثالث: غالب هذه الارتباطات متعلقة بالرغبة في قرب الأجساد، فإذا تحققت الرغبة وتم إشباعها، وجدت الحقائق، وبدأت النزاعات، وظهر أثر نصائح الخبراء وغاب ما يدعونه الحب!

 

الرابع: هناك أمران هامان جداً ينبغي توافرهما عند الرجل فيما يخص الزواج يا ابنتي، الأول الباءة والقدرة، التي بها سيقيم بيته، والثاني الكفاءة بينه وبين زوجته.

 

الخامس: الصواب دائماً في حال الاختيار يا ابنتي، هو اختيار صاحب الدين والخلق الذي يملك الباءة ويكون كفؤا ويرضى عنه الولي والأهل؛ إذ هم عادة أنصح للمرأة وأكثر خبرة بالحياة وأكثر اطلاعاً على الخبايا والأحوال، ويتعلق الأمر بمدى قدرة الخاطب على إقناع أسرتك وأهلك بصلاحيته، وكذلك قدرتك على إقناعهم بقدرته وكفاءته ومناسبته، وأن يكون هذا بأسلوب مهذب راق يحترم الأهل ويقتنع بمقامهم، وأن ترضي بنتيجة الحوار وتقتنعي باختيار أهلك لك حتى لو خالف رؤيتك، بعد الاستخارة والاستشارة.