أنت هنا

27 جمادى الثانية 1432
المسلم/ شبكة قبس

أكد فضيلة الشيخ الدكتور يوسف بن عبد الله الأحمد – أستاذ الفقه بجامعة الإمام بالرياض – أن مسألة قيادة المرأة للسيارة ليست متعلقة بالداخل فقط، بل هناك خيوط وقوى خارجية دأبت على مهاجمة المملكة والسعي إلى تغريبها لإبعاد شرع الله عنها وإضعاف التمسك بالكتاب والسنة.

 

أوضح فضيلته أن قضية قيادة المرأة للسيارة قضية تعصف بالبلد وهي بحاجة إلى أن تُطرح وأن يُتحدث عنها، مبيناً أن كثيراً من الناس تناولوها ببساطة وسذاجة وسطحية مستدلِّين بأن المرأة كانت في الزمن السابق تركب البعير والإبل وغير ذلك. مضيفاً: هي الآن تركب السيارة، وقيادتها للسيارة ليس محرماً لذاته، وإنما لما يترتب عليه من مفاسد .
   
وقال: نحن نعلم أن المملكة تهاجم الآن من قبل دعاة التغريب لإبعاد شرع الله عنها، وإضعاف التمسك بالكتاب والسنة، وتمكين المشروع الليبرالي منها، مؤكداً أن هذا النظرة ليست متعلقة بالداخل فقط، بل هناك خيوط وقوى خارجية .

 

وأشار إلى أن الدول الغربية هي أول من ينادي بذلك، مذكراً بما كشفه موقع ويكيليكس مؤخراً حول برقيات الرئيس الأمريكي أوباما لقيادات المملكة وفيها مطالبته الملحة بقيادة المرأة للسيارة، وكذلك مطالبات الرئيس الأمريكي السابق كلينتون في منتدى جدة الاقتصادي، ومطالبات الرئيس الفرنسي ساركوزي .

 

وبيّن الشيخ الأحمد أن دعاة التغريب يدركون تماماً أن من أقوى وسائل إفساد المجتمع وإبعاده عن الشرع هو المرأة، موضحاً أن هذا مصداق قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما تركت بعدي فتنة هي أضرّ على الرجال من النساء"، وقوله صلى الله عليه وسلم: "فاتقوا الدنيا واتقوا النساء، فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء".

 

وأضاف: "لذلك نحن نرى أن مليارات الأموال تنفق من أجل مشروع الاختلاط في التعليم والإعلام وفي الدوائر الحكومية، فلم يعد كثير من الناس يشعرون بالثقة والاطمئنان. ويدركون أن هناك مشروع سياسي قوي من خلال بعض الأجنحة التي تتبنى هذا المشروع..ويرون أن من أقوى وسائلهم التي لابد من كسرها للانتقال إلى الخطوة التي تليها موضوع قيادة المرأة للسيارة، فلا يجوز لنا أن نمكنهم من ذلك، لأنهم إذا كسروا هذا الحاجز جاء الذي بعده".

 

وتابع: "إذا قادت المرأة لابد أن يكون هناك مجندات، وموظفات في المرور وفي الطرقات وفي نقاط التفتيش وعند محطات البنزين وفي البنشر، إلى غير ذلك من خطوات لا تنتهي، فلهذا الاعتبار وعدم الثقة والاطمئنان ونحن نرى بين أعيننا هذا المشروع لا يجوز تمكينهم" .

 

واستنكر الشيخ الأحمد عدم مطالبة هؤلاء التغريبيين والإصلاحيين وغيرهم بحقوق المرأة الشرعية الأخرى التي ينادي بها العلماء والصالحون وأهل البلد عامة، مستشهداً بما حصل من المطالبة بمشروع المستشفيات النسائية التي تهيئ للطبيبات العمل في جوٍ بعيد عن الاختلاط المحرم، موضحاً أنّ أيادٍ خفية أجهضت هذا المشروع.

 

وأشاد الشيخ الأحمد بكتابات المشايخ: إبراهيم السكران، إبراهيم الحقيل، عبد الرحيم السلمي، وبيّن أنها كتابات راقية ومؤثرة.