ماذا يخططون الألمان؟ أمر "هدر الدم" هجوم كبير من غازي
1 رمضان 1437
إبراهيم قارا غُل

قد شهدنا في الفترة الأخيرة إلى اليوم حادثة حديقة غازي وضربة 17-25 ديسمبر و"الائتلاف الارهابي" وماذا بعد؟ هل هناك موجة جديدة لاعتداء جديد ؟ إلى ماذا يهدف تحميل ألمانيا لتركيا الإبادة الجماعية ضد الأرمن ومن يستهدف في تركيا ؟ هل يهدفون لحرب داخلية باتحاد العلوية والأكراد؟ هل الإفادة التي صدرت من كلتش دار أوغلو بـ"سيهدر الدم" كان نتيجة لأمر من ألمانيا؟ ما الذي يحدث؟

 

 

 كل الأمور واضحة: تم إصدار أمر الهجوم الخطير منذ فترة! سأبدأ مقالتي حول هذا الموضوع بأسئلة مفصلة نوعاً ما.

 

 

هل مسرحية الإبادة التي تلعبها ألمانيا هي دين لها تجاه الأرمن؟ أم نجاح كنجاح الأرمن بعملياتهم في امريكا وعدة دول في العالم؟ ام هو محاولة ألمانيا لإدخال شريك لها في الإبادة؟

 ما هو الذي تحاول فعله ألمانيا بعد قرن لها من سياسة التهجير التي اتخذتها في مشاريعها لتحويل منطقة شرق الأنضول لمنطقة آمنة وكان ذلك ضمن مجال مشاريعها في السيطرة على نفط القوقاز في بدايات القرن العشرين. أعلم جيداً أنها ليست "الحكومة الألمانية" بل هناك إرادات أخرى ضمن أعماق هذه الحسابات.

 

 

 

 

سيصل إلينا الهجوم الكبير في فصل الخريف كحد أقصى

 سأعطيكم بعض الأمثلة من هذه الحسابات ولكن يجب علينا أن نفرق بين قرار المجلس الألماني عن مسألة الأرمن والمواجهة التاريخية ونفط القوقاز وسياستها الجغرافية اليوم في الطاقة. وأضيف أن ماقامت به اليوم هي عملية أوسع وأعمق وتحمل هدف التأثير المباشر على السياسة الداخلية لدولة تركيا.

إني واثق أن هذه الحادثة سيصل أثرها إلى داخل تركيا لحد فصل الخريف التالي لأنها تحمل تلميحات لموجة هجوم جديد. لذلك فهي تحمل معاني أخرى غير القرار الصادر من أمريكا وفرنسا وعدة دول أوربية عن الإبادة. ومن اللازم علينا إصدار التحقيقات حول الفخوخ المجهزة لتركيا خلال الأسابيع والأشهر المقبلة.

ماهي درجة تأثير ألمانيا على السياسة الداخلية لتركيا؟ ماهي نمط الحركات الاجتماعية التي حرضتها الاستخبارات الألمانية في داخل تركيا؟ وعلينا تذكر درجة تدخل ألمانيا في السياسة الداخلية لدولة تركيا اعتباراً من ضربة 28 فبراير.

 

 

 

 

الإيرجينيكون وبنك دويتشه وحرق المنازل

 سأبدأ بهذا التذكير: في اليوم الذي بدأت فيها عمليات إيرجينيكون حرقت المنازل التركية في ألمانيا. دائماً لفتت انتباهي تلك الصدفة. من المستحيل أن تكون حدوث تلك الحادثتين في نفس التاريخ من الصدفة. لذلك وقتها طرحت الموضوع الرائج في ذلك الفترة وهو "الإيرجينيكون الألماني" للمناقشة.

 

 

وقتها لفتُّ انتباهكم إلى اليد الخفية للدولة الألمانية في العمليات الداخلية في تركيا تحت عنوان "الإيرجينيكون الألماني يضرب تركيا" وذلك في تاريخ ستة يونيو من عام 2013 وسألت وقتها أسئلة حرجة.

أرى أن جميع التطورات هي عبارة عن "عمليات اليد الخفية للدولة" والتي هي دولة ألمانيا. لذلك إني منذ فترة أحقق ضمن إطار مصطلح "الإيرجينيكون الألماني".

