15 ذو القعدة 1425
القاهرة - همام عبد المعبود

نفت جماعة الإخوان المسلمين بمصر جملة وتفصيلاً اتهام (الرئيس) محمد حسني مبارك لها بالإرهاب، وأعلنت رفضها وبعدها الشديد عن الإرهاب والعنف فكراً وسلوكاً، بل واعتبرت أن الحكومات التي تعاقبت على مصر هي التي مارست الإرهاب ضد الجماعة بكل أنواعه، مشيرة إلى أن " الإخوان المسلمين من أخلص وأحرص الناس على خدمة وطنهم".

وقال (المرشد العام للجماعة) محمد مهدي عاكف، رداً على ما ورد في حديث (الرئيس) مبارك لمجلة دير شبيجل الألمانية :"من المؤكد أن الرئيس تعرض لسؤال خبيث من صحفي مجلة "دير شبيجل"، جعله يصف الإخوان المسلمين بأن لهم تاريخياً إرهابياً"، مشيراً إلى أن "تاريخ الإخوان ناصح البياض، باعتبارهم ابناً شرعياً للشعب".

وأبدى المرشد العام للجماعة نوعاً من المدح للرئيس مبارك، رغم اتهاماته التي وجهها للجماعة، قائلاً :"الرئيس مبارك يؤمن بالتعددية السياسية، واختلاف الرؤى، وهو في النهاية رئيس مصر، الذي نفخر به جميعاً حكومة وجماعة وأحزاباً".

وكان مبارك في حديثه إلى المجلة الألمانية، حسبما نشرته صحيفة الأهرام الحكومية، الاثنين 20/12/2004م، قد وصف جماعة الإخوان المسلمين بالإرهاب، متهماً إياها بقتل محمود فهمي النقراشي، ومحاولة اغتيال عبد الناصر، مشيراً إلى أن الإخوان هم آخر من تحتاج إليهم مصر .
ورداً على سؤال يقول:"في العديد من الدول العربية والإسلامية يحاول متطرفون إسلاميون الوصول إلى الحكم، وفي مصر مثلاً تنشط جماعة الإخوان المسلمين الذين يريدون جعل بلادكم دولة إسلامية، إنهم يطالبون بالسماح لهم بحزب سياسي، ويدَّعون أنهم "البديل الديمقراطي"، قال مبارك: "جماعة الإخوان المسلمين لها تاريخ إرهابي، لقد قتلوا في الماضي رئيساً للوزارة وواحداً من القضاة، ونحن مختلفون معهم في آرائهم السياسية، وفي 1954م حاولوا قتل الرئيس جمال عبد الناصر".

وأضاف مبارك "والإخوان المسلمون هم آخر من تحتاج إليهم بلداننا، فإن الكراهية الدينية أو المذهبية تمزق مجتمعات بأسرها، فما نشاهده الآن في العراق مثل للخلط السيئ بين السياسة والدين..، إن الأحزاب الدينية تهدد السلام الاجتماعي؛ لأنه إذا ما قام حزب ديني إسلامي فسوف تقوم أحزاب دينية إسلامية ومسيحية أخرى، وقد تتصارع ويتهدد بالتالي السلام الاجتماعي" !!

وفي ردها على هذه الاتهامات، قالت الجماعة، في بيان أصدرته الثلاثاء 21/12/2004م،:"إن الإخوان المسلمين من أخلص وأحرص الناس على خدمة وطنهم، إن موقف الإخوان من العنف والإرهاب ثابت ومعروف، وهو إدانتهم الكاملة لهما"، مشيرة إلى أن " الحوادث التي سبق أن وقعت في مصر قبل ثورة تموز 1952م من قبل عناصر من الجماعة، في العهد الملكي، قد اعتذر عنها الإخوان، ولم يثبت قيام الجماعة بأي عنف طيلة الأربعين عاماً الماضية".

وأضاف الدكتور محمد حبيب (النائب الأول للمرشد العام للإخوان) في بيان تسلم مراسلنا بالقاهرة نسخة منه، أن الإخوان المسلمين ظلوا يطالبون مع كافة القوى الوطنية والسياسية بالإصلاح السياسي كمدخل حقيقي لكافة أنواع الإصلاح، على اعتبار أن حالة الجمود والانسداد السياسي التي تعيشها مصر هي المتسببة في التخلف العلمي والتقني والحضاري، فضلاً عن الأزمات الاقتصادية الحادة التي تعاني منها البلاد.

وقال حبيب: " إن حادثتي قتل النقراشي والخازندار في أربعينيات القرن الماضي، واللتين يستدل يهما البعض على أعمال عنف ارتكبها الإخوان كانتا عملين فرديين، واستنكرهما الإخوان في حينها، أما حادث إطلاق النار على (الرئيس المصري الراحل) جمال عبد الناصر في ميدان المنشية عام 1954م، الذي استدل به الرئيس مبارك في حواره مع الصحيفة الألمانية، فكان "تمثيلية كبرى أحكم تدبيرها (آنذاك) بهدف القبض على الإخوان، وإزاحتهم من الطريق للاستئثار بالسلطة".

ومن جهته، نفى (القيادي الإخواني) الدكتور عصام العريان (عضو مجلس شورى الجماعة) التهم الموجهة للجماعة، وقال : نحن لا نطالب بدولة دينية أو حزب ديني، وإنما نطالب بدولة مدنية وحزب مدني ذي مرجعية إسلامية، ونحن نقبل الديمقراطية والتعددية السياسية، ونحترم الآخر ونسعى للتحاور مع من يخالفوننا في الرأي، ونقبل بتعددية حزبية حقيقية، ونعترف بحقها في عرض وجهة نظرها، ولا نحجر عليها الرأي، وهذا الكلام قديم قاله مرشدو الجماعة السبعة عبر سنواتها الـ 76 منذ إنشائها وحتى اليوم!!

وأضاف العريان في تصريحات خاصة لمراسلنا بالقاهرة:" ما كنا في يوم من الأيام طلاب سلطة، ولا نسعى لأن نحكم – بفتح النون- بالإسلام، وكل هدفنا أن نحكم – بضم النون- بالإسلام، وأن تتاح الفرصة ليقدم الإسلام للناس حلولاً ناجعة لمشاكلهم، ونحن لا نعرف المراوغة أو المناورة، وتاريخنا عريق في الكفاح الوطني، ولم نبخل على أوطاننا بخيرة رجالنا الذين قدموا حياتهم رخيصة في سبيل الله)، مشيراً إلى أن ( الجماعة تخطت الماضي، وطرحت رؤيتها السياسية واضحة من خلال مبادرة المرشد مهدي عاكف التي أعلنها في نقابة الصحفيين المصريين في 3 مارس 2004م) .