رصد الإعلام
إن الإعلام السعودي مرّ بمحطات مختلفة، فقد كان منسجماً مع نفسه ومع محيطه، عندما كان ملتزماً بعامة المنطلقات الإسلامية والضوابط الشرعية، فلم يكن الخروج عليها واسعاً أو متعمداً، ولذلك كان له تأثير تجاوز الحدود بقوة وعمق
لم تكن الحرب الصهيونية على غزة حدثاً عابراً في حياة المسلمين المعاصرة، بل كانت تحولاً جذرياً في حقيقة الصراع بين المسلمين واليهود في فلسطين المحتلة، وفي خضم هذه المواجهة انبرى مجموعة من الكتاب السعوديين للحديث عن تداعيات الحرب وأبعادها السياسية والعسكرية والإنسانية عبر مقالات صحفية أقل ما يقال عنها : إنها مُخذِّلة للمقاومة، ومصادمة للشعور الإسلامي العام الذي وقف ضد هذه الحرب الظالمة وغير المتكافئة
في كثير من بلاد المسلمين، فإن قوى المسخ والتغريب القهري تجبر أهل البلد على مشاهدة مناظر مخزية يقترفها سائحون مزعومون، حيث يأتون بملابس فاضحة، ويمارسون بعض فجورهم أمام شباب الأمة وفتياتها، ويتعاطون الخمور علانية بصورة تستفز الحجر الأصم!!
حققت قناة المستقلة في الأسبوعين الأخيرين سبقاً إعلامياً يستحق التنويه، بتخصيصها سلسلة حلقات من برنامج (الحوار الصريح) لعرض الخطوط العريضة للدعوة الإصلاحية السلفية التي قام بها الشيخ المجدد محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى قبل ثلاثة قرون تقريباً، وأحدثت آثاراً طيبة على مستوى العالم الإسلامي كله
كانت الحلقة الأخيرة من برنامج(الاتجاه المعاكس)-قناة الجزيرة الثلاثاء19/4/1430(14/4/2009م)، حلقة قوية ومميزة، إذ قلما نوقشت خفايا التواطؤ اليهودي/الصليبي مع الصفويين الجدد، فهو موضوع من المسكوت عنه بشدة في أكثر وسائل الإعلام العربية!!
وقد يستهتر التغريبيون بالمسألة لأن الدين لا يعنيهم في كثير ولا قليل،متجاهلين ضرورة تدقيق المعلومات التي تعرضها وسائل الإعلام بالمقاييس المهنية القاطعة.غير أن اللبيب يدرك حرص القوم على تضخيم أعدادهم بعامة
كم كان بائساً اللبرالي أحمد أبو مطر في برنامج الاتجاه المعاكس بقناة الجزيرة في الأسبوع قبل الماضي، عندما خرج على الناس بشرط تعجيزي ليؤيد مبدأ المقاومة بعامة وفي فلسطين بخاصة، ألا وهو أن تنال المقاومة إجماعاً شعبياً كاملاً!! ونسي هذا الفلسطيني المتخلي عن قضيته مجاناً، أن الإجماع الذي يصطدم باللبرالية جملة وتفصيلاً، شرط غير واقعي بل يكاد يكون مستحيلاً من الوجهتين النظرية والعملية
منذ سنوات وسنوات،دأبت وسائل الإعلام التغريبية على الافتراء وخيانة بديهيات الصحافة وتقاليدها وأعرافها،كلما اتصل الأمر بالإسلام والمسلمين والإسلاميين.فهي تخلط الخبر بالرأي لتضليل الجمهور،وتبتر من متن الخبر كل ما يتعارض مع مهمتها الدعائية غير المشرفة
تكثر هذه الأيام في العديد من الصحف والمجلات ووسائل الإعلام العربية الهجمات الحادة من جانب الأصوات العلمانية وأيضًا من جانب بعض الأصوات المنتسبة إلى الإسلام بشكل أو آخر ضد ما أصبح يسمى بالفضائيات الدينية
في حلقة من حلقات برنامج(من واشنطن) بقناة الجزيرة،ناقش المشاركون فيها قضية انعدام المساواة في الكيان الصهيوني بين اليهود المسيطرين والعرب المقموعين.غير أن الضيف اليهودي إيتان عروسي أصر على المعزوفة اليهودية المكذوبة عن الديموقراطية في دولته القائمة على الاغتصاب والعدوان وعلى التمييز الديني والعنصري في أشد درجاته حدة وصفحاته سواداً
كلما سقط قناع من أقنعة قناة العربية حتى لم هنالك ستار يخفي عداءها لهوية الأمة، ومقتها الفظيع لكل ما هو إسلامي، وبخاصة إذا كان دعوة لمقارعة الغزاة المحتلين، تلجأ إدارتها إلى تغطية الفضيحة بإقامة مأتم للموضوعية والمعايير المهنية...