 

 

محاسبة ألمانيا والأوقاف الألمانية وعملية بنك دويتشه أمر لا بد منه في أحداث غازي وفي كل ما يحدث في تركيا. ولابد من محاسبة موقف ألمانيا في جميع الانتفاضات الشعبية التي تحصل في تركيا.

وعلينا ألا ننسى عملية بنك دويتشه التي بلغت مليارات الدولارات يوم 28 فبراير وألا ننسى أيضاً عمليات "حرق المنازل". وألفت انتباهكم للمظاهرات المعارضة لتركيا المنسقة مع بعض الأوقاف والجمعيات الألمانية ومحاولات تدمير البورصا في أكثر يوم شعلت فيها مظاهرات غازي.

 

 

 

ليسوا النازيين بل الاستخبارات الألمانية التي قامت بذلك

 ستكتشفوا أنه في يوم 7 يونيو الذي قد بلغت فيه مظاهرات غازي ذروتها انقلبت البورصا في الأسهم الأكثر نشاطاً في استانبول وعمليات البيع والشراء المنفذة من قبل المؤسسات الأجنبية والسهم الذي يبلغ مليارات الدولارات. وستكتشفوا إعادة بنك دويتشه مسرحيته التي نفذها يوم 28 فبراير هادفاً لتدمير الاقتصادر التركي ولكنها فشلت.

قاموا بتنفيذ مشروع معتم يشمل حرق المنازل التركية ونفذوا الجنايات في المطاعم التركية.وقاموا بحرق المنازل في كل دولة وصولاً إلى النمسا ونقلت الجثث إلى تركيا واستعملوا بعض من تنظيم النازيين في الهجائم. ولن يوضحوا حقيقة أي عملية وقاموا بتعتيم تلك العمليات تعتيم كامل.

في الحقيقة كانت هناك إعادة هيكلة دولة خفية. وكانت تنسق هجائم منهجية تجاه الأتراك والمسلمين. وكانت الأوقاف الألمانية التابعة سرياً للاستخبارات الألمانية متواجدة في جميع عمليات الاعتداءات. فهي عمليات اعتدائية منهجية تستر بالتنظيمات المتطرفة.

 

 

 

الأوقاف الألمانية

 تصريحات أردوغان في تلك الأيام حول "الأوقاف الألمانية واستثمار المشاريع الارهابية" لم تكف في لفت الانتباه. لأنه يعم السكوت في تركيا وخاصة في الفئة الفكرية ومنظمات المجتمع المدني حينما يمس الموضوع ألمانيا

 تذكروا التحقيق الذي خص حرق منزل في لودفيغشهافن بتاريخ 2 فبراير من عام 2008 والذي تلاها حرق ما يقارب المئة منزل. تم تشكيل اللجان وبداية التحقيق ولكن لن يصلوا لأي دليل!. لن يثبتوا أي فيديو في المدن التي تعمها كاميرات المراقبة ولن يصلوا حتى لشاهد عيان. وأخيرا قام القضاء الفيدرالي الألماني بإنهاء التحقيق وإغلاق الملف ورفعه بتصريح "لن يتم الوصول إلى أي دليل".

 

 

 

هم الذين خططوا وأداروا مظاهرات غازي

 المظاهرات التي شهدناها في استانبول في حديقة غازي كانت موجهة من مركز ألمانيا من قبل أوقافها وممثليها ومحيطها في جزء من المجتمع التركي. ألمانيا هي التي وقّعت على مسرحية النزاع الداخلي في تركيا.

جميع الاعتراضات التي وجهت إلى تركيا في تلك الفترة من عدم إنشاء الجسر والطريق والمطار كلها كانت من اعتراضات ألمانيا. كانوا يبتزون تركيا ويحاربون نموها العظيم. إن الاستخبارات الألمانية كانت في كل خطوة من خطوات إرهاب الشارع فهي كانت تنسق تلك العمليات وتديرها. الاستخبارات الألمانية تدير الجمعيات العلوية في كل من ألمانيا والنمسا وبلجيكا لتجهز لانتفاضة علوية في تركيا.

في ضربة 28 فبراير كانت ردة فعل ألمانيا بتدمير الاقتصاد وردة فعل استخباراتها في عمليات إيرجينيكون كانت بحرق أكثر من مئة منزل من منازل الاتراك مع النازيين. أما موقفها في مظاهرات غازي فكانت هي المخططة والمديرة المباشرة لتلك المظاهرات لخلق حرب داخلية فيها.

