
أعلن برهان غليون رئيس المجلس الوطني السوري يوم الخميس عن تشكيل مجلس عسكري للإشراف على المعارضة المسلحة داخل البلاد وتنظيمها تحت قيادة موحدة.
وقال في مؤتمر صحفي في باريس إن جميع القوى المسلحة في سوريا اتفقت على تشكيل المجلس العسكري وأنه سيكون بمثابة وزارة للدفاع.
وانتقد بعض السوريين المجلس الوطني لعدم دعمه الصريح للمعارضة المسلحة التي تخوض قتالا لمنع قوات الرئيس بشار الأسد من قتل المدنيين.
ويقود الجيش السوري الحر عمليات المواجهة الميدانية داخل سوريا، ويضم منشقين عن القوات المسلحة ومدنيين لجأوا إلى حمل السلاح لحماية الشعب السوري.
وبدا في بعض الأحيان أن المجلس الوطني والجيش الحر على خلاف استراتيجي إذ أحجم المجلس في باديء الأمر عن تبني الرد المسلح الذي يتبناه الجيش الحر على الحملات التي تشنها القوات الحكومية.
وأفاد بيان أصدره المجلس الوطني أن المجلس العسكري تشكل بسبب التطورات السريعة على الأرض والحاجة لتعزيز قدرات الجيش السوري الحر.
ويشكك الكثير من السوريون في وطنية غليون ويقال إن هناك محاولات لتفريغ الجيش الحر من مضمونه وإقامة جهات عسكرية أخرى تكون أعلى سلطة منه، لتتولى الإدارة العسكرية في أعقاب سقوط بشار الأسد.
وقال غليون ان الحركة المطالبة بالديمقراطية التي بدأت قبل عام احتفظت بسلميتها على مدى شهور لكن نتيجة لعنف الرد الحكومي تعين عليها تشكيل مجلس عسكري.
ويوم الأحد الماضي شكل 20 على الاقل من الاعضاء البارزين في المجلس الوطني المؤلف من 270 عضوا منظمة منشقة باسم "المجموعة الوطنية السورية". وشكوا من أن المجلس الوطني فشل في تحقيق نتائج مرضية أو الاستماع لمطالب معارضين داخل سوريا.
من جانب آخر، وفيما يتعلق بالأوضاع الميدانية في مدينة حمص التي يحاصرها الجيش السوري منذ 26 يوما، قال الجيش الحر في بيان على صفحته بموقع "فيسبوك" إنه انسحب من حي بابا عمرو في إطار عمليات الفر والكر.
وقال المعتصم محمد منسق كتيبة الفاروق وإداري صفحة شبكة بابا عمرو: "تعلن كتيبة الفاروق وكتيبة ثوار بابا عمرو الانسحاب التكتيكي من حي بابا عمرو بعد صمود دام 27 يوم في مواجهة القوات الأسدية".
وأوضح أن قوات الجيش الحر صمدت في وجه الجيش النظامي الذي يقاتلها "بكل ما يمكله من قوة وآليات وصواريخ وعناصر حزب اللات (حزب الله) اللبناني والعناصر الإيرانية".
وتابع: "بعد تكبيدهم خسائر فادحة بالأرواح والمعدات وبعد استخدام المدنيين كدروع بشرية واستهداف المنازل السكنية عن قصد القتل وارتكاب المجازر وبعد صمت عربي وإسلامي ودولي رهيب وبعد أن سطر أبطال الجيش الحر أروع ملاحم البطولة والتضحية في سبيل الله
وفي سبيل الثورة ودافعوا عن شرف الثورة و الثوار.. إن انسحابنا هذا ليس هزيمة بل نصر عظيم بفضل الله تعالى ونحن نعد ثوار سوريا بالتجهز جيدا لنعود لضرب هذا النظام المحتل بغية إزالته من الوجود".
ودوليا، أدان مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة سوريا يوم الخميس بارتكاب انتهاكات في أنحاء البلاد قد تصل إلى حد الجرائم ضد الإنسانية ودعا إلى وقف الهجمات على المدنيين.
وخلال جلسة طارئة أيد المجلس الذي يضم 47 دولة القرار الذي قدمته دول خليجية وساندته دول غربية وذلك بأغلبية 37 دولة ومعارضة ثلاث دول منها الصين وروسيا وامتناع ثلاث عن التصويت. ولم يشارك أربعة مندوبين في التصويت ولم تحضر سوريا.