مشكلة البرنامج تتمثل في اعتراض الهاشمي على استعمال التسميات الشرعية في مواضعها، مثل الشرك والبدعة وغيرهما من المصطلحات المعتبرة، والتي لا مهرب من إطلاقها في مناقشة تهدف إلى بيان التوحيد، وتحرص على التحذير من نواقضه ومن كل ما يخالفه أو يخدش نقاءه
وبما أن النصر المؤزر الذي كتبه الله عز وجل للمجاهدين كان مفاجئاً وصاعقاً لعبيد التغريب،فقد اضطرهم إلى الجهر بكثير من سوءاتهم التي طالما حرصوا على تغليفها لتمريرها على البسطاء ما داموا أجبن من الكشف عن سخائم صدورهم السوداء
إذا كانت بي بي سي تقع في أخطاء فادحة في عدد من الحالات إذا اضطرت إلى الموازنة بيننا نحن المسلمين وبين عدوان اليهود علينا،فإنها لا تلجأ إلى الكذب البواح بل تسعى إلى المواربة بشيء من المخادعة الذكية. أما في قناة العربية -وتابعها موقع العربية نت-فإن الكذب طبعٌ وليس خطاْ عابراً ولا خطيئة فيها بعض "الفن" في إخراجها
"البيان" في عددها الوثائقي عن "غزة الصمود والمقاومة والنصر"، قدمت صورة متكاملة للصراع، من منظور شرعي, ورؤية عقدية, وطرح سياسي, ورصد لمسيرة الصمود والمقاومة في وجه قوة عسكرية غاشمة, كشفت عن وجهها الإجرامي، باعتماد سياسة الأرض المحروقة، فاستهدفت الأطفال والنساء وكبار السن، بعد أن فشلت في مواجهة رجال المقاومة على الأرض
و في رأيي أن الأستاذ عبد الرحمن ( و هو الذي عُرف بدهائه عند اختيار عباراته ) كان في غنىً عن تلك العبارة المتشنجة ! , و ذلك لأنها و باختصار أحرقت الكثير من أوراقه , تماماً كما أحرقت ( مهنية ! ) قناته المزعومة , إبان تغطيتها للعدوان على غزة
إن قناة الجزيرة قد أوصلت رسالة كتمتها القنوات الجائرة التي رفضت العدل والإنصاف وأبت باسم الحياد إلاّ التعدي والظلم، فإن التوسط بين الوسط والمتطرفين أقصى اليمين محصلته تخرج بصاحبه عن حدِّ التوسط والعدل إلى التطرف الذي يضاعف المصاب
هو نصر إعلامي للمجاهدين البواسل في قطاع غزة الأبيّ،يوازي ويكمل ويعزز النصر الذي كتبه الله عز وجل لهم في المواجهة المسلحة.وهي هزيمة ليهود في حرب الكلمة والصورة توازي وتكمل وتؤكد عمق الهزيمة العارية التي مُنُوا بها على أيدي القلة المؤمنة!!
تتلاشى المهنية في بحور التضليل فتتوالى الفضائح.. ما الذي يدور خلف الشاشات الملوّنة في زمن الحرب؟!
في البدء كان الخبر العاجل، ثم توالت الصور، وتعاقبت التحليلات والتخمينات والمضاربات، وتوالت الأنباء المنسوجة خلافاً للواقع. إنها قناة "العربية"، عندما تخوض معركتها ضد غزة.
بل أن بعض القنوات ( العربية ) لم تجد إلى الآن فيما يفعله الصهاينة ما يدعو إلى وصفه بالعدوان ! , بل و لا ترى وصف الذين يقتلون دفاعاً عن أرضهم (على الأقل) شهداء , و لما رأى بعض الكتاب حجم التبرعات التي يقدمها المسلمون لإخوانهم في غزة , كتب مخذلاً و صاداً عن هذا العمل