 

 

 

 

لقد ساقوا اللعبة الدولية إلى الساحة

 ألمانيا الجديدة هي دائمة التدخل في مسار السياسة الداخلية لتركيا وفي اقتصادها وهي بموقفها المعادي دائماً دعمت المجموعات الارهابية. الاستخبارات الالمانية لها علاقات واضحة مع تنظيم البي كا كا ومع تنظيم الدي ها كا بي جي أيضاً.

وإذاً والآن ما الذي يحاولون فعله بقرارهم الإبادة الجماعية ضد الارمن؟ وماهو الحساب العلوي الذي أفشل اتفاقية الفيزا والعودة؟ هل كان مجيء أنجيلا ميركيل كل أسبوع إلى تركيا مجرد مسرحية؟

 برأيي إن الألمان يجهزون لموجة اعتداء جديد. أو بالأصح انطلقت اللعبة الدولية الهادفة لمحاصرة تركيا باتخاذ ألمانيا القرار النهائي. الموضوع ليس له اي علاقة بتاريخ الأرمن. شيء يفوق العلاقة التركية الألمانية فالهدف هو بدء حملة تصفية البيئة السياسية في تركيا.

 

 

 

 

إفادة "سيهدر الدم" هي أمر من ألمانيا

 ستبدأ اعتداءات جديدة وصارمة أكثر تجاه تركيا بعد أن فشلت مظاهرات غازي وضربة 17 ديسمبر والموجة الارهابية. انتبهوا إلى إفادة كمال كلتشدار أوغلو بـ"يهدر الدم". هذه الإفادة ليست من الداخل بل موصاة من الخارج.

من مقالتي في تاريخ 16 مايو تحت عنوان " من الذي يريد "الدم"؟ ومن الذي وصاك على هذه الجملة؟": " الهجائم الإرهابية التي بدأت بعد فشل مخططات غازي والتنظيم الموازي نتجت أيضاً بفشل محاولات الاحتلال الداخلي. والآن هناك دلائل واضحة وقوية بأنهم وصلوا إلى آخر خطوات مخططاتهم في تجهيزات الموجة الجديدة وذلك عن طريق إجراء تجهيزات لجبهة جديدة وبحوثات لشركاء جدد لهم في الداخل وتعاونهم مع المجموعات الارهابية في الجنوب لإيقاف تركيا ."

 

 

 

أليس كل شيء واضح؟

 أيضاً من مقالتي بتاريخ 23 مايو تحت عنوان "سيشهد بن علي يلدرم أصعب فترة" : "التدخلات التالية لن تكون لإيقاف حكومة حزب العدالة فحسب بل لإيقاف تحول تركيا المنهجي وسنشهد التدخل الخارجي بكل وضوح في تنفيذ مخططاتهم التالية.

لقد بدؤوا بتجهيز أساس الحركة المشابهة لمظاهرات غازي وضربة 17 ديسمبر من الآن. سأترك لكم التخمين الأماكن المستقبلة للأشخاص الذين نراهم اليوم على يميننا ويسارنا بعد عدة اشهر"

 

 

 

أقسى مقاومة تجاه أصعب هجوم

 ستشهد مرحلة انتقال تركيا إلى النظام الرئاسي إلى فترات مؤلمة. لأن الجميع على قناعة باستحالة تضييق ومحاصرة تركيا بعد انتقالها إلى النظام الرئاسي. لذلك سنشهد الهجوم الأخير في هذه الأيام. دعونا ندقق كل من إفادة كلتشدار أوغلو التي تحتوي على "الدم" وعلاقات حزب الهي دي بي و ألمانيا والزيارات نجد أنه لم يبق لديهم سوى طريقة واحدة: جمع الأكراد والعلوية في جبهة واحدة وإرسالهم إلى الساحات.

هذه خطة تجتاز قدرة ألمانيا. هذا تدخل دولي سماه رئيس الجمهورية أردوغان بـ"المخ العلوي". هؤلاء الذين جمعوا جميع المجموعات الارهابية تحت سقف واحد يجهزون اليوم لنزاع مذهبي وعرقي. والذين أحاطوا تركيا من الجنوب يسوقون إلى تركيا موجة حرب داخلية جديدة .

الهدف إيقاف سير تركيا العظيم. سيكون هذا الاعتداء الأخير ثقيل جداً ولكن "مقاومتنا القاسية" ستفوق اعتدائهم. سأستمر في نقاش هذا الموضوع في الأيام المقبلة.

 

 

 

المصدر/ يني شفق