أول الخطوات في رمضان
29 شعبان 1445
د. خالد رُوشه

صالحون هم الذين يبتدئون رمضان بحرص على ازدياد الطاعات , وعمل العبادات , والإكثار من الصلوات والزكوات والصدقات , لكنهم جميعا يحتاجون نصيحة ناصح في ترتيب خطواتهم في رمضان ..

 

ثمة خطوة يجب أن ينتبه لها هؤلاء الصالحون , يلزم أن يبتدئون بها رمضانهم , إنها خطوة التوبة والاستغفار.

 

ذلك أن القلب الذي شابته المعاصي والذنوب يحتاج أن يتطهر ويتنقى , يحتاج أن يتخلى عن تلك الأدران من الآثام , كي يستقبل الطاعات والعبادات استقبالا كاملا تاما .

 

إذن أمامنا التوبة تسبق أي شىء نبتدىء به في رمضان , لكنها أي توبة تلك التي نريد في رمضان ؟

 

إنني أعني بها توبة يصحبها ندم على كل تفريط , كي يعقبها تصميم على الاستزادة والاستدراك ..

 

وتوبة يعرف بها العبد قدره , وضعفه , وعجزه , كي يعقبها تواضع , وذلة , وانكسار بين يدي الله سبحانه في أيام رمضان ..

 

توبة يتخلى فيها المؤمن عن كل مظلمة , فيردها إلى أصحابها , مهما كانت قليلة , ومهما تعلقت بشىء عزيز في دنياه , كي يقبل على ربه في رمضان بلا عائق يعوق قبول دعائه ورجائه .

 

توبة يطهر بها المرء نفسه من الحسد والغل والحقد والكره تجاه المؤمنين , كي يقبل على رمضان فيكون ممن غفر لهم بلا شحناء ولا بغضاء .

 

توبة عن البخل والشح , وتفضيل النفس عن الغير , إذ يفتح يديه في رمضان كرما وصدقة وعطاء سخيا للفقراء ولكل مستحق .

 

إنها الخطوة الأولى لمن أراد أن يحسن الابتداء ...